المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصورة الخامسةفى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمةوالمعارك المشهورة - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ٣

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الصورة الأولىفى ذكر الأحوال الجغرافية للمدينة الميمونة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةوجوب مراعاة حق جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان كيفية دفن من أدركه الأجل فى المدينة الطاهرة

- ‌منظومة

- ‌الصورة الرابعةتوضح وتبين كيف يستقبل شهر رمضان الشريف-مظهر الغفران-من قبلأطفال المدينة وكيف يكون رمضان فى مدينة طيبة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة التراويح:

- ‌سبب إقامة موكب الشموع:

- ‌الصورة الخامسةفى بيان ترتيب وتشكيل موكب الشموع الذى اعتيد إجراؤه فى مسجد السعادةبعد صلاة التراويح

- ‌الصورة السادسةفى تعريف طريقة أداء صلاة الفجر وصلاة العيد فى شهر رمضان

- ‌صورة أداء صلاة الفجر:

- ‌صورة أداء صلاة العيد:

- ‌الصورة السابعةفى تعريف الهيئة الكاملة لمسجد السعادة فى الوقت الحالى

- ‌الصورة الثامنةفى بيان وذكر أبواب حجرة السعادة المعطرة أبوابها وقناديلها وشمعداناتها

- ‌سبب وتاريخ استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة

- ‌تعريف مقدار خدمة الفراشة الشريفة الجليلة:

- ‌مقام أبى بكر وعمر رضى الله عنهما:

- ‌صورة غسل حجرة السعادة

- ‌الخدمة الدائمة للخدم:

- ‌تأديب الأغوات المتهمين:

- ‌إخطار

- ‌صورة تسكين الأغوات:

- ‌خدمات خدم مسجد السعادة الدائمة والمؤقتة:

- ‌الخطباء والأئمة فى الحرم النبوى الشريف

- ‌مكبرو الحرم الشريف

- ‌سقاء والحرم الشريف

- ‌استطراد

- ‌الوجهة الثانيةوتعرف حكم شد الرحال إلى المدينة بغرض زيارة مسجد الرسولصلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الأولىذكر الأحاديث الشريفة التى وردت بخصوص شد الرحال لزيارة مسجدالرسول صلى الله عليه وسلم وآراء الفقهاء العظام

- ‌إخطار

- ‌نصيحة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر وبيان فضائل المسجد النبوى الشريف والمنبر اللطيف والروضة النبويةالمنيفة

- ‌رواية

- ‌إخطار مهم

- ‌إخطار

- ‌بيان المصلى النبوى وبيان حدوده

- ‌الوجهة الثالثةتحتوى على ثلاث صور فى تعريف أسماء المدينة الطاهرة وفضائلها

- ‌الصورة الأولىفى بيان أسماء المدينة المنورة الجميلة وألقابها الجليلة

- ‌حرف الهمزة:

- ‌1 - أثرب:

- ‌2 و 3 - أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌4 و 5 - أكالة البلدان [ز]،أكالة القرى [ز]:

- ‌6 - الإيمان [ز]

- ‌حرف الباء:

- ‌7 و 8 - البارة [ز]

- ‌9 و 10 و 11 - ومن أسمائها الشريفة بحره، بُحيرة، بَحيرة

- ‌12 - بلاط [ز]:

- ‌13 - بلد [ز]:

- ‌14 - بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم [ز]:

- ‌حرف التاء:

- ‌16،15 - تندر [ز] تيدر [ز]:

- ‌حرف الجيم:

- ‌20،19،18،17 - جابرة [ز] جبار، جبابرة [ز] جبّارة:

- ‌21 - جزيرة العرب [ز]:

- ‌حرف الحاء:

- ‌23 - الحبيبة:

- ‌24 - حرم:

- ‌26،25 - حرم رسول الله [ز]،حسنة:

- ‌حرف الخاء:

- ‌28،27 - خيره، خيره:

- ‌حرف الدال:

- ‌37،36،35،34،33،32،31،30،29 - الدار [ز] دار الأبرار، دارالأخيار [ز] دار الإيمان [ز] دار السلام [ز] دار السنة [ز] دار السلامة [ز] دارالفتح [ز] دار الهجرة:

- ‌38 - درع، الحصينة [ز]:

- ‌حرف الذال:

- ‌39 - ذات الحجر [ز]:

- ‌40 - ذات الحرار [ز]:

- ‌41 - ذات النخل [ز]:

- ‌حرف السين:

- ‌42 - سلق:

- ‌43 - و 44 سلق وسلق

- ‌45 - سيدة البلاد [ز]:

- ‌46 - شافية [ز]:

- ‌حرف الطاء:

- ‌50،49،48،47 - طابه، طيبه، طيبة، طائب [ز]:

- ‌كما أن مطيبه (51) وطبابا (52) من أسماء المدينة

- ‌حرف الظاء:

- ‌54،53 - ظيابا [ز] ظبابا:

- ‌حرف العين:

- ‌55 - عاصمة:

- ‌56 - عذراء:

- ‌57 - عراء [ز]:

- ‌حرف الغين:

- ‌60،59 - غراء [ز]:غالبه [ز]:

- ‌حرف الفاء:

- ‌61 - فاضحة [ز]

- ‌حرف القاف:

- ‌62 - قاصمة [ز]:

- ‌67،66،65.64،63 - قرية [ز] قرية الأنصار [ز] قبة الإسلام، قريةالرسول، قلب الإيمان [ز]

- ‌حرف الميم:

- ‌68 - مؤمنة [ز]:

- ‌69 - 103 مباركة [ز]

- ‌حرف النون:

- ‌106،105،104 - ناجية [ز] نبلاء [ز] نجر [ز]

- ‌حرف الهاء:

- ‌108،107 - هرزاء [ز] هز:

- ‌حرف الياء:

- ‌111،110،109 - يثرب، يندد [ز]:

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر الروايات التى نقلت من الآثار الموثوقة والأخبار الصحيحة فى فضلورجحان المدينة المنورة على سائر الممالك

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأحاديث الشريفة التى وردت فى حق الذين اختاروا الإقامة فىالمدينة الطاهرة والذين أحدثوا البدعة والمبدعين والذين يعاونونهم

- ‌الوجهة الرابعةتشمل خمس صور تفصل أوائل حال المدينة المنورة وسكانها القدماء

- ‌الصورة الأولىفى ذكر أحوال المدينة الأولى وأطوار سكانها القدماء وأحوالهم

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر القبائل التى كانت فى أرض يثرب وقت أن هاجر إليها الأوسوالخزرج بن ثعلبة

- ‌سبب ظهور وقعة مالك بن عجلان وصورة ظهورها:

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر بيان القرى والمحال التى أسسها أفراد قبائل بنى الأوس حول المدينة

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف ووصف القرى والمنازل التى سكنها بعد تهيئتها أبناء قبائل الخزرجوجماعاتها فى جوار مدينة الرسول

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمةوالمعارك المشهورة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الخامسةوتشمل ثلاث صور تعين إرسال مصعب ابن عمير إلى يثرب

- ‌الصورة الأولىفى ذكر بيعة السابقين من الأنصار للإسلام وفى دعوة مصعب بن عمير أهلالمدينة إلى الإسلام

- ‌حكمة

- ‌سبب كون النبى صلى الله عليه وسلم أنصاريا من الخزرج:

- ‌الصورة الثانيةفى هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى دار الأمن المدينة المنورة

- ‌عربى

- ‌رواية

- ‌إخطار

- ‌ المعجزة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى بيان وقائع سنين الهجرة وتفصيلاتها الإجمالية

- ‌السنة الأولى للهجرة

- ‌سنة الأذان المحمدى:

- ‌أصول التسبيح فوق المآذن:

- ‌السنة الثانية للهجرة

- ‌السنة الثالثة الهجرية

- ‌ السنة الرابعة الهجرية

- ‌السنة الخامسة الهجرية

- ‌السنة السادسة الهجرية

- ‌السنة السابعة الهجرية

- ‌السنة الثامنة الهجرية

- ‌السنة التاسعة الهجرية

- ‌السنة العاشرة الهجرية

- ‌السنة الحادية عشرة الهجرية

- ‌الوجهة السادسةوتشتمل على إحدى عشرة صورة تعرف بالتفصيل توسيع وتجديد المسجدالشريف ودار فاطمة رضى الله عنها السعيدة

