المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌إخطار إن العجائب والأمور الخارقة للعادة التى ظهرت من صاحب المعجزات - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ٣

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الصورة الأولىفى ذكر الأحوال الجغرافية للمدينة الميمونة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةوجوب مراعاة حق جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان كيفية دفن من أدركه الأجل فى المدينة الطاهرة

- ‌منظومة

- ‌الصورة الرابعةتوضح وتبين كيف يستقبل شهر رمضان الشريف-مظهر الغفران-من قبلأطفال المدينة وكيف يكون رمضان فى مدينة طيبة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة التراويح:

- ‌سبب إقامة موكب الشموع:

- ‌الصورة الخامسةفى بيان ترتيب وتشكيل موكب الشموع الذى اعتيد إجراؤه فى مسجد السعادةبعد صلاة التراويح

- ‌الصورة السادسةفى تعريف طريقة أداء صلاة الفجر وصلاة العيد فى شهر رمضان

- ‌صورة أداء صلاة الفجر:

- ‌صورة أداء صلاة العيد:

- ‌الصورة السابعةفى تعريف الهيئة الكاملة لمسجد السعادة فى الوقت الحالى

- ‌الصورة الثامنةفى بيان وذكر أبواب حجرة السعادة المعطرة أبوابها وقناديلها وشمعداناتها

- ‌سبب وتاريخ استخدام الأغوات فى الحجرة المنيفة

- ‌تعريف مقدار خدمة الفراشة الشريفة الجليلة:

- ‌مقام أبى بكر وعمر رضى الله عنهما:

- ‌صورة غسل حجرة السعادة

- ‌الخدمة الدائمة للخدم:

- ‌تأديب الأغوات المتهمين:

- ‌إخطار

- ‌صورة تسكين الأغوات:

- ‌خدمات خدم مسجد السعادة الدائمة والمؤقتة:

- ‌الخطباء والأئمة فى الحرم النبوى الشريف

- ‌مكبرو الحرم الشريف

- ‌سقاء والحرم الشريف

- ‌استطراد

- ‌الوجهة الثانيةوتعرف حكم شد الرحال إلى المدينة بغرض زيارة مسجد الرسولصلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الأولىذكر الأحاديث الشريفة التى وردت بخصوص شد الرحال لزيارة مسجدالرسول صلى الله عليه وسلم وآراء الفقهاء العظام

- ‌إخطار

- ‌نصيحة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر وبيان فضائل المسجد النبوى الشريف والمنبر اللطيف والروضة النبويةالمنيفة

- ‌رواية

- ‌إخطار مهم

- ‌إخطار

- ‌بيان المصلى النبوى وبيان حدوده

- ‌الوجهة الثالثةتحتوى على ثلاث صور فى تعريف أسماء المدينة الطاهرة وفضائلها

- ‌الصورة الأولىفى بيان أسماء المدينة المنورة الجميلة وألقابها الجليلة

- ‌حرف الهمزة:

- ‌1 - أثرب:

- ‌2 و 3 - أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌4 و 5 - أكالة البلدان [ز]،أكالة القرى [ز]:

- ‌6 - الإيمان [ز]

- ‌حرف الباء:

- ‌7 و 8 - البارة [ز]

- ‌9 و 10 و 11 - ومن أسمائها الشريفة بحره، بُحيرة، بَحيرة

- ‌12 - بلاط [ز]:

- ‌13 - بلد [ز]:

- ‌14 - بيت الرسول، صلى الله عليه وسلم [ز]:

- ‌حرف التاء:

- ‌16،15 - تندر [ز] تيدر [ز]:

- ‌حرف الجيم:

- ‌20،19،18،17 - جابرة [ز] جبار، جبابرة [ز] جبّارة:

- ‌21 - جزيرة العرب [ز]:

- ‌حرف الحاء:

- ‌23 - الحبيبة:

- ‌24 - حرم:

- ‌26،25 - حرم رسول الله [ز]،حسنة:

- ‌حرف الخاء:

- ‌28،27 - خيره، خيره:

- ‌حرف الدال:

- ‌37،36،35،34،33،32،31،30،29 - الدار [ز] دار الأبرار، دارالأخيار [ز] دار الإيمان [ز] دار السلام [ز] دار السنة [ز] دار السلامة [ز] دارالفتح [ز] دار الهجرة:

- ‌38 - درع، الحصينة [ز]:

- ‌حرف الذال:

- ‌39 - ذات الحجر [ز]:

- ‌40 - ذات الحرار [ز]:

- ‌41 - ذات النخل [ز]:

- ‌حرف السين:

- ‌42 - سلق:

- ‌43 - و 44 سلق وسلق

- ‌45 - سيدة البلاد [ز]:

- ‌46 - شافية [ز]:

- ‌حرف الطاء:

- ‌50،49،48،47 - طابه، طيبه، طيبة، طائب [ز]:

- ‌كما أن مطيبه (51) وطبابا (52) من أسماء المدينة

- ‌حرف الظاء:

- ‌54،53 - ظيابا [ز] ظبابا:

- ‌حرف العين:

- ‌55 - عاصمة:

- ‌56 - عذراء:

- ‌57 - عراء [ز]:

- ‌حرف الغين:

- ‌60،59 - غراء [ز]:غالبه [ز]:

- ‌حرف الفاء:

- ‌61 - فاضحة [ز]

- ‌حرف القاف:

- ‌62 - قاصمة [ز]:

- ‌67،66،65.64،63 - قرية [ز] قرية الأنصار [ز] قبة الإسلام، قريةالرسول، قلب الإيمان [ز]

- ‌حرف الميم:

- ‌68 - مؤمنة [ز]:

- ‌69 - 103 مباركة [ز]

- ‌حرف النون:

- ‌106،105،104 - ناجية [ز] نبلاء [ز] نجر [ز]

- ‌حرف الهاء:

- ‌108،107 - هرزاء [ز] هز:

- ‌حرف الياء:

- ‌111،110،109 - يثرب، يندد [ز]:

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر الروايات التى نقلت من الآثار الموثوقة والأخبار الصحيحة فى فضلورجحان المدينة المنورة على سائر الممالك

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأحاديث الشريفة التى وردت فى حق الذين اختاروا الإقامة فىالمدينة الطاهرة والذين أحدثوا البدعة والمبدعين والذين يعاونونهم

- ‌الوجهة الرابعةتشمل خمس صور تفصل أوائل حال المدينة المنورة وسكانها القدماء

- ‌الصورة الأولىفى ذكر أحوال المدينة الأولى وأطوار سكانها القدماء وأحوالهم

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر القبائل التى كانت فى أرض يثرب وقت أن هاجر إليها الأوسوالخزرج بن ثعلبة

- ‌سبب ظهور وقعة مالك بن عجلان وصورة ظهورها:

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر بيان القرى والمحال التى أسسها أفراد قبائل بنى الأوس حول المدينة

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف ووصف القرى والمنازل التى سكنها بعد تهيئتها أبناء قبائل الخزرجوجماعاتها فى جوار مدينة الرسول

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف رؤية الملاحم التى ظهرت قبل الإسلام بين قبائل الأنصار الكريمةوالمعارك المشهورة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الخامسةوتشمل ثلاث صور تعين إرسال مصعب ابن عمير إلى يثرب

- ‌الصورة الأولىفى ذكر بيعة السابقين من الأنصار للإسلام وفى دعوة مصعب بن عمير أهلالمدينة إلى الإسلام

- ‌حكمة

- ‌سبب كون النبى صلى الله عليه وسلم أنصاريا من الخزرج:

- ‌الصورة الثانيةفى هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى دار الأمن المدينة المنورة

- ‌عربى

- ‌رواية

- ‌إخطار

- ‌ المعجزة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى بيان وقائع سنين الهجرة وتفصيلاتها الإجمالية

- ‌السنة الأولى للهجرة

- ‌سنة الأذان المحمدى:

- ‌أصول التسبيح فوق المآذن:

- ‌السنة الثانية للهجرة

- ‌السنة الثالثة الهجرية

- ‌ السنة الرابعة الهجرية

- ‌السنة الخامسة الهجرية

- ‌السنة السادسة الهجرية

- ‌السنة السابعة الهجرية

- ‌السنة الثامنة الهجرية

- ‌السنة التاسعة الهجرية

- ‌السنة العاشرة الهجرية

- ‌السنة الحادية عشرة الهجرية

- ‌الوجهة السادسةوتشتمل على إحدى عشرة صورة تعرف بالتفصيل توسيع وتجديد المسجدالشريف ودار فاطمة رضى الله عنها السعيدة

