الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطالعة
كان أمر هدم مئذنة باب السلام قد صدر من سليمان بن عبد الملك لأن تلك المئذنة تصادف اتصالها بمنزل مروان بن الحكم، هل من الممكن ألا يتأسف إنسان لمثل هؤلاء الحكام الذين يحافظون على حرمة منازلهم بهذه الدرجة ثم يقدمون على هدم حجرات النساء الطاهرات؟ وهل هناك وقاحة أكبر من ذلك؟
انتهى.
وكان ارتفاع هذه المآذن الثلاث-كل واحدة منها-ستين ذراعا وكان سطح قاعدة كل واحدة منها أربعة وستين ذراعا مربعا وكان ارتفاع المئذنة الحبشية فى الزاوية الغربية خمسين ذراعا، وعلى قول البعض أن المئذنتين اللتين على زاويتى الجدار الشامى كانتا قصيرتين على شكل أبراج، وكانت المئذنتان اللتان على الجدار القبلى طويلتين مثل مآذن عصرنا هذا.
وقال بعض المؤرخين إذا ما قيست هذه المآذن من قاعدتها إلى أعلى قمتها فإن المئذنة، الرئيسية يبلغ ارتفاعها 120 ذراعا والشرقية يعنى السنجارية 79 ذراعا والمئذنة الغربية أى الحبشية 72 ذراعا، إلا أن شيخ الخدمة فى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون من الملوك المصرية كافور المظفرى الحريرى
(1)
جدد بناء المئذنة التى هدمها سليمان بن عبد الملك فى سنة 706 هـ فأصبح المسجد الشريف ذا أربع مآذن بعد أن ظل إلى سنة 615 هـ بثلاث مآذن بهدم سليمان بن عبد الملك مئذنة باب السلام، وبينما كان يحفر أساس مئذنة باب السلام ظهر باب صغير يفتح إلى باب مروان وكان هذا الباب منخفضا عن سطح المسجد الشريف قدر قامة رجل وكان مصراعه المصنوع من خشب الساج لم يبل بعد، وعندما عمقوا الحفرة أكثر من ذلك وجدوا مجرى ماء لا يعلم منتهاه، وكان هذا المجرى قد أدخل من ساحة الحرم الشريف الرملية القديمة ولما كان لون الرمال المفروشة فى هذا المكان شديد السمرة فهم أنه قد جئ به من جبل سلع.
(1)
كان هذا الشخص قد عين شيخ الخدمة بعد أن مات عزيز الدولة.
وأصبحت مئذنة باب السلام المجددة أعلى من جميع المآذن الأخرى، أى بلغ ارتفاعها إلى 95 ذراعا إلا أن مئذنته الرئيسية قد أعليت عندما جددت بعد الحريق الثانى حتى بلغت مائة ذراع وبهذا أصبحت أعلى من مئذنة باب السلام، ولما كان السلطان قايتباى المصرى قد عمر المئذنة الرئيسية بشكل جميل فى سنة 890 هـ وأعلى ارتفاعها عشرين ذراعا فتجاوز طول هذه المئذنة 120 ذراعا ثم بنيت بعد ذلك مئذنة أخرى بجانب باب الرحمة
(1)
فبلغ عدد مآذن مسجد السعادة إلى خمسة.
ولما كانت مآذن مسجد السعادة قد عمرت ورممت عامة فى زمان السلطان عبد المجيد خان الذى تميز بالأعمال الخيرية تذكر تلك المآذن فى زمننا بأسماء الأبواب الرئيسية، باب السلام، باب الرحمة، المجيدية والعزيزية، ويعلن فى شهر رمضان حلول وقت الإمساك بواسطة قناديل المئذنة الرئيسية لأن فى أعلى المئذنة الرئيسية بكرات مربوطة وعندما ينزل رئيس المؤذنين من فوق المئذنة فى ليالى رمضان يرفع فوق ذروة المئذنة بواسطة تلك البكرات ثلاثة قناديل وعقب ذلك تطلق مدافع الإمساك.
كان يطلق فيما مضى على مئذنة العزيزية الحبشية وعلى مئذنة المجيدية السنجارية وفيما بعد أطلق عليها الشكلية، ولما جدد السلطان عبد المجيد مئذنة السنجارية كأنه بناها من جديد فعرفت تلك المئذنة باسمه، أى أطلق عليها المجيدية وكان يطلق على مئذنة الحبشية السليمانية من سنة 940 هـ إلى سنة 1277 هـ،ولما كانت هذه المئذنة قد عمرت فى صورة تامة كاملة فى عهد عبد العزيز خان وأوائل سلطنته أطلق عليها العزيزية كما ذكر فى الوجهة العاشرة والصورة الثالثة منها، ولما كان المسجد النبوى خاليا من المآذن فى عصر الرسول لأجل ذلك كان بلال يصعد فوق سطح إحدى المنازل القريبة من منازل بنى النجار ويؤذن، وكان ذلك المنزل عاليا مباركا وكانت صاحبته امرأة من بنات بنى النجار، وقال بعض المؤرخين كان بلال يؤذن فيما بعد صاعدا فوق الأسطوانة
(1)
بانى هذه المئذنة قايتباى المصرى.