- ‌الصورة الأولىفى ذكر صورة طرح وتأسيس مسجد السعادة على صاحبه أفضل التحية

- ‌استطراد

- ‌ حديقة أولاد صفى

- ‌رأى ومطالعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةتبين توسيع مسجد السعادة وتحويل المحراب الشريف

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأماكن السعيدة التى صلى فيها من المسجد الشريف إمام محرابالملكوت-عليه السلام

- ‌مؤسس محراب مسجد السعادة:

- ‌نظم

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف جزعة مسجد السعادة والمحل القديم لمحراب النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌تنبيه

- ‌نعت شريف

- ‌الصورة الخامسةتبين سبب تأسيس منبر مسجد النبى وصورته وجزع ونحيب النخلة

- ‌مثنوى

- ‌استطراد

- ‌مثنوى

- ‌‌‌مثنوى

- ‌مثنوى

- ‌حكاية

- ‌استطراد

- ‌الصورة السادسةفى ذكر عدد المرات التى جدد فيها منبر السعادة وعدد المرات التى عمر

- ‌إخطار

- ‌الصورة السابعةفى بيان الأساطين التى ركزت فى مسجد السعادة فى عصر النبى السامى صلى الله عليه وسلم

- ‌كانت الأساطين الأصلية لمسجد السعادة ثمانية أعمدة موزونة متساوية، وقدزيد مؤخرا عدد أساطين المسجد الشريف المنيفة

- ‌1 - الأسطوانة المخلقة:

- ‌2 - أسطوانة عائشة:

- ‌3 - أسطوانة التوبة:

- ‌4 - أسطوانة السرير:

- ‌5 - أسطوانة المحرس:

- ‌6 - أسطوانة الوفود:

- ‌إخطار

- ‌7 - أسطوانة مربعة القبر:

- ‌8 - أسطوانة التهجد:

- ‌9 - محراب باب الجنائز:

- ‌الأبيات التى سطرت على الأساطين الأربع من الصف الأول:

- ‌الأسطوانة الأولى

- ‌الأسطوانة الثانية

- ‌الأسطوانة الثالثة

- ‌الأسطوانة الرابعة

- ‌الأسطوانة الخامسة

- ‌الأسطوانة السادسة

- ‌الأسطوانة السابعة

- ‌الأسطوانة الثامنة

- ‌الأسطوانة التاسعة

- ‌الأسطوانة العاشرة

- ‌الأسطوانة الحادية عشرة

- ‌الأسطوانة الثانية عشرة

- ‌استطراد

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر وبيان المقام واجب الاحترام الذى يطلق عليه «الصفّة»

- ‌استطراد

- ‌أصحاب الصفة الذين أورد أبو نعيم أسماءهم الجميلة ومناقبهم الجليلة منبين هؤلاء:

- ‌كيفية إعاشة أصحاب الصفة:

- ‌الصورة التاسعةفى تعريف الحجرة النبوية المعطرة

- ‌حكاية

- ‌حكاية أخرى

- ‌الصورة العاشرةفى تعريف دار فاطمة-رضى الله عنها-السعيدة

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تعريف كيفية إغلاق الأبواب التى تواجه مسجد النبى فى عصر السعادة

- ‌الوجهة السابعةتجمع خمس صور تبين وتظهر عدد المرات التى جددت فيها حدود المسجدالنبوى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر توسيع مسجد الرسول لأول مرة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر كيفية تجديد مسجد السعادة وتوسيعه للمرة الثانية

- ‌مقصورة مسجد السعادة

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر كيفية تجديد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وتوسيعه للمرة الثالثة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة الجنازة فى مسجد السعادة وسبب منعه

- ‌استطراد

- ‌موازنة تاريخية

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف تجديد مسجد السعادة وكيفية توسيعه للمرة الرابعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف الحجرة المعطرة والقبور الثلاثة المنورة

- ‌الشكل الأولقبر النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌الشكل الثانىقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر عمر بن الخطاب رضى الله عنهقبر أبى بكر الصديق رضى الله عنه

- ‌الشكل الثالثقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر أبى بكر الصديق رضى الله عنهقبر عمر بن الخطاب رضى الله عنه

- ‌الهيئة المرئية للقبور الثلاث المقدسة فوق الأرض:

- ‌شبكة قبر السعادة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الثامنةوتحتوى على تسع صور وتشمل تفصيلاتعن علامات رأس النبى الشريف ومقام جبريل الأمين السامى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر علامة الجهةالتى يوجد فيها رأس الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةترى وتعرف علامة جهة وجه النبى اللطيف

