المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أخوال جدى عبد المطلب حتى أجاملهم» وكان ذلك اليوم السعيد - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ٣

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الصورة الأولىفى ذكر الأحوال الجغرافية للمدينة الميمونة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةوجوب مراعاة حق جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان كيفية دفن من أدركه الأجل فى المدينة الطاهرة

- ‌منظومة

- ‌الصورة الرابعةتوضح وتبين كيف يستقبل شهر رمضان الشريف-مظهر الغفران-من قبلأطفال المدينة وكيف يكون رمضان فى مدينة طيبة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة التراويح:

- ‌سبب إقامة موكب الشموع:

- ‌الصورة الخامسةفى بيان ترتيب وتشكيل موكب الشموع الذى اعتيد إجراؤه فى مسجد السعادةبعد صلاة التراويح

- ‌الصورة السادسةفى تعريف طريقة أداء صلاة الفجر وصلاة العيد فى شهر رمضان

- ‌صورة أداء صلاة الفجر:

- ‌صورة أداء صلاة العيد:

- ‌الصورة السابعةفى تعريف الهيئة الكاملة لمسجد السعادة فى الوقت الحالى

- ‌الصورة الثامنةفى بيان وذكر أبواب حجرة السعادة المعطرة أبوابها وقناديلها وشمعداناتها

- ‌سبب وتاريخ استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة

- ‌تعريف مقدار خدمة الفراشة الشريفة الجليلة:

- ‌مقام أبى بكر وعمر رضى الله عنهما:

- ‌صورة غسل حجرة السعادة

- ‌الخدمة الدائمة للخدم:

- ‌تأديب الأغوات المتهمين:

- ‌إخطار

- ‌صورة تسكين الأغوات:

- ‌خدمات خدم مسجد السعادة الدائمة والمؤقتة:

- ‌الخطباء والأئمة فى الحرم النبوى الشريف

- ‌مكبرو الحرم الشريف

- ‌سقاء والحرم الشريف

- ‌استطراد

- ‌الوجهة الثانيةوتعرف حكم شد الرحال إلى المدينة بغرض زيارة مسجد الرسولصلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الأولىذكر الأحاديث الشريفة التى وردت بخصوص شد الرحال لزيارة مسجدالرسول صلى الله عليه وسلم وآراء الفقهاء العظام

- ‌إخطار

- ‌نصيحة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر وبيان فضائل المسجد النبوى الشريف والمنبر اللطيف والروضة النبويةالمنيفة

- ‌رواية

- ‌إخطار مهم

- ‌إخطار

- ‌بيان المصلى النبوى وبيان حدوده

- ‌الوجهة الثالثةتحتوى على ثلاث صور فى تعريف أسماء المدينة الطاهرة وفضائلها

- ‌الصورة الأولىفى بيان أسماء المدينة المنورة الجميلة وألقابها الجليلة

- ‌حرف الهمزة:

- ‌1 - أثرب:

- ‌2 و 3 - أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌4 و 5 - أكالة البلدان [ز]،أكالة القرى [ز]:

- ‌6 - الإيمان [ز]

- ‌حرف الباء:

- ‌7 و 8 - البارة [ز]

- ‌9 و 10 و 11 - ومن أسمائها الشريفة بحره، بُحيرة، بَحيرة

- ‌12 - بلاط [ز]:

- ‌13 - بلد [ز]:

- ‌14 - بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم [ز]:

- ‌حرف التاء:

- ‌16،15 - تندر [ز] تيدر [ز]:

- ‌حرف الجيم:

- ‌20،19،18،17 - جابرة [ز] جبار، جبابرة [ز] جبّارة:

- ‌21 - جزيرة العرب [ز]:

- ‌حرف الحاء:

- ‌23 - الحبيبة:

- ‌24 - حرم:

- ‌26،25 - حرم رسول الله [ز]،حسنة:

- ‌حرف الخاء:

- ‌28،27 - خيره، خيره:

- ‌حرف الدال:

- ‌37،36،35،34،33،32،31،30،29 - الدار [ز] دار الأبرار، دارالأخيار [ز] دار الإيمان [ز] دار السلام [ز] دار السنة [ز] دار السلامة [ز] دارالفتح [ز] دار الهجرة:

- ‌38 - درع، الحصينة [ز]:

- ‌حرف الذال:

- ‌39 - ذات الحجر [ز]:

- ‌40 - ذات الحرار [ز]:

- ‌41 - ذات النخل [ز]:

- ‌حرف السين:

- ‌42 - سلق:

- ‌43 - و 44 سلق وسلق

- ‌45 - سيدة البلاد [ز]:

- ‌46 - شافية [ز]:

- ‌حرف الطاء:

- ‌50،49،48،47 - طابه، طيبه، طيبة، طائب [ز]:

- ‌كما أن مطيبه (51) وطبابا (52) من أسماء المدينة

- ‌حرف الظاء:

- ‌54،53 - ظيابا [ز] ظبابا:

- ‌حرف العين:

- ‌55 - عاصمة:

- ‌56 - عذراء:

- ‌57 - عراء [ز]:

- ‌حرف الغين:

- ‌60،59 - غراء [ز]:غالبه [ز]:

- ‌حرف الفاء:

- ‌61 - فاضحة [ز]

- ‌حرف القاف:

- ‌62 - قاصمة [ز]:

- ‌67،66،65.64،63 - قرية [ز] قرية الأنصار [ز] قبة الإسلام، قريةالرسول، قلب الإيمان [ز]

- ‌حرف الميم:

- ‌68 - مؤمنة [ز]:

- ‌69 - 103 مباركة [ز]

- ‌حرف النون:

- ‌106،105،104 - ناجية [ز] نبلاء [ز] نجر [ز]

- ‌حرف الهاء:

- ‌108،107 - هرزاء [ز] هز:

- ‌حرف الياء:

- ‌111،110،109 - يثرب، يندد [ز]:

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر الروايات التى نقلت من الآثار الموثوقة والأخبار الصحيحة فى فضلورجحان المدينة المنورة على سائر الممالك

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأحاديث الشريفة التى وردت فى حق الذين اختاروا الإقامة فىالمدينة الطاهرة والذين أحدثوا البدعة والمبدعين والذين يعاونونهم

- ‌الوجهة الرابعةتشمل خمس صور تفصل أوائل حال المدينة المنورة وسكانها القدماء

- ‌الصورة الأولىفى ذكر أحوال المدينة الأولى وأطوار سكانها القدماء وأحوالهم

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر القبائل التى كانت فى أرض يثرب وقت أن هاجر إليها الأوسوالخزرج بن ثعلبة

- ‌سبب ظهور وقعة مالك بن عجلان وصورة ظهورها:

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر بيان القرى والمحال التى أسسها أفراد قبائل بنى الأوس حول المدينة

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف ووصف القرى والمنازل التى سكنها بعد تهيئتها أبناء قبائل الخزرجوجماعاتها فى جوار مدينة الرسول

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمةوالمعارك المشهورة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الخامسةوتشمل ثلاث صور تعين إرسال مصعب ابن عمير إلى يثرب

- ‌الصورة الأولىفى ذكر بيعة السابقين من الأنصار للإسلام وفى دعوة مصعب بن عمير أهلالمدينة إلى الإسلام

- ‌حكمة

- ‌سبب كون النبى صلى الله عليه وسلم أنصاريا من الخزرج:

- ‌الصورة الثانيةفى هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى دار الأمن المدينة المنورة

- ‌عربى

- ‌رواية

- ‌إخطار

- ‌ المعجزة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى بيان وقائع سنين الهجرة وتفصيلاتها الإجمالية

- ‌السنة الأولى للهجرة

- ‌سنة الأذان المحمدى:

- ‌أصول التسبيح فوق المآذن:

- ‌السنة الثانية للهجرة

- ‌السنة الثالثة الهجرية

- ‌ السنة الرابعة الهجرية

- ‌السنة الخامسة الهجرية

- ‌السنة السادسة الهجرية

- ‌السنة السابعة الهجرية

- ‌السنة الثامنة الهجرية

- ‌السنة التاسعة الهجرية

- ‌السنة العاشرة الهجرية

- ‌السنة الحادية عشرة الهجرية

- ‌الوجهة السادسةوتشتمل على إحدى عشرة صورة تعرف بالتفصيل توسيع وتجديد المسجدالشريف ودار فاطمة رضى الله عنها السعيدة

- ‌الصورة الأولىفى ذكر صورة طرح وتأسيس مسجد السعادة على صاحبه أفضل التحية

- ‌استطراد

- ‌ حديقة أولاد صفى

- ‌رأى ومطالعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةتبين توسيع مسجد السعادة وتحويل المحراب الشريف

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأماكن السعيدة التى صلى فيها من المسجد الشريف إمام محرابالملكوت-عليه السلام

- ‌مؤسس محراب مسجد السعادة:

- ‌نظم

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف جزعة مسجد السعادة والمحل القديم لمحراب النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌تنبيه

- ‌نعت شريف

- ‌الصورة الخامسةتبين سبب تأسيس منبر مسجد النبى وصورته وجزع ونحيب النخلة

- ‌مثنوى

- ‌استطراد

- ‌مثنوى

- ‌‌‌مثنوى

- ‌مثنوى

- ‌حكاية

- ‌استطراد

- ‌الصورة السادسةفى ذكر عدد المرات التى جدد فيها منبر السعادة وعدد المرات التى عمر

- ‌إخطار

- ‌الصورة السابعةفى بيان الأساطين التى ركزت فى مسجد السعادة فى عصر النبى السامى صلى الله عليه وسلم

- ‌كانت الأساطين الأصلية لمسجد السعادة ثمانية أعمدة موزونة متساوية، وقدزيد مؤخرا عدد أساطين المسجد الشريف المنيفة

- ‌1 - الأسطوانة المخلقة:

- ‌2 - أسطوانة عائشة:

- ‌3 - أسطوانة التوبة:

- ‌4 - أسطوانة السرير:

- ‌5 - أسطوانة المحرس:

- ‌6 - أسطوانة الوفود:

- ‌إخطار

- ‌7 - أسطوانة مربعة القبر:

- ‌8 - أسطوانة التهجد:

- ‌9 - محراب باب الجنائز:

- ‌الأبيات التى سطرت على الأساطين الأربع من الصف الأول:

- ‌الأسطوانة الأولى

- ‌الأسطوانة الثانية

- ‌الأسطوانة الثالثة

- ‌الأسطوانة الرابعة

- ‌الأسطوانة الخامسة

- ‌الأسطوانة السادسة

- ‌الأسطوانة السابعة

- ‌الأسطوانة الثامنة

- ‌الأسطوانة التاسعة

- ‌الأسطوانة العاشرة

- ‌الأسطوانة الحادية عشرة

- ‌الأسطوانة الثانية عشرة

- ‌استطراد

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر وبيان المقام واجب الاحترام الذى يطلق عليه «الصفّة»

- ‌استطراد

- ‌أصحاب الصفة الذين أورد أبو نعيم أسماءهم الجميلة ومناقبهم الجليلة منبين هؤلاء:

- ‌كيفية إعاشة أصحاب الصفة:

- ‌الصورة التاسعةفى تعريف الحجرة النبوية المعطرة

- ‌حكاية

- ‌حكاية أخرى

- ‌الصورة العاشرةفى تعريف دار فاطمة-رضى الله عنها-السعيدة

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تعريف كيفية إغلاق الأبواب التى تواجه مسجد النبى فى عصر السعادة

- ‌الوجهة السابعةتجمع خمس صور تبين وتظهر عدد المرات التى جددت فيها حدود المسجدالنبوى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر توسيع مسجد الرسول لأول مرة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر كيفية تجديد مسجد السعادة وتوسيعه للمرة الثانية

- ‌مقصورة مسجد السعادة

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر كيفية تجديد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وتوسيعه للمرة الثالثة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة الجنازة فى مسجد السعادة وسبب منعه

