الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وكان مرداويج قد تعقب رأيه في تولية عماد الدولة الكرج، وفي تولية القواد المستأمنة إليه لقرب عهدهم بصحبة ما كان، فكتب إلى أخيه، وإلى العميد: بأن يمنعا عماد الدولة من النفوذ إلى الكرج إلا أن يكون قد فات، وكان الرسم جاريا أن يقرأ العميد الكتب، ثم يوقف وشمكير عليها بعد ذلك، فلما قرأها بعث إلى عماد الدولة يأمره أن يبادر بالخروج إلى عمله، فسارع إلى ذلك، ثم عرض العميد الكتب على وشمكير، فعزل من الولاة من لم يمض إلى عمله، وأبقى عماد الدولة. قال: وتسلم عماد الدولة الكرج، وأخذ في الإفضال على الرجال، وعلى عامل البلد، فكانت كتب العامل تمضى إلى الرىّ يشكره، ثم فتح قلاعا كانت باقية في أيدى الخرّمية «1» ، وأخذ منها أموالا جمة، وغنائم كثيرة، وصرف أكثرها في جمع الرجال عليه واستجلابهم.
ذكر خروج عماد الدولة بن بويه عن طاعة مرداويج، ومخالفته له، وملكه أصفهان
كان سبب ذلك أن عماد الدولة لما تحقق قدم مرداويج على ولايته احتاط لنفسه، وأخذ في جمع الرجال، والإنعام عليهم، وهو في ذلك يظهر طاعة مرداويج، واتفق أن مرداويج سبب «2» لبعض قواده على الكرج بمال، فأنعم عماد الدولة على أولئك القواد، واستمالهم،
فمالوا إليه، وباطنوه، فلما وثق منهم أعلن بخلع مرداويج، وبايعه القواد، فخرج بهم عماد الدولة من الكرج بعد أن استصفى أمواله، وقصد أصفهان، وعرض أصحابه، فكانوا ثلاثمائة رجل، لكنهم منتجبون «1» مستظهرون في العدة، وسار إليها، وبها أبو الفتح المظفر بن ياقوت واليا للحرب، وأبو على «2» رستم واليا للخراج، وهما من قبل الخليفة، وكاتبهما عماد الدولة أن يدخل معهما في خدمة السلطان، فامتنعا من ذلك، واتفق في غضون ذلك، وفاة رستم، فنزل عماد الدولة بجوزنجان «3» ، وهى قرية على ثلاث فراسخ من أصفهان، وبرز إليه أبو الفتح بن ياقوت في ألوف من الرجال من جملتهم ستمائة ديلمى، فاستأمن إلى عماد الدولة منهم أربعمائة رجل، وانفصل المائتان الأخر لاحقين بما كان، وهو يومئذ بكرمان، وانهرم ابن ياقوت بعد حرب شديدة، ودخل عماد الدولة أصفهان في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنه إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكانت أصفهان أول شىء استولى عليه عماد الدولة بن بوية.
والله أعلم.