المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب: الحَجْر 1032 - (الحَجْرُ)، بفتح "الحاء"، وهو في اللُّغة: المنْعُ - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي - جـ ٣

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب: الحَجْر

- ‌كتاب: الصُّلْح

- ‌كتاب: الحوالة والضمان

- ‌كتاب: الشركة

- ‌كتاب: الوكالة

- ‌كتاب: الإقرار بالحقوق

- ‌كتاب: الغَصْبِ

- ‌كتاب: الشُّفْعَة

- ‌كتاب: المساقاة

- ‌كتاب الإِجَارات

- ‌كتاب: الوَقْف والعَطَايا

- ‌كتاب: اللُّقطَة

- ‌كتاب: الوصايا

- ‌كتاب: الفرائض

- ‌باب (أَصْل سِهَام الفرائض التي لا تَعُول)

- ‌باب: الجَدَّات

- ‌باب: مَنْ يَرِث من الرجال والنساء

- ‌باب: ميراثُ الجَدِّ

- ‌باب: ذَوِي الأرحام

- ‌باب: مسائل شَتَّى في الفرائض

- ‌كتاب: الوَلَاءِ

- ‌باب: ميراث الولاء

- ‌كتاب: الوديعة

- ‌كتاب: النِّكاح

- ‌باب: ما يَحْرُم نِكَاحُه والجَمْعُ بيْنَه وغير ذلك

- ‌باب: نِكَاح أهْلِ الشِّرْك وغيره

- ‌باب: أجلُ العِنِّين والخَصيِّ غير المجبوب

- ‌كتاب: الصَّداق

- ‌كتاب: الوليمة

- ‌كتاب: عِشْرة النِّساء والخُلْع

- ‌كتاب: الطَّلَاق

- ‌باب: الطَّلاق بالحِسَاب

- ‌باب: الرَّجْعَة

- ‌كتاب: الإيلَاءِ

- ‌كتاب: الظِّهَار

- ‌كتاب: اللِّعَان

- ‌كتاب العِدَّة

- ‌كتاب: الرَّضَاع

- ‌كتاب: النَّفقَة على الأقَارب

- ‌باب: الحالُ التي يجب فيها النَّفَقة على الزوج

- ‌باب: مَنْ أحَقُّ بكفالة الطِفْل

- ‌باب: نفقة الَممَالِيك

- ‌كتاب: الجِرَاح

- ‌باب: القَوَد

- ‌كتاب: دِيَاتُ النَّفْس

- ‌باب: دياتُ الجِرَاح

- ‌كتاب: القسامةِ

- ‌كتاب: قِتَال أَهْل البَغْيِ

- ‌كتاب: الُمرْتَد

- ‌كتاب: الحُدُود

- ‌كتاب: القَطْع في السَّرِقة

- ‌كتاب: الأَشْرِبة

- ‌كتاب: الجِهَاد

- ‌كتاب: الجِزْيَة

- ‌كتاب: الصَّيْد والذَّبَائِح

- ‌كتاب: الأَضَاحي

- ‌كتاب: السَّبْقِ والرَّمْيِ

- ‌كتاب: الأيْمَان والنُّذُور

- ‌كتاب: الكَفَّارات

- ‌باب: جامِعُ الأَيْمَان

- ‌كتاب: النُّذُور

- ‌كتاب: أَدَب القَاضِي

- ‌كتاب: الشَّهادات

- ‌كتاب: الأقْضِيَة

- ‌كتاب: العِتْق

- ‌كتاب: الُمدَبَّر

- ‌كتاب: المُكاتَب

- ‌كتاب: عتق أمهات الأولاد

- ‌كتاب: ما في الكتاب من الأَسْمَاء

- ‌ المصادر والمراجع

- ‌أولًا: المخطوطة:

- ‌ثانيًا: المطبوعة:

الفصل: ‌ ‌كتاب: الحَجْر 1032 - (الحَجْرُ)، بفتح "الحاء"، وهو في اللُّغة: المنْعُ

‌كتاب: الحَجْر

1032 -

(الحَجْرُ)، بفتح "الحاء"، وهو في اللُّغة: المنْعُ والتضْيِيِق، (1) ومنه سُميَ الحَرامُ حُجْراً، بكسر "الحاء" وفتحها، وضمها. قال الله عز وجل:{وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} ، (2) وُيسَمّى العقلُ حِجْراً، لكونه يمنع صاحبَه من ارتكاب ما يَقْبُح وتَضُرُّ عَاقِبَته. (3)

