الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مسير بهاء الدولة الى الأهواز، والصلح بينه وبين صمصام الدولة
قال: وسار بهاء الدّولة إلى خوزستان، فأتاه نعى أخيه أبى طاهر، وكان مع صمصام الدولة، فجلس للعزاء، ورحل إلى أرّجان، واستولى عليها، وأخذ ما فيها من الأموال التى جمعها صمصام الدولة بقلعتها، وكانت ألف ألف دينار قاشانية، وثمانية آلاف ألف درهم عدليه، ومن الجواهر، والثياب ما لا يحصى قيمته، ففرّق ذلك على الجند، ولم يبق منه إلا القليل، ثم سارت مقدمته، وعليها العلاء بن الفضل إلى النوبندجان «1» ، وبها عسكر صمصام الدولة، فهزمهم وبث أصحابه فى نواحى فارس، فسيّر صمصام الدولة عسكرا، وعليهم فولاذ ابن ما «2» بدار، فواقعهم، فانهزم أصحاب بهاء الدولة، وعادوا إليه، ثم ترددت الرسائل بين صمصام الدولة، وبهاء الدولة في الصلح، فاستقر على أن يكون لصمصام الدولة فارس، وأرّجان، ولأخيه بهاء الدولة خوزستان، والعراق، وأن يكون لكل واحد منهما إقطاع في ملك الآخر، وحلفا على ذلك، وعاد بهاء الدولة إلى الأهواز، ثم إلى بغداد، وفي سنة ثمانين وثلاثمائة أيضا قبض بهاء الدولة على وزيره أبى منصور بن صالحان، واستوزر أبا نصر سابور بن أردشر،
وكان المدبّر لدولة بهاء الدولة أبا الحسن «1» بن المعلم، وأبيه الحكم، وفي سنة إحدى وثمانين قبض بهاء الدولة على الخليفة الطائع لله، وبايع القادر بالله كما ذكرناه في أخبار الدولة العبّاسية، وفيها قبض على وزيره أبى نصر سابور، واستوزر أبا القاسم عبد العزيز بن يوسف وقبض على أبى نصر خواشاذه، وأبى عبد الله بن طاهر، وفي سنة اثنتين وثمانين قبض بهاء الدّولة على أبى الحسن بن المعلم، وكان قد استولى على الأمور كلها، وخدمه الناس كلّهم حتى الوزراء، فأساء السيرة، فشغب الجند، وشكوا منه، وطلبوا تسليمه إليهم، فراجعهم بهاء الدولة، ووعدهم أنه يكف يده، فلم يقبلوا ذلك، فقبض عليه، وعلى جميع أصحابه، فلم يرجع الجند، فسلّمه إليهم، فسقوه السمّ مرتين، فلم يؤذه، فخنقوه، ودفنوه، وقبض على وزيره أبى القاسم لأنه اتهم بمباطنة الجند في أمر ابن المعلم، واستوزر أبا نصر سابور، وأبا منصور بن صالح جميعا، وفي سنة ثلاث وثمانين شعب الجند على بهاء الدولة، ونهبوا دار الوزير سابور، واختفى منهم، واستعفى ابن صالحان من الأنفراد بالوزارة، فأعفى، واستوزر أبا القاسم على بن أحمد، ثم هرب إلى البطيحة، وعاد سابور إلى الوزارة بعد أن أصلح الديلم.