- ‌الصورة الأولىفى ذكر صورة طرح وتأسيس مسجد السعادة على صاحبه أفضل التحية

- ‌استطراد

- ‌ حديقة أولاد صفى

- ‌رأى ومطالعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةتبين توسيع مسجد السعادة وتحويل المحراب الشريف

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر الأماكن السعيدة التى صلى فيها من المسجد الشريف إمام محرابالملكوت-عليه السلام

- ‌مؤسس محراب مسجد السعادة:

- ‌نظم

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف جزعة مسجد السعادة والمحل القديم لمحراب النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌تنبيه

- ‌نعت شريف

- ‌الصورة الخامسةتبين سبب تأسيس منبر مسجد النبى وصورته وجزع ونحيب النخلة

- ‌مثنوى

- ‌استطراد

- ‌مثنوى

- ‌‌‌مثنوى

- ‌مثنوى

- ‌حكاية

- ‌استطراد

- ‌الصورة السادسةفى ذكر عدد المرات التى جدد فيها منبر السعادة وعدد المرات التى عمر

- ‌إخطار

- ‌الصورة السابعةفى بيان الأساطين التى ركزت فى مسجد السعادة فى عصر النبى السامى صلى الله عليه وسلم

- ‌كانت الأساطين الأصلية لمسجد السعادة ثمانية أعمدة موزونة متساوية، وقدزيد مؤخرا عدد أساطين المسجد الشريف المنيفة

- ‌1 - الأسطوانة المخلقة:

- ‌2 - أسطوانة عائشة:

- ‌3 - أسطوانة التوبة:

- ‌4 - أسطوانة السرير:

- ‌5 - أسطوانة المحرس:

- ‌6 - أسطوانة الوفود:

- ‌إخطار

- ‌7 - أسطوانة مربعة القبر:

- ‌8 - أسطوانة التهجد:

- ‌9 - محراب باب الجنائز:

- ‌الأبيات التى سطرت على الأساطين الأربع من الصف الأول:

- ‌الأسطوانة الأولى

- ‌الأسطوانة الثانية

- ‌الأسطوانة الثالثة

- ‌الأسطوانة الرابعة

- ‌الأسطوانة الخامسة

- ‌الأسطوانة السادسة

- ‌الأسطوانة السابعة

- ‌الأسطوانة الثامنة

- ‌الأسطوانة التاسعة

- ‌الأسطوانة العاشرة

- ‌الأسطوانة الحادية عشرة

- ‌الأسطوانة الثانية عشرة

- ‌استطراد

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر وبيان المقام واجب الاحترام الذى يطلق عليه «الصفّة»

- ‌استطراد

- ‌أصحاب الصفة الذين أورد أبو نعيم أسماءهم الجميلة ومناقبهم الجليلة منبين هؤلاء:

- ‌كيفية إعاشة أصحاب الصفة:

- ‌الصورة التاسعةفى تعريف الحجرة النبوية المعطرة

- ‌حكاية

- ‌حكاية أخرى

- ‌الصورة العاشرةفى تعريف دار فاطمة-رضى الله عنها-السعيدة

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تعريف كيفية إغلاق الأبواب التى تواجه مسجد النبى فى عصر السعادة

- ‌الوجهة السابعةتجمع خمس صور تبين وتظهر عدد المرات التى جددت فيها حدود المسجدالنبوى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر توسيع مسجد الرسول لأول مرة

- ‌الصورة الثانيةفى ذكر كيفية تجديد مسجد السعادة وتوسيعه للمرة الثانية

- ‌مقصورة مسجد السعادة

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر كيفية تجديد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وتوسيعه للمرة الثالثة

- ‌مطالعة

- ‌صورة أداء صلاة الجنازة فى مسجد السعادة وسبب منعه

- ‌استطراد

- ‌موازنة تاريخية

- ‌الصورة الرابعةفى تعريف تجديد مسجد السعادة وكيفية توسيعه للمرة الرابعة

- ‌إخطار

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف الحجرة المعطرة والقبور الثلاثة المنورة

- ‌الشكل الأولقبر النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌الشكل الثانىقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر عمر بن الخطاب رضى الله عنهقبر أبى بكر الصديق رضى الله عنه

- ‌الشكل الثالثقبر النبى صلى الله عليه وسلم/قبر أبى بكر الصديق رضى الله عنهقبر عمر بن الخطاب رضى الله عنه

