المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الأشياء عندى على طريق الأمانة ولم يبق شيئا سواء أكان - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ٣

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الصورة الأولىفى ذكر الأحوال الجغرافية للمدينة الميمونة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةوجوب مراعاة حق جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان كيفية دفن من أدركه الأجل فى المدينة الطاهرة

- ‌منظومة

- ‌الصورة الرابعةتوضح وتبين كيف يستقبل شهر رمضان الشريف-مظهر الغفران-من قبلأطفال المدينة وكيف يكون رمضان فى مدينة طيبة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة التراويح:

- ‌سبب إقامة موكب الشموع:

- ‌الصورة الخامسةفى بيان ترتيب وتشكيل موكب الشموع الذى اعتيد إجراؤه فى مسجد السعادةبعد صلاة التراويح

- ‌الصورة السادسةفى تعريف طريقة أداء صلاة الفجر وصلاة العيد فى شهر رمضان

- ‌صورة أداء صلاة الفجر:

- ‌صورة أداء صلاة العيد:

- ‌الصورة السابعةفى تعريف الهيئة الكاملة لمسجد السعادة فى الوقت الحالى

- ‌الصورة الثامنةفى بيان وذكر أبواب حجرة السعادة المعطرة أبوابها وقناديلها وشمعداناتها

- ‌سبب وتاريخ استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة

- ‌تعريف مقدار خدمة الفراشة الشريفة الجليلة:

- ‌مقام أبى بكر وعمر رضى الله عنهما:

- ‌صورة غسل حجرة السعادة

- ‌الخدمة الدائمة للخدم:

- ‌تأديب الأغوات المتهمين:

- ‌إخطار

- ‌صورة تسكين الأغوات:

- ‌خدمات خدم مسجد السعادة الدائمة والمؤقتة:

- ‌الخطباء والأئمة فى الحرم النبوى الشريف

- ‌مكبرو الحرم الشريف

- ‌سقاء والحرم الشريف

- ‌استطراد

- ‌الوجهة الثانيةوتعرف حكم شد الرحال إلى المدينة بغرض زيارة مسجد الرسولصلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الأولىذكر الأحاديث الشريفة التى وردت بخصوص شد الرحال لزيارة مسجدالرسول صلى الله عليه وسلم وآراء الفقهاء العظام

- ‌إخطار

- ‌نصيحة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر وبيان فضائل المسجد النبوى الشريف والمنبر اللطيف والروضة النبويةالمنيفة

- ‌رواية

- ‌إخطار مهم

- ‌إخطار

- ‌بيان المصلى النبوى وبيان حدوده

- ‌الوجهة الثالثةتحتوى على ثلاث صور فى تعريف أسماء المدينة الطاهرة وفضائلها

- ‌الصورة الأولىفى بيان أسماء المدينة المنورة الجميلة وألقابها الجليلة

- ‌حرف الهمزة:

- ‌1 - أثرب:

- ‌2 و 3 - أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌4 و 5 - أكالة البلدان [ز]،أكالة القرى [ز]:

- ‌6 - الإيمان [ز]

- ‌حرف الباء:

- ‌7 و 8 - البارة [ز]

- ‌9 و 10 و 11 - ومن أسمائها الشريفة بحره، بُحيرة، بَحيرة

- ‌12 - بلاط [ز]:

- ‌13 - بلد [ز]:

- ‌14 - بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم [ز]:

- ‌حرف التاء:

- ‌16،15 - تندر [ز] تيدر [ز]:

- ‌حرف الجيم:

- ‌20،19،18،17 - جابرة [ز] جبار، جبابرة [ز] جبّارة:

- ‌21 - جزيرة العرب [ز]:

- ‌حرف الحاء:

- ‌23 - الحبيبة:

- ‌24 - حرم:

- ‌26،25 - حرم رسول الله [ز]،حسنة:

- ‌حرف الخاء:

- ‌28،27 - خيره، خيره:

- ‌حرف الدال:

- ‌37،36،35،34،33،32،31،30،29 - الدار [ز] دار الأبرار، دارالأخيار [ز] دار الإيمان [ز] دار السلام [ز] دار السنة [ز] دار السلامة [ز] دارالفتح [ز] دار الهجرة:

- ‌38 - درع، الحصينة [ز]:

- ‌حرف الذال:

- ‌39 - ذات الحجر [ز]:

- ‌40 - ذات الحرار [ز]:

- ‌41 - ذات النخل [ز]:

- ‌حرف السين:

- ‌42 - سلق:

- ‌43 - و 44 سلق وسلق

- ‌45 - سيدة البلاد [ز]:

- ‌46 - شافية [ز]:

- ‌حرف الطاء:

- ‌50،49،48،47 - طابه، طيبه، طيبة، طائب [ز]:

- ‌كما أن مطيبه (51) وطبابا (52) من أسماء المدينة

- ‌حرف الظاء:

- ‌54،53 - ظيابا [ز] ظبابا:

- ‌حرف العين:

- ‌55 - عاصمة:

- ‌56 - عذراء:

- ‌57 - عراء [ز]:

- ‌حرف الغين:

- ‌60،59 - غراء [ز]:غالبه [ز]:

- ‌حرف الفاء:

- ‌61 - فاضحة [ز]

- ‌حرف القاف:

- ‌62 - قاصمة [ز]:

- ‌67،66،65.64،63 - قرية [ز] قرية الأنصار [ز] قبة الإسلام، قريةالرسول، قلب الإيمان [ز]

- ‌حرف الميم:

- ‌68 - مؤمنة [ز]:

- ‌69 - 103 مباركة [ز]

- ‌حرف النون:

- ‌106،105،104 - ناجية [ز] نبلاء [ز] نجر [ز]

- ‌حرف الهاء:

- ‌108،107 - هرزاء [ز] هز:

- ‌حرف الياء:

- ‌111،110،109 - يثرب، يندد [ز]:

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر الروايات التى نقلت من الآثار الموثوقة والأخبار الصحيحة فى فضلورجحان المدينة المنورة على سائر الممالك

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأحاديث الشريفة التى وردت فى حق الذين اختاروا الإقامة فىالمدينة الطاهرة والذين أحدثوا البدعة والمبدعين والذين يعاونونهم

- ‌الوجهة الرابعةتشمل خمس صور تفصل أوائل حال المدينة المنورة وسكانها القدماء

- ‌الصورة الأولىفى ذكر أحوال المدينة الأولى وأطوار سكانها القدماء وأحوالهم

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر القبائل التى كانت فى أرض يثرب وقت أن هاجر إليها الأوسوالخزرج بن ثعلبة

- ‌سبب ظهور وقعة مالك بن عجلان وصورة ظهورها:

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر بيان القرى والمحال التى أسسها أفراد قبائل بنى الأوس حول المدينة

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف ووصف القرى والمنازل التى سكنها بعد تهيئتها أبناء قبائل الخزرجوجماعاتها فى جوار مدينة الرسول

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمةوالمعارك المشهورة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الخامسةوتشمل ثلاث صور تعين إرسال مصعب ابن عمير إلى يثرب

- ‌الصورة الأولىفى ذكر بيعة السابقين من الأنصار للإسلام وفى دعوة مصعب بن عمير أهلالمدينة إلى الإسلام

- ‌حكمة

- ‌سبب كون النبى صلى الله عليه وسلم أنصاريا من الخزرج:

- ‌الصورة الثانيةفى هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى دار الأمن المدينة المنورة

- ‌عربى

- ‌رواية

- ‌إخطار

- ‌ المعجزة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى بيان وقائع سنين الهجرة وتفصيلاتها الإجمالية

- ‌السنة الأولى للهجرة

- ‌سنة الأذان المحمدى:

- ‌أصول التسبيح فوق المآذن:

- ‌السنة الثانية للهجرة

- ‌السنة الثالثة الهجرية

- ‌ السنة الرابعة الهجرية

- ‌السنة الخامسة الهجرية

- ‌السنة السادسة الهجرية

- ‌السنة السابعة الهجرية

- ‌السنة الثامنة الهجرية

- ‌السنة التاسعة الهجرية

- ‌السنة العاشرة الهجرية

- ‌السنة الحادية عشرة الهجرية

- ‌الوجهة السادسةوتشتمل على إحدى عشرة صورة تعرف بالتفصيل توسيع وتجديد المسجدالشريف ودار فاطمة رضى الله عنها السعيدة

- ‌الصورة الأولىفى ذكر صورة طرح وتأسيس مسجد السعادة على صاحبه أفضل التحية

- ‌استطراد

- ‌ حديقة أولاد صفى

- ‌رأى ومطالعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةتبين توسيع مسجد السعادة وتحويل المحراب الشريف

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأماكن السعيدة التى صلى فيها من المسجد الشريف إمام محرابالملكوت-عليه السلام

- ‌مؤسس محراب مسجد السعادة:

- ‌نظم

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف جزعة مسجد السعادة والمحل القديم لمحراب النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌تنبيه

- ‌نعت شريف

- ‌الصورة الخامسةتبين سبب تأسيس منبر مسجد النبى وصورته وجزع ونحيب النخلة

- ‌مثنوى

- ‌استطراد

- ‌مثنوى

- ‌‌‌مثنوى

- ‌مثنوى

- ‌حكاية

- ‌استطراد

- ‌الصورة السادسةفى ذكر عدد المرات التى جدد فيها منبر السعادة وعدد المرات التى عمر

- ‌إخطار

- ‌الصورة السابعةفى بيان الأساطين التى ركزت فى مسجد السعادة فى عصر النبى السامى صلى الله عليه وسلم

- ‌كانت الأساطين الأصلية لمسجد السعادة ثمانية أعمدة موزونة متساوية، وقدزيد مؤخرا عدد أساطين المسجد الشريف المنيفة

- ‌1 - الأسطوانة المخلقة:

- ‌2 - أسطوانة عائشة:

- ‌3 - أسطوانة التوبة:

- ‌4 - أسطوانة السرير:

- ‌5 - أسطوانة المحرس:

- ‌6 - أسطوانة الوفود:

