الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما يستحبُّ للعالم إذا سُئِلَ: أيُّ الناسِ أعلمُ؟ فيكِلُ العلمَ إلى الله
109 -
(122) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ؟ فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَناَ أَعْلَمُ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَالَ: يَا رَبِ! وَكيْفَ بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، فَإِذَا فَقَدْتَهُ، فَهْوَ ثَمَّ، فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نوُنٍ، وَحَمَلَا حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، حَتَّى كاناَ عِنْدَ الصَّخْرَةِ، وَضَعَا رُؤُوسَهُمَا وَنَامَا، فَانْسَلَّ الْحُوتُ مِنَ الْمِكْتَلِ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا، وَكانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمِهِمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِناَ هَذَا نصبًا. وَلَمْ يَجدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ فتاهُ: أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ؟ فَإنِّي نسَيتُ الْحُوتَ، قَالَ مُوسَى: ذَلِكَ مَا كُنَّا نبغِي، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا، فَلَمَّا انتهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، إِذَا رَجُل مُسَجًّى بِثَوْبٍ، أَوْ قَالَ تَسَجَّى بِثَوْبِهِ، فَسَلَّمَ مُوسَى، فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ فَقَالَ: أَناَ مُوسَى، فَقَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نعمْ، قَالَ: هَلْ أتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟ قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، يَا مُوسَى! إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْم اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ
أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ. قَالَ: سَتجِدُنِي إِنْ شَاءَ الله صَابِرًا، وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا. فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، لَيْسَ لَهُمَا سَفِينةٌ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعُرِفَ الْخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نقرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى! مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْم اللَّهِ إلَّا كنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ، فَعَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ ألوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ، فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ، فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟ قَالَ: أَلَمْ أقلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟ قَالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نسَيتُ -فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا- فَانْطَلَقَا، فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلَاهُ، فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ مُوسَى: أَقتلْتَ نَفْسًا زكيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ؟ قَالَ: أَلَمْ أقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟ -قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَهَذَا أَوْكَدُ-، فَانْطَلَقَا، حَتَّى إِذَا أتيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ، قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا، قَالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْني وَبَيْنكَ". قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا".
(إن نَوْفًا): - بفتح النون وإسكان الواو وآخره فاء (1) -: هو أبو رُشَيْدِ ابنُ فَضَالَةَ ابنُ امرأةِ كعب، كان من علماء التابعين.
(1) في "ع": "في آخره فاء"، وفي "ج":"فائه".
(البِكالي): بكسر الموحدة وتخفيف الكاف.
وقيل: -بفتحها (1) مع تشديد الكاف-، وبكال من حِمْيَرَ.
(إنما (2) هو موسًى آخرُ): أي: شخصٌ آخرُ مسمًّى بموسى (3)، فهو نكرة، فينصرف؛ لزوال علميته.
وجعله ابن مالك من قبيل ما نُكِّرَ تحقيقًا (4)، يريد: باعتبار جعله بمعنى شخص مسمًّى بهذا الاسم، ذلك موجود كثيرًا، فيتحقق (5) له شياع (6) في أمته بالاعتبار المذكور، بخلاف مثل: لا بصرةَ (7) لكم؛ أي: لا بلدَ مسمَّاة بالبصرة، فهذا ليس محققًا، إنما هو أمر مقدر ضرورةَ أن لا شيء من البلاد مسمًّى (8) بالبصرة غير تلك المدينة الواحدة.
فأما وجود أشخاص يسمَّى كلٌّ منهم بموسى، فمن قبيل المحقَّق، لا المقدَّر، فلا وجه حينئذٍ لاستشكال الزركشي جعلَ ابن مالك تنكيرَ موسى مثالًا للتحقيقي (9)، فتأمله.
(1) في "ع": "بفتحهما".
(2)
"إنما" ليست في "ج".
(3)
في "ع": "مسمى موسى".
(4)
انظر: "التنقيح"(1/ 80).
(5)
في "ع": "كثير متحقق".
(6)
في "ج": "شاع".
(7)
في "ج": "بصيرة".
(8)
في "ع": "يسمى".
(9)
في "ع": "للتخففي"، وفي "ج":"للتحقيق".
