المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب: ما في الكتاب من الأسماء - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي - جـ ٣

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب: الحَجْر

- ‌كتاب: الصُّلْح

- ‌كتاب: الحوالة والضمان

- ‌كتاب: الشركة

- ‌كتاب: الوكالة

- ‌كتاب: الإقرار بالحقوق

- ‌كتاب: الغَصْبِ

- ‌كتاب: الشُّفْعَة

- ‌كتاب: المساقاة

- ‌كتاب الإِجَارات

- ‌كتاب: الوَقْف والعَطَايا

- ‌كتاب: اللُّقطَة

- ‌كتاب: الوصايا

- ‌كتاب: الفرائض

- ‌باب (أَصْل سِهَام الفرائض التي لا تَعُول)

- ‌باب: الجَدَّات

- ‌باب: مَنْ يَرِث من الرجال والنساء

- ‌باب: ميراثُ الجَدِّ

- ‌باب: ذَوِي الأرحام

- ‌باب: مسائل شَتَّى في الفرائض

- ‌كتاب: الوَلَاءِ

- ‌باب: ميراث الولاء

- ‌كتاب: الوديعة

- ‌كتاب: النِّكاح

- ‌باب: ما يَحْرُم نِكَاحُه والجَمْعُ بيْنَه وغير ذلك

- ‌باب: نِكَاح أهْلِ الشِّرْك وغيره

- ‌باب: أجلُ العِنِّين والخَصيِّ غير المجبوب

- ‌كتاب: الصَّداق

- ‌كتاب: الوليمة

- ‌كتاب: عِشْرة النِّساء والخُلْع

- ‌كتاب: الطَّلَاق

- ‌باب: الطَّلاق بالحِسَاب

- ‌باب: الرَّجْعَة

- ‌كتاب: الإيلَاءِ

- ‌كتاب: الظِّهَار

- ‌كتاب: اللِّعَان

- ‌كتاب العِدَّة

- ‌كتاب: الرَّضَاع

- ‌كتاب: النَّفقَة على الأقَارب

- ‌باب: الحالُ التي يجب فيها النَّفَقة على الزوج

- ‌باب: مَنْ أحَقُّ بكفالة الطِفْل

- ‌باب: نفقة الَممَالِيك

- ‌كتاب: الجِرَاح

- ‌باب: القَوَد

- ‌كتاب: دِيَاتُ النَّفْس

- ‌باب: دياتُ الجِرَاح

- ‌كتاب: القسامةِ

- ‌كتاب: قِتَال أَهْل البَغْيِ

- ‌كتاب: الُمرْتَد

- ‌كتاب: الحُدُود

- ‌كتاب: القَطْع في السَّرِقة

- ‌كتاب: الأَشْرِبة

- ‌كتاب: الجِهَاد

- ‌كتاب: الجِزْيَة

- ‌كتاب: الصَّيْد والذَّبَائِح

- ‌كتاب: الأَضَاحي

- ‌كتاب: السَّبْقِ والرَّمْيِ

- ‌كتاب: الأيْمَان والنُّذُور

- ‌كتاب: الكَفَّارات

- ‌باب: جامِعُ الأَيْمَان

- ‌كتاب: النُّذُور

- ‌كتاب: أَدَب القَاضِي

- ‌كتاب: الشَّهادات

- ‌كتاب: الأقْضِيَة

- ‌كتاب: العِتْق

- ‌كتاب: الُمدَبَّر

- ‌كتاب: المُكاتَب

- ‌كتاب: عتق أمهات الأولاد

- ‌كتاب: ما في الكتاب من الأَسْمَاء

- ‌ المصادر والمراجع

- ‌أولًا: المخطوطة:

- ‌ثانيًا: المطبوعة:

الفصل: ‌كتاب: ما في الكتاب من الأسماء

‌كتاب: ما في الكتاب من الأَسْمَاء

وقد رتَّبْتُهم على حُرُوف الُمعْجَم: -

1 -

أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، النّبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

نَسبُه: - محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عَبْدِ مَنَاف بن قُصَيٍّ بن كلاب بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤَيٍّ بن غالِب بن فِهْر (1) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن إِلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدِّ بن عَدْنَان.

إلى هنا مُتفقٌ عليه في الصحيحين. (2)

وذكر بعض أصْحابِنا، عليه الإجماع. (3)

ومن هنا: مُختلفٌ فيه. والأَشْهَر فيه: ابن أُدٍّ [ويقال](4): ابن أُدَّدٍ بن

(1) وإلى فِهْر جِمَاع قريش، وما كان فَوق فِهْر، فلا يقال لَهُ قُرَشيٌّ، ويقال له كِنَانِيٌّ انظر:(طبقات ابن سعد: 1/ 55، وجمهرة أنساب العرب: ص 12).

(2)

انظر: (البخاري في مناقب الأنصار: 7/ 162 في الترجمة، باب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم في الفضائل: 4/ 1782، باب في فضل نسب النيي صلى الله عليه وسلم، حديث (1).

(3)

انظر: (المطلع: ص 417)، قال النووي:"إلى هنا مجمع عليه وما بعده إِلى آدم مختلفُ فيه، ولا يثْبُت فيه شَيْءٌ". انظر (المجموع: 1/ 13)، وبمثل هذا قال ابن حجر في (فتح الباري: 6/ 538).

(4)

زيادة من المطلع: ص 417 يقتضيها السياق. وفي (فتح الباري: 6/ 538) في سلسلة أخرى" ابن أُدٍّ بن أُدُّد

".

ص: 830

مُقَوَّم بن نَاحُور - بـ "النون" و"الحاء" - بن تَيْرَح بن يَعْرُب بن يَشْجُب بن نَابتٍ بن إِسماعيل بن إِبراهيم بن تَارخ (1) - وهو آزر - (2) بن نَاحُور بن شَارُوخ (3) بن أرغُوا (4) بن عَيبر (5) بن سَالِخ (6) بن أَرْفَخْشَد بن سَام بن نُوح ابن لَامِكٍ بن متُوشَّلَخ - (7) وهو إدريس عليه السلام فيما يزعمون - بن أخْنُوخ (8) بن يَرْدٍ (9) بن مهْلَائِيل بن قَيْنَنِ - ويقال: قَيْنَان - (10) بن يَانِش -

(1) قال هذا ابن إسحاق. انظر: (سيرة ابن هشام: 1/ 2، وتاريخ الطبري: 2/ 272)، وإليه مال ابن حجر في (الفتح: 6/ 538).

وهناك آراء أخرى ذُكِرَتْ في سلسلة نَسَبِه صلى الله عليه وسلم بين عدنان وإبراهيم انظرها في: (تاريخ الطبري: 1/ 271 - 272، فتح الباري: 6/ 538).

قال ابن سعد في (طبقاته: 1/ 57 - 58): "وهذا الاختلاف في نسبته يدل على أنه لمْ يُحْفَظ، وإنّما أخذ ذلك من أهل الكتاب وترجموه لهم فاختلفوا فيه ولو صحّ ذلك لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به. فالأمر عندنا على الانتهاء إلى معدِّ بن عدنان، ثم الإمساك عما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم".

(2)

وبعضهم يقول: آزر بن تارخ، قاله ابن سعد في:(طبقاته: 1/ 59).

(3)

كذا هو عند ابن الجوزي بـ "الخاء" المعجمة، وعند ابن سعد (شاروغ)، بـ"الشين" المعجمة مع "ألف" و"غين" معجمة. قال: ويقال: شروغ بدون "ألف".

انظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 9، طبقات ابن سعد: 1/ 59).

(4)

ويقال: أرغوا بن فالغ بـ"الغين" المعجمة، أو "الخاء" المعجمة كذا ذكره ابن سعد وبالأولى قيَّده ابن الجوزي. (طبقات ابن سعد: 1/ 59، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 9).

(5)

كذا في (المطلع: ص 417)، وفي (طبقات ابن سعد: 1/ 59): "عابر".

(6)

ويقال: شالح بـ "الشين" المعجمة و"الحاء" المهملة. قاله اليعقوبي في (تاريخه: 1/ 19)، وكذل: شالخ بـ"الشين" و "الخاء" المعجمة. قاله ابن قتيبة في (المعارف: ص 30).

(7)

ويقال: متوسلخ بـ "السين" المهملة. قاله ابن سعد في (طبقاته: 1/ 59).

(8)

وذكر ابن سعد، والمسعودي أن "أخنوخ" هو إدريس عليه السلام. انظر:(الطبقات: 1/ 59، مروج الذهب: 1/ 39).

(9)

كذا في (تاريخ اليعقوبي: 1/ 11)، وفي (طبقات ابن سعد: 1/ 59): "ابن يرذ، وهو يارذ" بـ "الذال" المعجمة. وفي (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 9): "ابن بره" بـ "الباء" و"الهاء".

(10)

كذا هو في: (طبقات ابن سعد: 1/ 59).

ص: 831

ويقال: أنَش، ويقال: أَنُوش - (1) بن شيث بن آدم عليه السلام.

كُنْيَتُه: أبو القاسم (2)، وأبُو إبراهيم (3).

وله أسماءٌ كثيرة منها: محمد، وأحمد، والحاشِر، والعَاقِب (4)، والُمقَفِّي، والخَاتَم، ونبيُّ الرحمة، ونبيُّ الَملْحَمَة، ونبيُّ التوبة، والفَاتِح، وطَهَ، ويس، والمزمل، والمدثر (5).

وذكر ابن العربي المالكي: أنَّ لَهُ أَلْفَ اسْمٍ (6).

(1) كذا هو في: (طبقات ابن سعد: 1/ 59، وتاريخ اليعقوب: 1/ 9)، وفي (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 9)، أنوس بـ"السين" المهملة.

(2)

القاسم: أمه خديجة رضي الله عنها، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم، وهو أول من مات من أولاده، وعاش ستين، واختلف، هل مات قبل البعثة أو بعدها؟ انظر:(تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 30، فتح الباري: 6/ 560، طبقات ابن سعد: 1/ 106 - 107).

وزيادة للفائدة، لقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التكني بكنينه. أخرج البخاري في المناقب: 6/ 560، باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم، حديث (3537) عن أنس رضي الله عنه قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل: في أبا القاسم. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سَمُّوا باسمي، ولا تكتنوا بِكُنيتي".

(3)

إبراهيم: أمه مارية القبطية، ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، توفي ابن ستة عشر شهرًا، وقيل: ثمانية عشر، وهو أصح، ودفن بالبقيع، قاله ابن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 31).

(4)

الحاشر: الذي يُحْشَر الناسُ على قدمَيْه، والعاقب الذي ليس بعده نبي. انظر:(فتح الباري: 6/ 554).

(5)

انظر بعض هذه الأسماء عند البخاري في المناقب: 6/ 554، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث (3532)، وكذلك مسلم في الفضائل: 4/ 1828، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم، حديث (124)، (125)، (126).

كما ذكر هذه الأسماء وزاد عليها القاضي عياض في (الشفا: 1/ 144)، وحكاها العاقولي عن الطيبي في كتابه "الكاشف". انظر:(الرصف للعاقولي: 1/ 11 - 12).

(6)

وهو قول حكاه ابن العرب عن بعض الصوفية. انظر: (عارضة الأحوذي: 10/ 281).

ص: 832

وأُمُّهُ: آمنة، وأَبُوه: عبد الله (1)، وَوُلدَ: عام الفيل (2).

وقيل: بعدَهُ بثلاثين سنة (3)، وقيل: أربعين (4)، وقيل: بعَشرٍ (5).

وكان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول. وقيل: ثاني عشر (6)، وقيل: الثاني (7)، وقيل: الثَامِن (8)، وقيل: العَاشِرُ من شهر رجب، وقيل: رمضان (9).

وتُوُفيَّ يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من

(1) هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، والد النبي صلى الله عليه وسلم، توفي والرسول صلى الله عليه وسلم يومئذ حمل، وهو في سن الخامسة والعشرين. أخباره في (طبقات ابن سعد: 1/ 88 وما بعدها، الروض الأنف: 2/ 131 وما بعدها الرصف للعاقولي: 1/ 17 وما بعدها.

(2)

وهو قَدْرٌ متفق عليه بين جمهور العلماء، قاله ابن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 7)، وابن كثير في (سيرته: 1/ 199 وما بعدها)، وابن خياط في (تاريخه: 1/ 10).

(3)

حكاه ابن كثير عن موسى بن عقبة عن الزهري رحمه الله. انظر: (سيرة ابن كثير: 1/ 203).

(4)

حكاه ابن كثير كذلك عن أبي زكريا العجلاني. قال: رواه ابن عساكر، وهذا غريب جدًا. انظر:(المصدر السابق: 1/ 203).

(5)

قاله ابن أبْزَى. حكاه ابن كثير في (سيرته: 1/ 203).

وهناك آراء أخرى أوردها ابن كثير في (سيرته: 1/ 202 - 203) وابن خياط في (تاريخه: 1/ 10 - 11).

(6)

نصَّ على هذا ابن إسحاق. وسيرة ابن هشام: 1/ 158).

(7)

قاله ابن عبد البر في (الاستيعاب: 1/ 18) ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني. حكاه عنه ابن كثير. انظر (السيرة له: 1/ 199).

(8)

حكاه الحميدي عن ابن حزم، ورواه مالك وجماعة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم. انظر:(سيرة ابن كثير: 1/ 199).

(9)

قاله الزبير بن بكار، حكاه عنه ابن عبد البر في (الاستيعاب (1/ 18) قال ابن كثير:"وهو قول غريبٌ جدًا"(السيرة: 1/ 200).

ص: 833

الهِجْرة (1)، وقيل: في شهر رجب، وقيل: غير ذلك (2).

ودُفِنَ يوم الثلاثاء حينَ زالت الشّمس (3)، وقيل: لَيْلَةَ الأَرْبعَاء (4)، وله ثلَاث وسِتُّون سنة (5)، وقيل: اثْنَتَان وستّون (6)، وقيل: خمسٌ وستون (7) وكان ليس بالطويل البائن، ولا القصير، ولا الأَبْيَض الأَمْهَق، ولا الآدم، ولا الجَعْد القَطَط، ولا السَّبْطَ، تُوُفي وليس في رأسه ولِحْيَتهِ عشرون شعرةً بيضاء (8).

(1) هذا المشهور عند أهل العلم. أخرج ابن سعد في (طبقاته: 2/ 272): (عن علي رضي الله عنه قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لليلة بقيت من صفر سنة احدى عرة، وتوفي يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من ربيع الأول".

(2)

وقيل: تُوُفيَ يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول. حكاه ابن سعد في (طبقاته: 2/ 272. وابن خياط في (تاريخه: 1/ 68).

(3)

حكاه ابن سعد عن علي رضي الله عنه. (الطبقات: 2/ 273).

(4)

حكاه ابن سعد، والطبري. انظر:(الطبقات: 2/ 273، تاريخ الطبري: 3/ 217).

(5)

حكاه الطبري عن ابن عباس، وابن المسيب، وعائشة رضي الله عنهم. انظر:(تاريخه: 3/ 215 - 216).

كما حكاه ابن خياط عن معاوية بن أبي سنان، وعبد الله بن عتبة، والشعبي وغيرهم. انظر:(تاريخه: 1/ 68 - 69).

(6)

قاله قتادة. حكاه خليفة بن خياط في (تاريخه: 1/ 70).

(7)

قاله ابن عباس وغيره. انظر: (تاريخ ابن خياط: 1/ 69، تاريخ الطبري: 3/ 216).

وهناك آراء أخرى ذُكِرَتْ في سنه عليه الصلاة والسلام يوم وفاته. انظر: (المصدرين السابقين).

(8)

وردت هذه الصفات في حديث أخرجه البخاري في اللباس: 10/ 356، باب الجعد، حديث (5900)، ومسلم في الفضائل: 4/ 1824، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنِّه، حديث (113).

الأمهق: الكَرِيه البياض، كلون الجص، يريد أنه كان نَيِّر البياض. انظر:(النهاية لابن الأثير: 4/ 374).

الجعد القطط: شديد الجعودة، يريد أنه كان وسطًا بينهما. (النهاية: 2/ 334).

ولا السَّبْط: أي الُمنْبَسِط المسترسل، فلا يتكسر منه شَيءٌ كشُعُور الهنود. انظر:(فتح الباري: 10/ 357، النهاية: 2/ 334).

ص: 834

وكان حسنَ الجِسْم، بعيد ما بيْن المنكبين، كثَّ اللِّحْيَة، شَثْنَ (1) الكفَّيْن، ضَخْمَ الرأس والكرادِيس (2)، أدْعَج (3) العيْنَيْن، طويل أهْدابِها، دقيقَ الَمسْرُبَة (4)، إِذا مشى كَأَنَّما ينْحَط من صَبَبٍ (5)، أشْعَر الَمنْكِبَيْن، والذِرَاعَيْن، وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحْبَ الراحة، بيْن كتِفَيْه خاتَمُ النبوة كزِرِّ الحَجَلَةِ (6).