- ‌إخطار

- ‌7 - أسطوانة مربعة القبر:

- ‌8 - أسطوانة التهجد:

- ‌9 - محراب باب الجنائز:

- ‌الأبيات التى سطرت على الأساطين الأربع من الصف الأول:

- ‌الأسطوانة الأولى

- ‌الأسطوانة الثانية

- ‌الأسطوانة الثالثة

- ‌الأسطوانة الرابعة

- ‌الأسطوانة الخامسة

- ‌الأسطوانة السادسة

- ‌الأسطوانة السابعة

- ‌الأسطوانة الثامنة

- ‌الأسطوانة التاسعة

- ‌الأسطوانة العاشرة

- ‌الأسطوانة الحادية عشرة

- ‌الأسطوانة الثانية عشرة

- ‌استطراد

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر وبيان المقام واجب الاحترام الذى يطلق عليه «الصفّة»

- ‌استطراد

- ‌أصحاب الصفة الذين أورد أبو نعيم أسماءهم الجميلة ومناقبهم الجليلة منبين هؤلاء:

- ‌كيفية إعاشة أصحاب الصفة:

- ‌الصورة التاسعةفى تعريف الحجرة النبوية المعطرة

- ‌حكاية

- ‌حكاية أخرى

- ‌الصورة العاشرةفى تعريف دار فاطمة-رضى الله عنها-السعيدة

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تعريف كيفية إغلاق الأبواب التى تواجه مسجد النبى فى عصر السعادة

- ‌الوجهة السابعةتجمع خمس صور تبين وتظهر عدد المرات التى جددت فيها حدود المسجدالنبوى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر توسيع مسجد الرسول لأول مرة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر كيفية تجديد مسجد السعادة وتوسيعه للمرة الثانية

- ‌مقصورة مسجد السعادة

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر كيفية تجديد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وتوسيعه للمرة الثالثة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة الجنازة فى مسجد السعادة وسبب منعه

- ‌استطراد

- ‌موازنة تاريخية

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف تجديد مسجد السعادة وكيفية توسيعه للمرة الرابعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف الحجرة المعطرة والقبور الثلاثة المنورة

- ‌الشكل الأولقبر النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌الشكل الثانىقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر عمر بن الخطاب رضى الله عنهقبر أبى بكر الصديق رضى الله عنه

- ‌الشكل الثالثقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر أبى بكر الصديق رضى الله عنهقبر عمر بن الخطاب رضى الله عنه

- ‌الهيئة المرئية للقبور الثلاث المقدسة فوق الأرض:

- ‌شبكة قبر السعادة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الثامنةوتحتوى على تسع صور وتشمل تفصيلاتعن علامات رأس النبى الشريف ومقام جبريل الأمين السامى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر علامة الجهةالتى يوجد فيها رأس الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةترى وتعرف علامة جهة وجه النبى اللطيف

- ‌الصورة الثالثةفى تعريف مقام جبريل الأمين وتعيينه

- ‌الصورة الرابعةفرش حجرة السعادة وتعميرها وتجديدها

- ‌ذيل

- ‌حكاية

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف ستارة الحجرة المعطرة

- ‌أصول تعليق ستارة قبر السعادة وتجديدها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف صورة تخليق(1)حجرة السعادة

- ‌الصورة السابعةفى بيان وتعريف قناديل الحجرة الشريفة

- ‌غريبة

- ‌الصورة الثامنةفى تعريف الشبكة الشريفة التى تحيط بالحجرة المعطرة ودار فاطمة-رضى اللهعنها-السعيدة

- ‌ القصيدة

- ‌ القطعة

- ‌الصورة التاسعةفى ذكر قبة حجرة السعادة

- ‌الوجهة التاسعةوتحتوى على ثمانى صور

- ‌الصورة الأولىفى تعريف المصاحف الشريفة والأجزاء القرآنية اللطيفة وكتب الأدعيةالموجودة فى الخزينة النبوية

- ‌أجزاء القرآن الشريفة:

- ‌الدلائل(1)الشريفة

- ‌الصورة الثانيةفى تعريف وذكر وتفصيل جنس الأشياء النفيسة ومقدار الأشياء المحفوظة فىداخل حجرة السعادة المشحونة بالنور

- ‌عدد

- ‌الأشياء المتنوعة

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان جنس ومقدار الأشياء التى تبرع بها والتى علقت فى داخلالحجرة المعطرة التى تعدل الجنة

- ‌الصورة الرابعةفى ذكر وتعريف أطقم البخور والسكات من الفضة والذهب والمحفوظة فىداخل الحجرة المعطرة والتى تخرج كلما اقتضت الحاجة إليها

- ‌الصورة الخامسةفى ذكر تفصيل الشمعدانات والأشياء الأخرى المحفوظة فى داخل حجرةالسعادة جنسها ومقدارها والتى تستخدم كلما دعت الحاجة إلى استعمالها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف الأشياء الفضية النفيسة-جنسها ومقدارها-المحفوظة فى خزينةالحجرة المعطرة الجليلة

