الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استقصوا على الأمر متأسفين: «خفت من أن تفرض عليكم صلاة الليل! لأنكم غير قادرين على أداء صلاة الليل» .وهكذا بين لهم ما فى ضميره.
تقع أسطوانة التهجد خلف الجهة الشمالية من المنزل الخاص بالسيدة فاطمة رضى الله عنها-وبنى فى المحل المذكور مؤخرا محراب أشار إلى المكان الذى كان يتهجد فيه النبى صلى الله عليه وسلم والذين يستقبلون ذلك المحراب يكونوا قد جعلوا باب جبريل على شمالهم وباب الرحمة على يمينهم.
يخبرنا المؤرخون مؤكدين على صحة إقامة محراب فى المكان الذى كان يتهجد فيه النبى صلى الله عليه وسلم وأنه قد أطلق على هذا المحراب محراب التهجد، فالذين يقفون فى محل المحراب المنير المذكور متجهين إلى جهة الشرق يلزم أن يظل باب جبريل على الجهة اليسرى منهم، إلا أن ذلك المقام ذا الفيوضات ظل فى داخل شبكة السعادة وقد كتبت عبارة:«هذا متهجّد النبى صلى الله عليه وسلم» فوق الرخام الذى وضع فوق طاق محراب التهجد الذى يرى خلف المحراب من خارج الشبكة وقد حدد هذا المحراب فى عهد الإمام السمهودى ووضع فوق قطعة الرخام سالفة الذكر رخام آخر وكتب عليه برز الأمر بتجديد أعمدة الحجرة الشريفة من السلطان الأشرف قايتباى أعز الله أنظاره وتم ذلك على يد ابن الخواجة الشمس بن زمن وكتب فوق هذه العبارة تاريخ تعميره، إلا أن حريق سنة 886 هـ قد محا الخطوط المنقوشة فوق الأعمدة وأزالها وأبدلت أساطين حجرة السعادة القديمة، وأسس مكان محراب التهجد القديم محراب جديد.
والمحراب الجديد ملاصق لمقبرة السيدة فاطمة الزهراء-رضى الله عنها-من ناحية قدميها وترتفع مقدار ذراعين والمحل المعد للصلاة منخفض قليلا وأعلاه عمودى وشكله مربع.
9 - محراب باب الجنائز:
يقع هذا المحراب على يسار من يتجهوا إلى الجهة القبلية وبما أنه فى داخل شبكة السعادة فمن المتعسر زيارته، وبما أن المحراب الشريف مستور وتلك الجهات من شبكة السعادة مظلمة فسيضطر خدام المسجد أن
يفتحوا باب حجرة السعادة عندما يصنعون فتائل وزيوت قناديل المسجد، فالذين يريدون أن يسعدوا بزيارة المحراب الشريف ينتظرون فتح باب الحجرة اللطيفة كما سبق ذكره، لعلهم يوفقون فى زيارته، وإلا فزيارته فى الأوقات العادية غير محتمله، إلا إذا وجدوا طريقا آخر بإعطاء جوائز وفيرة أو بإيجاد واسطة ما، وفى جانب هذا المحراب المقدس وفى خارج شبكة السعادة محراب صغير أيضا وما سبق ذكره عاليه بمحراب التهجد إنه ذلك المحراب الشريف وكتب على جناحه اليمين واليسار.
«أمر بعمارة هذا المتهجد الشريف العبد الفقير المعروف بالتقصير السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى نصره الله سنة 888» كما كتب فوق طاقة المعلا بخط جلى «بسم الله الرحمن الرحيم» وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} . (الإسراء:79).
كتبت تلك الآية مذهبة كما علقت فوق هذا الخط اللوحة المزينة التى كتبت بخط يد السلطان محمود خان العدلى ابن السلطان عبد الحميد خان المرحوم «حسبنا الله ونعم الوكيل» .
إن المحراب الشريف الذى عرف على قدر الإمكان هو المحراب الذى يزوره الزوار متبركين على أنه محراب التهجد، وإن هذا الأثر الذى أثبت المؤرخون بالأدلة القطعية أنه أثر مقدس هو الأسطوانة النفيسة والمسعودة التى ظلت فى داخل الشبكة وقد جددت فى عصر السلطان عبد المجيد وكتب فوقها آية التهجد، ومع هذا ففضل كل مكان وموقع وشرفه غير قابل للاعتراض عليه، فأى مكان من المسجد لو شرف بالزيارة فمن المأمول الحصول على أجر عظيم ومكافأة روحية كبيرة.
إن الأعمدة التى كانت فى عصر السعادة تلك الأعمدة الثمانية التى ذكرناها وقد بلغ عددها فيما بعد إلى ثلاثمائة عمود وسبعة أعمدة، وكلما وجد مسوغ