الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لهم، وناهيك بها قتلة، وقالوا: قتل منا نجارا، فقلتلناه به، وأول موضع غلبوا عليه وتحصنوا به بلد عند «قاين» «1» كان قائده على مذهبهم، فاجتمعوا عنده، وقووا به، فاجتازت لهم قافلة عظيمة من كرمان بقصد «قاين» ، فخرجوا عليها هم، وقائد البلد وأصحابه، فقتل أهل القفل «2» عن آخرهم لم ينج منهم غير رجل تركمانى، فوصل إلى قاين، وأخبره بالقصّة «3» ، فسار أهلها مع القاضى الكرمانى إلى جهادهم، فلم يقدروا عليهم، ثم مات السلطان ملكشاه، فعظم أمرهم، واشتدت شوكتهم، واشتغل السلطان بركياروق بحرب إخوته وأهله، فاجتمعوا، وصاروا يسرقون من قدروا عليه من مخالفيهم، ويقتلونه، ففعلوا ذلك بخلق كثير، وزاد الأمر حتى إن الإنسان كان إذا تأخر عن بيته عن الوقت المعتاد تيقنوا قتله، وقعدوا للعزاء به، فحذر الناس، وصار لا ينفرد أحد، وأخذوا في بعض الأيام مؤذنا أخذه جار له باطنى، فقام أهله للنياحة، فأصعده الباطنية إلى سطح داره، وأروه أهله كيف يلطمون عليه، ويبكون، وهو لا يقدر يتكلم خوفا منهم، وذلك بأصفهان.
ذكر ما استولوا عليه من القلاع ببلاد العجم
قال: واستولوا على عدّة حصون منها قلعة أصفهان، وهى التى بناها السلطان ملكشاه، وسبب بنائها أنه ركب للصيد، ومعه
مقدّم من مقدمى الروم كان قد لجأ إليه، وأسلم، وصار معه، فهرب من ملكشاه كلب من كلاب الصيد، فأتبعه، فوجده في موضع القلعة، فقال الرومى: لو أن عندنا مثل هذا الجبل لجعلنا عليه حصنا يشفع به، فأمر ملكشاه ببنائه، فلما انقضت أيام ملكشاه، وصارت أصفهان بيد تركان خاتون والدة السلطان محمود استولى الباطنية عليه، فكانوا يقولون: إن قلعة يدل عليها كلب، ويشير بها كافر لا تكون خاتمتها إلا بهذا الشر. ومنها «ألموت» وهى من نواحى قزوين. قيل:
إن ملكا من ملوك الديلم كان كثير الصيد، فأرسل عقابا، وتبعه، فرآه قد سقط على موضع القلعة، فوجده حصينا، فأمر ببنائه، وسماها «1» قلعة الألموت، ومعناها بالديلم: تعليم العقاب، ويقال لهذا الوضع وما جاوره: طالقان وفيها قلاع حصينة أشهرها: الألموت «2» . ومنها قلعة [طبس]«3» ، وقهستان، ومن جملتها جور «4» ، وجوسف «5» ، وزوزن، وقاين، وتون «6» وتلك الأطراف المجاورة لها، ومنها قلعة وسنملوه «7» وهى بقرب أبهر. ملكوها في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وقتل من كان بها عن آخرهم، ومنها قلعة خالنجان «8» وهى على خمسة