الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمدان إلى أبى تغلب عاضده على إخراج عضد الدولة من العراق وأعاد مملكته إليه، ولم يزل يغريه إلى أن بعث لأبى تغلب، وأخذ عليه العهود بذلك، وقبض عند ذلك على حمدان، وسلمه لأبى تغلب، وأخته جميلة، فحبساه، ثم قتلاه صبرا، وهرب ولده أبو السرايا إلى عضد الدولة ببغداد.
ذكر فساد حال عدة الدولة، وزوال ملك بنى ناصر الدولة وما كان من أمر عدة الدولة الى أن قتل
قال: ولما قتل أخاه جمع الجموع لنصرة عز الدولة بختيار وجمع بختيار أيضا، وسارا إلى بغداد وخرج عضد الدولة، فنزل الحصن «1» غربى سامرا، ونزلا تجاهه، وباكروا القتال في يوم الأربعاء لاثنتى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة من السنة، وبعث الجيوش في طلب أبي تغلب عدة الدولة، ومحمد ابن عمه معز الدولة، فتنقل أبو تغلب في البلاد من مدينة إلى أخرى، والجيوش تطلبه إلى أن سار إلى حصن زياد، وكاتب ملك الروم قلاروس المنعوت «2» بورد يستنجده، وكان ورد قد خرج عليه ملك آخر، وانقضت عنه جموع الروم، فبعث إلى أبى تغلب يسأله اللحاق به ليلقى الخارج عليه، فإن نصر عليه عاد معه لنصرته، فبعث إليه أبو تغلب قطعة من جيشه، ثم عاد
فنزل بآمد وأقام بها قريبا من شهرين، فاستولى عضد الدولة على ميافارقين والجزيرة، وسائر بلاد عدة الدولة، ففارق آمد عند ذلك، وسار إلى دمشق، وملك عضد الدولة آمد والرحبة، وسائر بلاد بنى حمدان إلا ما كان في يد سعد الدولة بن سيف الدولة، فإنه لم يتعرض إليه كحلب، وديار مضر، وربيعة، وما والاها من الحصون والبلاد لخدمة خدمه بها سعد الدولة، ثم ملك عضد الدولة بعد ذلك قلاع أبى تغلب التى فيها أمواله وذخائره وهى من «1» جانب دجلة الشرفى على طريق الجزيرة.
قال: ولما وصل أبو تغلب إلى دمشق وجد قسّام العيّار متغلبا عليها، فنزل بظاهرها، وكتب إلى العزيز خليفة مصر يسأله أن يولّيه الشام، فخاف العزيز عاقبته، وكاتبه بأن يفعل ذلك، وياخذها من قسّام، وكاتب قسّام ألّا بسلّم إليه البلد، فطال الأمر على أبى تغلب، وضجر من تردد الرسائل، واجتمع معه بنو عقيل، فسار وقصد الرملة، وذلك في المحرم سنة تسع وستين «2» وثلاثمائة، فهرب [دغفل]«3» بن الجراح منه، ثم حشد، وجمع، وقصد الرملة، والتقى مع أبى تغلب على باب الرملة في يوم الإثنين لليلة خلت من صفر سنة تسع وستين، فانهزم بنو عقيل، وسائر من مع عدة الدولة، ولم يبق معه إلا غلمانه، وهم نحو سبعمائة فارس،