وكان أَزَجَّ (7) الحَاجِبَيْن، واسِعَ الجبين، لم يُرَ قَبْلَه ولا بَعْدَه أحسنَ منه، ولا أحْيى، ولا أبشَّ منه، ولا أهْيَب، ضَحِكُه تَبَسُّمًا، كثير البِشْر، كثير البُكَاء (8).

وكان لَهُ من الولد: إبراهيم، والقاسِم، وعبد الله (9)، وقيل:

(1) شثن الكفين: أي أنهما يميلان إلى الغِلَظ والقِصَر، وقيل: هو الذي في أنامله غلظً بلا قِصَر، ويُحْمَد ذلك في الرجال ويُذمُ في النساء، قال أبو السعادات في:(النهاية: 2/ 444).

(2)

الكراديس: واحدها: كُرْدُوس، وهي رؤوس العِظَام، وقيل: هي مُلْتَقَى كُلُّ عظمين ضخمين، كالركْبَتَيْن، والِمرْفَقَيْن، يريد أنه ضخم الأعْضَاء. (النهاية: 4/ 162).

(3)

الدَّعَج: شدَّة سواد العَيْن في شدة بَياضِها. قاله في ابن الأثير في (النهاية: 2/ 119).

وقال الجوهري: الدّعج: شِدّة سواد العين مع سِعَتها. (الصحاح: 1/ 314 مادة دعج).

(4)

المسرُبة: بضم "الراء": ما دقَّ من شعر الصدر سائلًا إِلى الجوف. (النهاية: 2/ 356).

وفي رواية: "طويل المسربة". انظر: (شمائل الرسول لابن كثير: ص 16).

(5)

الصبب: ما انحدر من الأرض، وجمعه أصباب. قاله الجوهري في (الصحاح: 1/ 161 مادة صبب).

(6)

زِزِّ الحَجَلة: الزرُّ: واحد الأَزْرَار التي تُشَدّ بِها الكِلَلُ والستُور على ما يكون في حَجلة العَرُوس. (النهاية: 2/ 300).

(7)

أَزج: من الزَّجَج: وهو تقوسٌ في الحاجب مع طولٍ في طرفِه وامْتِدَادِه.

(النهاية: 2/ 296).

(8)

ذكر هذه الصفات وزاد عليها: الترمذي في كتابه (الشمائل المحمدية)، وابن كثير في كتابه (شمائل الرسول)، والنبهاني في كتابه (وسائل الوصول إلى شمائل الرسول)

(9)

واختلف فيه. هل ولد قبل النبوة، أو بعدها؟ وصحح بعضهم أنه ولد بعد النبوة. انظر:(زاد المعاد لابن القيم: 1/ 40).

ص: 835

والطيِّب، والطَّاهِر، والُمطَهِّر، والُمطَيِّب (1).

ومن الإناث: زَينب، وفَاطِمة، ورُقيَّة، وأُمُّ كلثوم (2).

وأصهارُه: علي (3)، وأبو العاص (4)، وعثمان (5).

وكان له أحدَ عشر عمًّا: الحارث (6)، وقُثَم (7)، والزبير (8)، وحمزة،

(1) اختلف في هذه الأسماء الأربعة، هل هي ألقاب لـ"عبد الله"؟ أو أسماء لأبناء آخرين له صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي عليه غالب المحققين أنهم ألقاب لـ"عبد الله" سُمِّي بهم، لأنه ولى بعد النبوة.

انظر: (الروض الأنف: 2/ 243، زاد المعاد: 1/ 40، المعارف: ص 141، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 30).

(2)

وكل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها إلَّا إبراهيم فإنه من مارية القبطية. كما أن كل أولاده توفوا قبله إلّا فاطمة، فإنها تأخرت عنه بستة أشهر. (المعارف: ص 132، زاد المعاد: 1/ 40، الروض الأنف: 2/ 230 - 241، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 31).

(3)

علي بن أبي طالب، وتزوج فاطمة بعد سنة من مقدمه المدينة، وأنجبت له الحسن والحسين ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب. انظر: المعارف: ص 142 - 143 تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 31).

(4)

أبو العاص، وهر القاسم، ويقال: مقسّم ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، تزوج زينب، وهي ابنة خالته - مشركا، وقدم المدينة، وأسلم وحسن إسلامه، مكث مع زينب وأنجبت له أمامة. انظر أخباره في:(سير الذهبي: 1/ 330، المعارف: ص 141 - 142، أسد الغابة: 6/ 185، مجمع الزوائد: 9/ 379).

(5)

أما عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد تزوج رقية بعدما طلقها عتبة بن أبي لهب، قبل أن يدخل بها، وأنجبت لعثمان: عبد الله، وهلك صبيا لم يجاوز ست سنين. وماتت رقية بمكة بعد مقدم عثمان المدينة بسنة وعشرة أشهر وعشرين يوما وتزوج بعدها أختها أم كلثوم، وتوفيت لثمان سنين وشهرين وعشرة أيام بعد مقدمه المدينة. انظر:(المعارف: ص 142، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 33).

(6)

قال ابن قتيبة: "فهو أكبر ولد عبد المطلب، وشهد معه حفر زمزم، وبه كان يكنى". (المعارف: ص 126).

(7)

ذكره ابن القيم في: (زاد المعاد: 1/ 40)، وابن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 16)، وجعله ابن قتيبة من ضمن ولد العباس بن عبد المطلب. (المعارف: ص 121).

(8)

قال ابن قتيبة: "كان من رجالات قريش، وكان يقول الشعر. كنيته "أبو طاهر" (المعارف: ص 120).

ص: 836

والعبَّاس، وأبو طالب، وأبو لهب (1)، وعبد الكعبة (2)، وحَجْل (3) - بـ "حاء" مهملة مفتوحة، ثم "جيم" ساكنة - وضِرَار (4)، والغَيْدَاق (5). أسلم منهم حمزة، والعباس.

وعماته ستٌّ: صفية (6) - أم الزبير، أسلمت وهاجرت - وعاتكة: وقيل أنها أَسْلَمت (7)، وبَرَّة (8)، وأرْوَى (9)، وأُمَيْمَة (10)، وأم حكيم (11): وهي البيضاء.

(1) واسمه: عبد العزى، ويكنى: أبا عتبة، وكان أحول، وقيل له أبو لهب لجماله، مات بمكة مشركا. وله من الولد: عتبة، وعتيبة، ومعتّب، وبنات. وأمهم أم جميل بنت حرب، حمالة الحطب. أخت أبي سفيان. انظر:(المعارف: ص 125، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 16).

(2)

ذكره ابن القيم في: (زاد المعاد: 1/ 40).

(3)

واسمه: المغيرة: وقيل: هو الغيداق، وقيل: حَجْل ولد الزبير بن عبد المطلب انظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 17، المعارف: ص 128، زاد المعاد: 1/ 40).

(4)

قال ابن قتيبة: "مات قبل الاسلام، ولا عقب له، وكان يقول الشعر". (المعارف: ص 124).

(5)

قيل: هو حجل بن عبد المطلب. ومعنى الغيداق: الرجل الكريم. انظر: (سيرة ابن هشام: 1/ 109، المعارف: ص 128، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 16).

(6)

هي صفية بنت عبد المطلب، أم الزبير بن العوام رضي الله عنه، كانت تحت الحارث بن حرب بن أمية. شقيقة حمزة. فضائلها كثيرة. أخبارها في: سير الذهبي: 2/ 269، المعارف: ص 128 - 219، أسد الغابة: 7/ 173).

(7)

قال ابن قتيبة: "كانت عند أبي أمية بن المغيرة المخزومي" وهي صاحبة تلك الرؤيا في مهلك أهل بدر. أخبارها في: (المعارف: ص 128، سير الذهبي: 2/ 272، أسد الغابة: 7/ 185، مجمع الزوائد: 9/ 255).

(8)

لم تُدرك المبْعَث، وهي والدة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي البدري. الذي كانت أم سلمة عنده قبل أن تكون عند النبي صلى الله عليه وسلم. أخبارها في (المعارف: ص 128، طبقات ابن سعد: 8/ 45، سير الذهبي: 2/ 273).

(9)

أسلمت، وهاجرت، وكانت زوجة لعمير بن وهب، فولدت له طليبا، وأسلم كذلك في دار الأرقم. أخبارها في:(طبقات ابن سعد: 8/ 42 - 43، سير الذهبي: 2/ 272، المعارف: ص 129، أسد الغابة: 7/ 7، المستدرك: 4/ 52).

(10)

والدة أم المؤمنين زينب بنت جحش، أسلمت وهاجرت، وقيل: لم تدرك الاسلام. والله أعلم. أخبارها في: (طبقات ابن سعد: 8/ 45 - 46، المعارف: ص 118 - 128 - 136، سير الذهبي: 2/ 273).

(11)

قال الذهبي: "ما أظنها أدركت نبوة المصطفى، كانت تحت كُرَيز بن ربيعة العَبْشَميُّ. أخبارها =

ص: 837

ومراضِعُه: أُمُّه، وثُوَيبَة (1)، وحليمة (2).

وأزْوَاجُه: خديجة، ثم سَوْدة (3)، وعائشة، وحفصة، وأُمُّ حبيبة، وأمُّ سَلَمة (4)، وزينب، وميْمونة (5)، وجُوَيْرية (6)، وصفية (7) وطلَّق زوجَتَيْن قَبْل

= في: (طبقات ابن سعد: 8/ 45، المعارف: ص 128 - 191 - 320، سير الذهبي: 2/ 273).

(1)

مولاة أبي لهب، اختلف في إسلامها. قال أبو نعيم:"لا أعلم أحدًا أثبت إسلامها غير المتأخر يعني ابن منده " أرْضَعَت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تقدم حليمة، وكانت قد أرضعت قبله حمزة رضي الله عنه، وأرضعت بعده أبا سلمة ابن عبد الأسد. أخبارها في:(تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 13، الإصابة: 8/ 36، أسد الغابة: 7/ 46، السيرة لابن كثير: 1/ 224).

(2)

هي حليمة بنت أو ذؤيب السعدية، أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وردته إلى أمه بعد سنتين وشهرين، وقيل: بعد خمس سنين قاله ابن قتيبة، وفضائلها كثيرة رضي الله عنها، هاجرت وماتت بالمدينة. أخبارها في:(أسد الغابة: 7/ 67، السيرة لابن كثير: 1/ 225، الإصابة: 8/ 52، المعارف: ص 131 - 132، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 13، طبقات ابن سعد: 1/ 109 - 110).

(3)

هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية، أم المؤمنين، أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة. فضائلها كثيرة. توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة. أخبارها في:(طبقات ابن سعد: 8/ 52 - 58، سير الذهبي: 2/ 265، المعارف: ص 133 - 284، أسد الغابة: 7/ 157، جامع الأصول: 9/ 145، الشذرات: 1/ 34).

(4)

هي السيدة الطاهرة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله المخزومية بنت عم خالد بن الوليد، من المهاجرات الأول، كانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا، توفيت بعد مقتل الحسين رضي الله عنه. أخبارها في:(الجرح والتعديل: 9/ 464، مجمع الزوائد: 9/ 245).

(5)

هي أم المؤمنين بنت الحارث الهلالية، أخت أم الفضل زوجة العباس، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد عمرة القضاء بسَرفٍ، فضائلها جمة توفيت سنة 51 هـ، أخبارها في:(سير الذهبي: 2/ 238، طبقات ابن سعد: 8/ 1320).

(6)

هي بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، سُبِيَت يوم غزوة المريسيع، وكانت من أجمل النساء. فضائلها كثيرة، توفيت سنة 50 هـ، وقيل: 56 هـ. أخبارها في (طبقات ابن سعد: 6/ 118، المعارف: ص 138، أسد الغابة: 6/ 57).

(7)

صفية بنت حيي بن أخطب الشريفة الطاهرة، صاحبة النسب والجمال والدين رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عتقها صداقها، توفيت سنة 36 هـ، وقيل: 50 هـ. أخبارها في:

ص: 838

الدخول (1).

وكان له سريَّتان: مارية (2)، ورَيْحَانة (3)

ومواليه: نحو الخمسين من الرجال، والعشرين من النساء (4).

وكُتَّابُه: معاوية، وزيد بن ثابت، وعلي بن أبي طالب (5).

وخدَّامُه كثيرون جدًا، من أجلِّهم: أنس، والصّديق.

= (مجمع الزوائد: 9/ 250، أسد الغابة: 7/ 169، طبقات ابن سعد: 8/ 120، سير الذهبي: 2/ 231).

كما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني عبد مناف، وكان زواجه منها بعد حفصة رضي الله عنهما. وماتت قبله صلى الله عليه وسلم. أخبارها في:(طبقات ابن سعد: 8/ 115، المعارف: ص 135، المستدرك: 4/ 33، أسد الغابة: 7/ 129).

(1)

وهما: عمرة من بني قرظات، وهم من بني بكر بن كلاب. وأميمة بنت النعمان بن شراحيل الجوينة. وقيل: هي فاطمة بنت الضحاك؛ انظر: (المعارف: ص 139 - 140، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 24).

(2)

هي مارية القبطية هدية المقوقس ملك الإسكندرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قد أهديت له مع أختها سيرين، فوهب الأخيرة إلى حسان بن ثابت، وأنجبت له عبد الرحمن بن حسان، توفيت مارية بعد وفاة إبراهيم بخمس سنين. قاله ابن قتيبة. انظر:(المعارف: ص 143، زاد المعاد: 1/ 44، طبقات ابن سعد: 8/ 212).

(3)

هي ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خناقة من بني النضير، وقيل: من بني قريظة سُبيت يوم بني قريظة، اختلف فيها أهل العلم، قيل: أعتقها عليه السلام وتزوجها ومنهم من قال بل كانت أمته، وكان يطأها بملك اليمين حتى توفي عنها فهي معدودة في السراري لا في الزوجات. انظر:(زاد المعاد: 1/ 43، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 28، طبقات ابن سعد: 8/ 129 - 130).

وقيل: من سراريه، جارية أخرى أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. قاله ابن القيم في (زاد المعاد: 1/ 44)، وابن الجوزي في:(تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 28).

(4)

ذُكِرُوا بالتفصيل في: (زاد المعاد: 1/ 44، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 34، المعارف: ص 144).

(5)

بل هؤلاء أول مَنْ كَتَب لَهُ عليه السلام، أما كتابه فكثيرون. ذكرهم ابن القيم فى:(زاد المعاد: 1/ 45).

ص: 839

ومؤذِّنُوه: بلال، وابن أم مكتوم (1)، وأبو محذورة (2).

وغَزَواتُه تِسعة عشر (3)، واعْتَمَر أربعًا (4)، وحَجَّ مرة (5)، وقيل: مرتيْن (6)، ولم يُصَلِّ به أحدٌ قط إلَّا عبد الرحمن بن عوف (7)، وأخا الصديق وعليًا، ودُفِن معه

(1) هو عبد الله بن قيس بن زائدة القرشي العامري، الصحابي الجليل، الضرير مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر بعد وقعة بدر بيسير، فضائله جمة، استشهد يوم القادسية، وقيل: مات بالمدينة، أخباره في:(المعارف: ص 290، سير الذهبي: 1/ 360، أسد الغابة: 4/ 263، الشذرات: 1/ 28، حلية الأولياء: 2/ 4).

(2)

هو أوس بن مِعْيَر بن لوذان بن ربيعة بن سعد الجمحى، مؤذن المسجد الحرام كان من أندى الناس صوتًا وأطيبه توفي 59 هـ. أخباره في:(سير الذهبي: 3/ 117، طبقات ابن سعد: 5/ 450، أسد الغابة: 1/ 150).

وذكر ابن القيم مؤذنا رابعا كان بقباء، وهو سَعْد القرظ مولى عمَّار بن ياسر، انظر:(زاد المعاد: 1/ 47).

(3)

وقيل: سبع وعشرون، وقيل: خمس وعرون، وقيل: تسع وعشرون، وقيل: غبر ذلك. قال ابن القيم: "قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والخندق، وقريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف"، وقيل: في غير ذلك. انظر: (زاد المعاد: 1/ 48، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 48).

(4)

قال ابن القيم: "وهذا بلا ريب"، العمرة الأولى في ذي القعدة عام الحديبية، والثانية من العام القابل عمرة القضية في ذي القعدة، وعمرة رمضان، وفي فتح مكة، والرابعة بعد غزوة حنين وكان ذلك في ذي القعدة كذلك. انظر:(زاد المعاد: 1/ 211).

(5)

وهي حجة الوداع، وهي الوحيدة التي كانت بعد الهجرة بلا خلاف، ولا خلاف أنها كانت سنة عشر. انظر:(زاد المعاد: 1/ 213).