وقال ابن مالك في "مثلثه": "الحَجْرُ: مصدر حَجَر، ومَوْضِعٌ بِعَيْنهِ، وقَصَبة اليَمَامة، والحِصْنُ، وحِجْرُ القَمِيص. إلا أن هَذيْن يُفْتَحان وُيكْسَران.

قال: والحِجْرُ -بالكسر-: العَقْلُ، والقَرابةُ، والأنثى من الخَيْل، وبلاد

(1) قال الأزهري: "يقال: حَجَر الحاكِم على المُفْلِس مَالَه: اذا منعه من التصرف فيه"(الزاهر: ص 229). وانظر كذلك: المغرب: 1/ 181، أنيس الفقهاء: ص 265، طلبة الطلبة: ص 162، غريب المهذب: 1/ 328، لغات التنبيه: ص 64).

قال ابن فارس في "الحلية: ص 142": "وأصله من الحائط يدار حول الأرض".

(2)

سورة الفرقان: 22، قال في "غريب المهذب: 1/ 328 ": "حَجْراً محجوراً": حراماً محرّماً ممنوعاً

قرئ بالضم والفتح والكسر".

(3)

ولهذا سمي حِجْر البيت حِجراً، لأنه يمنع من الطواف فيه. (غريب المهذب: 1/ 328، أنيس الفقهاء: ص 265).

ص: 499

ثمود. (1) وحِجْرُ الكَعْبة. قال: والحُجْرُ -بالضم-: جمْع حِجَارٍ: وهو حائط الحُجْرَة". (2)

قلتُ: وبلَدٌ اسْمُها "حَجْرٌ" بفتح "الحاء"، وسكون "الجيم"، (3) وهي التي قال فيها عُرَوة:(4)

جعَلْتُ لعَرَّاف اليمامةِ حُكْمَهُ

وعَرَّاف حَجْرٍ إن هما شَفِيَاني (5)

والحَجْرُ في الشرع: منْعُ الانسانِ من التَّصَرف. (6)

وهو أنواعٌ: حَجْرٌ على الصَّبِيِّ: وهو لِحَظِ نَفْسِه، وحَجْرٌ على المجنون: وهو لحظ نفسه أيضاً، وحجْرٌ على السَفِيه: وهو لِحَظ نفسه وغَيْرِه، (7) وحجْرٌ على المُفْلِس: لحظ الغُرَمَاءِ، وحَجْرٌ على الَمرِيض فيما زادَ على الثُلُث: لحظ

(1) وهي المذكورة في قوله تعالى من سورة الحجر: 80، {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} قال البكري:"الحِجْر: بَلَد ثمود بين الشام والحجاز"(معجم ما استعجم: 1/ 426)، وقد ورد في "الحِجْر" ثلانة أقوال، حكاها الماوردي عن بعض السلف. انظر:(النكت والعيون: 2/ 375).

(2)

انظر: (إكمال الأعلام: 1/ 136 - 137).

(3)

قال ياقوت: "هي مدينة اليمامة وأم قراها، وبها ينزل الوالي

وهي بمنزلة البصرة والكوفة" (معجم البلدان: 2/ 221).

(4)

هو الشاعر الإسلامي، عروة بن حزام بن مهاصر، أحد بني حزام بن حنبَة، لا يعرف له شعر إلا في عفراء بنت عمه. انظر أخباره في:(الأغاني: 24/ 145، الشعر والشعراء: 2/ 622).

(5)

انظر: (الأغاني: 24/ 156، الشعر والشعراء: 2/ 624).

(6)

انظر: (المطلع: ص 254).

(7)

قال ابن الجوزي: (فلا يصح تصرفهم بعد الحجر، فمن عاملهم ببيع أو قرض رجع في ماله إن كان باقياً، وإن تلف فهو من مالكه، وسواء علم بالحجر أو لم يعلم، ومتى عقل المجنون وبلغ الصبي ورشَدا انْفَكَّ الحَجْر عنهما بغير الحاكم، ولا ينفك قبل ذلك". انظر: (المذهب الأحمد: ص 98).

