الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نقيبا واثنا عشر فيهم بوابا وتسعة عشر منهم خبزيا وأربعة عشر بطالا وثلاثة منهم من أفراد الملازمين.
سبب وتاريخ استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة
يقول خير الدين إلياس المدنى نقلا عن المرحوم فلاح الفلاح راويا: «لم يكن هناك أصول استخدام الأغوات فى الحجرة المعطرة إلى ظهور الدول التركية» .
قد استحسن بعض المنتمين إلى الشهيد نور الدين لبعض الأسباب استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة وأبلغوا الأمر بواسطة بعض الأمراء الذين كشفوا الأمر إلى الشهيد نور الدين وأخذوا موافقته على هذا الأمر، وبناء عليه اختاروا اثنى عشر أغا كلهم من حفظة القران الكريم وأرسلوهم إلى المدينة المنورة.
واشترطوا فيمن يعين مكان الذين يتوفون منهم فوق حفظه للقرآن الكريم أن يكون حبشيا إن أمكن وإلا من أهل الروم وإذا لم يوجد أن يكون هنديا وسقط حكم هذا الشرط بعد فترة فأرسلوا كلهم من الهنود ثم ترك أصول إرسالهم من الهند فعين الأغوات الحاليون وفق النظام الأخير.
وقد أبلغ صلاح الدين الأيوبى عدد الأغوات إلى أربعة وعشرين وعين شخصا يسمى الشيخ بدر الدين ضابطا عليهم ووقف إيراد بلدتى «نقادة وقيادة» عشر محاصيلها لإدارة الأغوات وإعاشتهم. وكان الأغوات الذين يستخدمون لذلك الوقت يخدمون حسبة لله ويتعايشون بالهدايا والعطايا التى يرسلها أصحاب البر والخير. وأخذ يطلق على شيخ الخدم بدر الدين الأسدى «شيخ الحرم» فزاد قدرا ومكانة، وسواء كان الشيخ بدر الدين أو الأشخاص الذين أصبحوا فيما بعد شيوخا للحرم كانوا يلاقون من موظفى المدينة المنورة ومن وزراء وأمراء المسلمين الذين يزورون المدينة المنورة احتراما وتوقيرا، وذلك تعظيما لصاحب الروضة «عليه وعلى آله أكمل التحية» .
والنظام الذى وضعه صلاح الدين الأيوبى نقض فيما بعد وأرسل الأغوات إلى الحجرة المعطرة من قبل ملوك المغاربة والسودان وسلاطينها حتى تجاوز
عددهم مع توابعهم وعبيدهم مائتى شخص، وظهرت النفرة والعداوة بينهم وبين أهل المدينة حتى أدت هذه الحالة فى النهاية إلى قيام الجدال والقتال بينهم.
وقد دامت المنافرة بينهم فترة فى الواقع وأخذ عدد الأغوات فيما بعد يزيد وينقص ولم ينحصر إرسال الأغوات إلى الحجرة العطرة فى سلاطين المغاربة والسودان وسلاطينهم إذ أخذ بعض أصحاب الخير يشاورون عبيدا أو يوقفونهم لخدمة الحجرة المنيفة فاختلط جنس الأغوات وزاد فيما بينهم أصحاب الأخلاق الطيبة وتحولت العداوة التى بينهم وبين الأهالى إلى المودة والأخوة فانخفضت العداوة بينهم كليا فتعاملوا فيما بينهم مثال الأخوة.
لأغوات مسجد السعادة والحجرة المنيفة وظائف شهرية مخصصة لكل واحد منهم حسب موقعه ومكانته ولهم نظم جارية وقوانين مرعية مثل حراسة المسجد والحجرة المطهرة وتنظيف القناديل وإيقادها وقضاء الليل فى داخل المسجد ولهم أرزاق ومرتبات معينة من قبل السلاطين العثمانيين الكرام. ولهم ثكنات موقوفة من قبل أصحاب البر والخيرات وحدائق ذات محاصيل ولهم صرر تبعث من قبل أصحاب البر فى جميع البلاد الإسلامية وتقسم هذه الصرر بعلم شيوخهم ورؤسائهم وتوزع عليهم كلهم. وجميع الأغوات الذين فى زماننا هم من أصحاب الصلاح والخير ويتسمون بالوقار ويوثق بهم. وإذا ظهرت من بعضهم الرعونة-حسب البشرية-فإنها لا تجاوز الدائرة المنجية للشريعة الغراء وبما أنهم يخدمون ويرعون ملك الكائنات-عليه أكمل الصلوات-يلزم ألا يؤاخذوا على ذلك فإذا ما أدوا وظائفهم فى وقار تام وأدب تام فلا يتصور عمل أشرف ببنى البشر من أعمالهم.
ينقسم الأغوات الذين ينحصر عملهم فى إيقاد القناديل وإطفائها إلى قسمين يقال لقسم منهم «سندبليس» والقسم الآخر «مكادة» ،وبما أن كل جهات حرم السعادة قد عينت وخصصت لأفراد منهم فعندما يحل الوقت المعين ينشغل كل واحد منهم بعمله ولا يجوز لأى واحد منهم أن يوقد أو يطفئ قناديل الآخر