الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مخالفة عبد الله بن حمدان، ورجوعه الى الطاعة
وفي سنة إحدى وثلاثمائة خالف الأمير أبو الهيجاء عبد الله على الخليفة المقتدر بالله، فثار به أهله، ونهبوا داره، فكتب إلى بنى تغلب «1» ، فأتوه فدخل «2» الموصل، وأوقع بأهلها وقتل منهم فأرسل إليه الخليفة مؤنسا المظفر في جيش، فقصده أبو الهيجاء واستأمن له، وأظهر الطاعة، وقال: إنه ما فارقها، وسار معه إلى بغداد، فخلع المقتدر عليه، وولى مكانه نحرير الصغير ولاه «3» مؤنس المظفر.
ذكر القبض على بنى حمدان، واطلاقهم
وفي سنة ثلاث وثلاثمائة قبض الخليفة المقتدر بالله على أبى الهيجاء ابن حمدان، وجميع إخوته وحبسهم، وكان سبب ذلك أنّ أخاه الحسين بن حمدان خرج عن الطاعة، وكان بالجزيرة، فسيّر إليه الخليفة جيشا، وكان بينهم حروب كان آخرها أن الحسين أسر وأحضر إلى بغداد، فقبض المقتدر على جميع إخوته وأهله، وحبسهم واستمروا في الحبس بدار الخليفة إلى سنة خمس وثلاثمائة فأطلقوا.
وفي سنة ثمان وثلاثمائة خلع المقتدر بالله على أبى الهيجاء بن حمدان، وقلّده طريق خراسان، والدّينور، وخلع على أخويه أبى العلاء وأبى السرايا.
وفي سنة ثنتى عشرة وثلاثمائة. أسر القرامطة أبا الهيجاء بن حمدان، ثم أطلقوه، وقد تقدم ذكر ذلك في أخبار القرامطة. وفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة ضمن أبو الهيجاء أعمال الخراج والضياع بالموصل [وقردى وبازبدى]«1» ، وما مع ذلك مضافا إلى ما بيده من ولاية طريق خراسان، وغيرها، وكان هو مقيما ببغداد وابنه ناصر الدولة يخلفه بالموصل، وأقام على ذلك إلى أن قتل في يوم الإثنين سابع عشر المحرّم سنة سبع عشرة وثلاثمائة عند خلع المقتدر بالله وبيعة القاهر على ما شرحناه مبينا في خلافة المقتدر بالله.
وكان القاهر بالله لما بويع بالخلافة في النصف من المحرم اختص بأبى الهيجاء حمدان، فلما ثار الجند بعد يومين من بيعته كان أبو الهيجاء عنده، فبادر بالقيام ليخرج، فتعلق القاهر بأذياله، واستجار به، فحملته الحمية العربية على الثبات، ودخل الأجناد على القاهر وهو وأبو الهيجا [يتخللان]«2» القاعات حتى حصرا «3» بقاعة، فدخل عليهم الجند من بابها، فجرد أبو الهيجاء سيفه، وأوقف القاهر وراءه، وصار يحمل على الأجناد، فيردهم إلى الدهاليز، ثم يعود ويعودون، فصعد بعض الجند إلى أعلى القاعة، ورموه بالنشاب إلى أن مات. هذا أحد ما قيل في صفة قتله. وكان شجاعا فاتكا كريما محبوبا إلى الخفاء والأمراء، وخلف من الأولاد: أبا محمد الحسن، وأبا الحسين على،