الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليه الملك الرحيم أخاه أبا سعيد في عسكر، فملكوا شيراز، وقبضوا على أبى منصور ووالدته، وذلك في شوال سنة أربعين وأربعمائة، وخطب للملك الرّحيم بشيراز، ثم خالفه أهلها بعد ذلك، وصاروا مع أخيه أبى منصور، وكان بينهم حروب ووقائع يطول شرحها، ولم يزل الملك الرحيم في الملك إلى أن قطعت خطبته، عند وصول السّلطان طغرلبك السّلجقى إلى بغداد، فخطب له بها بعد الخليفة، ثم بعده للملك الرحيم، بشفاعة الخليفه إلى السلطان طغرلبك- ثم قبض طغرلبك على الملك الرحيم «1» ، وقطعت خطبته، لخمس بقين من شوال، وقيل في سلخ شهر رمضان سنة سبع وأربعين، وسيره السلطان إلى الرىّ، واعتقله في قلعتها، فمات في سنة خمسين وأربعمائة وانقطعت الدولة البويهية من بغداد بزوال ملكه. وكان ملكه سبع سنين وشهورا، وبلغ من العمر أربعا وعشرين سنة وشهورا.
وزراؤه: الوزير أبو السعادات، وأبو الفرج بن فسانجس، وابنه الوزير أبو الغنائم، والوزير أبو الحسن على بن عبد الرحيم.
جامع أخبار ملوك بنى بويه عدة من ملك منهم ستة عشر ملكا
وهم عماد الدولة أبو الحسن على بن بويه. ركن الدولة أبو على الحسن معز الدولة أبو الحسن أحمد عز الدولة بختيار بن معز الدولة.
عضد الدولة أبو شجاع فناخسرو شاهنشاه. وفيه يقول المتنى:
أبو شجاع بفارس عضد الدولة
…
فناخسرو شاهنشاه.
مؤيّد الدولة أبو منصور بويه ركن الدولة. فخر الدولة وفلك الأمة أبو الحسن على بن ركن الدولة مجد الدولة، وكنف الأمة أبو طالب رستم بن فخر الدولة، وهؤلاء الثلاثة لم يملكوا العراق- صمصام الدولة أبو كاليجار المرزبان بن عضد الدولة- شرف الدولة أبو الفوارس شيرذيل «1» بن عضد الدولة بهاء الدولة وضياء الدولة أبو نصر خسرو فيروز بن عضد الدولة [سلطان الدولة أبو شجاع فناخسرو بن بهاء الدولة]«2» مشرف الدولة بن بهاء الدولة- جلال الدولة أبو طاهر فيروز خسرو بن بهاء الدولة- الملك شاهنشاه أبو كاليجار «3» المرزبان بن سلطان الدولة. الملك الرحيم أبو نصر، وملك منهم أيضا شمس الدولة أبو طاهر بن فخر الدولة، ملك همذان ثم استولى على الجبل، وأبو الفوارس بن بهاء الدولة صاحب كرمان. ومدة ملكهم منذ استولى عماد الدولة على أصفهان لإحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وإلى أن انقطعت خطبة الملك الرحيم لخمس بقين من شوال سنة سبع وأربعين وأربعمائة، مائة سنة وخمس وعشرون سنة «4» وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما. ومنذ ملك معزّ الدولة بغداد، ولقبه الخليفة المستكفى بالله العباسى، ولقب إخوته بالألقاب التى ذكرناها، ونقش أسماءهم على السكّة لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة
أربع وثلاثين وثلاثمائة وإلى هذا التاريخ، مائة سنة وثلاث عشرة سنة وخمسة أشهر وأربعة عشر يوما. وكان لهم في غالب الأوقات من الأقاليم: سجستان، وطبرستان، وجرجان، دعوة وخطابة، وسكة، وكرمان، والرى، وأصفهان، وهمذان، وبلاد فارس، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار بكر، وما يليها، وجميع عمان، وانقرضت دولتهم كأن لم تكن، فسبحان الدائم الذى لا يزول ملكه، ولا يفنى دوامه، سبحانه وتعالى.
وحيث ذكرنا الدولة البويهية، وأخبار ملوكها.
فلنذكر أخبار الدولة السلجقية.
ذكر أخبار الدولة السلجقية وابتداء أمر «1» ملوكها وكيف تنفلت بهم الحال، الى أن استولوا على البلاد، وما حازوه من الأقاليم والممالك، وغير ذلك من أخبارهم
كان ابتداء ظهور «2» هذه الدولة في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وملوكها هم الذين ينسب إليهم القبة والطير. يقال: إنهم اتخذوا ذلك تبركا بالطائر الذى يقال إنه إذا وقع ظله على أحد من البشر سعد سعادة عظيمة، وقيل: إن ظله وقع على أبيهم سلجق، فكان من أمره ما نذكره، وقد اختلف في انتسابهم إلى أى قبيلة، فمن الناس من ذهب إلى أنهم من التركمان، ومنهم من يقول إنهم من الترك، وفي أخبارهم