الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منامه، فلما كان وقت السحر استدعاه مؤيد الدولة، فقبض عليه، وأرسل إلى داره، فأخذ جميع ما فيها، ومن جملته ذلك المجلس بما فيه.
ذكر استيلاء عضد الدولة على العراق
كان استيلاؤه على بغداد في سنة سبع وستين، وذلك أنه سار إلى العراق، وأرسل إلى عزّ الدولة ابن عمه يدعوه إلى طاعته، وأن يتوجّه من العراق إلى أى جهة أحب، فأجاب إلى ذلك، وسار عن بغداد، وكان من خبره، ومقتله ما قدمناه، ولما قدم عضد الدولة إلى بغداد نزل بباب الشمّاسية في يوم الخميس لسبع خلون من شهر ربيع الآخر من السنة، وتلقاه الخليفة الطائع لله في البحر قبل ذلك بيومين، ثم دخل إلى دار الخلافة في يوم الأحد لتسع خلون من جمادى الأولى «1» منها، وقبل الأرض بين يدى الخليفة الطائع لله، فخلع عليه، وتوّجه، وطوّقة، وسوّره، وقلّده ما وراء داره «2» ، وعقد له لواءين: أحدهما: على المشرق، والآخر: على المغرب، وأرخى إحدى ذؤابتيه منظومة بالجوهر، وزاد في لقبه تاج الملّة:، وكان وزن السوادين، والطوق: ألفين وخمسمائة مثقال. قال أبو اسحاق الصبانى، وكان في غرة التاج وجوانبه من الجوهر، وأحجار الياقوت الأحمر ما يتجاوز إحصاؤها التثمين، أو يحدها التقويم، وطرح بين يديه
من نشار الذهب والورق شىء كثير على الأنطاع حتى صار كالبيدر، وقرىء عهده بين الخليفة، ولم يجر بذلك عادة، وأخذ الخليفة الذؤابة للرخاة، فعقدها بيده، وذلك بمسألة تقدمت من عضد الدولة، وقلّده الخليفة سيفا ثانيا وركب من مراكب الخليفة بركب الذهب، وبين يديه آخر مثله، والجيش بين يديه، وخلفه مشاة إلى أن خرج من باب الخاصة، فسار الجيش أمامه، واستقر ملكه ببغداد، خطب له بها، ولم يخطب لملك قبله ببغداد، وضرب على بابه ثلاث نوب، ولم تجر بذلك عادة. قال: ولما دخل إلى بغداد أرسل إلى بختيار يطلب منه وزيره محمد بن بقية، فسمله «1» بختيار، وأنفده إليه، فأمر عضد الدولة بالقائه بين قوائم الفيلة، فوطئته حتى مات، وصلب على رأس الجسر في شوال، فرثاه أبو الحسن الأنبارى بقوله:
علوّ في الحياة وفي الممات
…
لحق أنت إحدى المعجزات
وقد ذكرنا الأبيات في باب المراثى، وبقى ابن بقية مصلوبا إلى أيام صمصام الدولة، فأنزل عن جذعه، ودفن، ولما استقر ملك عضد الدولة ببغداد، أتاه الخبر أن عزّ الدولة بختيارا قد نقض العهد، واجتمع هو وابن حمدان، واتفقا على حربه، فخرج إليهما، فكان من أمرهما ما قدمناه في أخبار بختيار، وأخبار الدولة الحمدانية.