الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويمكن أن نوجز أهم جهود رجال هذِه المرحلة في:
1 -
جمع المسائل، وفحص رواياتها، وترتيبها على أبواب العلم، وكان للخلال (ت 311 هـ) فضل السبق في ذلك.
2 -
الاختصار، وكان لأَبي القاسم الخِرَقي (ت 334 هـ) فضل السبق في عمل:"المختصر في فقه أَحمد". وبَدَأَ التأليف في المتون على: (القولين)، كما عمل غلام الخلال (ت 363 هـ) في كتابه:"كتاب القولين"، واتجه البعض إلى تأليف المتون على المذهب المختار عند الأَصحاب، كما عمل الآجري (ت 360 هـ) في كتابه:"النصيحة".
3 -
التآليف الجزئية المفردة، مثل "كتاب المناسك" لإبراهيم الحربي (285 هـ) مطبوع، وكتاب "المناسك" لابن بطة العكبري (387 هـ).
4 -
الكتابة فى أصول الفقه، وأصول مذهب أحمد، ومصطلحاته، كما عمل الحسن بن حامد (403 هـ) في كتابيه:"أُصول الفقه" و"تهذيب الأجوبة"(1).
*
التعريف بأهم علماء تلك المرحلة وأهم مؤلفاتهم
(2)
*
أبو بكر الخلال (ت 311 ه
ـ)
الإمام العلامة الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أحمد بن محمد ابن هارون بن يزيد البغدادي، أبو بكر الخلال.
ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين، أو خمس وثلاثين، فيجوز أن يكون رأى
(1) انظر: "المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" بكر أبو زيد 1/ 458.
(2)
استفدنا كثيرًا في هذا المبحث من كتاب "المذهب الحنبلي" للدكتور عبد اللَّه التركي، و "معجم مصنفات الحنابلة" للدكتور عبد اللَّه الطريقي. ولم نستوعب المؤلفات والطبعات؛ لأن ذلك يطيل البحث ولا يسعه مجلد واحد.
الإمام أحمد، ولكنه أخذ الفقه عن خلق كثير من أصحابه. وصحب أبا بكر المروذي إلى أن مات.
سمع من: الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، ويحيى بن أبي طالب، وحرب بن إسماعيل الكرماني، ويعقوب بن سفيان الفسوي لقيه بفارس، وأحمد بن ملاعب، والعباس بن محمد الدوري، وأبي داود السجستاني، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبي يحيى زكريا بن يحيى الناقد، وأبي جعفر ابن المنادي، وعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، والحسن بن ثواب المخرمي، وأبي الحسن الميموني، وأبي بكر الصاغاني، وخلق كثير.
وحدث عنه: غلامه الإمام أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وأبو الحسين محمد بن المظفر، والحسن بن يوسف الصيرفي، وطائفة.
رحل إلى فارس، والشام، والجزيرة يطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، وكتب عن الكبار والصغار، حتى كتب عن تلامذته. ورحل إلى أقاصي البلاد في جمع مسائل أحمد وسماعها ممن سمعها من أحمد، وممن سمعها ممن سمعها من أحمد، فنال منها وسبق إلى ما لم يسبقه إليه سابق، ولم يلحقه بعده لاحق، وكان شيوخ المذهب يشهدون له بالفضل والتقدم. وكانت له حلقة بجامع المهدي. ولم يكن قبله للإمام مذهب مستقل، حتى تتبع هو نصوص أحمد، ودونها، وبرهنها بعد الثلاثمائة.
قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع لأبي بكر الخلال، لم يسبقه إلى جمع علم الإمام أحمد أحد.
وقال الخطيب البغدادي: جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها، وصنفها كتبًا، لم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع لذلك منه.
سمع مسائل جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم: صالح، وعبد اللَّه ابناه، وإبراهيم الحربي، والميموني، وبدر المغازلي، وأبو يحيى الناقد، وحنبل بن إسحاق، والقاضي البرتي، وحرب الكرماني، وأبو زرعة الدمشقي، وإسماعيل بن إسحاق الثقفي، ويوسف بن موسى القطان الحربي، ومحمد بن بشر، وأبو النضر العجلي، ومحمد بن يحيى الكحال، وعمر بن صالح البغدادي، وطالب بن حرة الأذني، والحسن بن ثواب، ومحمد بن الحسن بن حسان، وأبو داود السجستاني، ومن يكثر تعدادهم ويشق إحصاء أسمائهم سمع منهم مسائل أحمد.
