الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة الثانية
تبين توسيع مسجد السعادة وتحويل المحراب الشريف
.
وظلت أبنية المسجد الشريف التى أسسها بانى مبانى الشريعة (عليه أقوى التحية) فى خلال السنة الأولى الهجرية إلى رجب الفرد
(1)
من السنة الثانية الهجرية على هيئتها الأصلية، ولما أوحى قبل غزوة بدر الكبرى باتخاذ كعبة الله قبلة مرة أخرى فأمر النبى صلى الله عليه وسلم بإغلاق باب المسجد الذى يتجه إلى مكة المكرمة
(2)
وفتح بابا جديدا مقابله أى فى الجدار الشامى لمسجد السعادة وبناء على هذا التقدير أنه قد صلى فى المدينة المنورة متجها إلى بيت المقدس ما يقرب من ستة عشر شهرا
(3)
.
إخطار
كان النبى صلى الله عليه وسلم يستقبل كعبة الله عندما كان يصلى فى مكة المكرمة، وقبل هجرة النبى صلى الله عليه وسلم بفترة أخذ أمر استقبال قبلة الأنبياء صخرة الله تأليفا لقلوب اليهود فاتخذ البيت المقدس قبلة، إلا أنه كلما كان يقوم للصلاة كان يستقبل الركن اليمانى حتى لا يستدير البيت المعظم. لأن وسط هذين الركنين يحاذى الجهة الجنوبية من البيت المقدس، وإن أراد أن يستقبل تلك الجهة بعد الهجرة لم يمكنه ذلك لتخالف الجهات فاضطر أن يستدير كعبة الله، إلا أن قلبه الشريف كان حزينا ومنكسرا بصورة دائمة، وحينما نزلت الآية الجليلة «فولّ وجهك» يعنى حينما أمر باتخاذ المسجد الحرام قبلة الأنام. وأخذ يستقبل جهة ميزاب الرحمة من
(1)
روى ابن حبيب بقاء المسجد الشريف على حاله القديم إلى يوم الثلاثاء من الخامس عشر من شهر شعبان للسنة الثانية من الهجرة.
(2)
اسم هذا الباب «باب التوسل» .
(3)
قد ذهب فريق من المؤرخين إلى أن هذه المرة كانت سبعة عشر شهرا والفريق الآخر على أنها كانت ثمانية عشر شهرا.
بيت العزة، لأن الذين يستقبلون الكعبة المعظمة من المدينة المنورة يتجهون إلى جهة «حجر إسماعيل» من تلك البقعة المشرفة.
بينما كان النبى صلى الله عليه وسلم صاحب القبلتين حينما أمر باستقبال بيت الله، كان يصلى الركعة الثالثة من صلاة الظهر متوجها إلى صخرة الله فتحول إلى ميزاب كعبة الله دون أن يخرج من الصلاة وكان ذلك فى مسجد حى بنى سلمة ومن هنا أطلق على هذا المسجد الشريف «مسجد القبلتين» ،وإلى الآن لهذا المسجد محرابان ينظر أحدهما إلى الكعبة المعظمة والآخر إلى البيت المقدس ويقابل بعضهما البعض.
وبعد أن أتم معمار قصر الدين-عليه سلام الله المعين-صلاة الظهر فى مسجد القبلتين شرف مسجد السعادة ونزل بعد وصول صاحب الرسالة بقليل جبريل الأمين باسطا أجنحته وقال له: «إننى قد رفعت ما بين الحرمين من الأشجار والأحجار فعينوا مكان محراب مسجدكم الشريف ناظرا إلى بيت الله» .
ورأى حقائق الأشياء البيت المحترم رؤية العين، وعين موقع المحراب الشريف ولما كان لم يبق شئ يحول دون رؤية العيون النبوية ما بين الحرمين فأخبر أن موقع المحراب الشريف فى نقطة تقابل ميزاب الرحمة.
وقد وقعت هذه الواقعة الجميلة قبل ملحمة بدر الكبرى بشهرين. قال بعض المؤرخين «إن مسجد السعادة قد أسس على يد أسعد بن زرارة بدون سقف قبل الهجرة وكان عبارة عن أربعة جدران وكان محرابه فى الجدار الذى فى جهة البيت المقدس، وأن هذه الجدران كان يصلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكان يجتمع فيها مع أصحابه من المؤمنين الذين يأتون من الأطراف» ،إلا أنهم يخطئون فى رأيهم إذا أرادوا بذلك مسجد قباء، فهذا ليس بصحيح كما ذكرت تفصيلاته فى البحث الخاص به.