(6)

وذلك قبل الهجرة، واعتمد من قال بهذا على الحديث الذي أخرجه الترمذي في الحج: 3/ 178، باب ما جاءكم حج النبي صلى الله عليه وسلم، حديث (815) عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعدما هاجر ومعها عمرة .. "قال أبو عيسى: هذا حديث غريب وقال: سألت محمدا -يعني البخاري - عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري، وقال: ورأيته لم يعد هذا الحديث محفوظا.

(7)

أخرج مسلم في الطهارة: 1/ 230، باب المسح على الناصية والعمامة، حديث (81)، وأحمد في المسند: 4/ 249 - 250 - 251، والنسائي في الطهارة: 1/ 77، باب كيف المسح على العمامة وغيرهم. =

ص: 840

أبو بكر، وعمر، وأقام في الوحي: عِشْرين سنة، عشرًا بمكة، وعشرًا بالمدينة، وسَمَّى خَلْقًا، وغَيِّر أسماء آخرين، وقد أفردنا لذلك جزءا (1).

وكان لَهُ ناقةٌ تُسَمَّى العَضْباء (2)، وبَغْلَةٌ بيضاء (3)، وحمارٌ (4)، وقَدَحٌ، ورمح (5)، وسيف (6)، وخاتم (7)، وكان يحب الحلوى، والعسل (8)، وكان يقول:"لا تُطْرُوني كما أطْرَت النصارى ابن مريم، فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فقولوا: عبد الله وَرَسُوله"(9).

= في شعبة أنه ذكر أن النيي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه وعمامته. قال: ثم ركب وركبت فانْتَهَيْنَا إلى القوم، وقد قاموا في الصلاة يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف، وقد، ركع بهم ركعة. فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر فأومأ إليه فصلى بهم فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا".

(1)

ينظر في ذلك ما كتب حول مصنفات ابن عبد الهادي في المقدمة.

(2)

وهي القصواء، التي اشتراها من أبي بكر رضي الله عنه بأربعمائة درهم، فكانت عنده حتى نفقت وهي التى هاجر عليها. وهي الجدعاء كذلك، وقيل غير ذلك. انظر:(تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 39، السيرة لابن كثير: 4/ 713، المعارف: ص 149).

(3)

وأخرى: الشَهْبَاء، وثالثة: الدُلْدُل. حكاه ابن كثير في (السيرة: 4/ 713)، وابن الجوزي في (تلقيح فهومِ أهل الأثر: ص 39)، وابن قتيبة في (المعارف: ص 149).

(4)

يقال له: عُفَيْر، وقيل: يَعْفُور. انظر: (سيرة ابن كثير: 4/ 713، تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 39، المعارف: ص 149).

(5)

قيل: بل كان له رماح، وهي الَمثْوَى، والُمثنى، ورمحان أخران. حكاه ابن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 42).

(6)

وقيل: سيوف - وعدّدها ابن الجوزي وسماها. انظر: (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 41).

(7)

وقد أفرد له أبو داود في كتابه السنن كتابًا خاصًا تحدث فيه عن أوصافه وخصائصه انظر: (السنن له: 4/ 88).

(8)

أخرج البخاري في الأطعمة: 9/ 557، باب الحلوى والعسل، حديث (5431) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل".

(9)

أخرجه البخاري في الأنبياء: 6/ 478، باب قول الله:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} ، حديث (3445)، والدرامي في الرقائق: 2/ 230، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تطروني، وأحمد في المسند: 1/ 23 - 24 - 47.

ص: 841

وكان لا يَأْكُل مُتّكِئًا (1)، ولم يَر شاةً سَمِيطًا، ولا رغِيفًا مُرفّقًا (2)، ويجْلِس الهِلَال ثم الهِلال، ثم الهِلَال ما يُوقَد في بَيْتِه نَار (3).

وكان أجْود الناس، وألينَهُمْ كفًّا، وأطْيَبَهُم ريحًا، وأحسنَهُم عِشْرةً، وأشجَعَهُم، وأعْلَمَهُم بالله، وأشدَّهُم لَهُ خِشْيةً، لا ينْتَقِم لنَفْسِه، ولا يغْضَب لها، وإنما يفعل ذلك لَمحارِم الله. وكان خُلُقه القرآن، أكثر الناس تواضعًا، يقضي حاجة أَهْله، ويَخْفض جناحَه للضَعفة، ويخْصِف (4) نَعْلَهُ، ويُرَقِّع ثَوْبَهُ (5). ما سُئِل

(1) أخرج أبو داود في الأطعمة: 3/ 348، باب ما جاء في الأكل متكلئا، حديث (3770) وابن ماجة في المقدمة: 1/ 89، باب من كره أن يوطأ عقباه، حديث (244) عن عمرو بن العاص، قال: ما رُئِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط"، وفي رواية عن أبي جُحَيفة. قال عليه السلام: "لا آكل متكئا".

(2)

ورد ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري في الأطعمة: 9/ 552، باب شاة مسموطة والكتف والجنب، حديث (5421)، وابن ماجة في الأطعمة: 2/ 1100، باب الشواء، حديث (3309)، وفي باب الرقاق، حديث (3339)، وأحمد في المسند: 3/ 128 - 134 - 250.

سميطُ: مَشْوِيٌ، فعيلٌ بمعنى مفعول، وأصل السمْط: أي يُنْزَع صوف الشاة المذبوحة بالماء الحار، وإنما يفعل بها ذلك في الغالب لتشوى. (النهاية لابن الأثير: 2/ 400 - 401).

مُرقَّقًا: هو الأرغفة الواسعة الرقيقة، يقال: رَقيقٌ ورُقَاقٌ. قاله أبو السعادات في (النهاية: 2/ 252).

(3)

أخرج ذلك الإمام أحمد في المسند: 5/ 402، 6/ 71 - 86.

والحديث ورد بلفظ آخر عند البخاري في الرقاق: 11/ 282، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم حديث (6458)(6459)، كما أخرجه في الهبة: 5/ 197، باب 51، حديث (2567)، وعند مسلم في الزهد: 4/ 2282، حديث (26)، (28)، والترمذي في القيامة: 4/ 645، باب 34، حديث (2471)، وابن ماجة في الزهد: 2/ 1388، باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم، حديث (4144).

(4)

يَخْصِف: من الخَصْف، وهو الضم والجمع، وهو هنا بمعنى الخَرْزُ، أي كان عليه السلام يَخْرِزُ نعله بيده. (النهاية لابن الأثير: 2/ 38).

(5)

ذكرت هذه الخصال وزيادة عليها في (دلائل النبوة للبيهقي: 1/ 230 وما بعدها الشفا للقاضي عياض: 1/ 77، الرصف للعاقولي: 2/ 239، حدائق الأنوار لابن الديبع: 2/ 822).

ص: 842

شيئًا قطٌ فقال: "لا"(1).

القريبُ: والبَعيدُ، والقويُّ، والضعيف عنده في الحق سواءٌ.

"ما عابَ طعامًا قطُّ، إنْ اشْتَهَاهُ أكلَه، وإلَّا تركه (2)، يأكُل الهدية، ولا يأكل الصدَقة وكان يَعُود المرضى، ويجيب الدعوة. وقال: "لو دعيتُ إلى كُراع لأجَبْت، ولو أُهْدِيَ إلىَّ ذِرَاعٌ لقَبِلْت" (3)، لا يحْقِر أحدًا.

يأْكُل بأصَابِعه الثلاث ويَلْعَقُهُنَّ، ويتنفَّس في الإناء ثلاثًا خارج الإناء ويتكلم بجوامع الكلم، ويعيد الكلمة ثلاثًا، ولا يتكلم في غير حاجة، ولا يقعد ولا يقوم إلا على ذكر الله، وكان يَرْدِفْ خَلْفَهُ حتى النساء، ولا يدع أحدًا يمشى خَلْفَهُ، ويُعَصِّب على بطنه الحجَر من الجُوع (4)، وفِرَاشُه من أَدَمٍ، حَشْوُهُ لِيُفِ (5)، متقلِّلًا من أمْتِعَة الدنيا، وقد أعطاهُ اللهَ مفاتيح خَزَائن

(1) انظر: (صحيح مسلم في الفضائل: 4/ 1805، باب ما سئل رسول الله شيئا قط فقال: لا، حديث (56).

(2)

أخرجه البخاري في الأطعمة: 9/ 547، باب ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما، حديث (5409)، ومسلم في الأشربة: 3/ 1639، باب لا يعيب الطعام، حديث (187)، والترمذي في البر والصلة: 4/ 377، باب ما جاء في ترك العيب للنعمة، حديث (2031)، وأبو داود في الأطعمة: 3/ 346، باب في كراهية ذم الطعام، حديث (3763).

(3)

سبق تخريج هذا الحديث في: ص 606.

(4)

انظر هذا المعنى في الحديث الذي أخرجه البخاري في الرقاق: 11/ 281، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حديث (6452)، والترمذي في القيامة: 4/ 648، باب 36، حديث (2477) وأحمد في المسند 3/ 44 - 300.

(5)

أخرج البخاري في الرقاق: 11/ 282، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حديث (6456)، وأبو داود في اللباس: 4/ 71، باب في الفرش، حديث (4146) وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت. "كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من آدم وحشوه ليف".

ص: 843

الأَرض فأبَى وعَرض عليه أن يجعل لَهُ بطحاء مكة ذهبًا، فقال:(لَا في رب، ولكن أشْبَع تارةً، فإذا جُعْتُ: تَضَرَّعت إليك وذكرتك، وإذا شَبِعْت: حمدتك وشكَرْتُك" (1).

وكان كثير الذكر، دائم الفِكْر، ويحب الطِّيب والنساء، ويكره المُنْتِن والخَبِيث، ويمزح، لا يقُول إلَّا حقًا، ويقْبَل عُذْر المُعْتَذر، عِتَابه تَعْرِيضًا، ويأمر بالرفق وينهى عن العنف، ويحث على العفو، والصفح، ومكارم الأخلاق (2) وكان مجلسه مجلس حلم، وحياء، وأمانة، وصيانة، وصبر، وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تُؤْبَن فيه الحُرُم (3)، ولا يذكر فيه اللَّغَط (4)، يتعاطفون فيه بالتقوى، ويتواضعون، ويوقَّر الكبار، وَيرحْم الصغار، وُيؤَثِر المحتاج، ويُكّرِم كَرِيمَ القوم، ويتفقد أصحابه. "لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صَخّابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح"(5).

(1) أخرجه الترمذي في الزهد: 4/ 575، باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، حديث (2347)، وأحمد في المسند: 5/ 254.

(2)

جاء ذلك في قوله تعالى سورة التوية: 128 {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} . وقوله تعالى في سورة الأعراف: 199: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، وقوله تعالى في سورة المائدة: 13 {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ، وقوله عز وجل في سورة القلم: 4 {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .

(3)

أي: لا يُذْكَر فيه النساء بقبيح، فقد كان مَجْلِسُه يُصَان عن رفَث القَوْل.

يقال: أَبَنْتُ الرجل وأَبِنُه: إذا رميته بخلِّةِ سوءٍ، فهو مأبُونٌ. انظر:(النهاية لابن الأثير: 1/ 17، الغريبين للهروي: 1/ 10).

(4)

اللَّغط: هو الكلام الذي فيه اختلاط ولا يتبيَّن. (المصباح: 2/ 218).

(5)

جاء هذا في الحديث الذي أخرجه الترمذي في البر والصلة: 4/ 369، باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم، حديث (2016)، وأحمد في المسند: 2/ 174 - 328، 6/ 174.

ص: 844

ولم يضرب قط أحدًا إلَّا أنْ يجاهد في سبيل الله. "وما خير بين أمرين إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان فيه إثم كان أبعد الناس منه"(1).

وبَشَّر عشرةً من أصحابه بالجنّة، وكان خَصِيصًا بهم فَسُمُّوا بالعشرة (2)، وقد أفردنا مناقبهم في عشر مصنفات (3)، ومات عن مائة وبِضْعَة عَشَر [ألفا](4) من أصحابه (5)، ونُصِر بالرعب مسيرَة شهْر (6)، وكتب قبل وفاتِه إلى

(1) جاء هذا في الحديث الذي أخرجه البخاري في الأدب: 10/ 524 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا"، حديث (6126)، ومسلم في الفضائل: 4/ 1813، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، حديث (77)(78)، وأبو داود في الأدب: 4/ 250، باب في التجاوز في الأمر، حديث (4785)، ومالك حسن الخلق: 2/ 902، باب ما جاء في حسن الخلق، حديث (2)، وأحمد في المسند: 6/ 85 - 113 - 114.

(2)

وهم بالاضافة للخلفاء الراشدين الأربعة، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص، سعيد بن زيد، أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم وقد أفردت لهم مصنفات كثيرة، أبرزها كتاب "الرياض النضيرة في مناقب العشرة " لأبي جعفر، المحب الطبري - وهو مطبوع -.

(3)

ينظر في ذلك ما كتب حول مصنفات ابن عبد الهادي في المقدمة.

(4)

زيادة تقتضيها السياق.

(5)

انظر: (المواهب اللدنية وشرحها للزرقاني: 7/ 36)، وهناك آراء أخرى ذكرت في هذه المسألة. انظرها في:(الفتح المغيث: 3/ 113 - 114، إحياء علوم الدين: 1/ 374، مقدمة ابن الصلاح: ص 148، التقييد والإيضاح: ص 305 - 306).

(6)

ورد هذا في الحديث الذي أخرجه. البخاري في الجهاد: 6/ 128 في الترجمة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "نصرت بالرعب مسيرة شهر"، ومسلم في المساجد: 1/ 371، باب حدثنا يحيى بن يحيى، حديث (3)، والترمذي في السير: 4/ 123، باب ما جاء في الغنيمة، حديث (1553)، والنسائي في الغسل: 1/ 172، - باب التيمم بالصعيد. وأحمد في المسند: 1/ 98 - 301.

ص: 845

ملوك الأرض، فانْقَادَ النَجَاشِيُّ (1)، وخَافَهُ الَمقُوقَس (2) وغيره، فأرْسَلُوا لَهُ الهدايا، وتكَبَّر عليه كسرى (3) فدعا عليه فنفَذَت فيه دعوته.

وكان يُعْجِبُه التَّيَمنُ في كلِّ أُمُورِه، وينام على جَنْبِه الأَيْمَن، ويُحِبَ الوتر في الأشياء، ويأْكُل القِثَّاء بالرُطَب، ويحب الخروج يوم الخميس (4)، ويكره القدوم بالليل.

(1) جرى معظم المؤرخين على أن النجاشي الذي بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري بكتابه في محرم سنة سبع، هو الذي صلى عليه بالناس صلاة الغائب حين وفاته. انظر:(طبقات ابن سعد: 1/ 258، المغازي للواقدي: 2/ 743، إمتاع الأسماع للمقريزي: 1/ 309، تاريخ الطبري: 2/ 653، سير الذهبي: 1/ 428، الكامل لابن الأثير: 2/ 213).

وقال بعضهم أن النجاشي الذي بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري لم يسلم وليس هو النجاشي الذي يطلق عليه "أصحمة"، والذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب. ذهب الى هذا ابن القيم في:(زاد المعاد: 1/ 45)، ومال إليه ابن كثير في (سيرته: 3/ 524). وجزم به ابن حزم حكاه عنه ابن القيم في (زاد المعاد: 1/ 45).

واستند أصحاب هذا الرأي لما أخرجه مسلم في الجهاد: 3/ 1397، باب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل، حديث (75) عن أنس رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى

وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

المقوقس، ملك الإسكندرية، عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا، وهو صاحب الهدايا الكثيرة التي أرسلها للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد بعث إليه عليه السلام حاطب بن أبي بلتعة. انظر:(زاد المعاد: 1/ 46).

(3)

كسرى، ملك الفرس، واسمه أبرويز بن هرمز بن أنوشروان، أرسل له النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن حذافة السهمي رضي الله عنه فمزق الكتاب. فقال النبي عليه الصلاة والسلام:"اللهم مزق ملكه" فمزق الله ملكه وملك قومه. انظر: (زاد المعاد: 1/ 46، طبقات ابن سعد: 1/ 260).

(4)

أي: للجهاد والسفر.

ورد ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره في الجهاد: 6/ 113، باب مَنْ أراد غزوة فَورَّى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس، حديث (2949)، عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه كان يقول: "لقّلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس،

ص: 846

وكان إِذا أتاه طالبَ حاجةٍ يقول: "اشفعوا تؤجروا، ويقض الله على لسان نبيه ما شاء"(1)، ولم يخلق الله أحق منه، ولا أفضل، ولا أزهد، ولا أعلم، ولا أحلم، ولا أجمل، ولا أكمل.

