الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة السابعة
فى بيان الأساطين التى ركزت فى مسجد السعادة فى عصر النبى السامى صلى الله عليه وسلم
.
كانت الأساطين الأصلية لمسجد السعادة ثمانية أعمدة موزونة متساوية، وقد
زيد مؤخرا عدد أساطين المسجد الشريف المنيفة
إلا أننا سنذكر هنا عدد الأساطين الشريفة التى كانت فى عصر السعادة فقط وسنخبر عن عدد الأساطين التى فى زماننا فى ذيل الصورة على شكل استطراد.
1 - الأسطوانة المخلقة:
هى الأسطوانة الأولى التى كانت فى عصر النبوة والتى كانت علامة على مصلّى النبى صلى الله عليه وسلم وقد اشتهرت بالأسطوانة المخلقة لأنها قد عطرت بالطيب.
كانت النخلة التى يستند إليها سلطان الأنبياء-عليه أجمل التحايا-متصلة بهذه الأسطوانة، وبناء على ما عرف قبل هذه الصورة وفى الصورة السابقة كان كرسى الشمعة الذى يقع يمين الإمام الذي يقف على محراب النبى مكان النخلة التى سبق ذكرها.
كان سلمة بن الأكوع يصلى دائما فى هذا المكان اللطيف وإذا ما سئل عن سبب ذلك يجيب قائلا: إننى رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يصلى فى هذا المكان، يروى عن الإمام مالك بن أنس أنه قال:«إن أقدس مكان لأداء النوافل هو المكان الذى كانت فيه الأسطوانة المخلقة» ،إلا أن فى الفرائض يلزم أن تصلى فى الصف الأول، قد كتبت على هذا العمود «هذه الأسطوانة المخلقة وتعرف الأسطوانة المخلقة بهذه الكتابة من بين الأساطين وبعض أجزاء هذه الأسطوانة ملصقة بجدار المحراب النبوى» .
2 - أسطوانة عائشة:
ولهذه الأسطوانة الموزونة ثلاثة أسماء أخرى وهى:
«أسطوانة القرعة، وأسطوانة المهاجرين، وأسطوانة المخلق» وقد كتب عليها بخط جلى جميل: «هذه أسطوانة عائشة رضى الله عنها» وهذه العبارة قد ذهّبت وزينت بحالة جيدة ومن هنا نستطيع أن نحكم بأن هذه الأسطوانة لائقة بأن تكون أسطوانة عائشة.
إن هذا العمود المبارك كان فى وسط المسجد الشريف وكانت هذه الأسطوانة قبل توسيع المسجد الشريف الأسطوانة الثالثة من منبر السعادة كذلك الأسطوانة الثالثة من قبر الرسول وكذلك الثالثة من جدار القبلة وكذلك الأسطوانة الثالثة من جهة الشام، وكان فخر العالم صلى الله عليه وسلم يؤدى صلاته فى هذا المكان المقدس بعد تحويل القبلة بعشرة أيام وكان يخاطب أصحابه مستندا لهذا العمود، ونقل مكانه فيما بعد إلى المحراب القديم السعيد.
وقد اعتاد كل من الصديق والفاروق الأعظم وعبد الله بن الزبير بن العوام وعامر بن عبد الله بن الزبير-رضى الله عنهم-أداء الصلاة بجانب هذا العمود كما اعتاد المهاجرون الكرام أن يجتمعوا محلقين حول هذا المكان ليتداولوا الأفكار، وقد قال ملك ممالك الرحمة-عليه أجمل التحية-فى حق الأسطوانة المذكورة «إن فى مسجدى بقعة إذا كان الناس يعرفون قيمة هذا المكان وقدره لكانوا يجرون القرعة ليصلوا إلى هذا المكان محرمين» وهذا القول كان سببا فى اشتهار ذلك العمود بأسطوانة المهاجرين وأسطوانة القرعة.
عندما نقلت أمنا عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث أسرع أبناء الأصحاب الكرام الذين كانوا عندها باستكشاف ذلك المكان إلا أنهم لم يجدوا ذلك المكان بعد ما بذلوا جهودا مضنية وإذا بعبد الله بن الزبير كان قد ظل فى المكان المشار إليه ليعرف ذلك الموقع المبارك، وقال أبناء الصحابة من الممكن أن تكون السيدة عائشة قد عرفت بمكان تلك البقعة المباركة لعبد الله بن الزبير ومن هنا جلسوا فى مكان خفى بعد أن تشاوروا فيما بينهم ليروا أين سيصلى عبد الله بن الزبير بعد خروجه من بيت السيدة عائشة-رضى الله عنها-وبعد مدة دخل عبد الله بن