ص: 500

الوَرَثة، وحجْرٌ على المرتد: لحظ المسلمين. (1)

ويقال: حَجَر الحَاكِمُ يَحْجُر، وَيحْجِرُ، بضم "الجيم"، وكسرها.

1033 -

قوله: (ومَنْ أونِس منه رُشْدٌ)، بـ"النون" بمعنى: وُجِدَ، فأما ما وجد في بعض (2) بـ"الياء"، فلا أعْرِف لَهُ وَجْهاً، وإِنما اليُؤسُ من اليَأسِ: وهو قُنُوط الشيء. قال في "القاموس": أيِسَ منه - كسَمِع - أيَّاساً: قَنِطَ، وآيَسْتُه، وأيَّسْتُه. قال: والأَيْسُ: القَهْر"، (3) وقالوا: غَيْرَهُ.

واليأسُ: من يَئِسَ يَيْأسُ يَأساً، فهو يائِسٌ (4)، قال الله عز وجل:{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} . (5)

وقال الشاعر: (6)

وإنْ أكُ عن لَيْلَى سَلَوْتُ فَإنَّما

تَسَلَّيْتُ عن يَأسٍ ولَمْ أسْلُ عن صَبْرِ

وقال آخر: (7)

فإِنْ تَسْلُ عَنْكِ النَفْسُ اوْ تَدَعِ الهَوَى

فَباليَأسِ تَسْلُو عنك لا بالتَّجَلُّدِ

(1) ويسمى هذا النوع من الحجر - لحظ الورثة، والسيد، والمرتهن، والغرماء - حجراً لحق الغير. انظر:(المذهب الأحمد: ص 99، الإنصاف: 5/ 272، لغات التنبيه: ص 64، المطلع: ص 254).

(2)

أي: بعض النسخ.

(3)

انظر: (القاموس المحيط: 2/ 206 مادة أيس).

(4)

قال في "المصباح: 2/ 306 ": "ويجوز قلب الفعل دون المصدر، فيقال: أيس منه": أي بدل من يئس".

(5)

سورة الطلاق: 4.

(6)

هو المجنون. انظر: (ديوانه: ص 165).

(7)

هو يزيد بن عبد الملك لما وقف على قبر محبوبه "حَبَابة" انظر: (الحماسة البصرية: 2/ 146)، وفي (نهاية الأرب للنويري: 5/ 63) قاله كثير.

ص: 501

فهذا: اليأسُ، هو من اليَأسِ من الشَّيْء، وهو اعتقادُ أن لا يُوجَد. وقال الله عز وجل:{وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (1).

وأمَّا "أونِسَ" بـ"النون "، فهو من أنَس الشَّئَ، إذا وَجَدَهُ. قال الله عز وجل: حكاية عن موسى: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} (2).

قال في "الُمجْمَل": آنَسْتُ الشَّيْءَ: إذا رَأيتُه، وسُمي الإِنْسُ إنساً، لظهوره (3)، وآنستُ الصوت: إذا سَمِعْتُهُ، وآنستُ الشيء:(4) عَلِمْتُه (5)، فدَلَّ ذلك على أن الأحوط هنا بـ"النون"، لا بـ"الياء" والله أعلم.

1034 -

قوله: (قد بَلَغ)، البُلُوغُ: أنْ يَبْلَغ حدَّ الرجال، أو الجارية حدَّ النساء. ويحصل ذلك في الغلام بخروج الَمنىَّ من ذَكَرِه، ونباتِ الشَّعْرِ الخَشِن حَوْل القُبُل، وبُلوغُ خمسَة عشَر سنة، وتزيد الجارية عليه بالحَمْل والحيض. (6)

1035 -

قوله: (الجارية)، هي مَنْ دُون البُلوغ، سُميت جاريةً، لِسُرعة جَرْيِهَا (7) ويُطْلَق اسم الجَارِية على الأَمة، وجَمْعُها: جَوَارٍ، وجَوَارِي.

(1) سورة يوسف: 87.

(2)

سورة القصص: 29.

