الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ملكة الرى وبلد الجبل
وفي سنة عشرين وأربعمائة سار يمين الدولة نحو الرىّ، فانصرف منوجهر بن قابوس صاحب جرجان وطبرستان بين يديه، وحمل إليه أربعمائة ألف دينار، وكان مجد الدّولة بن فخر الدولة ابن بويه قد كاتب يمين الدولة يشكو إليه من جنده، وكان متشاغلا بالنساء، ومطالعة الكتب «1» ، ونسخها. وكانت أمّه تدبّر المملكة، فلما ماتت طمع فيه الجند. قال: فلما وصلت كتبه إليه سير إليه جيشا، وجعل المقدّم عليهم حاجبه، وأمره بالقبض على مجد الدولة، فسار الحاجب بالعسكر، فلما وصل تلقاهم مجد الدولة، فقبض عليه الحاجب، وعلى ولده أبى دلف، فانتهى الخبر إلى يمين الدولة، فسار إلى الرىّ، ودخلها في شهر ربيع الآخر، وأخذ من الأموال ألف ألف دينار، ومن الجواهر ما قيمته خمسمائة ألف دينار، ومن الثياب ستة آلاف ثوب، ومن الآلات وغيرها ما لا يحصى قيمته، وأحضر مجد الدولة وسيّره إلى خراسان. ثم ملك قزوين، وقلاعها، ومدينة ساوة، وآوه «2» ، وياقت «3» ، وقبض على صاحبها، وسيره إلى خراسان.
ولما ملك يمين الدولة الرىّ، كتب إلى الخليفة القادر بالله يذكر أنه وجد لمجد الدولة من النساء الحرائر ما يزيد على خمسين امرأة ولدن له نيفا وثلاثين ولدا، وأنه لما سئل عن ذلك قال:«هذه عادة سلفى» ، وصلب من أصحابه الباطنية خلقا كثيرا، ونفى المعتزلة إلى خراسان، وأحرق كتب الفلسفة ومذاهب الاعتزال، وأخذ ما سواها من الكتب، فكانت مائة حمل، وتحصّن منوجهر بن قابوس [بن]«1» وشمكير بجبال حصينة، فلم يشعر إلا وقد أطل يمين الدولة عليه، فهرب إلى غياض ملتفّة حصينة، وبذل له خمسمائة ألف دينار، فأجابه يمين الدولة إلى ما طلب. وقبض المال وسار عنه إلى نيسابور. ثم توفّى منوجهر عقيب ذلك، وولى بعده ابنه أنوشروان، فأقره محمود على ولايته، وقرّر عليه خمسمائة ألف دينار أخرى، وخطب لمحمود في أكثر بلاد الجبل إلى حدود أرمينية. وخطب له بأصفهان، وعاد إلى خراسان، واستخلف بالرىّ ابنه مسعود، فقصد أصفهان، وملكها من علاء الدولة «2» ، وعاد عنها واستخلف بها بعض أصحابه، فثار أهلها، فقتلوه، فعاد إليهم مسعود، فقتل منهم نحو خمسة آلاف قتيل. وسار إلى الرىّ فأقام بها. والله أعلم بالصواب