الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أخبار الدولة الديلمية البويهية وابتداء امر بويه، ونسبه، وكيف تنقلت به وببنيه الحال الى ان استولوا على الأقاليم والممالك. وسياقة أخبارهم الى أن انقضت دولتهم
ذكر ابتداء حال بويه، ونسبه، وما كان من أمره
هو أبو شجاع بويه بن فنّاخسرو بن تمام بن كوهى بن شيرزيل الأصغر بن شيركنده «1» بن شبيرزيل الأكبر بن شيران شاه بن شيرويه بن سنان «2» بن شيش «3»
فيروز بن شيروزيل بن شيسناد «4» ابن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك بن سابور بن سابور ذى الأكتاف فهم من الفرس، وإنما نسبوا إلى الديلم لطول مقامهم ببلادهم، ولذلك لم نذكرهم عند ذكرنا لأخبار الدولة الديلمية الجيلية.
وأما ابتداء حال بويه فقد نقل جماعة من المؤرخين أنه كان صيّادا يعيش من صيد السمك، ثم تنقلت به الحال إلى أن خدم جنديا «5» ، وخرج مع الناصر للحق الحسن بن على العلوى، وكان يلحظه بعين التقدّم لشجاعتة، وكان له خمسة أولاد المشهور منهم ثلاثة، وهم: عماد الدولة أبو الحسن على، وركن الدولة أبو على الحسن، ومعزّ الدولة أبو الحسين أحمد، فهولاء الذين ملكوا البلاد على
ما نذكره إن شاء الله تعالى، وكان له ابنان غير هؤلاء، وهما: محمد، وإبراهيم قتل أحدهما مع الناصر للحق، والآخر مع الحسن بن القاسم الداعى.
وحكى ابن الأثير في تاريخه الكامل:
أن زوجة بويه ماتت، وخلفت له ثلاثة بنين، فاشتد حزنه عليها، فحكى شهريار «1» رستم الديلمى قال: كنت صديقا لأبى شجاع بويه، فدخلت إليه يوما، فعذلته على كثرة حزنه، وقلت له: أنت رجل تحتمل الحزن، وهؤلاء المساكين أولادك يهلكهم الحزن، وسليته جهدى «2» ، وأخذته ففرحته «3» ، وأدخلته، ومعه أولاده إلى منزلى، فأكلوا طعاما، وشغلته عن حزنه، فبينما هم كذلك إذ اجتاز بنا رجل يقول عن نفسه: إنه منجم، ومعزم، ومعبر للمنامات، ويكتب الرّقى والطلّسمات، وغير ذلك، فأحضره أبو شجاع، وقال له: رأيت في منامى كأنى أبول، فخرج من ذكرى نار عظيمة استطالت، وعلت حتى كادت تبلغ السماء، ثم انفرجت، فصارت ثلاث شعب، وتولّد من تلك الشعب عدة شعب، فأضاءت الدنيا بتلك النيران، فرأيت البلاد والعباد خاضعين لتلك النيران، فقال المنجم: هذا منام عظيم لا أفسّره إلا بخلعة وفرس وركب، فقال أبو شجاع: والله ما أملك إلا الثياب التى على جسدى، فإن
أخذتها بقيت عريانا، قال المنجم: فعشرة دنانير قال: والله لا أملك دينارا، فكيف عشرة، فأعطاه شيئا، فقال المنجم: إعلم أنه يكون لك ثلاثة أولاد يملكون الأرض ومن عليها، ويعلو ذكرهم في الآفاق كما علت تلك النار، ويولد لهم جماعة ملوك بقدر ما رأيت من تلك الشعب، فقال أبو شجاع: أما تستحى؟ تسخر بنا؟ أنا رجل فقير، وهؤلاء أولادى فقراء مساكين [كيف] «1» يصيرون ملوكا؟ فقال له المنجم:
أخبرنى عن وقت «2» ميلادهم، فأخبره، فجعل يحسب ثم قبض على يد أبى الحسن على فقبلها، وقال هذا والله الذى يملك البلاد، ثم هذا من بعده. ثم قبض على يد أخيه أبى على الحسن، فاغتاظ منه أبو شجاع، وقال لأولاده: اصفعوا هذا الحكيم، فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه، وهو يستغيث، ونحن نضحك منه، ثم أمسكوه، فقال: اذكروا لى هذا إذا قصدتكم، وأنتم ملوك، فضحكنا منه وأعطاه أبو شجاع عشرة دراهم. ثم اتفق خروج جماعة من الديلم لملك البلاد. منهم: ماكان بن كالى، وليلى بن النعمان، وأسفار بن شيرويه. ومرداويج بن زياد، وخرج مع كل واحد منهم خلق كثير من الديلم، وخرج أولاد أبى شجاع في جملة من خرج مع ما كان بن كالى. فلما استولى مرداويج على ما كان بيد ما كان من طبرستان وجرجان، وضعف ما كان، وعجز، قال له عماد الدولة، وركن الدولة: نحن في جماعة، وقد صرنا ثقلا عليك وعيالا، وأنت مضيّق عليك، والأصلح لك أن نفارقك؛ لنخف عليك مئونتنا، فإذا