- ‌استطراد

- ‌موازنة تاريخية

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف تجديد مسجد السعادة وكيفية توسيعه للمرة الرابعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف الحجرة المعطرة والقبور الثلاثة المنورة

- ‌الشكل الأولقبر النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌الشكل الثانىقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر عمر بن الخطاب رضى الله عنهقبر أبى بكر الصديق رضى الله عنه

- ‌الشكل الثالثقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر أبى بكر الصديق رضى الله عنهقبر عمر بن الخطاب رضى الله عنه

- ‌الهيئة المرئية للقبور الثلاث المقدسة فوق الأرض:

- ‌شبكة قبر السعادة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الثامنةوتحتوى على تسع صور وتشمل تفصيلاتعن علامات رأس النبى الشريف ومقام جبريل الأمين السامى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر علامة الجهةالتى يوجد فيها رأس الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةترى وتعرف علامة جهة وجه النبى اللطيف

- ‌الصورة الثالثةفى تعريف مقام جبريل الأمين وتعيينه

- ‌الصورة الرابعةفرش حجرة السعادة وتعميرها وتجديدها

- ‌ذيل

- ‌حكاية

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف ستارة الحجرة المعطرة

- ‌أصول تعليق ستارة قبر السعادة وتجديدها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف صورة تخليق(1)حجرة السعادة

- ‌الصورة السابعةفى بيان وتعريف قناديل الحجرة الشريفة

- ‌غريبة

- ‌الصورة الثامنةفى تعريف الشبكة الشريفة التى تحيط بالحجرة المعطرة ودار فاطمة-رضى اللهعنها-السعيدة

- ‌ القصيدة

- ‌ القطعة

- ‌الصورة التاسعةفى ذكر قبة حجرة السعادة

- ‌الوجهة التاسعةوتحتوى على ثمانى صور

- ‌الصورة الأولىفى تعريف المصاحف الشريفة والأجزاء القرآنية اللطيفة وكتب الأدعيةالموجودة فى الخزينة النبوية

- ‌أجزاء القرآن الشريفة:

- ‌الدلائل(1)الشريفة

- ‌الصورة الثانيةفى تعريف وذكر وتفصيل جنس الأشياء النفيسة ومقدار الأشياء المحفوظة فىداخل حجرة السعادة المشحونة بالنور

- ‌عدد

- ‌الأشياء المتنوعة

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان جنس ومقدار الأشياء التى تبرع بها والتى علقت فى داخلالحجرة المعطرة التى تعدل الجنة

- ‌الصورة الرابعةفى ذكر وتعريف أطقم البخور والسكات من الفضة والذهب والمحفوظة فىداخل الحجرة المعطرة والتى تخرج كلما اقتضت الحاجة إليها

- ‌الصورة الخامسةفى ذكر تفصيل الشمعدانات والأشياء الأخرى المحفوظة فى داخل حجرةالسعادة جنسها ومقدارها والتى تستخدم كلما دعت الحاجة إلى استعمالها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف الأشياء الفضية النفيسة-جنسها ومقدارها-المحفوظة فى خزينةالحجرة المعطرة الجليلة

- ‌الصورة السابعةفى تعريف وتفصيل الستائر والأغطية التى تغطى أبواب حجرة السعادةوالمقامات المنيفة الأخرى مقدارها وأنواعها

- ‌الصورة الثامنةتبين وتعرض الشمعدانات والتعليقات والثريات

- ‌خلاصة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌قطعة

الفصل: أخوال جدى عبد المطلب حتى أجاملهم» وكان ذلك اليوم السعيد

أخوال جدى عبد المطلب حتى أجاملهم» وكان ذلك اليوم السعيد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول والثانى عشر من شهر أيلول من يوم انتصار الإسكندر فى سنة 933 وكان فى وقت الظهر عند اشتداد الحرارة وكان قد مر منذ أن خرج من غار ثور إلى وصوله إلى قرية «قباء» ودخوله فيها اثنا عشر يوما.

