الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصورة الأولى
فى ذكر علامة الجهة
التى يوجد فيها رأس الرسول صلى الله عليه وسلم
كانت العلامة الفارقة لرأس النبى الشريف فى الصدر الأول صندوقا مغطى بألواح فضية، وكان هذا الصندوق بجانب العمود الملاصق لجدار القبر وكان ذلك العمود فى منتهى الناحية الغربية لجدار الحجرة المعطرة وفى محاذاة أسطوانة التوبة وأسطوانة السرير، وزمن وضع ذلك الصندوق وتاريخه يكاد يكون مجهولا فى نظر التاريخ إلا أنهم يروون أنه قد وضع قبل حريق سنة خمسمائة وثمانين رواية قوية ولا شك فى صحة هذه الرواية، وكانت فى جهة رأس الرسول شجرة مزينة فوق الصندوق الصغير تحيط بالأسطوانة المثبتة بجانب الرأس، ولما احترقت هذه الشجرة من الصندوق فى الحريق الثانى ركزوا مكانها عمودا رخاميا وكتبوا عليه بخط جميل البسملة الشريفة والصلوات المنيفة ووضعوا بجانب العمود صندوقا صغيرا، والآن فعلامة الرأس الشريف النبوى هذا العمود.
ومازال ذلك الصندوق الصغير موجودا ولكنه تحت غطاء قبر السعادة، ويوضع فيه كل سنة خشب الصندل الهندى ويؤخذ القديم منه وبقيت هذه العادة من عهد عمر بن الخطاب وقد حفظ بالصندوق ماء الورد والعنبر والصندل لتبخير المسجد والأشياء الأخرى فى داخل ذلك الصندوق وقد أصبح وضع الأشياء المذكورة فى داخل ذلك الصندوق فى حكم العادة لدى الخلفاء والملوك الذين بعده؛ ولكن مسجد السعادة اتسع وكثرت تلك الأشياء الواردة لتبخير المسجد فاستصوبوا وضع تلك الأشياء فى أماكن أخرى مكتفيا بوضع الصندل الهندى فقط داخل ذلك الصندوق علامة رأس النبى الشريف صلى الله عليه وسلم.
أصول تجديد الصندل: هناك نظام جميل بين أغوات حرم السعادة خاص بصورة تجديد الصندل الموضوع فى داخل الصندوق، وهذا النظام جار إلى يومنا هذا، عندما يحين الوقت المعين للتجديد تولم وليمة ويقدم طعام من قبل شيخ الحرم أو نائبه فى دائرة الحرم لبعض أهل حرم المدينة.
ولكن جميع المدعوات من النساء يطحن الصندل المجهز وهن يصلين ويسلمن على النبى بالفقرات المسجوعة طحنا جيدا قبل الطعام وعندما تنتشر رائحته إلى الجهات الأربعة يخلطنه بماء الورد أو أنواع أخرى من العطور وفى ختام ذلك يتناولن الطعام الذى أعده صاحب البيت ويرسلن ما جهزنه إلى أغوات الحجرة المعطرة ليضعوه فى الصندوق الذى تحت غطاء قبر السعادة، ويعبئ الأغوات الصندوق المذكور بالصندل الجديد بعد أن يفرغوه من الصندل القديم وفى أثناء ذلك يهللون ويكبرون ويصلون على النبى صلى الله عليه وسلم ويسلمون ويرسلون الصندل القديم لأحبائهم للتبرك.
والفقرات المسجوعة التى ترددها النساء فى أثناء وجودهن فى جمعية دق الصندل الذى يستلزم المفخرة هى: لما بدينا*على النبى صلينا*العادة يا سادة.
والوقت المعين لتجديد الصندل الليلة التاسعة عشرة من ذى القعدة كل سنة، وبعد ما يدق بأدوات مزينة ويغربل بغرابيل فضية يمزج بعطور مثل ماء الورد، عنبر ودهان الورد ثم يعجن كالعجين ثم يوضع فى صحون ذهبية وفضية ويحمل إلى حجرة السعادة التى تغسل وفى اليوم الثانى يدخل فى داخل شبكة السعادة فى موكب خاص، ولا يدخل من هذا الموكب فى داخل حجرة السعادة غير شيخ الحرم، ونائبه، وخازن الحرم.
والصندوق الذى يضعون فيه الصندل تحت عقد الجدار الذى بناه عمر بن عبد العزيز والغطاء الذهبى لقبر السعادة فوق هذا العقد فالصندل الجديد يوضع من ناحية الرأس الشريف النبوى للقبة التى تحيط بمرقد النبى الجليل.