ولو أردنا اسْتِقْصاء محاسِنِه ومكارِمِه وصِفَاتِه الحميدة، لطال الأمر ولعجزنا عن استقصائِها.

وقيل: فلو مُدَّت الأقلامُ بماءِ البحر لَمْ تُحِطْ بما قيل من مَدْحٍ، فما الحِبْرُ يَفْعل، وإِنَّما ذكرنا نُبْذَةً من فضائِله، وشَذْرَةً من شمائِله، تَبَرُكًا بذكره، واستِشْفَاءً بِنَشْرِه (2)، والتِذَاذًا بِعِطْره. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.

2 -

أحمد بن محمد بن حنبل (*) إمام السنّة: -

نسبُه: -

فهو أحمد بن محمد بن حَنْبل بن هِلال بن أسَد بن إِدريس بن عبد الله

= وفي حديث آخر في نفس الباب برقم (2950) عن كعب كذلك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس".

(1)

سبق تخريج هذا الحديث في ص: 527.

(2)

النشر: الريح الطيبة، قاله في (الصحاح: 5/ 827 مادة نشر).

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 7/ 354 - 355، التاريخ الكبير للبخاري: 2/ 5، الجرح والتعديل: 1/ 292، حلية الأولياء: 9/ 161، سير الذهبي: 11/ 177، تاريخ بغداد: 4/ 412، طبقات الحنابلة: 1/ 4 - 20، وفيات الأعيان: 1/ 63، تذكرة الحفاظ: 2/ 431، العبر: 1/ 435، الوافي بالوفيات: 6/ 363، مرآة الجنان: 2/ 132، طبقات ابن السبكي: 2/ 27، البداية والنهاية: 10/ 325، طبقات القراء: 1/ 112، النجوم الزاهرة: 2/ 302، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 70، الشذرات: 2/ 92، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 110 - 112، مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي، المنهج الأحمد: 1/ 51، النعت الأكمل: ص 31 وما بعدها).

ص: 847

ابن حيان - بالمثناة - بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذُهْل بن ثعلبة بن عُكَابَة بن صَعْبِ بن علي بن بكر بن وائل (1) بن قاسط بن هِنب - بكسر "الهاء" وإسكان "النون" وبعدها "باء" مُوَحَّدَة - بن أفْضَى - "بالفاء" و"الصاد" المهملة - بن دُعْمِيِّ بن جَدِيلَة [بن أسد](2) بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (3)، الشيباني المروزي البغدادي.

حملت به أمه بمَرْو (4)، وولدته ببَغْدَاد ونَشأَ بِهَا، وأقام إلى أَنْ توفي بها، ودخل مكة، والمدينة، والشام، واليمن، والكوفة، والبصرة، والجزيرة وغير ذلك (5).

كان أَسْمَر طويلًا مخضوبًا بالحَنَّاء، أخذَ عن نحو أَلْفَ شيخ، وأَخذَ عنه أكثر من ألف تلميذ (6).

(1) كذا نسبه ابنه عبد الله، واعتمده الخطيب البغدادي. انظر:(تاريخ بغداد: 4/ 413، سير الذهبي: 11/ 178، النعت الأكمل: ص 31).

(2)

زيادة من طبقات الحنابلة: 1/ 4 وغيره، لعلها سقطت من الأصل.

(3)

وزاد بعضهم على هذا "ابن أُدِّ بن أدُّد بن الهُمَيْسَع بن حَمَل بن النَّبْت بن قَيْدَار بن إسماعيل ابن إبراهيم صلوات الله عليه وعلى جميع النبيين. انظر: (طبقات الحنابلة: 1/ 4، المنهج الأحمد: 1/ 53).

(4)

مَرْو - بفتح أوله، واسكان ثانيه، بعده "واو" -: مدينة بفارس معروفة، وتَعْنِى بالفارسية الَمرْجُ. انظر:(معجم ما استعجم للبكري: 2/ 1216).

(5)

خرج إلى الكوفة سنة مات هشيم 183 هـ، وهو أول سفر، وخرج إلى البصرة سنة 186 هـ، وخرج إلى سفيان بن عيينة في مكة سنة 187 هـ، وهي أول سنة حج فيها، وخرج إلى عبد الرزاق بصنعاء اليمن سنة 197 هـ، ورافق فيها يحيى بن معين. كما سافر رحمه الله إلى كل من المغرب، والجزائر، وأرض فارس، وبلاد خرسان وغيرها. انظر:(المنهج الأحمد: 1/ 54 - 55).

(6)

ذكر أبرزهم الذهبي في: (سير أعلام النبلاء: 11/ 180 - 181).

ص: 848

كان له من الولد: عبد الله، وصالح (1)، ومُحْسِن (2) - مات صغيرًا - وأُنْثَى اسمها: زَيْنَب - أمُ علي، ماتت صغيرة - ولم يَرْوِ ولدٌ عن أبيه قط ما رَوَى عنه عبد الله.

وَتَزَوَّج باثْنَتَيْن، وتَسَرَّى بجاريةٍ، وحَجَّ خَمسًا (3)، وحصل لهُ بالِمحْنَة ما لم يحصل لأحد قبْلَه ولا بَعْدَه (4)، حتى أنها لتُرجَّحُ على مِحْنَة أبي بكر في الرِدّة فإن أبَا بكر كان لَهُ أوَانٌ، وهذا لم يوافقه أحدٌ على ذلك (5).

وحصل له من دقيق العِلْم ما لَمْ يحصل لِغَيْره.

(1) أما عبد الله، فأمه ريحانه، وصالح أمه عباسة، وهي عائشة بنت الفضل من العرب، قال هذا أبو بكر الخلال في كتابه "أخلاق أحمد" حكاه عنه الذهبي. انظر:(سير الذهبي: 11/ 185).

(2)

لم أعثر على من قال بهذا، والذي ذكر أن له لا الحسن والحسين" ماتا صغيرين، وولد ثالث سماه بالحسن أيضا، ومحمدا ويعيدا، وأم علي وهي زينب، وأم هؤلاء "حُسْنَ" سَرِيَّتُه. انظر: (مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 303، سير الذهبي: 11/ 185).

(3)

أخرج ابن الجوزي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: "حج أبي خمس حجات، ثلاث حجج ماشيًا، واثنتين راكبًا، وأنفق في بعض حجاته عشرين درهمًا" انظر: (مناقب أحمد: ص 290).

(4)

ومحنته رحمه الله جاءت مبسوطة في كتب التراجم بما يغني عن ذكرها.

وسببها: دعوة المأمون للفقهاء والمحدثين أن يقولوا مقالته في خلق القرآن، فكان للإمام أحمد رحمه الله الموقف الرافض لهذه المقالة المخالفة لاعتقاد أهل السنة والجماعة. انظر:(مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 308 وما بعدها، النعت الأكمل: ص 38، سير الذهبي: 11/ 236، المنهج الأحمد: 1/ 81، أحمد ابن حنبل لأبي زهرة: ص 46 وما بعدها).

(5)

قال هذا على بن المديني رحمه الله. حكاه عنه ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة 1/ 17).

وقال المزني: "أبو بكر يوم الردة، وعمر يوم السقيفة، وعثمان يوم الدار، وعلي يوم صفين، وأحمد بن حنبل يوم المحنة"(مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 123، النعت الأكمل: ص 32).

ص: 849

قال الشافعي: (خَرجتُ من بغدادَ، وما خَلَّفْتُ بها أحدًا أرْوَعَ، ولا أَنْقى، ولا أفْقَه، ولا أعلم من أحمد بن حنبل (1) ".

قال أيضًا: "أحمد إمام في ثمان خِصال: إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمامٌ في اللّغة، إمامٌ في القرآن، إمامٌ في الفقرِ، إمامٌ في الزهد إمام في الورع، إمام في السنة (2) ".

وقال مَرّة: "ما خلَّفْتُ بالعراق واحدًا يُشْبِه أحمد بن حنبل"(3).

وفضائِلُه كثيرةٌ، ومناقِبه غزيرةٌ، ليس هذا مَحَلّ بَسْطِها، ونَعْجِز نحن وغَيْرنا عن اسْتِقْصائها (4).

ولد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة (5)، وتوفي ببغداد يوم الجمعة، لنحو من ساعتين من النهار لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين ومائتين (6).

له "المسند" ثلاثون ألف حديث (7)، و"التفسير" مائة ألف وعشرون ألفًا،

(1) انطر: "مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 107، النعت الأكمل: ص 32، المنهج الأحمد: 1/ 55).

(2)

قال القاضي ابن أبي يعلى: "صدق الشافعي في هذا الحصر"(طبقات الحنابلة: 1/ 5).

(3)

انظر: (مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 107).

(4)

وللحافظ ابن الجوزي رحمه الله سفر ضخم في مناقبه وشمائله، وهو مطبوع.

(5)

وفي رواية عن عبد الله بن أحمد، وأحمد بن أبي خيثمة، "ولد في ربيع الآخر"(سير الذهبي 11/ 179).

(6)

انظر: (مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 410 - 411).

(7)

وقيل: أربعون ألف حديث، كما في (الفهرست لابن النديم: ص 320). وهو مطبوع عدة طبعات:

ص: 850

و"الناسخ والمنسوخ"، و"التاريخ"، و"حديث شعبة"، و"المقدّم والمؤخّر في القرآن"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير والصغير" وغير ذلك (1).

3 -

إبْراهيم الخليل عليه السلام.

ذكر في "التَّشَهد"(2).

هو إبراهيم بن تارخ - وهو آزر - (3) وهو خليل الرحمن عز وجل (4)، وهو أوَّل من أضاف الضَّيف، وأوَّل من ثرد الثَّريدَ، وأوَّل من قَصَّ الشَارِب، واسْتَحدَّ، واخْتَتَن، وقَلَّم أظْفاره، واسْتَاكَ، وفَرَّق شَعْرَه، وتَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَق، واسْتَنْجَى بالماء، وأول من شابَ (5)، واختتن - خَتَّن نَفسه

= إحداهما: في المطبعة الميمنية بمصر سنة 1313 هـ، والأخرى في المطبعة الحيدرية بالهند سنة 1308. ذكر هذا أحمد شاكر في مقدمة (المسند: 1/ 11 - 12).

وقد بذل المحقق الكبير أحمد محمد شاكر جهدًا عظيمًا في شرحه وتحقيقه، ولكن المنية وافته فلم يكمله، فأصدر منه 16 جزءًا.

وللكتاب فهارس وضعت حديثًا للطبعة الميمنية بمصر، سهلت على طلاب العلم الاستفادة منه.

(1)

انظر: (تاريخ بغداد: 9/ 375، مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 191، ومقدمة كتاب فضائل الصحابة: 1/ 25).

كما أن للإمام أحمد رحمه الله كتبًا ومؤلفات كثيرة منها المخطوط والمطبوع ليس هذا مجال ذكرها واستقصائها.

(2)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 22).

(3)

ذكر نسبه عليه السلام كاملًا عند ذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

قال تعالى في سورة النساء: 125: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} .

(5)

قال ابن قتيبة في (المعارف: ص 30): "وهو ابن مائة وخمسين سنة".

كما أخرج مالك عن ابن المسيب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: 2/ 922، باب ما جاء في السنة في الفطرة حديث (4) أنه قال:"كان إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول الناس ضيف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قص الشارب، وأول الناس رأى الشب، فقال: في رب ما هذا؟ فقال الله تبارك وتعالى وقار في إبراهيم، فقال: ربِّ زدني وقارًا".

ص: 851

بالقَدُوم، وهو ابن ثمانين سنة (1) - وأول من سَنَّ الأضحية، وكان أشبه الخَلْق بالنبي صلى الله عليه وسلم.

عاشَ: مائة وخمسًا وسبعين سنة، وقيل: مائتي سنة (2)، وكان بينه وبين نوح ألْفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة (3). ودفن بالأرض المقدسة على الصحيح (4). وكان له من الولد: إسماعيل، وإسحاق (5).

وابْتُلِيَ بذَبْح وَلَدِه، ثم فَداه الله عز وجل (6)، وكان من الكُرَماء الأجْوادِ، وابْتُلِيَ أيضًا بتشتيت ولده، وأم ولده هاجَر، ويقال أيضًا: آجَر.

وإبراهيم، لا ينصرف للعلمية والعجمة، وفيه ست لغات: إبراهيم، وإِبْراهَام، وِإبْراهُوم، وإِبْرَاهَم - بغير "ياء" - بفتح "الهاء" وكسرها، وضمها (7).

(1) أخرج البخاري في الأنبياء: 6/ 388، باب قود الله تعالى:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} حديث (3356) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة".

واختلف العلماء في معنى "قدوم " قيل: هو اسم قرية بالشام، وقيل: اسم آلة النجار فعلى الثاني يكون "قَدُوم" بالتخفيف: وعلى الأول يكون "قَدّوم" بالتشديد والتخفيف كذلك، وقيل عكس ذلك.

قال الحافظ ابن حجر: "والراجح أن المراد في الحديث الآلة". انظر: (فتح الباري: 6/ 390، النهاية لابن الأثير: 4/ 27).

(2)

قاله ابن قتيبة في (المعارف: ص 33)، والطبري في (تاريخه: 1/ 312). وفي (مروج الذهب: 1/ 46): "مائة سنة وخمسا وتسعين سنة".

(3)

انظر: (المعارف: ص 33).

(4)

انظر: (مروج الذهب: 1/ 46). قال ابن قتيبة: "وقُبر في مزرعة حَبْرون، وكان اشتراها، وفيها قُبِرَتْ سارة"(المعارف: ص 33)، وكذلك (تاريخ الطبري: 1/ 312).

(5)

أما إسماعيل، فأمه هاجر "عليها السلام، وإسحاق أمه "سارة".

وحكى ابن قتيبة أن له أكثر من ذلك .. انظر: (المعارف: ص 33).

(6)

قال تعالى في سورة الصافات: 107 {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} .

(7)

انظر: (الصحاح: 5/ 1871 مادة برهم).

وذكر الجواليقي في (المعرّب: ص 61) إبراهم بدد إبراهوم.

ص: 852

4 -

بلال (1) بن رباح (*).

وأُمُّه حَمامة (2)، أعتقه أبو بكر الصديق، وقال له:"إنْ كنت إنَّما اشْتَرَيْتَني لله فَدَعْنِي وَعَمَل الله، وإنْ كنتَ إنَّما اشْتَرَيْتَني لنفسك، فأمْسِكْني لِنَفْسِك"(3).

وكان يَخْدُمُ النبي صلى الله عليه وسلم، وُيؤَذِّن له حَضَرًا وسفَرًا، ولم يُؤَذِّن بعده لأحد (4) وخرج في الغزو والجهاد إلى الشام حتى مات بها بطاعون عمواس (5).

وكان حَسَن الصوت، من أفصح الخلق، وما روي: أنه كان يبدل "الشين""سينًا" لا أصْل لهُ.

وشهد المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر معه، وكان مِمَّنْ أُوذِيَ في ابتداء الإسلام إيذاءً شديدًا، بحيث توضعُ الصخرة على بطْنِه في شِدَّة الحَرِّ ويقال

(1) ذكره الخرقي في "الآذان". انظر: (المختصر: ص 17).

(*) أخبراه في: (مسند أحمد: 6/ 12 - 15)، التاريخ الكبير: 2/ 106، سير الذهبي: 1/ 347، الجرح والتعديل: 2/ 395، الأغاني: 3/ 120، حلية الأولياء: 1/ 147، أسد الغابة: 1/ 243، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 136، العبر: 1/ 24، مجمع الزوائد: 9/ 299، تهذيب التهذيب: 1/ 502، الإصابة: 1/ 170، كنز العمال: 13/ 305، الشذرات: 1/ 31، طبقات ابن سعد: 3/ 232، المعارف ص: 176).

(2)

كانت لبعض بني جمح، وقد عذبت كثيرًا في الله فاشتراها أبو بكر رضي الله عنه وأعتقها انظر:(الإصابة: 8/ 53، أسد الغابة: 7/ 69).

(3)

أخرجه البخاري في فضائل الصحابة: 7/ 99، باب مناقب بلال بن رباح، حديث (3155).

(4)

لكنه أذن لعمر رضي الله عنه، لما قدم عمر الشام. ذكره الذهبي في (السير: 1/ 357)، وابن قتيبة في (المعارف: ص 176).

(5)

وكان ذلك سنة 20 هـ، وهو ابن بضع وستين سنة. انظر:(المعارف: ص 176، سير الذهبي: 1/ 359، طبقات ابن سعد: 3/ 238).

ص: 853

لَهُ: لا نرفعها عنك حتى تكفر بمحمدٍ، وهو مع ذلك يقول:"أحدٌ أحد"(1). وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أخْبِرْني بأرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَه في الإسلام، فإنَي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْك بيْن يدي في الجَنَّة. فقال: لَمْ أعْمل عَمَلًا أرْجَى عِنْدي من أَنِّي لم أتطهر في ساعة من ليل، ولا نهار إلَّا صَلَّيت ما كتَب الله لي"(2).

