الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو محمد بن الفياض. وأبو إسحاق محمد أحمد القراريطى «1» .
وأبو الفرج محمد بن على السرّمرّائىّ، وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن فهد الموصلى وغيرهم.
حجابه: نجا غلامه، وقرعوية، وبقى.
فهذه الطبقة الثانية من آل حمدان. فلنذكر الطبقة الثالثة منهم.
ذكر أخبار عدة الدولة الغضنفر
وهو أبو تغلب الغضنفر ابن ناصر الدولة أبى محمد الحسن أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون.
ملك الموصل، وما كان بيد أبيه عند قبضه على والده ناصر الدولة في ليلة الثلاثاء لستّ بقين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وأطاعه سائر إخوته إلا أبو المظفر حمدان، وهو الذى يليه فى العمر. وكان ناصر الدولة قد قلده المرحبة، ولما مات عمه سيف الدولة سار إلى الرقة ونصيبين، فملكها، وسوّغه والده ارتفاع «2» جميع تلك البلاد. فكتب أبو المظفر إلى أخيه أبى تغلب يأمره بإطلاق والدهما ناصر الدولة، وتوعّده إن لم يفعل، فغضب لذلك، وفسد الحال بينهما، وجرت بينهما أمور يطول شرحها، فجهز أبو تغلب جيشا لقتال أخيه، وجعل عليه أخاه أبا البركات، فكان له معه حروب ووقائع، آخرها أن أبا المظفر حمدان ظفر بأخيه أبى البركات، وضربه على رأسه، فسقط إلى الأرض، فأخذه أسيرا واستباح سواده، وانقسم عسكره بين مستأمن إلى حمدان، وأسير، وقتيل، ثم انكفأ حمدان
إلى قرقيسياء «1» ليعالج أخاه من ضربته، فمات أبو البركات بعد أيام فأنفذه حمدان في تابوت إلى الموصل، واستحكمت عند ذلك العداوة بين بنى حمدان، وبين أخيهم أبى تغلب. واختلف باقى الإخوة، وكانوا متفرقين في أعمالهم فاحتال أبو تغلب على أخيه محمد، وكان واليا على نصيبين حتى قبض عليه، وذلك في شعبان سنة ستين وثلاثمائة واعتقله في قلعة أردمشت «2» ، فلم يزل بها حتى هرب أبو تغلب، وملكها عضد الدولة بن بوبه، فاطلقة وأكرمه، ورد عليه ضياعه ومنها قلعة: الشعبانى «3» ، وقلعة أهرون «4» ، وغيرهما من القلاع. وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة سلم أخو حمدان لأمه لأبى تغلب الغضنفر قلعة ماردين «5» ، فأخذ منها جميع أمواله وحر؟؟؟ هـ، وكان المحاصر له بجيش أبى تغلب أبو اليقظان عمار بن أبى السرايا نصر بن حمدان.
وفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة في آخر يوم من شهر رمضان أوقع أبو القاسم هبه الله بن ناصر الدولة بالدمستق ملك الروم الوقعة المشهورة، وكان الدمستق في نحو خمسين ألفا فأسر أبو القاسم، وقتل أكثرا الجيش وكانت الوقعة على بلد. قال: ثم أخذ أبو تغلب في استفساد إخوته واحدا بعد واحد حتى صاروا بأجمعهم إليه إلا أبو طاهر «6» إبراهيم، فإنه استأمن إلى بختيار، ومضى إلى بغداد. وسار أبو تغلب
بجماعة إخوته إلى قرقيسياء، فنزل بها، وبعث أخاه، أبا القاسم هبة الله إلى الرحبة في جيش ليوقع بأخيه حمدان، فخرج حمدان هاربا، واتبعه ابنه أبو السرايا وسلك طريق البرية، وكاد هبة الله أن يأخذه. وقيل: إنه قدر عليه وتركه، وسار حمدان إلى بغداد، فدخلها في ذى الحجة سنة ستين وثلاثمائة، واجتمع بأخيه إبراهيم: وأقاما عند بختيار مدة، ثم كوتب إبراهيم من الموصل (بالعودة إلى طاعة أخيه فهرب، فأغضب ذلك عز الدولة بختيار وسار إلى الموصل)«1» فى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين، فدخلها، ورحل أبو تغلب إلى سنجار. ثم تقرر الصلح بينهما على أن يفرج أبو تغلب لأخيه حمدان عن ضياعه التى كان قبض عليها، فأجاب إلى ذلك، وأفرج له عنها، واستقر ملك الغضنفر بالموصل إلى أن ملك عضد الدولة بن بويه بغداد، وأخرج ابن عمه عز الدولة بختيار إلى الشام وشرط عليه ألا يتعرض إلى بلاد عدة الدولة الغضنفر، فأجاب إلى ذلك، وسار وصحبته «2» حمدان بن ناصر الدولة فلما وصل مبكرا أفسد حمدان نيته، وحرضه على طلب بلاد أخيه أبى تغلب، فعزم على ذلك، وسار فنزل تكريت، فوصل إليه على بن عمر الكاتب بهدية من أبى تغلب، وصحبه في الطريق، فلما خلا به أفسد بينه وبين حمدان وعرفه أن مصالحة أبى تغلب بإفساد حمدان هى الرأى الصريح، وذكر أنه سلم «3»