بناء على هذا التقدير أنهم وصلوا إلى المدينة المنورة فى اليوم الخامس عشر منذ خروجهم من مكة المكرمة. لأنهم دخلوا فى غار ثور يوم الاثنين وخرجوا منه بعد ثلاثة أيام وظلوا فى الطريق اثنى عشر يوما، إن هذه الرواية باعتبار دخول سرور الموجودات (عليه أفضل التحيات) فى داخل المدينة! إذ قطعوا المسافة التى بين غار ثور والمدينة المنورة فى تسعة أيام، لأنهم كانوا قد وصلوا إلى قرية «قباء» قبل انتقالهم إلى المدينة المنورة بثلاثة أيام، بناء على هذا الحساب قد تفضلوا بالإقامة فى قرية «قباء» ثلاثة أيام. ومع هذا قال بعض المؤرخين أنه ظل فى قرية قباء أحد عشر يوما أو واحدا وعشرين يوما وقال ابن مالك ظل فى قباء أربعة عشر يوما وقول حضرة أنس يرجح على الأقوال الأخرى.

تصادف غريب-سئل أعلم الأنبياء-عليه أجمل التحايا-ما الحكمة من استمراركم فى صوم يوم الاثنين؟.فقال صاحب الرسالة: «إننى ولدت يوم الاثنين وأصبحت نبيا يوم الاثنين» وهكذا بين أن يوم الاثنين من الأيام المباركة، وفى الواقع ذلك اليوم يوم منير مشحون بالسعادة، لأن باعث إيجاد العالم صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، ولبس عباءة الرسالة المزينة يوم الاثنين، كما أنه وضع الحجر الأسود فى مكانه يوم الاثنين عندما حرر القرشيون الكعبة المشرفة وأبعد النزاع بين القبائل. ووفق فى فتح مكة يوم الاثنين وشرف عالم العقبى يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة فى يوم الاثنين.

‌مسألة

وليست هناك شبهة أن يوم الاثنين من الأيام المباركة الشريفة، إلا أن أفضل الأيام وأكثرها بركة لدى العلماء أيام العشرة المباركة لذى الحجة، وقد اجتمعت

ص: 167

فى الأيام التى تكون فيها أمهات الطاعات والعبادات حتى إن الله-سبحانه وتعالى-قد أقسم بتلك الليالى إذ قال {وَلَيالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر أية 2)،إن الإمام القسطلانى قد قدم أيام ذى الحجة العشرة على أيام رمضان العشرة الأخيرة.

ويروى العلماء: كما أن هناك أيام فضلى لأيام الدنيا هناك أيام مباركة وفضلى لأيام الآخرة، وقالوا عن أفضل أيام الآخرة: هو اليوم الذى سيتجلى فيه خالق الكائنات-تعالى شأنه عن الرواية والإدراك-لأهل الجنة دون حجاب، رزقنا بلطفه وفضله.

قال أئمة الدين هناك ليالى فضلى مقابل الأيام الفضلى، قال بعض أئمة الشافعية إن أفضل الليالى هى ليلة اليوم الذى شرف فيه الرسول الأكرم الدنيا، وبعدها ليلة القدر، وبعدها ليلة الإسراء والمعراج، وبعدها ليلة عرفات وبعدها ليلة الجمعة، وبعدها ليلة نصف شعبان، وبعدها ليلة العيد، هذا ما أحصوه، كما فضل مؤلف «كتاب النهر» وأئمة أخرى ليلة «المزدلفة» على ليلة القدر ورجحوها. والله أعلم بالصواب. انتهى.

حينما جلس سلطان الدين-عليه سلام الله المعين-فى ظل النخلة قد اختار السكوت، ومن هنا ذهب الذين لم يروا النبى صلى الله عليه وسلم من الأنصار من قبل، إلى أن أبا بكر هو نبىّ آخر الزمان؛ لأن الصديق الأكبر كان فى سن واحدة مع سيد البشر وغير هذا فهو كان يتحدث مع الأنصار الذين يأتون ويذهبون، إلى أن زال ظل النخلة واشتدت الحرارة تحت الشمس، فخلع الصديق الأعظم (رضى الله عنه الأكرم) خرقته التى أهداها له الزبير بن العوام فى أثناء الطريق وظلل بها على النبى صلى الله عليه وسلم، فعرف أهل المدينة سيد الأنام من هذه الحركة وأخذوا يعظمونه ويحترمونه، وكان الخزرجيون يرغبون فى نزول النبى فى منازل الأوس، كما أن الأوسيين كانوا يودون نزول-النبى عليه السلام-فى دور الخزرج، وكان سبب ذلك وجود العداوة بين أبناء الأوس والخزرج.