ودفن بدمشق، وأما تعيين قَبْرِه في موضع فَمَحَلُّ احتمال (3). وكان عُمَر يقول:"أبو بكر سيدنا، وأعتق سَيدَنا، يعني بلالًا رضي الله عنهم"(4).

5 -

تَغْلِب (5):

هو عَلمٌ منقولٌ من "تَغْلِبُ" مضارع "غَلَبَتْ"، لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل وهي تَغْلِب بن وائِل (*)، من العَرَب، من ربيعة بن نِزار وبَنُوه،

(1) أخرجه أبو نعيم في (الحلية: 1/ 149)، وابن سعد في (طبقاته: 3/ 232 - 233) وابن حجر في (الإصابة: 1/ 171)، وابن الأثير في (أسد الغابة: 1/ 243). وقد أورد الحاكم قصة تعذيب بلال وصححها، ووافقه الذهبي على ذلك:(المستدرك 3/ 184).

(2)

أخرجه البخاري في التهجد: 3/ 34، باب فضل الطهور بالليل والنهار، فضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار، حديث (1149)، ومسلم في الفضائل: 4/ 1910، باب من فضائل بلال رضي الله عنه، حديث (108).

دَفَّ نعليك: قال أبو عبد الله البخاري: "يعني تحريك نعيك" انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري: 3/ 34).

(3)

قال الواقدي: "دفن بباب الصغير"، وقال علي بن عبد الله التميمي:"دفن بباب كيسان، وقيل: دفن بداريّا بمقبرة "خُولان"، وقيل: مات بحلب، ودفن بباب الأربعين. انظر:(طبقات ابن سعد: 3/ 238، سير الذهبي: 1/ 359).

(4)

أخرجه البخاري في فضائل الصحابة: 7/ 99، باب مناقب بلال بن رباح، حديث (3754).

(5)

ذكره الخرقي في "الجزية". انظر: (المختصر: ص 206).

(*) انظر أخباره في: (معجم قبائل العرب لكحالة: 1/ 120، الأعلام للزركلي: 2/ 85، صبح الأعشى للقَلْقَشَنْدي: 1/ 338، نهاية الأرب للنويري: 1/ 330، دائرة المعارف الإسلامية: 5/ 325، اللسان: 1/ 652، مادة غلب، تاج العروس: 1/ 414).

ص: 854

وقبيلتهم. انتقلوا في الجاهلية إلى النصرانية، فدعاهم عُمَر رضي الله عنه إلى بَذْل الجزية فأبَوْا، وأنِفُوا، وقالُوا: نحن من العَرَب، خذْ مِنا كما يَأخذ بَعْضُكُم من بَعْضٍ باسم الصَدَقة. فقال عمر: لا آخذ من مُشْرِكٍ صَدَقة، فلحق بعضهم بالرُّوم، فقال النُّعمان بن زرْعة (1): في أمير المؤمنين: إنّ القوم لهم بأْسٌ وشِدَّةٌ، وهم عَرب يأْنَفُون من الجِزْية، فلا تعِنْ عليك عَدُوَّك بهم، وخذْ منهم الجزية باسم الصَدَقة، فبعَث عمر في طلبهم فردَّهم، وأضعف عليهم الصَدَقة" (2).

6 -

ثابت (3)، أبو زَيْد بن ثَابت (*):

هو ثَابت بن الضَّحاك بن زيد بن لُوذَان (4) بن عمرو بن عبد عَوْف بن غَنْم بن مالك بن النجار الأنصاري.

(1) وقيل: زرعة بن النعمان التغلبي، قاله ابن قتيبة في (المعارف: ص 574)، وأبو عبيد في كتاب (الأموال: ص 40)، والبخاري في (التاريخ الكبر: 4/ 212). ولم أعثر له على ترجمةٍ كاملةٍ. والله أعلم.

(2)

أخرج هذا الأثر البخاري في (التاريخ الكبير: 4/ 212) مختصرًا، وأي عبيد في (الأموال: ص 40)، وابن زنجويه في كتابه (الأموال: 1/ 131)، والبلاذري في (فتوح البلدان: 1/ 217)، تحت رقم 484)، وابن حزم في (المحلى: 6/ 151 في الزكاة)، وابن قدامة في (المغني: 10/ 590)، وابن أبي شيبة في (المصنف: 3/ 198 في الزكاة)، والبيهقي في (السنن: 9/ 216 - 217، كتاب الجزية)، وأبو يوسف في (الخراج: ص 129)، وابن قتيبة في (المعارف: ص 574).

(3)

ذكره الخرقي في "الفرائض" مع ابنه زيد رضي الله عنه. (المختصر: ص 121).

(*) أخباره في (ترجمة ابنه زيد بن ثابت) انظر: ص 859.

(4)

في الأصل: ذكوان، وهو تصحيف.

ص: 855

7 -

حمزة بن عبد المطلب (**):

عم النبي صلى الله عليه وسلم (1)، وأسد الله، وأسد رسوله، وسيد الشهداء، أسلم قديمًا، وكان ممَّن عز رسُوله، وله مهابة ورعب في قلوب أعداء الدين، وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد بدرًا، وأحدًا واستشهد فيها، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم وَجْدًا (2) شديدًا، ولما قُتِل، مَثل به المشركون، وشقَّتْ هِنْدُ بَطْنَه، واستخرجت كَبِدَهُ فَمَضَغَتْه، فلذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أهْدَر دمها (3)، وكان قَتَلَهُ وَحْشِي (4)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أسْلَم:"إنِّي رأيتُ أنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي فافعل"(5).

ومناقبه كثيرةٌ مشهورةٌ، وفضائِلُهُ لا تُحْصَر رضي الله عنه وأرضاه.

8 -

حصين (*):

والِدُ عِمْران بن حُصَيْن (6) بن عبيد بن خَلَف بن عَبد نُهْم بن سالِم (7)

(**) أخباره في (طبقات ابن سعد: 3/ 8، الجرح والتعديل: 3/ 212، سير الذهبي: 1/ 171، أسد الغابة: 2/ 51، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 168، العبر: 1/ 5، مجمع الزوائد: 9/ 266، العقد الثمين: 4/ 227، الإصابة: 2/ 37، الشذرات: 1/ 10، تاريخ ابن خياط: 1/ 32).

(1)

ذكره الخرقي في باب "ميراث الولاء" مع ابنته. (المختصر: ص 128).

(2)

الوَجْد: الحُزْن. (الصحاح: 2/ 547 مادة وجد).

(3)

أخرج الحاكم في (المستدرك 3/ 199) عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة فتيلًا، بكى، فلما رأى ما مثل به شهق".

(4)

هو وحشي بن حرب الحبشي مولى بني نوفل، قيل: كان مولى طعيمة بن عدي، وقيل: مولى أخيه مطعم، وهو قاتل حمزة يوم أحد، أسلم يوم قدومه مع وفْد أهل الطائف. أخباره في:(الإصابة: 6/ 315، أسد الغابة: 5/ 438).

(5)

هذا بعض حديث أخرجه البخاري في المغازي. 7/ 367، باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عه، حديث (4072).

(*) أخباره مع ابنه عمران بن حصين. انظر في ذلك ص: 870.

(6)

ذكر مع ابنه عمران بن حصين. انظر (المختصر: ص 27).

(7)

في (أسد الغابة: 2/ 26): ابن جهمة.

ص: 856

ابن غاضِرَة [بن حُبشيَّة بن كعب بن عمرو، (1)، الخُزاعي. اخْتُلِف في إسلامه، وصُحْبَتِه، والصحيح أنه أسْلم، ورَوى عن النبي صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُم ألْهِمْني رُشدي وقِني شَرَّ نَفْسي "(2).

9 -

الحُسَين الخِرَقي (**):

ذكر في "الخطبة"(3)، وفي "الأَضاحي"(4)

وهو الحسين بن عبد الله بن أحمد الخِرَقي، قيل: كان يَلْتَقِط الخِرَق وَيبيعُها، فَنُسِبَ إلى ذلك - وهو الُمرَجَّح، لأنه بكسر "الخاء" - وقيل: نسبة إلى خَرْق، قرية كبيرة تُقارب مَرْو - وهو مَرْجوحٌ، لأن النِسْبة إليها بفتح "الخاء" (5) - وقيل: نِسْبَةٌ إلى اسْتِخْراج خِرَق الرافِضة التي كانوا يكتُبُون فيها اسْمَ أبي بكر وعُمَر، ويَضَعُونها في نِعَالِهِم تَحْتَ أرْجُلهم، وأنه أوَّل مَن استخرجها، وقيل: نِسْبَة إلى بيع القِطَع والفضلات، وكان بِبَغداد سوقٌ به ذلك، وكان لَهُ دكان به. وكان من الأعيان الأفاضل رحمه الله ورضي عنه.

قال بعض أصحابنا: كان فقيهًا، صحب جماعةً من أصحاب أحمد منهم

(1) زيادة من (أسد الغابة: 2/ 26، جمهرة أنساب العرب: ص 227).

(2)

جزء من حديث أخرجه أحمد في المسند: 4/ 444 عن عمران بن حصين بلفظ "قريب منه" قال الحافظ ابن حجر في (نصب الراية: 2/ 20) وسنده صحيح.

(**) أخباره في: (طبقات الحنابلة: 2/ 45 - 46، المنهج الأحمد: 2/ 5 - 6، اللباب: 1/ 356، تاريخ بغداد: 8/ 59).

(3)

أي: خطبة الكتاب. انظر: (المختصر: ص 3).

(4)

انظر: (المختصر: ص 212).

(5)

انظر: (اللباب: 1/ 356 - 357)، وسبق أن بينّا ذلك في أول الكتاب.

ص: 857

حرب وأكثر صحبته للمروذي (1)، وكان يُدْعى "خليفة المروذي".

قال أحمد (2) بن كامل (3): "توفي أبو علي الحسين بن عبد الله الخرقي الحنبلي، خليفة المروذي يوم الخميس يوم الفطر من سنة تَسْعٍ وتسعين ومائتين"(4)، وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب (5) في "تاريخه " فقال:"كان رجلًا صالحًا من أصحاب أبي بكر المروذي، وكتب الناس عنه وكان قد صلى عيد الفطر، فانصرف إلى أهْلِه، فتَغدَّى ونام، فوجده أهله ميتًا، ودُفِنَ بالقُرب من قبر أحمد بن حنبل، وتبعه خلق عظيم من الناس سنة تسع وتسعين ومائتين (6) ".

(1) هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز، أبو بكر المروذي، أحد البارزين المكثرين من الرواية عن أحمد بن حنبل، كان خصيصًا بخدمته، وصف بأنه كثير التصانيف، توفي ببغداد 257 هـ. أخباره في:(طبقات الحنابلة: 1/ 56، المنهج الأحمد: 1/ 252، تاريخ بغداد: 4/ 423، مناقب أحمد لابن الجوزي: ص 506، الشذرات: 2/ 166، مرآة الجنان: 2/ 189، المنتظم: 5/ 94).

(2)

في طبقات الحنابلة: 2/ 46: علي بن كامل.

(3)

هو القاضي أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور البغدادي الخري، أحد الأعلام بالأحكام والقرآن والأدب والتاريخ له عدة مصنفات، كان تلميذًا لمحمد بن جرير الطبري، توفي 350 هـ. أخباره في (الفهرست لابن النديم: ص 48، تاريخ بغداد: 4/ 357، معجم - الأدباء: 4/ 102، سير الذهبي: 15/ 544، إنباه الرواة: 1/ 67، الجواهر المضية: 1/ 90، غاية النهاية لابن الجزري: 1/ 98).

(4)

انظر: (طبقات الحنابلة: 2/ 46، المنهج الأحمد: 2/ 6، تاريخ بغداد 8/ 60).

(5)

هو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، أبو بكر الخطيب، الحافظ الناقد صاحب التصانيف ومن أبرزها "تاريخ بغداد"، حدث عن خلق كثيرين كما حدث عنه جمع من العلماء الأفاضل، توفي 463 هـ. أخباره في (الأنساب: 5/ 151، تهذيب تاريخ دمشق: 1/ 399، فهرست ابن الخير: ص 181، المنتظم 8/ 265، سير الذهبي: 18/ 270، معجم الأدباء: 4/ 13، وفيات الأعيان: 1/ 92، الوافي بالوفيات: 7/ 190).

(6)

لم أقف على هذا الكلام في "تاريخ بغداد" سواء في ترجمة الحسين الخرقي 8/ 59، أو ترجمة المروذي: 4/ 423، وقد حكاه عن الخطيب كذلك صاحب (طبقات الحنابلة 2/ 46، والمنهج الأحمد: 2/ 6).

ص: 858

10 -

زيد بن ثابت (*):

ذكره في "الفرائض"(1).

الأنصارِيّ، يُكَنَّى أبا سعيدٍ، وقيل: أبا خارِجة (2) - أخو يَزيد بن ثابت (3) لأبيه وأمه، كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جمع الُمصْحَف، روى عن أبي بكر وعُمَر وعُثْمان، ورَوى عنه خلق من الصحابة، عبد الله بن عُمَر، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وعبد الله بن يزيد الخطيمي (4)، وسهل بن أبي حثمة (5)، وسهل بن سعد الساعدي (6)، وسهل

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 2/ 358، التاريخ الكبير: 3/ 380، المعارف: ص 260 - 355، سير الذهبي: 2/ 426، مسند أحمد: 5/ 181، الجرح والتعديل 3/ 558، أخبار القضاة لوكيع: 1/ 107، المستدرك: 3/ 421، أسد الغابة: 2/ 278، العبر: 1/ 53، مجمع الزوائد: 9/ 345، طبقات القراء: 1/ 296، تهذيب التهذيب: 3/ 399، خلاصة تهذيب الكمال للخزرجي: ص 127، كنز العمال: 13/ 393، الشذرات: 1/ 54، معرفة القراء الكبار: 1/ 36).

(1)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 121).

(2)

انظر: (سير الذهبي: 2/ 428).

(3)

هو أسن من زيد، شهد بدرًا وأحدًا، وقتل يوم اليمامة شهيدًا، أخباره في:(الإصابة: 6/ 337، أسد الغابة: 5/ 480).

(4)

هو الصحابي الجليل، عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين، وقيل: حصن، أبو موسى الأنصاري الأوسي الخطمي المدفي ثم الكوفي، أحد من بايع بيعة الرضوان، له عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كانت وفاته قبل 70 هـ، أخباره في (طبقات ابن سعد: 6/ 18، الجرح والتعديل: 5/ 197، سير الذهبي: 3/ 197، أسد الغابة: 3/ 274، خلاصة تهذيب الكمال: ص 185).

(5)

هو سهل بن أو حَثْمة بن ساعدة بن عامر الأوسي الأنصاري، صحابي، كان سنه عند موت النبي صلى الله عليه وسلم سبع سنين أو ثمان سنين، وقد حدث عنه بأحاديث، فضائله كثيرة، توفي في أول خلافة معاوية. أخباره في:(الإصابة: 3/ 138، أسد الغابة: 2/ 468).

(6)

هو الصحابي الُمعمَّر، سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة، أبو العباس الخزرجي الأنصاري الساعدي بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة. =

ص: 859

ابن حنيف (1)، وأبو سعيد الخدري (2).

ومن التابعين خلق كثير (3)، وكان كاتبًا لعمر بن الخطاب، وكان يستخلفه إذا حج. وكان معه لما قدم الشام، وخطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس، وتولى قسمة غنائم اليرموك. وقال عليه السلام:"أَفْرضكم زيد"(4)، وقال له الصديق:"إنك شاب عاقل لا نتهمك، كنت تكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم "(5).

ومات بالمدينة سنة أَرْبَع وخمسين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين، وقيل: غير ذلك (6) رضي الله عنه.

= فضائله كثيرة. أخباره في: (سير الذهبي: 3/ 422، الجرح والتعديل: 4/ 198، أسد الغابة: 2/ 472، البداية والنهاية 9/ 83. خلاصة تهذيب الكمال: ص 133).

(1)

هو الصحابي، أبو ثابت سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي العوفي، والد أبي أمامة بن سهل، شهد بدرًا والمشاهد، كان من أمراء علي رضي الله عنه، مات بالكوفة 38 هـ. أخباره في:(طبقات ابن سعد: 6/ 15، 3/ 471، التاريخ الكبير: 4/ 97، سير الذهبي: 2/ 325، أسد الغابة: 2/ 470، كنز العمال: 13/ 430 الشذرات: 1/ 48).

(2)

هو الصحابي، سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد الخزرجي، أبو سعيد الخدري هذا لقبه، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر وأطاب، توفي 74 هـ قاله غير واحد. أخباره في (المعارف: ص 268، المستدرك: 3/ 563، سير الذهبي: 3/ 168، أسد الغابة: 2/ 289، تذكرة الحفاظ: 1/ 41، الوافي بالوفيات: 15/ 148، تهذيب ابن عساكر: 6/ 110).

