الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حجرات النبى بعد ارتحاله عن دنيانا ويؤدون فيها ركعات التحية ويذكرون المحاسن النبوية وينتحبون متحسرين كما أن المشتاقين للجمال المحمدى يؤدون صلاة الجمعة فى داخلها، وهذا التصرف دليل كاف للدلالة على مدى حب أصحاب النبى الكرام لرسولهم.
حكاية
رأى النبى صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام ثوبان-رضى الله عنه-فى غاية الهم والغم وهو واقف فى حضرته فسأله قائلا: «يا ثوبان مالى أراك فى هذه الدرجة من الحزن والهم؟» فتحضر حضرة ثوبان للإجابة قائلا «يا رسول الله إنك ستكون فى مقام عال مع الأنبياء الكرام! ففكرت ماذا سيكون إلى فى ذلك الوقت إذا سأحرم من رؤية جمالك الكامل، ومن أجل ذلك ملأنى الهم والغم» وبناء على قوله هذا نزل قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} .الآية (69:النساء) ويروون هذه القصة فى حق زيد بن عبد ربه أيضا، كان زيد يحب النبى صلى الله عليه وسلم حبّا جمّا، وعندما ارتحل النبى صلى الله عليه وسلم كان زيد مشغولا فى حديقته، وعندما جاء ابنه وأخبره بهذا الخبر المؤثر رفع يديه عاليا وقال:«يا رب أزل نور عينى!!! حتى لا تريا بعد وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد!» وأصاب سهم دعائه هدفه فعميت عيناه من تلك اللحظة؛ رضى الله عنه.
حكاية أخرى
كان زيد بن الدثنة من الذين يحبون الرسول الأكرم حبا مفرطا، ولما وقع فى يد مشركى مكة وأخرجوه من الحرم ليعيدوه جاء أبو سفيان وقال:«يا زيد قل لى بالله لما كنت تود أن يكون مكانك محمد وضرب عنقه بدل عنقك وتعود أنت إلى عيالك» فأجابه قائلا: «يا أبا سفيان لو شاكت شوكة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يجلس وكنت أنا بين أولادى وعيالى، لكنت تألمت من ذلك» فقال أبو سفيان، إننى لم أر أحدا من أبناء آدم يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا وهكذا أظهر .. شدة تعجبه. انتهى.
لما زادت الجماعات الإسلامية ووصل الأمر إلى درجة أنهم ملئوا حرم المسجد الشريف هدموا الحجرات العليا كلها وألحقوها بالمسجد الشريف، وكانت هذه الحجرات فى عهدة إحدى زوجات النبى المطهرات إلا أن دار زينب-رضى الله عنها آلت إلى أم سلمة-بعد رحيل الأولى، كما أن دار سودة-رضى الله عنها- آلت إلى عائشة-رضى الله عنها-كما أن دار صفية-رضى الله عنها-بعد مضى بعض الوقت بيعت إلى معاوية من قبل أوليائها.
كما أن عائشة-رضى الله عنها-أعطت الدار التى انتقلت إليها لعبد الله بن الزبير بشرط أن يقيم فيها بذاته.
وكانت السيدة سودة قد أوصت فى حياتها بإعطاء دارها لعائشة، إلا أن ابن أبى سفيان اشترى دار والدتنا صفية من ورثتها بمائة وثمانين ألف درهم.
يروى بعض المؤرخين أن حضرة معاوية اشترى دار عائشة-رضى الله عنها- فى رواية بمائة وثمانين ألف درهم وفى رواية أخرى بثمانين ألف درهم فقط وكانت دار حفصة أصبحت من ميراث عبد الله بن عمر فانتزعها منه الحجاج الظالم بالقوة ليلحقها بالمسجد، إلا أن رواية شراء ابن أبى سفيان من عائشة غير صحيحة، لأن عائشة وهبت تلك الدار المذكورة وملكتها لعبد الله بن الزبير فقدم من شدة فرحته لأمنا المذكورة هدية حمل خمسة جمال كما رجاها ألا تغادرها مادامت حية.