- ‌الهيئة المرئية للقبور الثلاث المقدسة فوق الأرض:

- ‌شبكة قبر السعادة

- ‌رواية

- ‌الوجهة الثامنةوتحتوى على تسع صور وتشمل تفصيلاتعن علامات رأس النبى الشريف ومقام جبريل الأمين السامى

- ‌الصورة الأولىفى ذكر علامة الجهةالتى يوجد فيها رأس الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌إخطار

- ‌الصورة الثانيةترى وتعرف علامة جهة وجه النبى اللطيف

- ‌الصورة الثالثةفى تعريف مقام جبريل الأمين وتعيينه

- ‌الصورة الرابعةفرش حجرة السعادة وتعميرها وتجديدها

- ‌ذيل

- ‌حكاية

- ‌الصورة الخامسةفى تعريف ستارة الحجرة المعطرة

- ‌أصول تعليق ستارة قبر السعادة وتجديدها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف صورة تخليق(1)حجرة السعادة

- ‌الصورة السابعةفى بيان وتعريف قناديل الحجرة الشريفة

- ‌غريبة

- ‌الصورة الثامنةفى تعريف الشبكة الشريفة التى تحيط بالحجرة المعطرة ودار فاطمة-رضى اللهعنها-السعيدة

- ‌ القصيدة

- ‌ القطعة

- ‌الصورة التاسعةفى ذكر قبة حجرة السعادة

- ‌الوجهة التاسعةوتحتوى على ثمانى صور

- ‌الصورة الأولىفى تعريف المصاحف الشريفة والأجزاء القرآنية اللطيفة وكتب الأدعيةالموجودة فى الخزينة النبوية

- ‌أجزاء القرآن الشريفة:

- ‌الدلائل(1)الشريفة

- ‌الصورة الثانيةفى تعريف وذكر وتفصيل جنس الأشياء النفيسة ومقدار الأشياء المحفوظة فىداخل حجرة السعادة المشحونة بالنور

- ‌عدد

- ‌الأشياء المتنوعة

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌عدد

- ‌الصورة الثالثةفى ذكر وبيان جنس ومقدار الأشياء التى تبرع بها والتى علقت فى داخلالحجرة المعطرة التى تعدل الجنة

- ‌الصورة الرابعةفى ذكر وتعريف أطقم البخور والسكات من الفضة والذهب والمحفوظة فىداخل الحجرة المعطرة والتى تخرج كلما اقتضت الحاجة إليها

- ‌الصورة الخامسةفى ذكر تفصيل الشمعدانات والأشياء الأخرى المحفوظة فى داخل حجرةالسعادة جنسها ومقدارها والتى تستخدم كلما دعت الحاجة إلى استعمالها

- ‌الصورة السادسةفى تعريف الأشياء الفضية النفيسة-جنسها ومقدارها-المحفوظة فى خزينةالحجرة المعطرة الجليلة

- ‌الصورة السابعةفى تعريف وتفصيل الستائر والأغطية التى تغطى أبواب حجرة السعادةوالمقامات المنيفة الأخرى مقدارها وأنواعها

- ‌الصورة الثامنةتبين وتعرض الشمعدانات والتعليقات والثريات

- ‌خلاصة

- ‌مسألة

- ‌إخطار

- ‌قطعة

الفصل: ‌ ‌إخطار إن العجائب والأمور الخارقة للعادة التى ظهرت من صاحب المعجزات

‌إخطار

إن العجائب والأمور الخارقة للعادة التى ظهرت من صاحب المعجزات فى خيمة أم معبد غير قابل للتعريف والتفصيل ولا داعى لذكرها هنا لأن أكثرها قد ذكرت وحكيت فى كتب السير، إلا أننا رأينا لزوم ذكر‌

‌ المعجزة

الآتية المنقولة عن هند بنت الجون لأنها غير مذكورة فى كتب السير التركية.

المعجزة

قالت هند بنت الجون: «إن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم غسل يدى إعجازه الشريفتين فى خيمة خالتى أم معبد ثم تمضمض ثم نثر المياه التى ملأ بها فمه المبارك بجانب جذور شجرة العوسج

(1)

التى فى خارج الخيمة؛ ولما خرج الرسول الكريم من الخيمة وآن وقت الليل نمنا كالعادة.

