الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة السابعة
فى بيان وتعريف قناديل الحجرة الشريفة
.
لا يعرف مهدى القناديل الذهبية والفضية ووقت إهدائها وتعليقها لمسجد السعادة والحجرة المعطرة، وقال: ابن النجار بعد أن أجرى التدقيقات التامة وهو يبين ويعرف عدد تلك القناديل وأنواعها وأماكن تعليقها.
كان فى صدر الإسلام بين شبكة الحجرة المنيفة والجدار القبلى للمسجد الشريف
(1)
أكثر من أربعين قنديلا معلقا على سقف المسجد الشريف، وكان بعض هذه القناديل من الذهب والأخرى مصنوعة من الفضة وكان بعضها كبيرا وكان بعضها فى حجم صغير وكانت أهديت من قبل حكام الزمان والأصدقاء المخلصين. وكان أحد هذه القناديل مصنوعا من البلور والآخر من الذهب كانا ثريتين فى غاية من الجمال وكان مرغوبا فيهما لعدم وجود مثيل لهما فى ذلك العصر، وفيما بعد زادت رغبة أهل الإيمان فى إهداء القناديل إلى الحجرة المعطرة وزادت القناديل التى وردت حتى ضاقت الحجرة النبوية بها حتى لم يبق مكان فى داخلها لتعليق القناديل فيها.
وحينما رأى السادة وموظفو الحكومة أن الهدايا ترد واحدة تلو أخرى ولم يبق فى داخل حجرة السعادة مكان لتعليق القناديل، عندها أخذوا يخرجون القناديل القديمة فى قبة المسجد الشريف، والهدايا التى أرسلت فى خلال سنة (810) هـ زادت إلى حد أنه إذا سرقت إحداها فلا يعرف الشئ المسروق أى وصلت الهدايا المرسلة بحيث تزيد على العد والإحصاء، ومن هنا رأى المشار إليهم من أصحاب الرأى حفظ هذه القناديل فى داخل الصناديق المعدة لها حتى يحموها من سرقة عربان البادية الذين يردون فى مواسم الحج على أن يخرجوها فى الليالى المباركة
(1)
وكان هذا المكان مواجهة السعادة، وهو المحل الذي يقف فيه زوار قبر السعادة.
لإيقادها مناوبة، ولكن حدث فى الوقت الذى قرر تنفيذ القرار السابق أن الشريف حسين بن عجلان الحسينى الذى عين لإمارة الحجاز من قبل ملك مصر الناصر فرج لبعض الأسباب عزل والى المدينة حجاز بن هبة الحجاز بن منصور الحسينى ونصب مكانه ثابت بن نصير المنصورى واليا وعينه، إلا أن ثابت بن نصير مات قبل الوصول إلى المدينة، وعرف حجاز بن هبة الحجاز، أنه سيعين مكان ثابت بن نصير المتوفى شخص آخر بعزله، فأظهر عصيانه وضم إلى تبعيته بعض العربان الجهلة الحمقى وداس على شرف الإسلام ونهب منازل أعيان المدينة وسادتها بإغراء كلاب العربان ونباحهم.
واستولوا على القناديل الذهبية والفضية التى فى داخل مسجد السعادة والتى توضع بعد فى الصناديق المعدة لذلك وبهذه الطريقة أعلنوا عن عداوتهم وأظهروا شقاوتهم. هل أكتفى حجاز بن هبة بهذا القدر من الشقاوة واقتنع بها؟!! لا- وبعد هذه الوقاحة والسفالة أحضر سلما خاصا لإنزال القناديل المعلقة وستارة مرقد السعادة الثمينة ولكنه لم يوفق فى ذلك وأخذ ستائر أبواب الحجرة المعطرة التى فى الخزانة النبوية وهرب من المدينة المنورة سنة (811) هـ.
وإن كانت الحكومة المصرية استطاعت أن تقبض على السافل حجاز بن هبة بعد سنتين وقتلته إلا أن ذلك الخائن لم يكشف عن الأماكن التى دفن فيها الأشياء المنهوبة سواء أكان وقت عصيانه أو وقت استجوابه ومن هنا لم يخرج شئ منها إلى حيز الوجود.
والأشياء التى نهبها حجاز بن هبة الحجاز من مسجد السعادة صندوقان ذهبيان، خزانة صغيرة ذات درجين المملوءة بالذهب، وقناديل من الفضة تزن سبعة عشر قنطارا و 7485 درهما.
وتراكمت كثير من الهدايا فى خزينة حجرة السعادة بعد هذه الواقعة الأليمة إلى سنة (824) الهجرية فى ظرف ثلاث عشرة سنة إلا أن عزيز بن هبازع الذى كان واليا فى خلال تلك السنة استولى على هذه الهدايا قائلا: «فلتبق هذه