(3)

ذكر جملة منهم الذهبي في: (سير أعلام النبلاء: 2/ 427).

(4)

سبق تخريج هذا الحديث في ص: 574.

(5)

أخرجه البخاري في فضائل القرآن: 9/ 10، باب جمع القرآن، حديث (4986)، وفي التفسير: 8/ 344، باب (لقد جَاءَكُم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم .. الآية) حديث (4679)، وهو عند أحمد في المسند: 5/ 188، والطبراني في المعجم الكبير 5/ 162، حديث (4901)، (4902)، والبيهقي في الصلاة: 2/ 40 - 41).

(6)

حكى الذهبي معظم هذه الروايات وزاد عليها. انظر: (السير: 2/ 441).

ص: 860

11 -

شَيْبة (*):

ذكره في باب: "ذِكْر الحَجِّ ودُخُول مكة"(1).

وهو عثمان (2) بن طلحة بن أبي طلحة، عبد الله بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الهدنة (3)، ودفع إليه مفتاح الكعبة، وقال: صلى الله عليه وسلم: "خذوها في بني أبي طَلْحة خالدةً تالِدةً (4) " كذا ذكره ابن منده (5).

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 5/ 448، الجرح والتعديل: 6/ 155، معجم الطبراني الكبير: 9/ 53 - 55، أسد الغابة: 3/ 578، البداية والنهاية: 8/ 23، سير الذهبي: 3/ 10، الإصابة: 4/ 220، تهذيب التهذيب: 7/ 124، الخلاصة للخزرجي: ص 220).

(1)

انظر: (المختصر: ص 72).

(2)

الصحيح، شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى، فهو غير عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، فهما ابنا العمومة، أسلم شيبة يوم الفتح، وقيل: يوم حنين، كما أسلم عثمان يوم الهدنة عندما هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع إليه مفتاح الكعبة، ووهم المصنف رحمه الله عندما جعلهما واحدًا. انظر:(أسد الغابة: 3/ 448، الإصابة: 4/ 220).

(3)

أي: بعد الحديبية مع خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم. انظر:(سير الذهبي: 3/ 10، أسد الغابة: 3/ 578 - 579).

(4)

أخرجه الهيثمي في المجمع: 3/ 285، ونسبه إلى الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأعلّه بعبد الله بن المؤمل، كما أخرجه الذهبي في (السير: 3/ 12) وسكت عنه.

(5)

هو الحافظ، أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، عالم الحديث، قال الذهبي:"لم أعلم أحدًا كان أوسع رحلة منه، ولا أكثر حديثًا منه مع الحفظ والثقة. صنف "الإيمان" وكتاب "التاريخ الكبير" و "معرفة الصحابة" وغيرها توفي 395 هـ. أخباره في: (طبقات الحنابلة: 2/ 167، المنتظم: 7/ 232 تذكرة الحفاظ: 3/ 1031، الوافي بالوفيات: 2/ 190، طبقات القراء: 2/ 98، سير الذهبي: 17/ 28، لسان الميزان: 5/ 70).

ص: 861

وذكر الأزرقي (1): "أنَّ باب بني شيبة، هو باب بني عبد شمس بن عبد مناف، وبهم كان يُعْرَف في الجاهلية والإسلام عند أهل مكة، فيه أُسطوانتان، وعليه ثلاث طاقاتٍ"(2).

12 -

شُرَيْح القاضي (*):

ذكرَهُ في "الإحرام"(3).

وهو شُرَيْح بن الحارث بن قيس بن الجَهْم بن معاوية، أبو أميَّة الكندي (4) كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه (5)، استقضاهُ عُمَر على

(1) هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق، أبو الوليد الأزرقي، المؤرخ اليماني من أهل مكة من أبرز تصانيفه (أخبار مكة، في جزأين مطبوع، توفي سنة 244 هـ على الراجح. أخباره في: (اللباب: 1/ 37، الأعلام: 6/ 222، هدية العارفين: 2/ 11، مقدمة أخبار مكة).

(2)

انظر: (أخبار مكة للازرقي: 2/ 87).

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 6/ 131، تاريخ البخاري: 4/ 228، المعارف ص 433، أخبار القضاة لوكيع: 2/ 189 - 402، الحلية: 4/ 132، أسد الغابة: 2/ 517، وفيات الأعيان: 2/ 460، تذكرة الحفاظ: 1/ 55، سير الذهبي: 4/ 100، البداية والنهاية: 9/ 22، تهذيب التهذيب: 4/ 328، النجوم الزاهرة: 1/ 194، الخلاصة للخزرجي: ص 165، الشذرات: 1/ 85، طبقات الفقهاء للشيرازي: ص 80).

(3)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 68).

(4)

وقيل: شريح بن الحارث بن المُنْتَجِع بن معاوية بن ثور بن عُفَير بن عَديّ بن الحارث بن مرة ابن أدد الكندي.

ويقال: شريح بن شراحيل، أو ابن شرحبيل، وقيل: غير ذلك. انظر: (أسد الغابة: 2/ 517، سير الذهبي: 4/ 100).

(5)

قال الذهبي: "بل هو ممن أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقل من اليمن زمن الصديق"، انظر:(السير: 4/ 100).

ص: 862

الكوفة، وأقرَّه على ذلك، فقضى بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة (1)،

ويقال: قضى بالبصرة سبع سنين، وبالكوفة ثلاثًا وخمسين سنة (2).

ومناقِبُه، وأخْبارُه كثيرة جدًا، مات سنة ثمانين (3)، وقيل: سنة ثمان وسبعين (4)، وقيل: سنة اثنتين وثمانين (5)، وقيل: سنة سبع وثمانين، وقيل: ثلاث وتسعين (6).

13 -

صَخْر بن حرب (*):

[ابن أُميَّة](7) بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصَيٍّ القرَشي الأموي المكي، يكنّى: أبا سفيان (8)، أسلم زمن الفتح، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق قبل دخول مكة، وشهد حنينًا: أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير، وأربعين

(1) انظر: (سير الذهبي: 4/ 101).

(2)

وفي "الوفيات لابن خلكان: 2/ 460): "فأقام قاضيًا خمسًا وسبعين سنة لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء في فتنة ابن الزبير، واسْتَعْفَى الحجاج بن يوسف من القضاء فأعفاه ولم يقضِ بين اثنين حتى مات".

(3)

قاله ابن خياط في (طبقاته: ص 145).

(4)

حكاه ابن سعد في: (طبقاته: 6/ 145).

(5)

حكاه ابن خلكان في: (الوفيات: 2/ 463).

(6)

وقيل: غير هذه الأقوال. انظر: (الوفيات لابن خلكان: 2/ 463، أسد الغابة: 2/ 518، طبقات ابن سعد: 6/ 145).

(*) أخباره في: (طبقات خليفة بن خياط: ص 10، التاريخ الكبير: 4/ 310، المعارف: ص 73 - 74، 125 - 345، الجرح والتعديل: 4/ 426، جامع الأصول: 9/ 106، أسد الغابة: 3/ 10، 6/ 148 - 149، مجمع الزوائد: 9/ 274، تهذيب التهذيب: 4/ 411، سير الذهبي: 2/ 105، الإصابة: 3/ 237، كنز العمال: 13/ 612، الشذرات: 1/ 30، تهذيب ابن عساكر: 6/ 390).

(7)

زيادة يقتضيها السياق.

(8)

ذكره الخرقي في أول كتاب "النفقة على الأقارب". (المختصر: ص 170).

ص: 863

أوقية (1)، وشهد الطائف، وكان من أكابر قريش، وهو الذي قدم على هرقل، وأخبره خبر النبي صلى الله عليه وسلم، وشَهِدَ اليرموك في خِلافة الصديق، وكانت له ولوَلَدَيْه (2) بها اليد العليا، وكان قبل الإسلام كثير التَّألب على النبي صلى الله عليه وسلم.

نزل المدينة، ومات بها سنة إحدى وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة (3).

14 -

عثمان بن عفَّان (*):

ابن أبي العاص (4) بن عبد شمس بن عبد مناف، أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين (5)، وتزوج بنتي النبي صلى الله عليه وسلم (6)، ولم تقع هذه المنقبة في الدنيا لغيره،

(1) انظر: حديث رافع بن خديج في صحيح مسلم في الزكاة: 2/ 737 باب إعطاء المؤلفة قلوبهم حديث (137).

(2)

هما: يزيد بن أبي سفيان، وكان أميرًا للجيش في أحداث اليرموك. ومعاوية الذي أمره أبو بكر رضي الله عه على مجموعة من الناس، وأرسله لكي يلحق بيزيد في الشام. انظر:(تاريخ الطبري: 3/ 391 - 394 - 395).

(3)

انظر: (سير الذهبي: 2/ 107، أسد الغابة: 3/ 10).

(*) أخباره في: (أسد الغابة: 3/ 584، الإصابة: 4/ 223، طبقات ابن سعد: 3/ 53، المعارف: ص 191، غاية النهاية لابن الجزري: 1/ 507، البدء والتاريخ: 5/ 79 - 194، حلية الأولياء: 1/ 55، صفة الصفوة: 1/ 113، الرياض النضرة: 2/ 82 - 152، الأعلام: 4/ 210).

(4)

ذكره الخرقي في أول كتاب "ديات النفس" وفي "الزكاة" و "النكاح" انظر: (المختصر: 57، 136، 180).

(5)

هاجر برقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بها إلى أرض الحبشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها لأوَّل مَن هاجَر إلى الله عز وجل بعد إبراهيم، ولوط عليهما السلام " ثم هاجر رضي الله عنه إلى

المدينة " انظر: (المعارف: ص 192).

(6)

وهما "رقية" و"زينب" وسبق الكلام على هذا.

ص: 864

وجهز جيش العسرة (1)، وحفر بئر رومة (2).

ومناقبه يضيقُ عنها هذا الموضع، ولكن أفردنا له مصنفًا (3).

قُتِل سنة خمس وثلاثين، وهو ابن تسعين سنة رضي الله عنه وأرضاه.

15 -

عيسى عليه السلام (*):

في " الدعاوى"(4):

هو عيسى بن مريم بنت عمران، ذهبت تغتسل من الحيض، فبَيْنَا هي متجرِّدةً عرض لها جبريل فنفخ في جيب دِرْعها فَحَمَلَتْ حين لَبِسَتْه (5)، وقيل: لَمَّ جيبَ دِرْعِها بأُصْبُعه، ثم نفَخ في الجيب، وقيل: نفخ في كُمِّ قميصها، وقيل: في فيها، وقيل: نَفَخَ من بَعيد فوصل الريح إليها فحملتْ بعيسى.

قال ابن عباس: "كان الحمل والولادة في ساعة واحدة"(6).

(1) وذلك بـ "تسعمائة وخمسين بعيرًا" وأتمها ألفًا بخمسين فرسًا.

(2)

أخرج البخاري في فضائل الصحابة: 7/ 52 في الترجمة، باب مناقب عثمان بن عفان عن أبي عمرو القرشي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من حفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان. وقال: من جهز جيش العسرة فله الجنة. فجهزه عثمان".

(3)

ينظر إلى ما كتب حول مصنفات ابن عبد الهادي في المقدمة.

(*) أخباره في: (المختصر في أخبار البشر: 1/ 89، تاريخ اليعقوبي: 1/ 68، المعارف ص 53، مروج الذهب: 1/ 63، البداية والنهاية: 2/ 63، تاريخ الطبري: 1/ 585، الكامل لابن الأثير: 1/ 307).

(4)

وهو كتاب "الأقضية" انظر: (المختصر للخرقي: ص 232).

(5)

قاله ابن جريج، حكاه عنه الماوردي في (النكت والعيون: 2/ 520).

(6)

انظر: (تفسير الطبري: 16/ 65، تفسير ابن كثير: 5/ 216).

قال ابن كثير: "وهذا غريب، وكأنه أخذه من ظاهر قوله تعالى:{فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} .

ص: 865

وقيل: مُدَّة الحَمْل ثمانية أشْهُرٍ (1)، وقيل: سنة (2).

وعيسى عليه السلام من أُولي العَزْم، وردَ له من المناقب والمواعِظ ما لَمْ يرد لغيره من الأنبياء، وقد نطق القرآن ببعض فضائله ومناقبه، من إبرائه الأكمه، والأبرص، وغير ذلك (3)، ورفعه الله إليه، ولا بد أن ينزل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيَقْتُل الخنزير، ويكْسِرُ الصَّليب، ويَضَع الجزية (4). صلوات الله وسلامه عليه.

16 -

عبد الله بن مسعود (*):

أبو عبد الرحمن الهُذَليّ (5)، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحد السابقين

(1) حكاه ابن كثير عن عكرمة رحمه الله. انظر: (تفسيره: 5/ 216).

قال الماوردي: "وكان هذا آية عيسى فإنه لم يعش مولود لثمانية أشهر سواه. (النكت والعيون: 2/ 521).

(2)

قال الحافظ ابن كثير: "تفسيره: 5/ 216": "فالمشهور عن الجمهور أنها حملت به تسعة أشهر".

قال ابن الأثير: "وهو قول النصارى"(الكامل: 1/ 309).

(3)

ورد ذلك في سورتي آل عمران: 49، والمائدة:110.

(4)

ورد ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري في المظالم: 5/ 121، باب كسر الصليب وقتل الخنزير، حديث (2476)، ومسلم في الإيمان: 1/ 135، باب نزول عيى بن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حديث (242). كما ألف العلّامة أبو الحسنات اللكنوي كتابًا في ذلك سماه "التَصْريح بما تواتر في نزول المسيح"، وقد حققه ونشره بصورة علمية. الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة. وهو مطبوع في حلب، دار المطبوعات الإسلامية.

(*) أخباره في: (المسند الأحمد: 1/ 374، طبقات ابن سعد: 3/ 150، المعارف: ص 249، الجرح والتعديل: 5/ 149، حلية الأولياء: 1/ 124، تاريخ بغداد: 1/ 147، طبقات الفقهاء للشيرازي: ص 43، أسد الغابة: 3/ 384، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 288، تذكرة الحفاظ: 1/ 31، طبقات القراء الكبار: 1/ 33، مجمع الزوائد: 9/ 286، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 458، تهذيب التهذيب: 6/ 27، طبقات خليفة بن خياط: ص 16، النجوم الزاهرة: 1/ 89، خلاصة تهذيب الكمال: ص 214، كنز العمال: 13/ 460، سير الذهبي: 1/ 461، الشذرات: 1/ 38).

(5)

ذكره الخرقي في باب: "سجدتي السهو"(المختصر: ص 27).

ص: 866

الأوَّلين (1)، حليف الزَّهْرَنيين، شهد بدرًا، والمشاهد كلها، وكان يلي نعل النبي صلى الله عليه وسلم يلبسه إياه، فإذا جلس أدخلها في ذراعيه (2)، وكان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم ويَخْدُمُه، ويدخُل عليه، وتلقَّن عليه سبعين سورة (3)، وكان لطيفًا قصيرًا أسمر نحيفًا، - نظيف الثوب، طيب الرائحة، وافر العقل، سديد الرأي، كثير العِلم، فقيه النفس، كبير القدر.

ومناقبه كثيرة جدًا، ليس هذا موضعها. مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن بضع وستين سنة.

17 -

عباس (*):

عم النبي صلى الله عليه وسلم (4)، ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو

(1) أخرج أبو نعيم في (الحلية: 1/ 126)، والحاكم في (المستدرك: 3/ 313)، وصححه، ووافقه الذهبي، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال:"قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا".

وعن يزيد بن رومان قال: "أسلم عبد الله قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دارالأرقم" أخرجه ابن سعد في (طبقاته: 3/ 151).

(2)

انظر: (طبقات ابن سعد: 3/ 153، سير الذهبي: 1/ 469 - 470).

(3)

ورد هذا في الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند: 1/ 379، والبخاري بمثله في فضائل القرآن: 9/ 46، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث (5000)، وأبو نعيم في (الحلية: 2/ 151)، والنسائي في الزينة: 8/ 134، باب الذؤابة.

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 4/ 5 - 33، سير الذهبي: 2/ 78، التاريخ الكبير: 7/ 2، المعارف: ص 118 - 137 - 156 - 589 - 592، الجرح والتعديل 6/ 210، المستدرك: 3/ 321، العبر: 1/ 33، مجمع الزوائد: 9/ 268، تهذيب التهذيب: 214/ 5، خلاصة تهذيب الكمال: ص 189، كنز العمال: 13/ 502، الشذرات: 1/ 38، تهذيب ابن عساكر: 7/ 229، الإصابة: 4/ 30).

