الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسار إلى واسط، واستولى معز الدولة والبريدى على الأهواز، وأقلعا بها خمسة وثلاثين يوما، ثم هرب البريدى خوفا على نفسه من معز الدولة، فكاتبه يعيب عليه ذلك، ويعتبه، فاعتذر البريدى إليه أنه خاف على نفسه، وطلب من معز الدولة أن يفرج عن الأهواز؛ ليتمكن من ضمانه، فإنه كان قد ضمن الأهواز، والبصرة من عماد الدولة في كل سنة بثمانية عشر ألف ألف درهم، فرحل عنها إلى عسكر مكرم «1» خوفا من أخيه لئلا يقول له: كسرت المال، ثم أنفذ إليه البريدى ثانيا يذكر خوفه منه، ويطلب منه أن ينتقل إلى السوس «2» ليبعد عنه، ويأمن هو بالأهواز، فحذره أصحابه، وخوفوه غدر البريدىّ، فامتنع من إجابته إلى ذلك، وكتب إلى أخيه عماد الدولة، فأنفذ إليه جيشا، فقوى بهم، واستولى على الأهواز، وهرب البريدى إلى البصرة، وأقام معز الدولة بالأهواز، وقصد البصرة وواسط، وعاد عنهما «3» ، ولم يزل كذلك إلى أن استولى على بغداد.
ذكر استيلائه على بغداد وتلقيبه وتلقيب اخوته من ديوان الخلافة
كان استيلاء معز الدولة على بغداد في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة فى خلافة المستكفى بالله، وسبب ذلك أن ابن [شيرزاد]«4»
لما استولى على إمرة الأمراء ببغداد بعد وفاة توزون، على ما قدّمناه في أخبار الدولة العباسية في أيام المستكفى بالله، استعمل ينال «1» كوشه على واسط، فكاتب معز الدولة، وهو بالأهواز، ودخل في طاعته، واستقدمه، فسار إليه، وقصد بغداد، فلما فارقها استتر المستكفى بالله وابن شيرزاد «2» ، وخرج الأتراك من بغداد إلى الموصل، فلما أبعدوا ظهر المستكفى بالله، وقدمّ معز الدولة أبا محمد الحسن «3» ابن محمد المهلبى إلى بغداد، فاجتمع بالخليفة، فأظهر السرور بمقدم ابن بويه، وأعلمه أنه إنما استتر ليتفرق الأتراك، ويحصل الأمر لمعز الدولة بغير قتال، ووصل معز الدولة إلى بغداد في حادى عشر جمادى الأولى من السنة، ونزل بباب الشمّاسيّه، ودخل من الغد إلى الخليفة، وبايعه، وحلف له، ولقبه الخليفة بمعز الدولة، ولقب أخاه أبا الحسن عليّا عماد الدولة، ولقب أبا على الحسن ركن الدولة، وأمر بضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير والدراهم، وخلع الخليفة على معز الدولة، وطوّقه، وسوّره، وفوض إليه ما وراء بابه، وعقد له لواء، وأمر بالخطبة له على المنابر، وسأل معز الدولة الخليفة أن يأذن لابن شيرزاد في الظهور، وأن يأذن له أن يستكتبه، فأجابه إلى ذلك، فظهر ابن شيرزاد، ولقى معز الدولة، فولاه أمر الخراج، وجباية الأموال، ونزل معز الدولة بدار مؤنس، ونزل أصحابه في دور