ولما أصبح الصبح رأينا أن العوسج قد أصبح شجرة كبيرة مثمرة وعليها ثمار فى لون «الورس» وفى حلاوة العسل ذات رائحة طيبة، ولما ثبت بالتجربة أن الذين يأكلون من ثمار هذه الشجرة يشبعون إذا كانوا جائعين ويرتوون إذا كانوا عطشى ويشفون إذا كانوا مرضى، والنياق والنعاج التى تأكل أوراقها تدر لبنا كثيرا ومن هنا أطلقنا عليها اسم المباركة، ولما انتشرت هذه المعجزة بين عربان البادية فإذا ما كان فى أية قبيلة أصحاب الأمراض المزمنة كانوا يأتون لزيارة الشجرة ويأكلون من ثمارها فيشفون من أمراضهم، وبعد خمسة أو عشرة أعوام سقطت جميع ثمار الشجرة وذبلت أوراقها وعقب ذلك تلقينا خبر ارتحال الرسول صلى الله عليه وسلم عن دنيانا، وبعد فترة نمت الشجرة وكبرت وأدمت كذلك ما يقرب من ثلاثين عاما، فرأينا فى صباح يوم ما أن ثمارها سقطت وتحولت من أسفلها إلى أعلاها إلى شجرة الشوك، وذهبت عنها نضارتها واصفرت وإذا بعلى بن أبى طالب كان قد ارتحل عن دنيانا.

وبعد هذه الواقعة لم تثمر شجرة العوسج إلا أننا كنا نستفيد من أوراقها، وبعد

(1)

هى شجرة شائكة إذا تناول أوراقها الجمال أصابها المرض.

ص: 163

مرور فترة من الزمن رأينا فى ليلة ما أن الدماء الغليظة تنبع من فروعها وذبلت أوراقها وسقط كلها، وهذا علامة شر ومن هنا أخذنا نستطلع الأحوال وننصت للأخبار فعرفنا بعد فترة استشهاد الحسين بن على-رضى الله عنهما-وبعد هذه الحادثة لم تفلح شجرة العوسج وقد جفت هذه الشجرة من بعد ذلك من جذورها وانمحت.

(ربيع الأبرار للزمخشرى).

إن أم معبد بنت خالد الخزاعى من الأصحاب الكرام وزوجة أبى معبد الخزاعى وهى الصحابية «عاتكة الخزاعية» .

وجاء بعد نهضة النبى صلى الله عليه وسلم وخروجه من الخيمة زوج عاتكة أبو معبد ورأى فى داخل الخيمة كثيرا من اللبن وهذا غير مأمول فقال متحيرا: «يا أم معبد! ما سبب كثرة هذا اللبن مع أن أغنامنا فى مراعى بعيدة، وكلها خالية من الحمل ولا نملك حيوانا يدر اللبن؟!» ،ولما عرفت أم معبد زوجها بما وقع وما يتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم من شمائل ممتازة بعبارات بليغة فصيحة بالتفصيل أصبح أبو معبد عاشق محبوب الصمد غيابيا وبعد مدة أسلم مع زوجته ونال شرف الصحبة، رضى الله عنهما.

ولما بحث مشركو قريش عن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يجدوه استولى عليهم اليأس والحرمان والحيرة ولم يدروا ماذا يفعلون، عندئذ أنشد الهاتف الغائب من فوق جبل أبى قبيس هذا البيت.

فإن يسلم السعدان يصبح محمد

من الأمن لا يخشى خلاف المخالف

وقالوا عندما استمعوه؛ ليتنا نعرف من هو سعد هذا، فألقى لمشركى قريش هذين البيتين وبهذا أفهمهم أن ملك خطة الرسالة-عليه أكمل التحية-قد شرف المدينة المنورة.

ص: 164

أيا سعد سعد الأوس كن أنت مانعا

ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف

أجيبا إلى داعى الهدى تمنّيا

من الله فى الفردوس زلفة عارف

وكان طلحة أو الزبير بن العوام-رضى الله عنهما-من أهالى مكة عائدين من الشام فى تلك الآونة، وقد تلاقى بقائد جماعة الأصفياء-عليه سلام الله الأعلى-فى مكان بين الحرمين فعرض عليه عددين من الخرقة الشامية البيضاء علامة للإخلاص والمخادنة ورجاه أن يتفضل بقبولهما.