(فقال: كذب عدوُّ الله): أي: قال غيرَ الواقع، ولا يلزم منه تعمُّدُه، وهذا الكلام من ابن عباس رضي الله عنهما خرجَ مخرَج التنفير عن هذا القول، لا القدح في القائل.
(فعتب الله عليه): أي: لم (1) يرض قوله شرعًا، وأما العَتْبُ بمعنى المَوْجِدَة (2) وتغيُّر النفس، فمستحيلٌ على الله تعالى، وعَتَبَ كضرب وخرج.
قال ابن المنير: وأورد الشارح -يعني: ابن بطال- كلامًا كثيرًا عن السلف في التحذير من دعوى العلم، والتحضيضِ على قول القائل: لا أدري، وما كان لائقًا (3) بهذا السياق؛ فإن فيه إشعارًا بأن الآحاد بلغوا من التحرز ما لم يبلغه موسى عليه السلام، وهذا لا يجوز اعتقادُه، ولا إيرادُه في سياق العتب على موسى، بل يقتصر على ما ورد في الحديث.
وليس قول موسى عليه السلام: "أنا أعلم" كقول الآحاد لهذا القول، ولا نتيجةُ قوله (4) كنتيجة قولهم، بل كانت (5) نتيجةُ قوله المزيدَ من العلم، وتمهيدَ قواعدِ ما (6) جرى بينه وبين الخضر، والتنبيه (7) بتلك الكلمة إلى زيادات في التواضع، وإلى مزيد (8) حرصٍ في طلب العلم.
(1)"لم" ليست في "ن".
(2)
في "ع": "المؤاخذة".
(3)
في "ن": "على قول العالم بلا أدري، ولا ما كان لائقًا".
(4)
في "ن": "لقوله".
(5)
في "ع": "بل كان".
(6)
في "ن": "مما".
(7)
في "ع": "التنبيه".
(8)
في "ن" و"ع": "مزية".
وإطلاقُ الشارح الخطأ عليه؛ حيثُ بين له الخضرُ ما بين، غلطٌ (1)؛ فإن موسى عليه السلام قضى بالظاهر المتعَبَّد (2) به، وكشفُ الغيب لمخالفة الباطن له لا يطَّرق (3) له خطأ؛ كما لو قضى القاضي ببراءة الخصم بيمينه حيث لم يُحضر المدعي بينتَه (4)، فقامت البينةُ بعدُ، فلا يكون القاضي مخطئًا، بل لو أقر الخصمُ نفسُه أنه حلف يمينًا فاجرةً، استحلفه القاضي إياها، فلا يكون القاضي مخطئًا بالإجماع.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَا يَأْخُذْهُ، إِنَّمَا (5) أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ نَارٍ"(6).
أفترى ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم إلا صوابًا محضًا لا ينسب إليه فيه خطأ بالإجماع؟!!
وإنما عاد موسى على نفسه بالاعتراف بالنسيان؛ لأنه كان واعدَ الخضر ألَّا يُنْكِر عليه، ثم غلبه في الأولى (7) النسيانُ، وفي الثانية اعتيادُ (8) الغيرة والحمية لظاهر الشرع الذي هو متعبَّد به (9).
(1) في "ع": "غلطه".
(2)
في "ج": "المعتد".
(3)
في "ن" و"ع": "يتطرق".
(4)
في "ن" و"ع" و"ج": "بينة".
(5)
في "ن": "فإنما".
(6)
رواه البخاري (6967)، ومسلم (1713) عن أم سلمة رضي الله عنها.
(7)
في "ع": "الأول".
(8)
لعلها: "اعتبارُ".
(9)
في "ن": "الذي تعبد ربه"، وفي "ج":"معتد به".
والأدبُ مع جميع الأنبياء واجب {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285]، والله الموفق.
(في مِكتَل):- بميم مكسورة ومثناة من فوق مفتوحة-: القُفَّة.
(يوشَعَ): -بالفتح- لا ينصرف.
(فانطلقا بقيةَ ليلتِهما ويومِهما (1)): أما الليلة، فمضاف إليه بقية، ويومِهما: إما -بالجر- عطفًا عليه، وإما -بالنصب- عطفًا على البقية (2)، والمراد: سير جميعه، كذا جاء (3) هنا.
وفي التفسير: "بقيةَ يومِهما وليلِهما (4) "(5)، وهو الظاهر.
(مسجًّى): مغطًّى.