- ‌الصورة السابعةفى تعريف وتفصيل الستائر والأغطية التى تغطى أبواب حجرة السعادةوالمقامات المنيفة الأخرى مقدارها وأنواعها

- ‌الصورة الثامنةتبين وتعرض الشمعدانات والتعليقات والثريات

- ‌خلاصة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌قطعة

الفصل: الأشياء عندى على طريق الأمانة ولم يبق شيئا سواء أكان

الأشياء عندى على طريق الأمانة ولم يبق شيئا سواء أكان فى الحجرة المقدسة أو الخزانة النبوية، وسيق عزيز بن هبازع تحت الحراسة إلى مصر بناء على إخبار بعض الذوات من السادات، وفى أثناء الاستجواب والتعذيب لم يؤخذ منه شئ. مع أنه قد ثبت بأدلة قاطعة أنه استولى على تلك الأشياء الثمينة وبناء على ذلك ظل مسجونا إلى أن توفى.

ومن سنة 824 هـ إلى سنة 860 هـ لم يمد أحد يد الإساءة والعدوان إلى ما أهدى إلى حجرة السعادة من قناديل ذهبية أو فضية، وفى خلال 860 هـ مضى إلى المدينة المنورة شخصان بقصد زيارة المرقد الجليل وهما دبوس بن سعد الحسينى الطفيلى وبرغوث بن ثبير بن جريس الحسينى، إن هذين الخبيثين قد مدا نظرهما بالطمع إلى القناديل المعلقة فى حجرة السعادة، وفى الليلة السابعة والعشرين من ذى الحجة من سنة 860 هـ دخلا فى الدار التى يطلق عليها «دار شباك»

(1)

وعرجا من هناك إلى جدار مسجد السعادة ودخلا من تحت الطنف داخل المسجد الشريف طمعا فى سرقة قناديل قيمة وذلك بأخذ قنديل من بين كل قنديلين، وبما أن القناديل كانت كثيرة ومعلقة ملاصقة بعضها لبعض لم يحس أحد لمدة طويلة أن القناديل سرقت من مسجد السعادة وأخيرا فهم الأمر وقبض على الرجلين وأخذ ما فى أيديهم من قناديل وقتلوهما جزاء وفاقا.

‌غريبة

عندما سرق برغوث المنحوس قناديل مسجد السعادة هرب إلى ينبع ولما عرف ذلك كتب إلى مديرية ينبع البحر وألقى القبض عليه وألقى فى السجن إن هذا الشخص أليف الشقاوة هرب من سجن ينبع البحر وعاد إلى المدينة وحرص على أن يختفى فى مكان خفى.

إلا أن محل اختفائه أبلغ إلى الحكومة فقبض عليه وأخذت القناديل التى تحت

(1)

إن ساحة سبيل المدرسة الشرقية الملاصقة لباب الرحمة كانت فى ذلك الوقت مكان «دار شباك» وكان هذا المنزل فى اتصال سقف مسجد السعادة وكانت دارا غير مسكونة.

ص: 350

يده ثم أرسل إلى دار البوار، وعندما ألقى السارق المذكور إلى السجن فى المدينة المنورة لاستجوابه سأله أحد المسجونين يا برغوث! بينما نجوت هاربا من سجن ينبع البحر ما سبب مجيئك إلى المدينة؟

فأجابه قائلا فى الواقع هذا سؤال وجيه مع أننى حينما هربت من سجن ينبع البحر وأردت أن ألجأ إلى الجبال كلما اتجهت إلى جهة ما قوبلت بسد حديدى سديد أمامى، كأن هناك من يدفعنى ناحية المدينة المنورة ويشوقنى للذهاب إليها وكلما توجهت ناحية المدينة أحسست فى قلبى انشراحا عجيبا، إننى لم آت هنا طلبا للمدينة ولم أتوجه أبدا ناحية طريق المدينة وللأسف الشديد وجدت نفسى وأنا أجول هنا وهناك، فى داخل حصن المدينة فاضطررت لأن أختفى فى جهة ما وأنا نفسى متحير فى الموضوع. انتهى.

وقد رأى شمس الدين زين الذى أرسل إلى المدينة المنورة من مصر مسندا إليه مهمة إمارة البناء قبل الحريق الثانى أن القناديل الذهبية والفضية قد كثرت فى مسجد السعادة وأن اللصوص يسرقونها كلما وجدوا فرصة سانحة أن يرسل القناديل التى تفيض عن الحاجة إلى مصر القاهرة لتذاب هناك وتضرب سككا لإنفاقها فى تجديد وتعمير مبانى مسجد السعادة وعرض ذلك على السلطان قايتباى المصرى وأعلمه وقد حازت تلك الفكرة من القبول لدى الحكومة المصرية وكتبت إلى والى ولاية المدينة بعمل ما يقتضى إجراؤه ومنها جمع كل ما أهدى إلى حجرة السعادة من الأشياء الثمينة ما عدا الستائر المهداة من قبل الملوك العلية واللوحة المرصعة والمزينة بالجواهر المعلقة على جدار ضريح السعادة وإرسالها إلى خزانة مصر فى سنة (884) هـ.

