الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصحابه، لا لقصد الفخر.
فإن قلت: السياقُ يقتضي تفضيلَه على المخاطبين فيما ذكر، وليس هو منهم قطعًا، فقد فُقد شرط استعمال (1) أفعل التفضيل مضافًا (2)؟
قلت: إنما قصدَ التفضيلَ على كل مَنْ سواه مطلقًا، لا على المضاف إليه وحده، والإضافة لمجرد التوضيح، فما ذكرتَه من الشرط هنا لاغٍ؛ إذ يجوز في هذا المعنى أن يضيفه (3) إلى جماعة [هو (4) أحدُهم؛ نحو: نبينا صلى الله عليه وسلم (5) هو أفضل قريش، وأن تضيفه إلى جماعة (6)] (7) من جنسه ليس داخلًا فيهم؛ نحو: يوسف أحسنُ إخوته، وأن تضيفه إلى غير جماعة؛ نحو: فلان أعلمُ بغدادَ؛ أي: أعلمُ ممن سواه، وهو مختص ببغداد؛ لأنها مسكنه أو (8) منشؤه.
* * *
باب: تفاضُلِ أهلِ الإيمانِ في الأعمالِ
21 -
(22) - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنيِّ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ
(1) في "ج": "الاستعمال".
(2)
"مضافًا" ليست في "ج".
(3)
في "ن": "يضيف".
(4)
في "ع": "وهو".
(5)
"صلى الله عليه وسلم" ليست في "ن".
(6)
في "ع": "غير جماعة".
(7)
ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(8)
في "ن": "و".
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مَنْ كانَ فِي قَلْبهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدلٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نهرِ الْحَيَا، أَوِ الْحَيَاةِ -شَكَّ مَالِكٌ-، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي جَانِب السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيةً؟ ".
قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: "الْحَيَاةِ"، وَقَالَ:"خَرْدلٍ مِنْ خَيْرٍ".
(مثقال): وزن مقدر، والله (1) أعلمُ بتقديره.
(خردل): قال القاضي: حَبٌّ معلوم إذا صُنع بالزبيب، فهو الصِّناب (2)(3).
وفي "الصحاح": خَرْدلْتُ اللحمَ؛ أي: قطعته صغارًا -بالدال والذال (4)(5) -.
قال الخطابي: هذا مثل؛ ليكون عيارًا في المعرفة لا الوزن؛ لأن الإيمان ليس بجسم فيوزن (6).
[وقيل: يُجعل العملُ وهو عَرَضٌ في جسم (7) على قدره عند (8) الله، ثم يوزن.
(1) في "ج": "الله".
(2)
في "ن" و"ع": "بالزيت فهو الضباب".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 232).
(4)
في "ع": "بالذال والدال".
(5)
انظر: "الصحاح"(4/ 1684)، (مادة: خردل).
(6)
انظر: "أعلام الحديث"(2/ 588).
(7)
في "ن": "فرجت".
(8)
"عند" ليست في "ج".
وقال إمام الحرمين: الوزن لصحف الأعمال] (1).
وقيل: تمثل (2) الأعراضُ بجواهر (3)، فتجعل في كِفة الحسنات جواهر بيض مشرقة، وفي كفة السيئات (4) سود مظلمة.
(الحيا): -بالقصر-، ومَدَّه (5) الأصيلي.
قال القاضي: ولا وجه لذكره هنا، لا مقصورًا ولا ممدودًا، لكن للمقصور معنى، وهو كل ما حَيِيَ الناس به (6).
والحَيَا: المطر والخِصْب، فلعل هذه العين سميت بذلك؛ لخصب (7) أجسامِ المغتسلين فيها، و (8) لأنهم يحيون بعد غسلهم منها، فلا يموتون على رواية الحياة المشهورة.
(الحِبَّة): -بكسر الحاء-: بذرُ الصحراء مما ليس بقوت، و -بالفتح- لغيره؛ كحبة (9) الحنطة، هذا أحسنُ الأقوال فيه.
وشبهه بالأول؛ لسرعة نباته دون الثاني، وإنما زاد في صفتها بحميل
(1) ما بين معكوفتين سقط من "ع".
(2)
في "ن": "مثل".
(3)
في "ع": "جواهر".
(4)
في "ن": "الحسنات".
(5)
في "ج": "ومد".
(6)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 219).
(7)
في "ج": "لخصب الخصب".
(8)
في "ع": "أو".
(9)
في "ن": "كحبطة".
السيل؛ لأنها إذا كانت كذلك، أينعت و (1) طلعت؛ بخلاف غيرها من الحبوب.
(ثنا عمرو: الحياةِ): -بالكسر- على الحكاية.
* * *
22 -
(23) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَناَ ناَئِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ". قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينَ".
(قمص): جمع قميص.
(الثُّدِيّ): جمع ثَدْي؛ فثاؤه مضمومة، وقد تكسر إتباعًا لكسرة الدال، والياءُ مشددة.
(قالوا): من القائلين: أبو بكر رضي الله عنه، ذكره الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(2).
(فما أَوَّلْتَ ذلك؟): يحتمل أن يكون جملة فعلية أو اسمية، وبحسب ذلك يختلف الضبط في قوله:
(1) الواو زيادة من "ن" و"ع" و"ج".
(2)
قلت: رواه الحكيم الترمذي في "نوادره"(1/ 392)، من حديث أبي سلمة رضي الله عنه. ولم أر فيه ذكرًا لأبي بكر رضي الله عنه، والله أعلم.