قال أبو بكر عبد العزيز: سمعت الشيخ أبا الحسن بن بشار الزاهد، وأبو بكر الخلال بحضرته في مسجده وقد سئل عن مسألة فقال: سلوا الشيخ هذا - يعني أبا بكر الخلال - إمام في مذهب أحمد سمعته يقول هذا مرارًا (1).
مؤلفاته:
1 -
" الجامع لعلوم الإمام أحمد": وله عدة أسماء تداولها العلماء عند الإشارة إلى هذا الديوان الكبير، أو الإحالة عليه أو النقل منه. فمن تلك الأسماء:"الجامع في الفقه" و"الجامع الكبير" و"جامع الروايات" و"الجامع لعلوم شيخ مشايخه" و"المسند في مسائل أحمد بن حنبل" و"الجامع المسند لمسائل أحمد بن حنبل".
ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 23، وابن تيمية في "الفتاوى" 34/
(1) انظر: "تاريخ بغداد" 5/ 112، "طبقات الحنابلة" 3/ 23، "المناقب" لابن الجوزي ص 618، "المنتظم" 6/ 174، "مجموع الفتاوى" 7/ 390، 34/ 112، "سير أعلام النبلاء" 14/ 297، "الوافي بالوفيات" 8/ 99، "البداية والنهاية" 11/ 176، "شذرات الذهب" 2/ 261.
111، والذهبي في "السير" 11/ 331 و 14/ 297، والمرداوي في "الإنصاف" 1/ 261، 15/ 280، 27/ 85، 29/ 161، 366. وغيرهم كثير، مما يدل على شهرة هذا الكتاب وأهميته، وعظم شأنه في المذهب، حتى قال العليمي: لم يصنف في المذهب مثله (1)، وقال ابن الجوزي في "المنتظم" 6/ 174: "كل من تبع هذا المذهب يأخذ من كتبه".
والذي عُثر عليه -إلى الآن- من مخطوطات هذا الكتاب، الأجزاء الآتية:
- "الوقوف": طبع بتحقيق د. عبد اللَّه بن أحمد الزيد، نشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة (1410 هـ/ 1989 م).
- "أحكام أهل المِلَل والردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض": طبع بتحقيق: إبراهيم بن حَمَد السلطان، نشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة (1416 هـ/ 1996 م).
- "التّرجّل": طبع بتحقيق زهير الشاويش، نشره المكتب الإسلامي ط 1 (1421 هـ - 2000 م).
- "أحكام النساء": طبع بتحقيق عبد القادر عطا، نشرته دار التراث العربي سنة (1400 هـ/ 1980 م)، وقد تصرف المحقق في ترتيبه، وأدخل بعض مباحث أحكام النساء من بعض كتب المسائل عن الإمام أحمد فيه.
وطبع الكتاب طبعه أخرى بتحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، نشر مؤسسة الريان (1423 هـ - 2002 م).
- "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وقد طبع ثلاث طبعات:
الأولى: بتحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري، عن النسخة المحفوظة
(1)"المنهج الأحمد" 2/ 205.
بالظاهرية، وطُبع بمطابع القصيم بالرياض سنة (1389 هـ/ 1969 م)، ونشرته الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
الثانية: بتحقيق عبد القادر عطا، عن النسخة المحفوظة بجامعة القاهرة، وصدر عن دار الاعتصام (القاهرة) سنة (1395 هـ/ 1975 م).
الثالثة: بتحقيق أيمن عبد اللَّه الصاوي، نشرته مكتبة ابن عباس.
- "السنة": طبع بتحقيق: د. عطية بن عتيق الزهراني، نشر دار الراية، ط 1 (1410 هـ - 1989 م).
- "العلل": ذكره له ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24، والعليمي في "المنهج الأحمد" 2/ 8.
هذا، ومما نُسب إلى الخلاّل مما يترجح أنه من ضمن "الجامع":
- "الحث على التجارة والصناعة" وقد نشر في مكتبة القدسي، وطبع في مطبعة الترقي 1348 هـ.
- "العقيقة": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" في ترجمة الحسن بن حامد.
- "أدب القضاء": ذكره الذهبي في "السير" 12/ 530 في ترجمة صالح ابن الإمام أحمد.
- "الأدب": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24 وابن تيمية في "الفتاوى" 34/ 112، وأفاد منه ابن مفلح في مواضع عديدة من "الآداب الشرعية" 1/ 409، 458، 2/ 191، 229، 3/ 289، 546.
- "العلم": ذكره ابن أبي يعلى في "الطبقات" 3/ 24 وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 7/ 390، ووصفه بأنه أجمع كتاب في الأصول الفقهية.