(وأنى بأرضك السلام؟!): أنى بمعنى: من أين؟ أو بمعنى: كيف؟ وهي (6) خبر مقدم على المبتدأ، وهو السلام، وبأرضك إما متعلق بما تعلق به الظرف، أو في محل نصب على الحال من الضمير المستتر فيه العائد على السلام، والاستفهام هنا تعجبي، وذلك أنه لما رآه في أرض قفرٍ (7)، استبعد (8) علمَه بالسلام وكيفيته.
(1) في "ج": "يومهما وليلتهما".
(2)
في "ع": "على بقية".
(3)
"جاء" ليست في "ج".
(4)
في "ن"و "ع": "وليلتهما".
(5)
رواه البخاري (4725) عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
(6)
في "ن" و"ج": "وهو".
(7)
في "ن" و"ج": "قفراء".
(8)
في "ع": "ثم استبعد".
(فكلموهم أن يحملوهما): هكذا ورد بصيغة الجماعة (1)[أولًا، وصيغة ضمير الاثنين ثانيًا، والمعنى: أن موسى (2) والخضر ويوشَع (3) كلموا أصحاب السفينة، فأتى بضمير الجماعة](4) على الأصل، وأتى بضمير الاثنين في يحملوهما عائدًا [إلى الخضر وموسى عليهما السلام، ويوشعُ تبعٌ لهما، وقد قال الله (5) تعالى: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117](6) ، فخاطبهما، ثم خاطبه؛ لأنها (7) في حكم التبع له.
(قوم حملونا): قال الزركشي: أي: هؤلاء قومٌ، أو: هم قومٌ، فالمبتدأ محذوف، وقومٌ (8) خبره (9).
قلت: ويجوز أن يكون قومٌ مبتدأ، وإن كان نكرة؛ لأنه قد وُجد مسوّغٌ الابتداء (10)، وخبرُه: عمدتَ إلى سفينتهم.
(بغير نَوْل): -بفتح النون وإسكان الواو-؛ أي (11): بغير أجرة.
(1) في "ن": "بصيغة ضمير الجماعة".
(2)
في "ن": "يوشع، وهو تصحيف".
(3)
في "ن": "واليوشع".
(4)
ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(5)
لفظ الجلالة "الله": ليس في "ن".
(6)
ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(7)
في "ن": "لأنهما".
(8)
في "ج": "قوم".
(9)
انظر: "التنقيح"(1/ 82).
(10)
في "ن" و "ع" زيادة: "به".
(11)
"أي": ليست في "ن" و "ع".
(عُصفور): -بضم العين-، وذكر بعضهم أنه (1) الصُّرَد.
(نَقْرَة): بفتح النون وإسكان القاف.
(ما نقص علمي وعلمُك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور): لفظ (2) النقص هنا ليست (3) على ظاهرها؛ إذ علمُ الله تعالى لا تدخله زيادةٌ ولا نقص، وإنما هذا على طريق التمثيل؛ أي: إن علمَنا بالنسبة إلى علم الله كنسبة هذه النقرة؛ فإنها لحقارتها لا تظهر، فكأنه (4) لم يأخذ شيئًا (5).
(1) في "ج": "أنهم".
(2)
في "ع" و"ج": "لفظة".
(3)
في "ن": "ليست هنا".
(4)
في "ن": "وكأنه".
(5)
سقط من النسخة "م" تتمة شرح هذا الحديث، وشرح حديثين آخرين، وقد رأيت إثبات ذلك في الهامش هنا من النسخ الأخرى مع إهمال الفروق فيما بينها، وهو كالآتي:
[قال القاضي: أو يرجع ذلك في حقهما؛ أي: ما نقص علمنا مما جهلناه من معلومات الله إلا كهذا تقديرًا، وجاء في البخاري:"ما علمي وعلمك في جنب علم الله"؛ أي: معلومه، إلا كما أخذ هذا العصفور، وقيل:(إلا) بمعنى (ولا)، والظاهر أنه على التمثيل، وما عداه فيه تكلف.
(فعَمدَ): بفتحتين.
(فأخذ برأسه): الباء للإلصاق، والمعنى: أنه ألصق أخذه برأسه؛ أي: جرَّه إليه برأسه، ثم اقتلعه، ولو كانت زائدة كما قيل، لم يكن لقوله:"اقتلعه" معنى زائدًا على أخذه، مع أن هذا ليس من محال زيادة الباء. =