وأنفق ما ضرب من المسكوكات فى تعمير الأبنية السعيدة، إلا أنهم-فى رأى خالفوا أحكام الشريعة الإسلامية الغراء لأن الإمام السبكى يقول فى كتابه «تنزيل السكينة على قناديل المدينة»:«يجوز إهداء القناديل القيمة إلى حجرة السعادة وتعليقها إلا أن استيلاء الحكومة عليها لصرف قيمتها إلى مسجد السعادة غير جائز» .

ص: 351

يدعى بعض المؤرخين بناء على ما تلقوه من المنابع الموثوقة من الأدلة المروية أنه عندما أخرجت تلك القناديل من خزانة حجرة السعادة قد احتفظ أحد المشايخ من مشايخ الحرم النبوى المرعى الخاطر ببعض تلك المعاليق وأنفقها فى وجوه البر والخير. وبعد عهد شمس بن زمن اتخذ ملوك الزمان مرة عادة إهداء الهدايا إلى حجرة السعادة ومن هذا القبيل ما أرسله إلى المدينة المنورة ناصر بن محمد بن قلاوون المصرى فى زمن سلطنته قنديلا فى غاية الجمال فى الصنع وفى الزينة ليعلق فى وسط قبة حجرة السعادة.

وفعلا علق ذلك القنديل وفق رأى ذلك الملك وتصويبه فى قبة الحجرة المسعودة ثم علق فى مكان مقابل محراب النبى بناء على استئذان شيخ الحرم شاهين جمالى بعد فترة.

كان ذلك القنديل الذى لا مثيل له قد صنع من صلب مذهب مزينا فى غاية الزينة وكتب على أطرافه دائرا ما دار قد جاء بهذا القنديل محمد بن قلاوون وعلقه وكلما أوقد كان يصدر من صقل صنعه نور مشع كأنه مصباح مصنوع من الجوهر وكان يغشى داخل حرم السعادة بأمواج الأنوار.

وإن كانت القناديل التى قدمت بعد ناصر بن قلاوون لا يعرف من أهداها ولا تاريخ إهدائها إلا أنه فى عصر الإمام السمهودى كان فى الحجرة المعطرة ثلاثون قنديلا من ذهب والباقى من الفضة ويبلغ عدد القناديل الكلية إلى ثلاثمائة خمسة وسبعين قنديلا وكان ثقل القناديل الفضية ستة وأربعين ألفا وأربعمائة ألف درهم، وورد فوق هذا فى سنة (867) هـ ذهبا فى ثقل (1155) درهم ذهبا فى ثقل (885) درهم فضة، ومن سنة (862) إلى سنة (869) ذهب فى ثقل (225) درهم وقناديل فضية فى ثقل (1275) درهما كما ورد فى سنة ثمانمائة إحدى وثلاثين (42) درهما ذهبا و (950) درهما من الفضة وبعده بسنة (1155) درهما فضة وفى ثمانمائة ثلاثة وثمانين ورد (20) درهما ذهبا و (1113) درهما

ص: 352

من الفضة وفى سنة ثمانمائة أربع وثمانين أيضا (745) درهما من قنديل فضى وفى ظرف هذه المدة أرسلت (13000) قطعة عملة ذهبية وظل مهدى هذه المبالغ مجهولا فى نظر التاريخ ويا للأسف!! أن أمير المدينة حسن بن الزبير بن المنصور قام فى سنة (901) هـ ضد شريف مكة محمد بن بركات وأعد بعض المجرمين المسلحين فى السادس من ربيع الأول من نفس السنة وفى وقت الظهر دخل الحرم الشريف وقد أعد أدوات الحفر مثل الفأس والمجرفة وكسر باب خزانة حجرة السعادة ونهب جميع تلك الأشياء الثمينة كما أخذ مبلغ (13000) المحفوظ فى الخزانة لصرفه على لوازم مسجد السعادة وانسحب إلى قلعته التى تسمى حصن الأمير ومعه تلك الأموال وأحضر الصياغ من السوق وأذاب جميع القناديل المصنوعة من الذهب والفضة.

وأدخل حسن بن الزبير كثيرا من أراذل الناس فى الحرم الشريف لينهبوا الخزانة النبوية وحملهم ما اغتصبه من القناديل كما حمل حصانين وبغلا بما اغتصبه ولما كان قد بقى تسعة أجولة من الفضة جاء بالحمالين من السوق وحملهم بها، هذا ما يروون.

قد جمع بعد هذا الحادث الحزين كثيرا من الأشياء النفيسة تزيد على العد والإحصاء فى حجرة السعادة وقد ذهب أكثر هذه الأشياء فى فتنة (1099) وذلك بسبب إساءة محافظ جدة فى ذلك الوقت محمد بك أبو الشوارب.

لأن الشريف أحمد بن زيد الذى نال منصب الإمارة الجليلة فى عصر السلطان أحمد خان الثانى ابن السلطان إبراهيم مرض فى سنة (1099) هـ واستدعى أشراف مكة قبل وفاته ووصاهم بأن ينصبوا نائبا له باتفاقهم قبل أن يرد الأمر من السلطان بذلك وأن يبذلوا جهودهم لحفظ حوالى الحجاز وحراسته بهذه الطريقة، ونصب محافظ جدة أبو الشوارب نائبا قبل أن ترد الإرادة السنية من باب السعادة وذلك باتفاق الأشراف ووصية الشريف أحمد بن زيد.

