الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الرشيد، ولقب «1» شمس الله سيف الدولة، وقيل «2» جمال الدولة.
ذكر مقتل عبد الرشيد
كان مقتله في سنة أربع وأربعين وأربعمائة «3» ؛ وسبب ذلك:
أن طغرل الحاجب كان مودود قد نوه بذكره، وقدّمه وزوّجه أخته، فلما توفى مودود، وملك عبد الرشيد استمر به على ما كان عليه، وجعله حاجب حجّابه، فأشار طغرل على عبد الرشيد بقصد الغز، وإخراجهم من خراسان، فتوقف استبعادا لذلك، فلم يزل به حتى جهز معه ألف فارس، فسار نحو سجستان، وبها أبو الفضل نائبا عن بيغو «4» ، فحاصر قلعة طاق «5» أربعين يوما، فلم يتهيأ له أن يملكها، فسار نحو مدينة سجستان، فاتصل خبره ببيغو، فخرج فى عساكره إليه، فلما رآه بيغو استقلّ من معه، فسيّر إليه طائفة من أصحابه، فلم يعرّج طغرل عليهم، بل اقتحم هو ومن معه نهرا هناك، وحمل على بيغو، وقاتله فهزمه، ثم عطف طغرل على تلك الطائفة التى كانت خرجت لقتاله، فهزمهم، وغنم ما معهم، وانهزم بيغو إلى هراة، ودخل طغرل الحاجب سجستان، وملكها، وكتب
إلى عبد الرشيد يعلمه بذلك «1» ويستمده ليسير إلى خراسان، فأمده بعدّة كثيرة من العساكر، فاشتد أمره بهم، وحدث نفسه بالاستيلاء على غزنة، فأحسن إلى من معه، واستمالهم فمالوا إليه، فاستوثق منهم ورجع بهم إلى غزنة، فلما صار على خمسة فراسخ منها كتب إلى عبد الرشيد يعلمه أن العسكر خالفه، وطلبوا الزيادة فى العطاء، وأنهم عادوا بقلوب متغيّره، فلما وقف على ذلك جمع أصحابه، واستشارهم، فحذّروه من طغرل، وقالوا: إن الأمر قد أعجل عن الاستعداد، وليس إلا الصّعود إلى القلعة، والتحصّن بها، فتحصن بقلعة غزنة، وعبر طغرل غزنة، واستولى عليها وجلس بدار الإمارة، وأرسل إلى من بالقلعة يتهددهم إن لم يسلموا إليه عبد الرشيد، فسلّموه له، فقتله، واستولى على القلعة، وتزوّج ابنة السلطان مسعود كرها، وكان في أعمال الهند أمين يسمى خزخير «2» بعساكر كثيرة، فأرسل إليه طغرل، واستدعاه للموافقة والمساعدة على إخراج الغز من الأعمال، ووعده وبذل له الرغائب، فلم يرض خزخير فعله، وأنكر عليه وأغلظ له في الجواب، وكتب إلى زوجة طغرل ابنة السلطان مسعود، وإلى وجوه القوّاد يقبحّ «3» عليهم موافقتهم، وصبرهم على قتل ملكهم، فعبروا على طغرل، وقتلوه.
ذكر ملك فرخ «1» زاد بن مسعود بن محمود بن سبكتكين
وهو العاشر من ملوك الدوله الغزنويه. ملك بعد مقتل طغرل الحاجب المستولى على ملك عبد الرشيد، وكان سبب ملكه أنه لما قتل طغرل وصل خرخير «2» بعد مقتله بخمسه أيام إلى غزنه، وأظهر الحزن على عبد الرشيد، واستشار الأمراء فيمن يلى الأمر، فأشاروا بولايه فرّخ زاد، وكان معتقلات في بعض القلاع فأحضروه، وأجلس بدار الإمارة ودبر خرخير الأمر بين يديه، وقتل من أعان على قتل عبد الرشيد. قال: ولما بلغ داود السلجقى أخا طغرلبك صاحب خراسان قتل عبد الرشيد جميع عساكره، وسار إلى غزنه، فخرج إليه خرخير، وقاتله فانهزم داود، وغنم ما كان معه، وفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة ثار مماليك فرخ زاد به، وقصدوا قتله وهو في الحمام، فمانع عن نفسه بسيف كان معه، فأدركه أصحابه وخلصوه وقتلوا أولئك الغلمان، واستمر ملكه إلى سنه إحدى وخمسين، وكان بعد هذه الوقعة يكثر من ذكر الموت ويحتقر الدنيا ويزدريها، فلما كان فى هذه السنه أصابه قولنج، فمات.