ص: 168

وقتل أسعد بن زرارة فى واقعة «يوم بعاث» نبيل بن الحارث ومع ذلك بقدوم النبى الميمون تبدلت تلك العداوة فى تلك الساعة والحين إلى المودة والمحبة.

ظل الرسول الأكرم-عليه سلام الله الأعظم-فى منازل بنى عوف ما يقرب من أربع عشرة ليلة

(1)

وفى هذه الفترة أسس مسجد قباء وأخذ يصلى فى داخله مع أصحابه الكرام علنا.

إن أول مسجد أسس فى الدولة الإسلامية الأبدية المعبد الذى طرح وبنى فى قرية قباء كما أن أول معبد شريف أقيمت فيه الصلاة علنا هو ذلك المسجد الأقدس.

وبعد أن أتم سلطان الأنبياء بناء مسجد قباء ركب ناقته الخاصة وخرج إلى الطريق مستصحبا بنى النجار وذلك ليشرف المدينة المنورة، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة ولما وصل إلى قرية بنى سالم بن عوف حل وقت صلاة الجمعة فنزل مع مائة نفر الذين كانوا فى ركابه المستطاب فى وادى «ذى صلب» الكائن داخل وادى «رانونا» وأدوا الصلاة فى هذا الوادى بادى السعادة.

بما أن صلاة الجمعة قد أديت فى هذا الموقع من المدينة المنورة فقد أحيط ذلك الموقع بجدار منخفض وأطلق عليه مسجد الجمعة فيما بعد.

ولهذا المسجد اسم آخر هو «عبيب» ويقع فى الجهة اليمنى من الذين يذهبون إلى قباء.

وبعد أن أدى سيد الزاهدين-عليه سلام الله المعين-صلاة الجمعة امتطى ناقته واستمر فى طريقه. وبعد مرور وقت قصير وصل إلى المدينة المنورة ومر من أمام منازل أشراف المدينة المنورة الذين رجوه أن ينزل عندهم ولكنه استمر فى طريقه وفى أثناء ذلك كان يصيب باليأس الذين يمدون أيديهم إلى زمام ناقته القصواء حبا فى نيل ضيافة النبى صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «إن زمام ناقتى مسلم ليد القدر

(1)

هذه الرواية منقولة عن أنس بن مالك، وقال ابن زبالة أن صاحب الرسالة ظل فى منازل بنى عوف واحدا وعشرين يوما وفى بنى عروه أحد عشر يوما.

ص: 169

لا تستطيع أن تتقدم خطوة من المكان الذى أمرت بأن تقف فيه، ولا تشغلوا أنفسكم ولا تتعبوها بغية ضيافتى واتركوا زمام ناقتى كما أمسك بزمام الناقة من سكان حى بنى سالم ومن أغنياء المدينة المنورة ورؤسائهم «عتبان بن مالك، ونوفل بن عبد الله بن مالك بن عجلان» و «عبادة بن الصّامت بن نضلة» وقالوا:

«يا رسول الله! بما أننا نفوق البطون الأخرى كثرة فى العدد ووفرة فى الغنى فنحن أقدر على رعايتكم» وطلبوا نزوله عندهم راجين إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاب قائلا: «لا تتعرضوا لناقتى إذ إنها مأمورة من قبل الله تعرف مكان النزول» .

وحينما وصل خطيب منبر الرسالة-عليه أكمل التحية-إلى مسجد بنى سالم، فألقى خطبة فى الأصحاب ذوى الاحترام الذين وجدوا فى ركاب النبى السلطانى ثم ركب راحلته وأمال زمامها إلى الجهة اليمنى من الطريق وكم كانت خطبته البليغة المعجبة فصيحة حتى إن سكان الملأ الأعلى صاحوا محسنين لها.