- ‌الصورة الثالثةفى تعريف مقام جبريل الأمين وتعيينه

- ‌الصورة الرابعةفرش حجرة السعادة وتعميرها وتجديدها

- ‌ذيل

- ‌حكاية

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف ستارة الحجرة المعطرة

- ‌أصول تعليق ستارة قبر السعادة وتجديدها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف صورة تخليق(1)حجرة السعادة

- ‌الصورة السابعةفى بيان وتعريف قناديل الحجرة الشريفة

- ‌غريبة

- ‌الصورة الثامنةفى تعريف الشبكة الشريفة التى تحيط بالحجرة المعطرة ودار فاطمة-رضى اللهعنها-السعيدة

- ‌ القصيدة

- ‌ القطعة

- ‌الصورة التاسعةفى ذكر قبة حجرة السعادة

- ‌الوجهة التاسعةوتحتوى على ثمانى صور

- ‌الصورة الأولىفى تعريف المصاحف الشريفة والأجزاء القرآنية اللطيفة وكتب الأدعيةالموجودة فى الخزينة النبوية

- ‌أجزاء القرآن الشريفة:

- ‌الدلائل(1)الشريفة

- ‌الصورة الثانيةفى تعريف وذكر وتفصيل جنس الأشياء النفيسة ومقدار الأشياء المحفوظة فىداخل حجرة السعادة المشحونة بالنور

- ‌عدد

- ‌الأشياء المتنوعة

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان جنس ومقدار الأشياء التى تبرع بها والتى علقت فى داخلالحجرة المعطرة التى تعدل الجنة

- ‌الصورة الرابعةفى ذكر وتعريف أطقم البخور والسكات من الفضة والذهب والمحفوظة فىداخل الحجرة المعطرة والتى تخرج كلما اقتضت الحاجة إليها

- ‌الصورة الخامسةفى ذكر تفصيل الشمعدانات والأشياء الأخرى المحفوظة فى داخل حجرةالسعادة جنسها ومقدارها والتى تستخدم كلما دعت الحاجة إلى استعمالها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف الأشياء الفضية النفيسة-جنسها ومقدارها-المحفوظة فى خزينةالحجرة المعطرة الجليلة

- ‌الصورة السابعةفى تعريف وتفصيل الستائر والأغطية التى تغطى أبواب حجرة السعادةوالمقامات المنيفة الأخرى مقدارها وأنواعها

- ‌الصورة الثامنةتبين وتعرض الشمعدانات والتعليقات والثريات

- ‌خلاصة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌قطعة

الفصل: ‌الصورة الخامسةفى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمةوالمعارك المشهورة

‌الصورة الخامسة

فى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمة

والمعارك المشهورة

.

انتصر أفراد القبائل الذين تشعبوا من سلالة الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقيا بعد واقعة مالك بن عجلان، واختارت كل بطن قرية تسكن بها كما سطر آنفا، وأخذ كل واحد من أفراد القبائل يحث الآخر فى تعمير الأملاك والأراضى وعاشوا متآخين فترة طويلة؛ ولكن ما ظهر بينهم فيما بعد من آثار النفاق والشقاق دفعتهم لاستخدام السيف والسنان ضد بعضهم حتى وصلت الحروب التى قامت بينهم قبل عصر السعادة بمائة وعشرين سنة إلى درجة تسلب عقول العقلاء ويروى المؤرخون أن الحرب آتية الذكر من أشهر معارك تلك القبائل المذكورة.

وقعة سمير-إن وقعة سمير أولى الملاحم المحزنة من بين الحروب التى وقعت بين قبائل الأنصار، ولما كان سبب حدوث هذه الواقعة رجل اسمه سمير من قبائل الأوس، قد اشتهرت تلك المعركة باسم وقعة سمير.

إن أصل الواقعة قتل سمير لأحد الأشخاص من الذين دخلوا فى حماية مالك بن عجلان الخزرجى يسمى كعبا بالاتفاق مع أحد أشرار بنى ثعلبة، وكان كعب هذا قد أحدث فتنة وفسادا بين قبيلته الأصلية بنى ذبيان ثم هرب ناجيا برقبته واحتمى بمالك بن عجلان.