وقبل سيد الأتقياء (عليه أزكى التحية) هاتين الخرقتين من ذلك الشخص قصد تلطيفه فلبس إحداهما وألبس الأخرى لجناب الصديق واستمرا فى طريقهما.

عندما وصل خبر قيام النبى صلى الله عليه وسلم إلى أهالى المدينة المنورة غشيهم بحر من الفرح والسرور-المهاجرين والأنصار-وكانوا يذهبون إلى مكان يسمى «حرة واقم» وضيعهم وشريفهم كل صباح حتى ينالوا قصب السبق وهم متجهون لتلك القبلة التى تبشر بالمستقبل السعيد إلا أنهم كانوا يعودون وقت الزوال غير متحملين حرارة الشمس الشديدة.

وفى يوم الاثنين من أول ربيع الأول أو الثانى عشر منه من السنة الهجرية الأولى كانوا قد خرجوا أيضا لإجراء مراسم الاستقبال إلى الحرة المذكورة عند حلول وقت الزوال.

ورأى أحد اليهود الذين ظلوا خارج المدينة المنورة بغتة الموكب النبوى وبدلا من أن يقول: «يا معشر الكرام! قد شرف الشخص الذى أجلتم أبصاركم مدة مديدة منتظرين وصوله السعيد» ،قال على طريق التنظيم «هذا جدكم» يعنى ظل بمجرد الصدفة ذلك اليهودى المذكور خارج المدينة وبينما يرسل نظراته المتجسسة إلى الأطراف والأكناف إذا به يرى فى طريق مكة عدة أشخاص بملابس بيضاء قد

ص: 165

ظهروا منيرين الطريق وحينما أدرك أن الذى شرف النبى ورفيقه لم يمتلك صبره وصاح قائلا: يا بنى قيلة

(1)

هذا جدكم».

إن أخيار الأنصار وهم أفراد قبائل الأوس والخزرج قد سروا من الخبر الذى يجلب الصفاء والذى ينشره اليهودى بسرعة فتسلح جميعهم وامتطوا جيادهم حتى يكونوا فى شرف استقبال الركب المحمدى الذى يرسل أنواره كنور القمر وذهبوا إلى الحرة المذكورة من قبل وبعد أن نال كل واحد منهم شرف تقبيل قدم حبيب رب العزة قدم أهل المدينة الذين وصلوا واحدا تلو الآخر بإيراد خطب مناسبة، وقد أظهر المستعدون لقبول الإيمان الفرح والسرور وخرجوا خارج المدينة كما أن اليهود والمشركين قد خرجوا خارج المدينة مغتاظين متنفرين حتى خلت دار الهجرة فى ذلك اليوم المنير من الناس.

وأحنى الأنصار البررة جباههم لتراب أقدام سيد الكونين وعرضوا على رياحين إخلاصهم وطاعتهم وأظهر كل واحد منهم فرحته وسروره على طريقته، وأنشد من كان شاعرا فيهم ولا سيما الذين سروا من مقام سيدنا محمد فيهم قصائد مدح ممتازة للنبى صلى الله عليه وسلم، فسر النبى صلى الله عليه وسلم من هذه الحالة وتحرك فرحا مسرورا وإذ رأى موحدى أرض يثرب عامة حالة الفرحة والصفاء التى سادت الموقف أخذ كل واحد منهم يأتى بحركة تدل على عدم المبالاة إلا أنها كانت فى حدود الأدب، وفى الواقع فإن تلك الساعة كانت من أجل أهل المدينة المحظوظين كانت ساعة من مسرة خاصة بهم حتى إن سكان الملأ الأعلى قد خرجوا لمشاهدتها ونشرت الشمس وأرسلت أضواء الفرحة والمباهاة فوق أهل يثرب، وحينما تحرك الموكب النبوى من موقع الحرّة، تقدمه أبطال الأوس والخزرج وقاموا بمهمة الدلالة، ووصل الذات النبوى العالى إلى منازل بنى عمرو بن عوف، ونزل فى ظل نخلة وقام من هناك ليضع ظله الجليل فى منزل «كلثوم بن هدم» من العرب المعروفين أو فى منزل «طاهر بن يحيى» فى القرب من بئر غرس، وكان يقول للصحابة الذين يرجونه أن يشرف منازلهم «إننى سأذهب إلى منازل بنى النجار

(1)

هم الأنصار؛ وقيلة اسم جدّة كانت لهم.

ص: 166