عندما وصل فى محاذاة منازل بنى حبلى أراد أن ينزل عند دار «عبد الله بن أبى» ،إلا أنه أرخى عنان ناقته لعدم وجود صاحب الدار فى منزله وعندما وصل إلى محلات «سعد بن عبادة» وبنى ساعدة تلاقى مع «منذر بن عمرو» و «أبى دجانة» وفى الأمام مع «سعد بن الربيع» و «عبد الله ابن رواحة» و «بشر بن سعدة» وفى حى بنى بياضه مع «زياد بن وليد» و «فروة بن عمرو» و «عدى بن النجار» وإن كان هؤلاء أيضا أرادوا أن يستضيفوه إلا أنهم تلقوا نفس الإجابة التى سبق ذكرها.

وأراد جمهور المؤرخين أن يثبتوا أن الضيافة قد عرضت على النبى صلى الله عليه وسلم أولا من بنى بياضة وبعدهم من بنى سالم وعقب ذلك من بنى عدى بن النجار إلا أن ابن إسحاق قال إنه قد عرض عليه صلى الله عليه وسلم النزول أولا من بنى سالم ثم بنى بياضه وبعدها من بنى الحارث وفى النهاية من بنى النجار. وكلما كان النبى يركب البراق-عليه صلوات الله الرزاق-يجيب الذين يرجونه النزول عندهم الإجابة سالفة الذكر كانت الناقة كريمة الأطوار تنظر يمينا ويسارا، ونهاية الأمر بركت أمام بئر جمل وعندئذ أحاط به أبطال بنى النجار وأخذوا يزورون النبى صلى الله عليه وسلم.

ص: 170

وبعد أن وقفت الناقة عريقة الأصل أمام بئر «جمل» قليلا، قامت وسارت وبركت أمام باب دار أبى أيوب الأنصارى-رضى الله عنه-الذى كان فى اتصال منزلى ابن عائذ وسعيد بن منصور، وبعد عدة دقائق قامت لتبرك مكان المنبر الحالى لمسجد السعادة وأخرجت صوتا خاصا بالنياق ومدت رقبتها عندئذ ترجل النبى صلى الله عليه وسلم قائلا:«هذا المنزل إن شاء الله» ،وبناء على إذن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذه أبو أيوب الأنصارى إلى داره وقد ساعده زيد بن حارثة على حمل ملابسه عليه السلام-وأشياءه الخاصة.

عندما بركت ناقة النبى صلى الله عليه وسلم أمام باب دار أبى أيوب الأنصارى خرجت جوارى بنى النجار فى الشوارع أخذن فى إنشاد.

نحن جوار من بنى النجار

يا حبذا محمد من جار

ويضربن الدفوف

(1)

وأخذن فى إظهار سرورهن وقال ذلك النبى محبوب العالم صلى الله عليه وسلم لهن هل تحببننى؟ فقلن: «نعم وإننا نعلن عن سرورنا بهذه الطريقة» فقال: «ثلاث مرات أقسم بالله وإننى أحبكن» وعلى رواية «يعلم الله إننى أيضا أحبكن» وزاد سرورهن بهذه الالتفاتة النبوية الكريمة فزدن فى إظهار علامات الفرح والابتهاج.

وقد زاد فرح وابتهاج أهالى دار الهجرة الكرام فى ذلك اليوم وقد تحولت دار القرار المدينة المنورة فى ذلك اليوم إلى منزل عرس وخرجت نساء الخدور إلى الشوارع وهن ينشدن:

طلع البدر علينا

من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داع

(1)

حينما مر بنو إسرائيل من بحر فرعون كانت أخت موسى «كلثوم» أيضا قد غنت وهى تضرب الدف للإعلان عن سرورها.

ص: 171

أيها المبعوث فينا

جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينة

مرحبا يا خير داع

كما أن بعضهم أظهروا علامات سرورهم قائلين.