(4)

ذكره الخرقي مع ابنه عبد الله في "الرضاع": (المختصر: ص 169).

ص: 867

الفضل الهاشمي، كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أو ثلاث (1)، حضر بدرًا مكرهًا فأُسِرَ يومئذٍ، ثم أسْلَم (2)، وقيل: أنه كان أسْلم قبل ذلك، وكان يكْتُم إسلامه (3)، روى عنه خلق (4). وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"العباس مني وأنا منه "(5)، وكان عمر يَسْتَسْقي به (6)، وكان أبيض جميلًا، معتدل القامة. ومناقبه كثيرة جدًا.

مات سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة، وصلى عليه عثمان، وقيل: سنة ثلاث (7).

(1) ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين. قاله الذهبي في (السير: 2/ 79).

كما روى عن أبي رزين أنه قال: قيل للعباس: أنت أكبر أو النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو أكبر وأنا وُلدتُ قبله" أورده الهيثمي في (المجمع: 9/ 270)، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وذكره صاحب (كنز العمال: 13/ 521) ونسبه لابن عساكر وابن النجار.

(2)

وهو الصحيح، قاله ابن حجر في (الإصابة: 4/ 30).

(3)

أخرج ابن سعد في (طبقاته: 4/ 31)، عن ابن عباس قال: كان العباس قد أسلم قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة "قال الذهبي في (السير: 2/ 81): "إسناده واه".

(4)

أورد معظمهم الذهبي في (السير: 2/ 79).

(5)

أخرجه أحمد في المسند: 1/ 300، وابن سعد في (الطبقات: 4/ 24)، وصححه الحاكم: 3/ 329، ووافقه الذهبي.

(6)

ورد هذا في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أنس رضي الله عنه في الاستسقاء 2/ 494 باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، حديث (1010)، وفي فضائل الصحابة: 7/ 77، باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حديث (3710).

(7)

قاله المدائني، وقيل: مات سنة أربع وثلاثين. (سير الذهبي: 2/ 97).

ص: 868

18 -

عبد الله بن عباس (*):

في "الرضاع"(1):

ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، ترجمان القرآن، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"اللَّهُم علّمه القرآن"(2)، وفي رواية:"الحِكْمة"(3)، يقال له: حَبْر هذه الأمة، ويقال له: البَحْر، لكثرة عِلْمِه.

وقال ابن مسعود: "نِعْمَ تُرْجُمان القرآن عبد الله بن عَبّاس"(4).

ولد في الشِّعب (5) قبل الهجرة بثلاث سنين، ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 2/ 365، التاريخ الكبير: 5/ 3، سير الذهبي: 3/ 331، الجرح والتعديل: 5/ 116، المستدرك: 3/ 533، الحلية: 1/ 314، تاريخ بغداد: 1/ 173، جامع الأصول: 9/ 63، أسد الغابة: 3/ 290، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 274، وفيات الأعيان: 3/ 62، تذكرة الحفاظ: 1/ 37، العبر: 1/ 76، معرفة القراء الكبار: 1/ 41، البداية والنهاية: 8/ 295، غاية النهاية: 1/ 425، الاصابة: 4/ 90، تهذيب الهذيب: 5/ 276، النجوم الزاهرة: 1/ 182، الخلاصة للخزرجي: ص 172، مرآة الجنان: 1/ 143، حسن المحاضرة: 1/ 214، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 232، الشذرات: 1/ 75).

(1)

انظر: (المختصر: ص 169).

(2)

و (3) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 359، بلفظ قريب منه، البخاري في فضائل الصحابة 7/ 100، باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما، حديث (3756)، والترمذي في المناقب: 5/ 679 - 680، باب مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حديث (3823)، (3824)، وابن ماجة في المقدمة: 1/ 58، باب فضل ابن عباس، حديث (166)، وأبو نعيم في (الحلية: 1/ 315)، وأحمد في (فضائل الصحابة: 2/ 949).

(4)

أخرجه ابن سعد في (طبقاته: 2/ 366)، والحاكم في (المستدرك: 3/ 537) وقال: (على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي.

(5)

الشعب: بكسر "الشين"، كان منزل بني هاشم غير مساكنهم، ويعرف بشعب بن يوسف، وهو الشعب الذي أوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو هاشم لما تحالفت قريش على بني هاشم وكتبوا الصحيفة. انظر:(شرح المواهب للزرقاني: 1/ 278).

ص: 869

ثلاث عشرة سنة (1)، وقيل: أربع عشرة، وقيل: خمس عشرة (2).

ومات بالطائف سنة ثمان وستين (3)، وقيل: سنة سبع وستين (4)، وقيل: سبعين (5)، وصلى عليه محمد بن الحنفية (6)، ودفن بالطائف، ومناقبه كثيرة جدًا، ليس هذا موضع استقصائها.

19 -

عِمْران بن حُصَيْن (*):

ابن عبيد (7)، أسلم هو وأبو هريرة رضي الله عنهما في عام واحد عام

(1) قاله الزبير بن بكار، حكاه عنه الذهبي في (السير: 3/ 336).

(2)

ورد في ذلك الحديث عن ابن عباس قال: "توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة وأنا ختين " أخرجه الحاكم (3/ 533) وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي في (المجمع: 9/ 285) ونسبه للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح.

وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح: 11/ 90): "فإن المحفوظ الصحيح أنه ولد بالشعب وذلك قبل الهجرة بثلاث صنين، فيكون له عند الوفاة النبوية ثلاث عشر سنة، وبذلك قطع أهل السير، وصححه ابن عبد البر".

(3)

قاله أبو نعيم والواقدي، حكاه عنهما الذهبي في:(السير: 3/ 359).

(4)

قاله علي بن المديني. انظر: (سير الذهبي: 3/ 359).

(5)

حكاه البخاري عن ضمرة بن ربيعة. انظر: (التاريخ الكبير: 5/ 3).

(6)

هو السيد الإمام، أبو عبد الله محمد بن الإمام علي رضي الله عنه المدني، أخو الحسن والحسين أمْه من سَبْي اليمامة زمن أبي بكر الصديق، وهي خولة بنت جعفر الحنفية، فضائله كثيرة، توفي 81 هـ، أخباره في:(طبقات ابن سعد: 5/ 91، المعارف: ص 210 - 216، الحلية: 3/ 174، سير الذهبي: 4/ 110، وفيات الأعيان: 4/ 169، البداية والنهاية: 9/ 38، التاريخ الكبير: 1/ 182، الشذرات: 1/ 88).

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 4/ 287، طبقات ابن خياط: ص 106، التاريخ الكبير: 6/ 406، المعارف: ص 309، أخبار القضاة لوكيع: 1/ 291، الجرح والعديل: 6/ 296، سير الذهبي: 2/ 508، المستدرك: 3/ 470، أسد الغابة: 4/ 281، العبر: 1/ 57، مجمع الزوائد: 9/ 381، تهذيب التهذيب: 8/ 125، الإصابة: 5/ 26، الخلاصة للخزرجي: ص 295، الشذرات: 1/ 62).

(7)

ذكره الخرقي في "باب سجدتي السهو". (المختصر: ص 27).

ص: 870

خيبر (1) روى عنه، جماعة من التابعين (2)، نزل البمرة، وكان قاضيًا بها، استقضاه عبد الله بن عامر (3)، فأقام أيامًا ثم استعفى فأعفاه (4)، وكان ميسورًا.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "صل قائمًا، فإن لم تستطع فجالسًا، فإن لم تستطع فعلى جَنْب"(5) ومات بالبصرة سنة اثنتين وخمسين، ودفن هنالك رضي الله عنه وأرضاه.

20 -

عُمَيْس (*):

والدُ أسماء بنت عميس، ذُكِر معها (6)، ولم يُسْلِم، ولم نرَ له ذكرًا في الصحابة رضي الله عنهم.

(1) وذلك سنة سبع من الهجرة.

(2)

ذكرهم الذهبي في (السير: 2/ 508).

(3)

هو عبد الله بن عامر بن ربيعة القرشي ابن خال عثمان بن عفان، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، استعمله عثمان على البصرة وعمره أربعًا أو خمسًا وعشرين سنة كان قائدًا للجَيْش، وتم على يديه افتتاح كثير من الأمْصار، فضائله كثيرة توفي 57 هـ، وقيل: 58 هـ. أخباره في: (أسد الغابة: 3/ 288، طبقات ابن سعد: 5/ 44، العارف: ص 320، تهذيب التهذيب: 5/ 272، المستدرك 3/ 639، سير الذهبي: 3/ 18، الشذرات: 1/ 36).

(4)

انظر: (تاريخ ابن خياط: 1/ 275، الإصابة: 5/ 26).

(5)

ورد هذا في الحديث الذي أخرجه البخاري في تقصير الصلاة: 2/ 587، باب إذا لم يطق قاعدًا صلى على جنب، حديث (1117)،

(*) أخباره في ترجمة ابنته أسماء بنت عميس ص: 886.

(6)

انظر: (المختصر: ص 67).

ص: 871

21 -

عبد مناف (**):

ابن قصي بن كلاب (1) بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان.

كان من سادات العرب وكبرائهم، وذوي رأيهم. افتخر به بنوه قديمًا وحديثًا.

22 -

عمر بن الحسين الخرقي (2):

"مصنف الكتاب"(3).

الإمام الكبير المُتْقِن المفيد - كثير الفوائد، ذو التصانيف المفيدة قرأ العلم على من قرأَهُ، على أبي بكر المروزي، وحرب الكرماني، وصالح، وعبد الله (4) ابني الإمام أحمد.

له مصنفات كثيرة في المذهب، لم ينتشر منها إلَّا هذا المختصر في الفقه، لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر بها سبّ الصحابة رضوان الله عليهم،

(**) أخباره في: (السيرة لابن كثير: 1/ 187 وما بعدها، المعارف: ص 117، الرصف للعاقولي: 1/ 13، طبقات ابن سعد: 1/ 74، المختصر في أخبار البشر: 1/ 108، تاريخ الطبري: 2/ 254، السيرة لابن هشام: 1/ 106).

واسم عبد مناف: المغيرة. قال الطبري: "وكان يقال له القمر من جماله وحسنه" انظر: (تاريخه: 2/ 254).

(1)

دكره الخرقي في كتاب "قسم الفيء والغنيمة والصدقة". (المختصر: ص 131).

(2)

خصصنا له ترجمة مستقلة به في مقدمة الكتاب ح ص 83 وما بعدها.

(3)

أي: المختصر الفقهي، الذي قام المصنف رحمه الله بشرح ألفاظه ومصطلحاته.

(4)

سبقت ترجمة هؤلاء الأعلام، خلال حديثنا عن شيوخ الخرقي في المقدمة: ص 88

ص: 872

وأودع كتبه في "دَرْب (1) سليمان" فاحترقت الدّار التي فيها الكتب، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد.

قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم: أبو عبد الله بن بطة، وأبو الحسن التميمي، وأبو الحسن بن شمعون وغيرهم (2).

وانتفع بهذا المختصر خلق كثير، وجعلَ الله له موقعًا من القلوب، حتى شرحه من شيوخ المذهب، جماعة من المتقدمين والمتأخرين. كالقاضي أبي يعلى وغيره، وشرحه الشيخ موفق الدين في كتابه "المغني" المشهور الذي لم يسبق إلى مثله، فكل من انتفع بشيء من شروح الخرقي فللخرقي في ذلك نصيب من الأجر، إذْ كان هو سبب ذلك (3).

وقال شيخنا عز الدين المصري (4): "إنه ضبط له ثلاثمائة شرح"، وقد اطَّلعنا له على قريب العشرين شرحًا، وسَمِعْنا من شيوخنا وغيرهم: أنَّ مَن قرأهُ حَصل له أحد ثلاث خصال إمّا أنْ يملك مائة دينار، أو يلي القضاء، أو يصير صالحًا، وكان شيخنا ابن حَبَّال (5) يقول:"حَصَّلْتُ اثْنَتَيْن: ملكتً مائة دينار، ووليتُ القضاء" قلتُ: وكان من كبار الصالحين.

(1) كذا في (طبقات الحنابلة: 2/ 75)، وفي (المنهج الأحمد: 2/ 61): "دار سليمان " وهو درب كان ببغداد مقابل الجسر في أيام المهدي والهادي والرشيد، وكانت فيه دار سليمان بن جعفر ابن أي جعفر المنصور فسمي الدرب باسمه، ومات سليمان هذا سنة 199 هـ. انظر:(معجم البلدان: 2/ 448).

(2)

انظر: ترجمة هؤلاء الاعلام في المقدمة: ص 89

(3)

وقد ذكرت بعض من شرح هذا المختصر في المقدمة. انظر ص 91 وما بعدها.

(4)

سبقت ترجمته ضمن شيوخ ابن عبد الهادي في المقدمة ص 32

(5)

سبقت ترجمته في المقدمة. ضمن شيوخ ابن عبد الهادي ص 31

ص: 873

وخالف الخرقي أبا بكر عبد العزيز (1) في عدة مسائل (2) أفردناها في جزء ونظمناها في آخره.

توفي الخرقي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة شهيدًا بسبب منكر أنكره فقتل منه، ودفن بدمشق بمقابر باب الصغير رحمة الله عليه.

23 -

لوط عليه السلام (*):

ذكر في باب: "حد الزنا"(3).

وهو لوط بن هاران بن تارخ - وهو آزر - وهو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وإبراهيم، وهاران، وناخور إخوة.

وكان من الأنبياء المرسلين المشهورين بالفضائل، وقد نطق القرآن ببعض فضله وما حلّ بقومه عليه السلام (4).

(1) المعروف بـ "غلام الخلال" سبقت ترجمته.

(2)

أوصلها بعضهم نقلًا عنه إلى ستين مسألة.

قال ابن أبي يعلى: " فَتَتَبَّعْت أنا اختلافهما فوجدته في ثمانية وتسعين مسألة" وسردها كلها. انظر: (طبقات الحنابلة: 2/ 76 وما بعدها، المدخل لابن بدران: ص 214، المنهج الأحمد: 2/ 63).

(*) أخباره في: (تاريخ أبي الفداء: 1/ 15، المعارف: ص 31 - 32، الكامل لابن الأثير: 1/ 118، تاريخ الطبري: 1/ 292).

(3)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 192).

(4)

ورد ذلك في سورة الأعراف: 80، الأنبياء: 14، الشعراء: 160 - 161، 167، القمر: 33 - 34.

ص: 874

24 -

موسى عليه السلام (*):

ذُكِرَ في كتاب "الدعاوى"(1).

وهو موسى بن عمران بن قاهِثْ بن لَاوَى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (2)، كان جَعْدًا، آدم طُوالًا، كأنه من رجال شُنوءَةٍ (3)، في أرْنَبَتِه (4) شامةٌ، بلغ من العمر مائة وسبعة عشرة سنة، اجتمع به نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، وأشار عليه بالتردد (5)، فله علينا المنَّة بذلك، وهو من أولي العزم، نطق القرآن ببعض فضائله ومناقبه (6). وقال عليه السلام:(قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصَبر" (7).

(*) أخباره في: (تاريخ أبي الفدا: 1/ 18، تاريخ الطبري: 1/ 385، مروج الذهب: 1/ 48، البداية والنهاية: 1/ 237، الكامل لابن الأثير: 1/ 169، المعارف: ص 43).

(1)

انظر: (المختصر للخرقي: ص 231).

(2)

قال ابن قتيبة: "ولم يكن بين آل يعقوب، وأيوب نبي، حتى كان موسى"(المعارف ص 43).

(3)

الشنوءة - على وزن فعولة -: التَّقَزُز، وهو التباعد من الأَدْناس، تقول: رجل فيه شَنُوءَة. (الصحاح: 1/ 58 مادة شنأ).

(4)

أي: أرنبة أنف موسى كما في (المعارف: ص 43)، والأرنبة: طرف الأنف كما في (الصحاح: 1/ 140 مادة رنب).

(5)

جاء هذا المعنى في الحديث الذي أخرجه البخاري في التوحيد: 13/ 478، باب ما جاء في قوله تعالى:{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} ، حديث (7517)، ومسلم في الإيمان: 1/ 146، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث (259)، (263)، والنسائي في الصلاة: 1/ 179 باب فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين في إسناد الحديث.

(6)

ورد ذلك في سورة يونس، وهود، وإبراهيم، والكهف، ومريم، والشعراء، والقصص، والصافات وغيرها.

(7)

أخرجه البخاري في فرض الخمس: 6/ 252، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، حديث (3150)، وفي الأنبياء: 6/ 436، باب حديث الحضر مع موسى، حديث (3405)، ومسلم في الزكاة: 2/ 739، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام حديث (141)، وأحمد في المسند: 1/ 380 - 396 - 400.