(3)

في المجمل: لظهورهم.

(4)

في المجمل: وآنسته.

(5)

انظر: (المجمل لابن فارس: 1/ 104 مادة أنس).

(6)

سبق الكلام من المصنف على هذه المعاني. انظر: ص 170

(7)

قال في "المغرب: 1/ 141": "وبها سُمِّي جَارية بن ظفر الحنفي وهو صحابي، وكذا والد زيد ابن جارية، ثم قال: والحاء والثاء تصحيف، يروى في السير عن حبيب بن مسلمة، وعنه مكحول".

ص: 502

قال ابن مالك في "مثلثه": الجَوارُ: الماء الذي لا يُدْرَك لَهُ قَعْرٌ.

والجِوَارُ: المجاورة، والجِوَار: اسمٌ منه، والجُوَارُ أيضاً مُخَفَّفُ الجُؤَار: وهو الصِّياح الشديد". (1) وقال قطرب في "مثلثه": (2)

غَنَّى وغَنَّتْهُ الجَوَارْ

بالقُرب مِنِّي والجِوَارْ

فاسْتَمَعُوا الصوتَ الجُوَارْ

وافْتَتَنُوا بالطَرَبْ

1036 -

قوله: (والرُّشْدُ)، هو مصدر: رَشَد يَرْشُد رُشْداً، فهو رَشِيدٌ.

والرَشِيدُ: صفة من رَشِدَ - بكسر "الشين " - يَرْشَد - بفتحها - كبَخَلِ يَبْخَل، فهو بَخِيل، ويقال في المصدر: رُشْدٌ، وَرَشْدٌ، ويقال: رَشَد يَرْشدُ، كَخَرَج يَخْرُج: وهو نَقِيضُ الغَيِّ. (3) وقيل: إِصابة الخَيْر. وقال الهَرَوىُّ: "هو الهدْيُ والاستقامة". (4)

ثم فسره الشيخ: "بأنَّه الصَّلَاحُ في المال "، (5) وقد تَبِعَه جماعةٌ على ذلك. (6)

1037 -

قوله: (والسَّفَه)، الخِفَّة، (7) والسَّفِيهُ: مَنْ وُجِدَ منه السَّفَه.

والسفيهُ: فعيلٌ من سَفِهَ بكسر "الفاء"، (8) يَسْفَهُ سَفَهاً، وسَفَاهَةً،

(1) انظر: (إكمال الأعلام: 1/ 126).

(2)

انظر: (مثلث قطرب: ص 64).

(3)

انظر: (الصحاح: 2/ 474 مادة رشد، المصباح: 1/ 243، المغرب: 1/ 330، النهاية لابن الأثير: 2/ 225).

(4)

انظر: (الغريبين: 1 ق 212 أ).

(5)

انظر: (المختصر: ص 95).

(6)

انظر: (الإنصاف: 5/ 322، المذهب الأحمد: ص 99، المقنع: 2/ 140، كشاف القناع: 3/ 444، منتهى الإرادات: 1/ 436).

(7)

قال في "الصحاح: 6/ 3234 مادة سفه ": "السفه: ضد الحلم".

(8)

وسَفُه: بالضم لغة في سَفِه بالكسر: أي صار سفيها (الصحاح: 6/ 2235).

ص: 503

وسَفَاهاً وأصله: الخفةُ والحَرَكَة. فالسفيه: ضَعِيفُ العَقْل وسَيِّء التصرف، سُمِّي سَفِيهاً، لخِفةِ عَقْلِه - ولهذا سمَّى الله النساء والصبيان: سُفَهَاء، فقال:{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} . (1) وقال ابن مالك في "مثلثه": "سَفَه فُلَانٌ فلاناً: غَلَبَهُ في الُمسَافَهَة. وسَفِهَ الشيْءَ: جَهِلَهُ، والشرابَ: أكْثَر منه فلم يَرْوِ، والرَّجل: تَجَنَّب الحِلْم، والحِلْمُ: ذَهَب، وسَفُه سَفَاهةً: صار لَهُ السَّفَه خُلُقاً". (2)

(1) سورة النساء: 5.

(2)

انظر: (إكمال الأعلام: 2/ 306 - 307).

ص: 504