الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة الرابعة
فى تعريف ووصف القرى والمنازل التى سكنها بعد تهيئتها أبناء قبائل الخزرج
وجماعاتها فى جوار مدينة الرسول
.
توطن أولاد وأحفاد الحارث بن الخزرج بن ثعلبة فى أول الأمر فى الجهة الشرقية لوادى بطحان واستقر من هؤلاء جشم وزيد بن حارثة منفصلين عن أبيهما فى برج «الناحية» الذى يقع فى موقع «سخ» ،وكان هذا البرج بعيدا عن مسجد السعادة مسافة ميل وكان فى داخل أقرب قرية إلى المسجد الشريف فى تلك الناحية.
وفارق خدارة بن عوف جده الحارث وسكن فى التلال التى يطلق عليها «حرار سعد» وفى الجهة الشامية منها، كما سكن ابن أخيه فى قرب مكان يسمى «بصة» وظل سالم بن عوف وأخوه غنم بن عوف بن عمرو بن الخزرج الأكبر أولاده وأحفاده فى أطراف «مسجد الجمعة» الواقع فى الحرة الغربية.
وكان لبنى خدارة برج يقال له «بئر البصة» كما كان لبنى سالم برج يطلق عليه «قواقل» وكان لكل واحد منهما برج متين ويروى أن برج «بئر البصة» قد أسس من قبل جد أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه البارى.
واستقر بنو عطية من رؤساء بنى سالم بالقرب من مسجد «بنو عطية» فى ناحية قباء وجماعات بنى حبلى من أحفاد مالك بن سالم بن غنم بن عوف استقروا فى القرى الكائنة بين منازل بنى النجار وبنى ساعدة.
وكان لجماعات هاتين القبيلتين خلف المنازل التى يطلق عليها بيوت عبد الله بن أبى، برجا يقال له «مزاحم» وكان فى غاية الجمال والمتانة.
وسكن جماعة بنى سليمة بن سعد بن على بن أسد بن شاردة ابن زيد بن
جشم بن الخزرج فى الحرة الواقعة بين برج ناحية «بنى حرام» وبين مسجد القبلتين، وسكنت طائفة بنى سواد بن غنم بن كعب بن سلمة فى جهة منازل بنى عبيد والمسجد السالف الذكر وبنوا مسجد القبلتين.
كما استقر أفراد بنى عبيد بن عدى بن غنم بن كعب بن سلمة فوق الجبال القريبة من مسجد الحزب وأنشئوا برجا متينا فى الجهة الجنوبية من المسجد.
وتوطن بنو حرام بن كعب بن غنيم بن كعب بن سلمة فى جانب المسجد الصغير الواقع فى مكان يقال له «قاع» وفى جهة مقبرة بنى سليم فى جهة «حصار مزاد» وبنوا بجانب بئر جابر بن عتيك
(1)
برجا منتظما.
وأقام أفراد بنى سلمة فى القرى سالفة الذكر، وتبعوا أمية بن حرام وعاشوا متآخين على قلب واحد وقالب واحد ولم يقم بعضهم ضد البعض مثل القبائل الأخرى؛ ولم تظهر بينهم آثار النفاق والشقاق ومن هنا أصبحوا من أثرياء العرب وأقويائهم فى أرض يثرب.
وأقام بنو بياضة وزريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر، وبنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب.
وبنو عذراة
(2)
،وبنو أجدع
(3)
متفقين فى قرية دار بنى بياضة
(4)
الكائنة فى الجانب الشامى لقرى بنى سالم وفى الجهة الجنوبية من منازل بنى مازن وابتدروا فى بناء ما يقرب من عشرين برجا لا بديل له.
وانفصل بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر عن آبائهم وانتشروا فى عدة قرى؛ يعنى استقر بنو ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وأبناء الحارث بن الخزرج بن ساعدة فى قرية «بنى ساعدة» الواقعة فى الجهة الشرقية من سوق المدينة المنورة،
(1)
حفر سيدنا معاوية رضى الله عنه بئرا أخرى إلى جوار تلك البئر.
(2)
هؤلاء بنو كعب بن مالك.
(3)
وهؤلاء بنو معاوية بن مالك بن غضب.
(4)
هذا المكان الحرة الغربية التى تنتهى عند بطحان.
واستقر بنو وقش وبنو عنان بن ثعلبة بن طريق بن الخزرج بن ساعدة بجوار «مسجد الراية» كما استقر بنو مالك بن النجار فى منازل «بنى النجار» .
وكانت منازل بنى النجار فى تلك الأوقات فى جهة باب الرحمة للمسجد الشريف وعلى هذا التعريف كانت منازل بنى معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار على الجانب الأيسر بجانب شارع باب الرحمة للمسجد الشريف، وكانت بيوت بنى مقالة على الجانب الأيمن من الشارع المذكور، وكان يسكن بنو مبذول بن عامر بن مالك بن النجار شرق بقيع الغرقد وبنو غنم فى الجهة الجنوبية منه.
وكانت منازل بنى عدى بن النجار فى الجهة الغربية من المسجد الشريف وكانت منازل بنى مازن بن النجار فى الجهة الشرقية من منازل زريق، وكان لأبناء عدى بن النجار فى ساحة المسجد الذى فى «دار نابغة» برج متين يسمى «زهرابة» ،وإذا ما نظرنا إلى الأماكن التى أقيمت فيها منازل بنى النجار بعين الإمعان يفهم بداهة أن منازل بنى النجار أقيمت فى نقطة غاية فى الأهمية، وإلى هذه النقطة الدقيقة يشير الحديث الشريف النّبوي الذى يقول:«خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفى كل دور الأنصار خير»
(1)
(حديث شريف).
(1)
رواه البخارى فى مناقب الأنصار حديث (3789) باب فضل دور الأنصار 115/ 7 من فتح البارى.
ومسلم فى كتاب الفضائل، باب خير دور الأنصار، حديث رقم (6303) وما بعده 572/ 7 وما بعدها ط.دار الغد العربى. وغيرهما من أصحاب السنن.