وأخذ-ليس من الشريف الذى بعث الأهالى طلبا إلى باب السعادة يرشحونه

ص: 353

لمنصب الإمارة متحدثين عن صلاحيته واستحقاقه للإمارة وتنصيبه شريفا، بل من خصمه الذى يناصبه العداء وهو الشريف أحمد بن غالب كثيرا من الأموال وقدم بعض ما أخذه من النقود الذهبية لأعيان مصر راجيا منهم أن يعملوا على إرسال الأمر العالى بإمارة الحجاز باسم أحمد بن غالب، وحتى لا يطلع الأشراف على هذا الأمر وكيفية سير الأمور أبرز أمر سلطانى مزيف وهرب الشريف القائم مقام (النائب) إلى اليمن وهكذا قد حصل الشريف أحمد بن غالب على منصب الإمارة قبل أن يرد الأمر السلطانى بذلك وأخذ يمد يده إلى أموال الأهالى بحرص شديد وتكتم فاستولى على جميع أموال التجار من سكان مكة المكرمة المجاورين وقتل كثيرين منهم فأخافهم، أرسل رسله إلى المدينة المنورة واغتصب كثيرا من النقود والمجوهرات عن طريق القرض، ثم هرب إلى البلاد العثمانية حتى ينجو من سطوة السلطان القاهرة.

أخذ الشريف أحمد بن غالب فى هذه الواقعة واغتصب كل ما جمع فى الخزانة النبوية من أشياء غالية نفيسة والمعاليق كلها، إلا أنه لم يستطع أن يمد يده للوحة الكوكب الدرى التى كان قدمها السلطان أحمد خان الثالث ابن السلطان محمد خان الرابع بعد أن نظمها.

إن الجوهر الذى يلمع ليلا والذى يشتهر بالكوكب الدرى ظل ماكثا من سنين طويلة فى الناحية التى تواجه الوجه النبوى الكريم من جدار ضريح السعادة لامع الأنوار فجلبه السلطان المشار إليه إلى خزانته على وجه التبرك وأرسل مكانه لوحة ذات جوهر منير.

كان السلطان أحمد خان الثالث أضاف إلى اللوحة المرصعة قطعة كبيرة من الماس، وكانت هذه القطعة من الماس بشدة لمعانها تملأ الجدار بالنور والضياء ومن هنا أطلق عليها (شب جراغ) أى منير الليل وكانت قد اشتريت فى عصر والد السلطان محمد خان الثالث بخمسين ألف دينار خالص العيار وقد أهداها بعد أن وضعها فوق لوحة ذهبية وزين أطرافها (227) قطعة ذى قيمة من قطع ما سبق

ص: 354

لتعليقها مكان الكوكب الدرى وهو يقول بدلا ما تكون زينة الدنيا الزائلة أى بدلا ما يصنع منها فصا لخاتم يلبسه على إصبع أخرى أن تكون زادا للآخرة وذخيرة عافية وكان قد أرسلها مع حسن باشا الذى كلفه توصيل ميزاب الرحمة وأشياء أخرى لبيت الله.

وأكمل حسن باشا مهمته الخاصة بمكة المعظمة أوصل تلك اللوحة المرصعة نادرة المثال إلى دار الهجرة النبوية ووضعها على جدار المرقد النبوى ساطع الأنوار وقلع الجوهر والكوكب الدرى، الذى اكتسب قيمته بوجوده فى ذلك المحل ذو المكانة العالية واكتسب شرفا بقطع النظر عن قيمته المادية التى لا تدانى اللوحة المشار إليها وحمله إلى باب السعادة وأتى به.

وقد نقل مؤرخو الإسلام كل واحد منهم طريقا خاصا به ولكن أصح الروايات فيما بينهم رواية مؤلف «نزهة الناظرين» إذ قال والكوكب الدرى، قطعة من الماس الفاخرة وأصغر قليلا من بيض الحمام، وتحتها قطعة من الماس الأخرى وإن هذه الأخرى أكبر من الجوهرة التى فوقها، ويقدرون قيمة الكبيرة منها بثمانين ألف قطعة ذهبية.

قال العلامة الشيخ مرعى بن يوسف الحنبلى فى كتابه «كانوا وضعوا الكوكب الدرى مكان المسمار الفضى أى وضعوه فى محاذاة مواجهة السعادة، كان المسمار المذكور مزينا بالذهب وكان فوق رخام أحمر اللون وكان يقال لهذا الرخام الكوكب الدرى أيضا والمسافة بين هذا الرخام والمبدأ الغربى لحجرة السعادة خمسة أذرع وكل من يستقبل هذا الكوكب يكون قد اتجه نحو وجه السعادة والذين يريدون أن يعرضوا على النبى صلوات كباقات الورد ويريدون أن يقفوا فى هذا المكان عليهم أن يتخذوا الكوكب المذكور أمامهم، وما من مؤرخ أنكر أن هذا المكان يحاذى وجه السعادة إلا أن الشبكة التى مدت حول الحجرة الشريفة حالت دون رؤية ذلك المكان» .