أشرق البدر علينا

واختفت منه البدور

مثلك ما رأينا

قط يا وجه السرور

لم يستطع سكان دار السكينة فى ذلك اليوم أن يتمالكوا حرية إرادتهم وأخذوا يظهرون فرحهم وسرورهم على طريقتهم ولا سيما الأطفال كانوا يهنئ بعضهم البعض ببشرى «جاء محمد رسول الله» ،ولما لم ير كل الناس من شدة الازدحام صاحب الرسالة وجماله النبوى صعدوا فوق أسطح المنازل وأخذ يسأل بعضهم بعضا، هذا هو محمد؟ هذا هو رسول الله.

لما كانت ثنية الوداع مكانا فى الطرف الشامى من المدينة المنورة ذهب بعض المؤرخين إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد شرف المدينة المنورة من ناحية الشام؛ إلا أنهم مخطئون فى ذهابهم هذا؛ وفى الواقع وإن كانت ثنية الوداع فى ناحية الشام؛ إلا أن كل ثنية يودع فيها الناس بعضهم تسمى «ثنية الوداع» ومن هنا ففى المدينة عدة ثنيات للوداع، وليس هناك شك فى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد شرف مقبلا من ناحية مكة المكرمة حتى إن مصراع «من ثنيات الوداع» يدل على أن المدينة المنورة عدة ثنيات.

إن منزل أبى أيوب الأنصارى-رضى الله عنه-السعيد كان قصرا يجذب القلوب بناه تبع الحميرى لملك العالم-صلى الله عليه وسلم-قبل وقوع الهجرة النبوية النافعة قبل سبعمائة سنة كما ذكر فى الصورة الثالثة من الوجهة الرابعة لمرآة مكة.

ص: 172

وفى أثناء انتقاله من يد لآخر أخذ كل واحد من ملاكه يضيف إليه زينة حتى وصل إلى يد خالد بن زيد وتحت تصرفه وبناء على هذا التقدير قد شرف سيد العرب والعجم المنزل الذى أسس وطرح من أجله منذ سبعمائة عام.

وكانت منازل بنى النجار فى ذلك العصر فى غاية المتانة بالنسبة لمنازل الأنصار، والمكان الذى بركت فيه الناقة وهى ترعى هو الساحة التى بنى فيها فيما بعد المسجد النبوى الشريف.

وكانت ساحة مسجد السعادة فى مائة ذراع طولا وعرضا وكان مكانا مخصصا لتجفيف البلح وكان يمتلكها يتيمان وسيمان ابنا رافع بن عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار واللذان تربيا فى حجر معاذ بن عفراء وعلى قول، أسعد بن زرارة وكان معاذ خال عبد المطلب بن هاشم، لأن كل واحد من أهل المدينة فى تلك الأوقات له ساحة لتجفيف البلح قدر حاله، وقد اشترى النبى صلى الله عليه وسلم هذه الساحة بعشر قطع ذهبية وطرح عليها مسجده الشريف وأسسه.

قد امتلك منزل أبى أيوب الأنصارى عبدة بن أفلح وباعه فيما بعد لمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بألف قطعة ذهبية، وقد اشتراه بعد مدة الملك المظفر ابن أيوب بن شادى وهدمه وبنى على ساحته مدرسة مكتملة خاصة بعلماء المذاهب الأربعة وجعل فى داخلها مكتبة ووقف لها كتبا كثيرة نفيسة متنوعة.

كما أوقف مشروطا لتلك المدرسة والمكتبة بعض البساتين فى المدينة وعقارات متعددة فى الشام، كما اشترى كثيرا من الدكاكين والأراضى فى بلده وأوقفها، ولكن لشدة الأسف! أن تقلبات الزمان قد محت ولم تترك اسما ولا ذكرا لهذه الأشياء سواء أكانت تلك الكتب النفيسة التى أوقفها أو ما أوقفه من عقارات وأملاك شرط تعمير المدرسة وترميمها.

وكانت هذه المدرسة فى العصور القديمة عامرة ومشهورة بين الأهالى بالمدرسة «الشهابية» وقد خربت قبل عدة مئات من السنين، ويروى المؤرخون أن فى الميدان الصغير الذى كان فى داخل المدرسة «الشهابية» وفى الطرف الغربى

ص: 173