الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أخبار أبى الفضائل بن «1» سعد الدولة أبى المعالى شريف بن سيف الدولة أبى الحسن على بن عبد الله بن حمدان بن حمدون
ولى بعد وفاة أبيه في يوم الأحد لخمس بقين من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وذلك أن والده سعد الدّولة لما أدركته الوفاة عهد إليه، وأوصى لؤلؤا «2» الجراحى، وجعله مدبر جيشه، وأوصاهما بالسيدة ستّ النساء، وبولده أبى الهيجاء عبد الله الأصغر.
ذكر ما كان بين لؤلؤ الجراحى وبين العزيز نزار صاحب مصر
وفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وصلت جيوش العزيز نزار صاحب مصر لمحاصرة حلب، وسبب ذلك أن ابن المغربى لما انهزم من سعد الدولة إلى الكوفة عند القبض على آل بكجور كاتب العزيز يستأذنه فى الانضمام إليه، والانحياز إلى جهته، فأذن له، فسار إليه، ودخل القاهرة في يوم الخميس النصف من جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وبلغ عند العزيز مرتبة عظيمة حتى صار يستشيره فى عظائم الأمور، ويأتمنه على الأسرار، فلما بلغه وفاة سعد الدولة حسّن للعزيز أن يبعث جيشا إلى حلب، وكان العزيز قد بعث [بمنجوتكين]«3» التركى في جيش إلى دمشق في تاسع شهر رمضان
سنة إحدى وثمانين، وأمره بحرب منير الذى كان قد تسلّم دمشق من بكجور، ولأنه كان قد عصى على العزيز، فأمره أنه إذا أخذ دمشق يمضى إلى حلب، واستكتب العزيز بن المغربى، فسار إلى دمشق، وهزم منيرا، واستولى على البلد للعزيز، وأقام بها إلى أن انسلخت سنة إحدى وثمانين، وسار إلى حلب، وكان لؤلؤ قد كتب إلى بسيل ملك الروم، وعقد بينه وبين أبى الفضائل بن سعد الدولة كما كان بينه وبين أبيه، فأمر بسيل «البرجى» «1» » صاحب أنطاكيه أن يكون ظهرا لأبى الفضائل على كل من يقصده، وينجده متى طلبه. ولما نزل منجوتكين على حلب قاتلها مدة شهرين فلم يظفر منها «2» بشىء، فاستظهر عليه أبو الفضائل ولؤلؤ غاية الاستظهار، فعاد عنها في شهر رمضان وولى حمص «3» لمعضاد الحمدانى. ثم سار إلى حلب في سنة ثلاث وثمانين، ثم عاد عنها وسار إليها في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وقد جمع واستعد، فنازلها وضايقها مدة شهرين، فبعث لؤلؤ إلى البرجى صاحب أنطاكية في الحضور إليه، فجمع الروم. وكان قد خرج إليه من بلاد الروم رئيس عظيم عندهم يقال له: أصابع الذهب، فجمع أيضا من أمكنه، وسارا بمن معهما حتى نزلا على نهر المقلوب «4» ، فأقاما هناك، ورجع منجوتكين عن حلب، ونزل بإزائهما، وكان عسكره أكثر من جمعهما، فاقتتلوا، فكانت الدائرة على الروم،