ص: 355

والآن إذا وقف أمام المصراع الأيمن لباب الشبكة الذى يسمى باب التوبة، نكون قد وجدنا فى مكان يحاذى وجه السعادة.

وكان السلطان مراد بن السلطان أحمد خان بعث مع السلحدار مصطفى باشا فى سنة ألف وأربعين لوحة مزينة، وبما أن هذه اللوحة كانت مزينة بجواهر متنوعة علقت تحت الكوكب الدرى أى على جدار ضريح السعادة، وفى سنة 1154 جاء إلى المدينة مشير جيش بلغراد على بن عبدى باشا وهو أمير حاج لمحمل الشام، وقدم المذكور عدة قطع جواهر مرصعة من جملة غنائم بلغراد إلى حجرة السعادة وعلقوا تلك الجواهر تحت اللوحة التى وردت فى تاريخ 1040.

وكان قد كتب على هذه اللوحة التى وضعت عليها تلك الجواهر أسماء النبى صلى الله عليه وسلم وكريمته فاطمة الزهراء-رضى الله عنها-وأسماء أصحابه الأربع المختارين الشريفة-رضى الله عنهم-.

وإنه مما لا شك فيه أن حجرة سيد الأنبياء-عليه ألمع التحايا-المعطرة من أسباب الاحتشامات الإضافية أى أن المرقد النبوى السعيد ذا نور باهر لا يحتاج إلى تزينه بالذهب والنقود إلا أن غرض المرحوم السلطان الذى اعتاد على الإخلاص أن يوقف إلى الحجرة المعطرة أثرا يكفى ثمنه لتعمير وتجديد مبانى الحرمين الشريفين فلا أحوجنا الله لذلك. انتهى.

وعرض على حجرة السعادة بعد واقعة الشريف أحمد بن غالب من قبل الملوك العثمانيين أيضا هدايا كثيرة وقدمت حتى إن السلطان محمود خان الأول ابن السلطان مصطفى خان الثانى أهدى فى سنة 1162 هـ مائدتين مزينتين بالذهب وعدد من الشمعدانات الذهبية وثريا ذكر شكلها وهيئتها فى الوجهة الحادية عشر والصورة الثالثة منها ثريا لا مثيل لها.

وقد قدم فيما بعد من قبل السلاطين الآخرين كثير من التحف النفيسة النادرة وكثير من ثريات مرصعة ذات سلاسل ذهبية وشمعدانات ذات جواهر وكثير من سلاسل مرصعة لتعليق الثريات فزينت سواء أكان ضريح السعادة أو خزانة حرم

ص: 356

الرسالة حتى صارت فى غاية الروعة وبهذا قد تراكمت فى الحجرة المنورة ذات الفيوضات الباهرة أشياء نفيسة وثمنية أكثر من العصور السابقة.

وكان فى خدمة الحجرة الطاهرة ضابط يسمى «مستلم» مكلف بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النفائس التى سرقت من دار السكينة وقام ذلك الشخص بمهمته وأنقذ بعض ما يمكن إنقاذه، وبعث السلطان محمود رسولا خاصا لجلب ما أضير من قطعتين من الثريا المرصعتين بالزمرد والجوهر إلى إستانبول وبعد تعميرهما أعادهما إلى موقعهما المحترمين كما أرسل معهما ثلاث قطع من الثريا نفيسة من عنده دليلا على مناقبه العالية.

وكانت إحدى الثريتين اللتين بعثهما السلطان محمود بعد صنعها مرصعة بماسة عريضة على مينا زرقاء وبنية ومزينة بالطغراء ذات سلسلة ذهبية وطرة على شكل بيض النعامة والأخرى قد رصعت من قطع الماس فوق الذهب وذات قطع ثلاث من الزمرد وذات طرة لؤلئى وسلسلة ذهبية.

ولها أرضية مصنوعة من قطعة واحدة من زمرد حتى يعلق عليها وأعلاها مرصع بالماس والياقوت على شكل غطاء علبة وذات تعليقه على شكل تاج، وكانت الثالثة على أرضية من مينا بنفسجى وعليها قطع مصنوعة من ماس «روزة» ذات سلسلة ذهبية وطرة لؤلؤية وعلى شكل بيض النعامة.

ولما كانت تلك الثريات غاية فى النفاسة والقيمة استقبلت فى حين وصولها إلى مدينة الرسول بتعظيم كامل وتفخيم وتبجيل وعلقت فى الأماكن المناسبة، كما أهدى فيما بعد السلطان عبد المجيد خان زوجا من شمعدان مرصعتين بالذهب وذات سمات ملكية تليق بالخليفة.

