الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منبر يعلى الهدى أعلاه
…
دام منصورا لأصحاب الرشاد
قال سعد ملهما تاريخه سلطان مراد
…
منبر عمر سنة 998
وبعد وضع منبر السلطان مراد فى موضعه تم نقل منبر السلطان قايتباى إلى مسجد قباء، وتمت إقامة مدرسة تقابل مسجد قباء ومدرسة أخرى بالقرب من مسجد الصديق، وتم بناء رباط وخصصت واردات كافية لمعاش سكانه، وبعد المحاسبة وجد أنه قد بقيت مبالغ كثيرة ورخام ولما تحقق ذلك استخدم هذا الرخام والعقود فى بناء محفل لمؤذنى حرم باب السعادة للتكبير محفلا فى غاية الجمال فى سنة 998 هـ.
إن مقصورة المؤذنين كانت مصنوعة من الرخام الخالص وبما أن مسجد السعادة كان خاليا من المقصورة للمؤذنين فى ذلك الوقت، سر جميع مسلمى الأرض من بناء هذه المقصورة وقرءوا الفاتحة داعين للسلطان، ولما جدد والد السلطان كثير المحامد السلطان عبد المجيد بصورة أجمل من المقصورة سالفة الذكر أسس مكبرية من الخشب أيضا فى سنة 1267 هـ.
والمقصورة الرخامية فى داخل الروضة المطهرة والمكبرية الخشبية فى نهاية الحرم الشريف، وإن كانت المقصورة الرخامية خاصة بالأيام العادية، والمقصورة الخشبية للتكبير خاصة بالمواسم وأيام الأعياد والحج إلا أنه فى الأعياد والمواسم يقوم المؤذنون بالتكبير فى كلتا المقصورتين ليسمعوا أصوات التكبير لجماعات المصلين كلهم.
إخطار
يطلق على الأماكن التى تمتد من صفة أصحاب الصفة إلى المئذنة السليمانية ومن هنا إلى المئذنة المجيدية ومن المئذنة المجيدية إلى باب الرحمة، تحت القبة وقد زينت نوافذ هذه وجميع القباب بالزجاج الملون ليمنع دخول المطر والغبار
وتركت أطراف بعضها مكشوفة لدخول الضوء والنور وكلها قد صنعت فى صورة محكمة رصينة قوية.
بدل الخلفاء العباسيون ستارة باب منبر السعادة وأعدوا ستارة من الحرير الأسود المنسوج واتخذوا تعليق الستارة السوداء عادة لهم، واستصوبوا ترك الستارة معلقة ليلا ونهارا وتركوا إجراء ذلك لشيخ خدم الحرم الشريف؛ وبعد ذلك تذكروا الحادث الذى وقع فى أيام عبد الله بن الزبير وقرروا أن تعلق الستارة فى أيام الجمع خائفين من وقوع تلك الحادثة مرة أخرى؛ لأنه حدث أن سرقت امرأة فى عهد عبد الله بن الزبير ستارة المنبر الشريف وأقيم عليها الحد الشرعى وقطعت يدها.
اعتاد البغداديون تجديد ستارة المنبر الشريف وكانوا يرسلون ستارة كل سنة، وتكاثرت مع مرور السنين الستائر فى خزانة النبى ومن هنا تقرر فى خلال سنة 138 هـ وفى عهد عبد الله الحارثى أمير المدينة إرسال ستارة كل ست سنوات مرة، وأرسلت فيما بعد كل سبع سنوات، وفيما بعد كل عشر سنوات. إلا أنه فى زماننا ترسل من عيد الجلوس إلى عيد الجلوس، إلا أن السلطان محمود بن عبد الحميد والسلطان عبد المجيد خان المرحومين أرسلا مرتين كل سنة.
كانت هذه الستائر ترسل إلى المدينة فى صورة غير منتظمة إلى دور إسماعيل بن محمد ناصر الصالحى من الملوك المصريين وهذا الشخص قد أخذ من بيت مال الحكومة المصرية قرية ووقفها لصنع كسوة لمنبر السعادة والحجر الشريف فى مصنعها وجعل ذلك من عاداته الحميدة وبناء على هذا كانت هذه الستائر تبدل كل خمس سنوات أو ست سنوات على قول آخر، أما فى زماننا فلا ترسل كسوة بل ترسل ستارة وكانت هذه الستائر تعلق يوم الجمعة إلى الانتهاء من إقامة صلاة الجمعة وبعد ذلك كانت ترفع بواسطة موظفين خاصين وتوضع فى المخزن الذى بجانب باب جبريل، وإن كان حفظ ستائر المحاريب والستائر التى تعلق فى شبكة حجرة السعادة حفظها فى المخزن سالف الذكر من الأصول المتبعة؛ إلا أنها لا
تعلق فى أيام الجمع بل ينحصر تعليقها على أيام مواسم الحج إذ تعلق عندما يأتى الزوار لزيارة المدينة المنورة وكانت هذه الستائر كلها مصنوعة من الأقمشة الغالية ونقشت على الأطلس الأخضر بخيوط من ذهب خالص العيار ونقشت عليها الأماكن الخاصة بتعليقها كما أن فى زواياها نقشت أسماء الخلفاء الراشدين.
إلى قرب تولى مشيخة شيخ الحرم المرحوم حافظ محمد باشا لم يكن تعليق الستائر فى شبكة السعادة من الأصول المتبعة ومن هنا كلما كنس مسجد السعادة امتلأت شبكة الحجرة الشريفة بالغبار، وبلغ المرحوم حافظ باشا والأهالى عتبة باب السلطان وعرض عليه أن تعلق حول شبكة السعادة ستارة كما أرسل مقاييس الستائر اللازم صنعها من حيث الطول والعرض والارتفاع.
وبناء على الأمر الصادر من السلطان صنعت ستائر من أطلس أخضر فى غاية جمال الصنع والزينة وأرسلت إلى المدينة المنورة فى سنة 1282 هـ.
وكانت هذه الستائر مكونة من أربع قطع كل قطعة من جزئين منفصلين إلا أنها حينما وصلت إلى المدينة الطيبة كان حافظ باشا قد ودع الحياة، وقد سمر العدد الكافى من المسامير إلى الكمر التى تحمل قبة السعادة أى القبة الصغيرة الجميلة التى تحت القبة الخضراء وعلقت الستائر الواردة على هذه المسامير فى سنة 1282 هـ.