ولما كان قتل شخص دخل تحت حماية أحد الأشخاص يعد مصيبة بين القبائل تلوث شرف مالك بن عجلان ومكانته، لهذا قام ابن عجلان بطلب دية كاملة من قاتل كعب وعند المخالفة لهذا التقدير أعلم أشرار بنى ثعلبة أن يستعدوا للقتال.

ص: 133

وكانت العادة المرعية فى تلك الأوقات عند العرب أن يعطى لمقتول الحليف نصف دية المقتول النسيب لذلك قال رجال القبائل الأوسية التى ينتسب إليها سمير أن إعطاء دية النسيب

(1)

لقتيل الحليف

(2)

مخالف لقانون العرب، وإنها ليست شيئا نعجز عن دفعه إلا أننا نخاف أن يظل كالعادة بين العرب وبناء على هذا نعطى دية الحليف حتى نقف دون احتمال وقوع هذه العادة، ولكن مالك بن عجلان أصر فى ادعائه وطلبه، وحاول رئيس قبائل الأوس أحيحة بن الجلاح أن يقنع مالكا حتى يحافظ على عادات العرب القديمة.

وطال الإصرار والمدافعة ونتج عن الحوار الجدال والمشاجرة، وتسلح الطرفان وشرع كل طرف فى شتم الآخر وضربه وتضاربا ثمانى ساعات أو عشر، وفى النهاية تغلب الأوس على الخزرج وعينوا منذر بن حرام النجارى الخزرجى جد حسان بن ثابت-رضى الله عنه-حكما للفصل بين المتخاصمين.

وأخبر مالك بن عجلان بأنه سيقبل الرأى الذى يقضى به ابن حرام وبحكمه، وبعد أن أخذ منذر بن حرام تأكيدات قوية من أفراد طرفى المحاربين بأنهم سيوافقون على الحكم الذى سيصدره، ثم خاطب الأوس وقال:«يلزم أن تدفع دية النسيب لكعب المقتول على أن يكون لهذه المرة فقط» وإن كان أفراد قبيلة الأوس وافقوا على هذا الحكم وقاموا بتنفيذه وفصلوا هذه الحرب بحكم المنذر إلا أن الطرفين قد غضب بعضهم من بعض وفى النهاية أحدثوا فيما بينهما ملحمة يوم الرحابة.

يوم الرحابة-حدثت هذه الواقعة بين بنى حجبا من قبيلة الأوس وجماعات بنى مازن من أقوام الخزرج وقد أدى إلى حدوث هذه الملحمة المؤلمة قتل كعب بن عمرو المازنى من عشيرة مازن بن النجار من قبل بنى حجبا، لأن كعب بن عمرو المازنى كان يتلاقى من حين لآخر بباغية من نساء بنى حجبا، وعندما اطلع بنو حجبا لوقاحة كعب ومجونه حاصروه يوما فى منزل تلك الفاجرة وقتلوه. وأسرع

(1)

النسيب: يقال لمن هو من أصل القبيلة وذريتها.

(2)

الحليف: يقال للذين تعاهدوا وتحالفوا على أن يساعد بعضهم بعضا.

ص: 134

عاصم بن عمرو أخو كعب يتفق مع أبطال بنى مازن فى المطالبة بثأر كعب وأعلن خصومته كما أن رجال بنى حجبا تهيئوا لأسباب القتال فاجتمع رجال الطرفين فى موقع رحابة وأخذوا يتقاتلون.

وقد تحمل رجال الأوس وتجلدوا فى ميدان المعركة وأظهروا بعض البطولات إلا أنهم لم يتحملوا هجمات رجال الخزرج الشديدة وفروا فى النهاية منهزمين، وانفصل رئيس قبيلة الأوس عن الفارين ودخل فى القلعة المشهورة ب «ضحيان» مع أتباعه وأغلق أبوابها.