وهذه الأشياء سواء أكانت القناديل والثريات أو ما أرسل من طرف السلطان مراد الرابع والسلطان أحمد خان-عليهم الرحمة والغفران-من القناديل الذهبية والشمعدانات أو ما أرسله السلطان عبد المجيد خان والسلطان الحالى صاحب المفاخر من شمعدانات مرصعة من الذهب والفضة وأشياء أخرى ذات قيمة

ص: 357

موجودة كلها فى الخزانة النبوية، وتوقد بالمناوبة فى الحجرة المعطرة بصاحب الرسالة. وعلى كل حال فقد كتب عن مقدار هذه الأشياء وكميتها، وأنواعها وأجناسها فى صور الوجهة التاسعة كل واحد على حدة.

وإن كان مؤلف «نزهة الناظر» يذكر أن الكوكب الدرى الذى أخذ أهدى إلى شاه إيران وأرسله هذا بدوره بعد مدة إلى حجرة السعادة وفى زماننا تحت قباب مسجد السعادة ستمائة وعشرون قنديلا غير قناديل الحجرة المعطرة، وسلاسل المعلقة منها فى الجهة القبلية من الجدار من فضة خالصة، وما علق منها فى الجهات الأخرى سلاسلها من النحاس الأصفر وبين أعمدة شبكة حجرة السعادة مائة قنديل وستة والقناديل التى فى مواجهة القبر عددها واحد وثلاثون ومرصعة وقد علقت بسلاسل بعضها ذهب خالص والبقية بسلاسل فضية.

وما علق على يمين ويسار السيدة فاطمة-رضى الله عنها-من قناديل ذات سلاسل فضية تدخل هذا الصف.

والشمعدانات الذهبية التى أهديت من قبل والد الخليفة كثير المحامد فى سنة (1274) هـ تدخل كل ليلة قبل صلاة المغرب إلى حجرة السعادة وتوقد مناوبة من قبل شيخ الحرم ونائبه ومدير الخزانة، وينحصر إيقادها فى ليالى الجمع لقضاة المدينة، وتظل تلك الشمعدانات موقدة حتى الصباح فى الوجهة الشريفة وفى وقت السحر تخرج بواسطة الخدم وتوضع فى المخزن الذى يتصل بحجرة الأغوات وغير هذه القناديل كثير من الثريات وسواء أكانت هذه أو بعض القناديل المزينة معلقة فى حرم السعادة وبعضها محفوظة فى المخازن.

وتطلق على الثريات والقناديل المزينة المعلقة فى اصطلاح أهل المدينة (زينة الحرم)،ومن جملة ذلك ما علق فى وسط القباب التى من باب السلام إلى مواجهة السعادة من ثريات، يوقد كل ليلة فى كل ثريا خمس شموع أو قنديل هذه قاعدة متبعة. وقد زين مسجد السعادة فى صورة كاملة وذلك بتعليق ثريا ذات أربعين شمعة فى قبة المحراب العثمانى وفى أسفل منها ثريا ذات ثلاثين

ص: 358

شمعة وفى محاذاة المواجهة الشريفة وفى جهة قدم السعادة ثريات متعددة من الفضة والفوانيس، وفى الساحة الخالية بين باب فاطمة وحجرة الأغوات وفى الروضة المطهرة ولا سيما جهة محراب النبى ومن باب السلام إلى باب الرحمة قد علقت كثير من الثريات البلورية والفوانيس، وكل هذه الثريات ذات شموع وإن كان بعضها أكبر من الأخرى إلا أن الثريا التى وضعت فى نقطة قريبة من قبر فاطمة-رضى الله عنها-لامع الأنوار أكبر الثريات جميعا لها أمكنة لوضع سبعين شمعة، وإن كان هناك شمعدانان من ثريا مذهبين إلا أن إيقادهما وتسريجهما كان يقتصر على ليالى المواسم والأعياد.

ومن باب السلام إلى المئذنة الرئيسية ومنها إلى مئذنتى المجيدية والعزيزية ومن هذه المآذن إلى القباب الموجودة إلى باب السلام قناديل معلقة بسلاسل فضية وتحت العقود التى تتصل دائرا ما دار بالساحة الرملية قناديل ذات سلاسل من النحاس الأصفر التى كانت قبل ذلك من الفضة ولكن بعضها سرقت من مؤخر حرم السعادة فنقلت البقية من السلاسل الفضية المعلقة إلى الخزانة النبوية وعلقت مكانها سلاسل من النحاس الأصفر.

ويبلغ عدد القناديل التى توقد سواء أكان فى الأماكن التى ذكرت أو فى داخل الأبواب وخارجها إلى ستمائة وأربعين قنديلا وتوقد فى ثلاثمائة منها الشموع وتسرج بقيتها بزيت زيتون، أما الفوانيس التى ركزت على السور الخشبى الذى بين حدود الحرم الشريف وشموع المحاريب الشريفة والشموع الخاصة بقراءة أجزاء القرآن فى الروضة المطهرة وقناديل الحجرة المعطرة والقناديل التى توقد فى ليالى رمضان والمواسم وفى الليالى التى تصل المحامل فيها إلى المدينة والقناديل التى توقد حتى الصباح فوق المآذن يصل عددها إلى ثمانمائة قنديل وهو خارج هذا الحساب.

ص: 359