وكان أخو كعب المقتول عاصم بن عمرو يصر على أخذ ثأر أخيه من أحيحة بن الجلاح، وأخذ يبحث عن طريقة للوصول إلى أحيحة وقتله قائلا:«إنه زمن الانتقام تماما» وأخذ يتجول حول ذلك الحصن فى الليالى، وفى ليلة ما كان أحيحة قد خرج من الحصن ليسترق السمع للأحداث وأطلق أمامه الكلاب للأطراف والأكناف وأخذ ينظر إلى أطرافه الأربعة نظرات متجسسة قائلا: «يا ترى من أين يمكن أن يأتى العدو وقد هيأ عاصم بعض التمر وسار نحو حصن ضحيان ورمى عدة ثمرات لكل كلب يقابله حتى يمنعه من النباح واقترب من الحصن، ولكن أحيحة قد دخل حصنه وقد أقلقه نباح الكلاب أولا وسكوتها بعد ذلك ولكن عاصم قد رأى رغبة دخول أحيحة فى الحصن فأطلق من خلفه سهما ولكنه اصطدم بباب الحصن ولم يصب أحيحة ولما رأى ذلك هرب حتى ينجو من الوقوع فى أيدى الأوس.

ولما عرف أحيحة أن السهم الذى أطلق كان يقصده وأدرك أن غير عاصم لن يتجرأ على الاقتراب من الحصن بهذا القدر فجمع فتية القبيلة وأطلقهم من خلف عاصم إلا أن الوقت قد مر حتى يجتمع رجال القبيلة مما أعطى الفرصة لعاصم أن يصل إلى مقر قبيلته فلم يستطع رجال الأوس القبض على عاصم وعادوا وقد اغتاظ أفراد قبيلة أحيحة من فشلهم فى القبض على الفريسة التى أتت برجليها إلى الفخ وعودتهم يائسين وعلى إعطاء فرصة للفرار لعدو كبير قتلوا فى معركة رحابة أخاه كعب بن عمرو هذا.

ص: 135

ومن هنا عزموا على الانتقام من قبيلة الخزرج وذلك بمباغتتهم فى ليلة من الليالى وذلك بتصويب جميع أبطال القبيلة واتحاد رأيهم؛ إلا أن زوجته «سلمى بنت عمرو» النجارية أبلغت الأمر إلى أفراد قبيلتها أى أنها أيقظت الخزرج من نوم الغفلة وذلك بإظهار ما يضمره الأوس من شر لهم، ومن هنا لم يستطع أحيحة أن ينال غرضه، وغضب غضبا شديدا من زوجته وبسبب هذا الغضب طلق «سلمى» التى تتمتع بجمال بالغ حتى يتشفى منها؛ إلا أن هذا الغضب أدى إلى ارتباط السلسلة الذهبية النبوية ببنى النجار وكان سببا ظاهرا له، لأن هاشم بن عبد مناف الذى يحمل صفات النبى والجد الثانى له قد تزوج بمطلقة أحيحة «سلمى بنت عمرو» وقد حملت المشار إليها منه وولدت جد النبى صلى الله عليه وسلم عبد المطلب.

سلمى-وكانت هذه الحادثة سببا فى اشتهار سلمى «بمتدلية» إذ فهمت سلمى ليلة مباغتة الأوس لقبائل الخزرج من استعداداتهم ثم ربطت نفسها بحبل قوى وتدلت من الحصن بهذا الحبل وأخبرت قومها بأحداث الواقعة، وكان هذا العمل سببا فى طلاقها واشتهارها بلقب «المتدلية» وتكمن فى هذا السر حكمتان خفيتان أولاهما عدم انتقال النور المحمدى إلى نساء الأجانب وثانيتهما ارتباط سلسلة القبائل الخزرجية بالسلسلة النبوية وهذا مما يسر واقعة الهجرة لما عرض عليه الأنصار الكرام من العون والنصرة والانقياد.

عندما طلق أحيحة سلمى كان هاشم بن عبد مناف قد اشتهر فى قطر الحجاز بالحسن والملاحة ولما كان يحتوى على الغرة الغراء من عالم النجابة واليمن ولما كانت شمس سيد الأبرار تلمع فيه كلما قابله علماء اليهود والنصارى المطلعون على محتويات الكتب السماوية يسلمون عليه ويصافحونه ويقبلون يديه معا، وكانوا يعرضون عليه بناتهم للزواج.

وقد انتشر فى الجهات الأربع للعالم أن علماء العصر عرفوا بدلالة الصحف السماوية أن سيكون الجد الثانى لسيد العالم صلى الله عليه وسلم ومن هنا كانوا يظهرون له التعظيم والتبجيل ويعرضون عليه بناتهم اللائى بلغن أقصى حد الملاحة والجمال.

ص: 136