ص: 875

25 -

المطلب (*):

ابن عبد مناف (1) بن قُصي، عمّ عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم، وله ثلاثة إخوة: هاشم - جد النبي صلى الله عليه وسلم وعبد شمس (2)، وكان من سادات قريش وكبرائهم، وذوي رأيهم، وأمه عاتكة بنت مرة (3)، فبنوه (4) يصرف إليهم من خمس الخمس، ويحل لهم الخمس (5). وهل يجوز صرف الزكاة إليهم؟ فيه خلاف (6).

26 -

معاوية بن أبي سفيان (**):

ذُكِرَ في قول هند: "وليس يُعْطيني ما يكفيني ووَلَدي"(7).

(*) أخباره في: (السيرة لابن كثيرة: 1/ 186، المعارف: ص 71، السيرة لابن هشام: 1/ 106 - 131 - 138 - 142 - 178).

(1)

ذكره الخرقي في كتاب: "قسم الفيء والغنيمة والصدقة"(المختصر: ص 131).

(2)

وزاد ابن قتيبة: "نوفل، وأبو عمرو"(المعارف: ص 71).

(3)

ابن هلال بن فالج بن ذكوان من بني سليم. انظر أخبارها في: (المعارف: ص 130، السيرة لابن هشام: 1/ 106 - 107).

(4)

وهم عشرة، منهم: الحارث، وعبّاد، ومخرمة، وهاشم. (المعارف: ص 71).

(5)

انظر تفصيل ذلك في (المغنى: 7/ 301 - 302 - 303 - 304).

(6)

انظر: (المغنى: 2/ 519 وما بعدها).

(**) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 3/ 32، 6/ 407، طبقات ابن خياط: ص 10 - 297، سير الذهبي: 3/ 119، التاريخ الكبير: 7/ 326، المعارف: ص 344، الجرح والتعديل: 8/ 377، تاريخ الطبري: 5/ 323، مروج الذهب: 3/ 188 - 220، تاريخ بغداد: 1/ 207، طبقات فقهاء اليمن: ص 47، جامع الأصول: 9/ 107، أسد الغابة: 5/ 209، الكامل لابن الأثير: 4/ 5، مرآة الجنان: 1/ 131، البداية والنهاية: 8/ 20، مجمع الزوائد: 9/ 354، غاية النهاية: 2/ 303، تهذيب التهذيب: 10/ 207، خلاصة تهذيب الكمال: ص 326، الشذرات: 1/ 65، الإصابة: 6/ 112).

(7)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 170).

ص: 876

وهو معاوية بن أبي سفيان، أبو عبد الرحمن الأموي، أسلم عام الفتح، وقيل: إنه أسلم في عُمْرة القضاء وكتم إسلامه (1)، روى عنه خَلْق كثيرًا (2)، وُلِّيَ الشام لعمر بعد أخيه يزيد (3)، وأقرّه عثمان، وكان أميرًا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، ووقع بينه وبين علي بن أبي طالب وقعة صفين (4)، ثم وقع ما وقع من التحكيم (5)، فلما قتل علي، صالحَهُ الحسن، واستقل الأمر له (6). وكان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان أكولًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه بذلك (7) فقيل: إنه كان يأكل الفصيل (8) في القعدة الواحدة، وكان من

(1) انظر: (سير الذهبي: 3/ 120).

(2)

منهم: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، ومحمد بن سيرين، وسالم بن عبد الله وهمام بن منبه وغيرهم. انظر:(الإصابة: 6/ 113، السير الذهبي: 3/ 120، أسد الغابة: 5/ 212).

(3)

هو: يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي، أخو معاوية من أبيه، ويقال له: يزيد الخير، أخو أم المؤمنين أم حبيبة، أسلم يوم الفتح، غزا في سبيل الله، وأَمَّرَهُ عُمر على دمشق بعد فتحها وعلى يديه فتحت قيسارية بالام، توفي بالطاعون: 18 هـ/، أخباره في:(المعارف: ص 345، التاريخ الكبير: 8/ 318، العبر: 1/ 15، سير الذهبي: 1/ 328، مجمع الزوائد: 9/ 412).

(4)

كان ذلك في محرم سنة سبع وثلانين للهجرة. انظر: (الطبري: 6/ 5 وما بعدها الكامل: 3/ 289 - 326، البداية والنهاية: 7/ 258 - 278، سير الذهبي: 3/ 136).

(5)

وذلك في أول صفر عندما رفع أهل الام المصاحف، وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه.

انظر: (سير الذهبي: 3/ 136 - 137، طبقات ابن سعد: 3/ 32 - 33).

(6)

وسمى ذلك "عام الجماعة"، وكان ذلك بعد استشهاد علي رضي الله عنه سنة 40 هـ/، انظر:(السير للذهبي: 3/ 137).

(7)

ورد ذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم في البر والصلة: 4/ 2010، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه، وليس هو أهلًا لذلك كان له زكاة وأجرًا ورحمة، حديث (96)، وأحمد في المسند: 1/ 240 - 338.

(8)

الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمِّه، والجمع: فُصْلانُ وفِصالٌ.

(الصحاح: 5/ 1791 - مادة فصل).

ص: 877

الحُلَماء، حتى أنّه يُضْرَب بحلمه المثل، ولابن أبي الدنيا (1) مصنفٌ في حلمه (2)، وكان من الكرماء الأجواد، عاقلًا كامل السؤدد، ذا دَهاء ورأيٍ، ومَكْرٍ، كأنَّمْا خُلِقَ للمُلك.

وفضائله كثيرة جدًا، يطول ذكرها.

توفي في رجب، لأربع بقين منه (3) سنة ستين، وقيل: عاش ثمان وسبعين سنة، وقيل: أكثر من ذلك (4)، وأخباره مطولة في "تاريخ دمشق"(5) وغيره رضي الله عنه.

27 -

مسعود (*):

والد عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخٍ بن مَخْزوم (6) ابن صاهِلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نزار، لم يُسْلِم، ذكر مع ولده (7).

(1) هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم البغدادي، المؤدب، صاحب التصانيف من موالي بني أمية. قال الخطيب:"كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء" توفي سنة 281 هـ. أخباره في: (الجرح والتعديل: 5/ 163، سير الذهبي: 13/ 397، تاريخ بغداد: 10/ 89، طبقات الحنابلة: 1/ 192، المنتظم: 5/ 148، فوات الوفيات: 2/ 228، النجوم الزاهرة: 3/ 86).

(2)

انظر: (موارد ابن عبد الهادي في المقدمة ص:

(3)

وقيل: في نصف رجب، وقيل: لثمان بقين منه. انظر: (سير الذهبي: 3/ 162).

(4)

انظر: (أسد الغابة: 5/ 211).

(5)

انظر: (تاريخ دمشق: 16/ 337 أو ما بعدها).

(*) أخباره في ترجمة ابنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ص 866.

(6)

في (سير الذهبي: 1/ 461): "ابن فار بن مخزوم".

(7)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 27).

ص: 878

28 -

هاشم (*): جَدُّ أبي النبي صلى الله عليه وسلم، والد عَبْد المُطَّلب، واسمه: عَمْرو (1)، ولُقِّب: هاشمًا، لأنَّه هَشَم الثَّريد لقومه زمن الجَدْب (2). وفيه يقول الشاعر (3):

عَمرو (4) الذي هَشَمَ الثَّريد لقَوْمِه

ورِجالُ مَكَّة مُسْنِتُونَ عِجاف

وكان من سادات قُريش ورُؤسائهم، وذوي رأيهم.

(*) أخباره في (طبقات ابن سعد: 1/ 75، المعارف: ص 71، السيرة لابن هشام: 1/ 131 - 148، تاريخ الطبري: 2/ 251، سيرة ابن كثير: 1/ 185).

(1)

ذكره الخرقي في كتاب "قسم الفيء والغنيمة والصدقة"(المختصر: ص 131).

(2)

ذُكِر أن قومه من قريش، كانت أصابتهم لزبة وقحط، فرحل إلى فلسطين فاشترى منها الدقيق فقدم به مكة فأمر به فخبز له ونحر جزورًا، ثم أتخذ لقومه مرقة ثريد بذلك الخبز. انظر:(تاريخ الطبري: 2/ 252).

(3)

قيل: هو مطرود بن كعب الخزاعي، وقيل: هو ابن الزبعرى. انظر: (تاريخ الطبري: 2/ 251، السيرة لابن هشام 1/ 185).

(4)

وفي أمالي المرتضي: (2/ 269، وطبقات ابن سعد: 1/ 76). عَمْرو العُلا هَشَّم الثَّريدَ لِقَوْمِه

وهاشِما، أوَّل مَن سَنَّ رحلتي الشتاء والصيف. وفيه يقول الشاعر:

سُنَّت إليه الرحلتان كلاهُما

سَفُر الشِّتاء ورِحْلَةُ الأَصْيافِ

انظر: (السيرة لابن كثير: 1/ 185، تاريخ الطبري: 2/ 252)، وفي أمالي المرتضى: 2/ 269، البيت بألفاظ أخرى.

ص: 879

فصل: في الكُنَى

1 -

أبو بَكْرَة (*):

نُفَيْع بن الحارث (1) بن كَلَدة بن عَمْرو بن علاج، أبو بكرة الثقفيّ، وقيل: اسمه مَسْروحٌ، وقيل: نُفَيْع بن مسروح (2)، وقيل: كان أبوه عبدًا للحارث بن كَلدَة، وإنَّما قيل له؛ أبو بكرة، لأنَّه تدلَّى إلى النبي صلى الله عليه وسلم (3) في

بَكْرَةٍ (4)، فكنَّاه النبي صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرَة (5).

روى عنه جماعة أوْلادِه (6)، واَبُو عُثْمان النَّهْدِيِّ (7)، والأَحْنَف بن

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 7/ 15، طبقات ابن خياط: ص 54 - 183، تاريخ الطبري: 8/ 112، المعارف: ص 288، الجرح والتعديل: 8/ 489، سير الذهبي: 3/ 5، أسد الغابة: 6/ 38، تهذيب الأسماء واللغات: 2/ 1/ 198، العبر: 1/ 58، البداية والنهاية: 8/ 57، العقد الثمين: 7/ 347، تهذيب التهذيب: 10/ 469، الخلاصة للخزرجي: ص 346، الشذرات: 1/ 58).

(1)

ذكره الخرقي في "باب الإمامة"(المختصر: ص 32).

(2)

قاله الذهبي في (السير: 5/ 3).

(3)

أبي: من الحصن، كما في (السير للذهبي: 6/ 3).

(4)

والبَكْر - بفتح "الباء" وسكون "الكاف" -: الفتيّ من الإبل، والأُنْثى بكرة (الصحاح: 2/ 595 مادة بكر).

(5)

انظر: (أسد الغابة: 6/ 38، سير الذهبي: 3/ 6).

(6)

وهم: عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم. انظر:(سير الذهبي: 3/ 5).

(7)

هو الإمام الحجة، عبد الرحمن بن مُلِّ - وقيل: ابن ملي - بن عمرو بن عدي البصري مخضرم =

ص: 880

قيس (1) وغيرهم وكان رجلًا صالحًا وَرِعًا، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينَه وبيْن أبي برزة (2). مات سنة خمسين، وقيل: مات هو والحسن في سنة واحدة، وقيل: سنة إحدى وخمسين (3)، وقيل: سنة اثنتين وخمسين (4).

ومناقبه كثيرةٌ جدًا رضي الله عنه.

2 -

أَبُو لُبابَة (*):

ذكَرَهُ في "النذور"(5):

= مُعَمْر، أدرك الإسلام والجاهلية، وغزا في خلافة عمر وبعدها غزوات، فضائله جمة، توفي 100 هـ. أخباره في:(طبقات ابن سعد: 7/ 97، المعارف: ص 426 سير الذهبي: 4/ 175، تاريخ بغداد: 10/ 202، الشذرات: 1/ 118).

(1)

الصحابي الجليل صخر - وقيل: ضحاك - بن معاوية بن حصين، الأمير الكبير، شُهِرَ بالأحنف لحنف رجليه، وهو العوج والمل، فضائله كثيرة توفي 67 هـ/، وقيل غير ذلك. أخباره في:(طبقات ابن سعد: 7/ 93، تاريخ البخاري: 2/ 50، المعارف: ص 423، سير الذهبي: 4/ 86، وفيات الأعيان: 2/ 499، تهذيب ابن عساكر: 7/ 10، الشذرات: 1/ 78).

(2)

هو فضلة بن عبيدة، أبو بَرزَة الأسْلَمي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتل عبد العُزى بن خطل تحت أستار الكعبة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عِدة أحاديث، فضائله كثيرة. توفي 60 هـ. أخباره في:(طبقات ابن سعد: 4/ 298، المعارف: ص 336، تاريخ بغداد: 1/ 182، سير الذهبي: 3/ 40، تهذيب التهذيب: 10/ 446، الخلاصة للخزرجي: ص 348).

(*) حكاه الذهبي في (السير: 3/ 9).

(3)

قاله خليفه بن خياط في: (تاريخه: 1/ 259).

(4)

أخباره في: "أسد الغابة: 6/ 265، المعارف: ص 325، طبقات ابن سعد: 3/ 457، الإصابة: 7/ 165، طبقات ابن خياط: ص 84، تهذيب التهذيب: 12/ 214).

(5)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 224).

ص: 881

واخْتُلِف في اسمه (1)، أخرج له البُخاري، ومسلم، وأبو داود (2)، وغيرهم (3).

بَدْرِيٌّ جليلٌ، يقال: ردَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى بَدْر من الروحاء (4)، واستعمله على المدينة، وضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها (5).

وهو أحدُ النقباء ليلَة العَقَبة.

مات في خلافة عليٍّ (6)، وقيل: بعد الخمسين (7)، روى عنه جماعة،

(1) قيل اسمه: رِفاعة بن عبد المنذر، قاله ابن إسحاق، وأحمد بن حنبل، وابن معين. انظر:(السيرة لابن هشام: 1/ 456، أسد الغابة: 6/ 265).

وقيل اسمه: بشير بن عبد المنذر، قاله موسى بن عقبة، وابن هشام، وخليفة بن خياط. انظر:(طبقات ابن خياط: ص 84، السيرة لابن هشام: 1/ 688، أسد الغابة 6/ 265).

(2)

هو الإمام الحافظ، سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر، أبو داود السجستاني الأزدي، محدث البصرة صاحب "السنن" حدث عنه الترمذي، والنسائي وغيرهما، توفي 275 هـ. أخباره في:(الجرح والتعديل): 4/ 101، سير الذهبي: 13/ 203، تاريخ بغداد: 9/ 55، طبقات الحنابلة: 1/ 159، المنتظم: 5/ 97، وفيات الأعيان: 2/ 404، طبقات السبكي: 2/ 293).

(3)

انظر: صحيح البخاري في بدء الخلق: 6/ 351، باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، حديث (3311)، وفي المغازي: 7/ 320، باب مات أبو زيد ولم يترك عقبًا، حديث (4017)، ومسلم في السلام: 4/ 1754، باب قتل الحيات وغيرها، حديث (134)، (135)، (136)، وأبو داود في الأدب: 4/ 364، باب في قتل الحيات، حديث (5253)، (5254)، ومالك في الاستئذان: 2/ 975، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك حديث (31)، وأحمد في السند: 3/ 430.

(4)

الروحاء: - بفتح أوله وبـ "الحاء" المهملة. ممدود -: قرية جامعة لمزينة على ليلتين من المدينة بينهما أحد وأربعون ميلًا. قاله البكري في: (معجمه: 1/ 681).

(5)

انظر: (أسد الغابة: 6/ 265، الإصابة: 7/ 165).

(6)

قاله أبو نعيم، وأبو عمر بن عبد البر، حكاه ابن الأثير في:(أسد الغابة: 6/ 267).

(7)

حكاه ابن حجر في (الإصابة: 7/ 165).

ص: 882

منهم أبناؤه، والسائب بن عبد الرحمن (1) وغيرهم (2).

ومناقبه كثيرةٌ جدًا، ليس هذا موضع استقصائها رضي الله عنه.

3 -

أبو هريرة (*):

اخْتُلِف في اسمه على نحوٍ من العشرين قولًا، أصحُّها أنه: عبد الرحمن ابن صخر (3)، وقيل: عبد الرحمن بن غَنْم، وقيل: عبد شمس، وقيل: عبد نَهْم (4).

مُكْثِرٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يَرْوِ عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر منه (5)، روى عنه

= وقيل: مات بعد مقتل عثمان رضي الله عنه. قاله ابن خياط في: (طبقاته: ص 84)، وابن قتيبة في (المعارف: ص 325).

(1)

لم أقف على ترجمة بهذا الاسم، ولعله السائب بن يزيد الذي وهم فيه كثير من النقلة، كما ذكر أبو نعيم، حكاه عنه ابن الأثير في (أسد الغابة: 2/ 317).

(2)

مثل: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وولده سالم بن عبد الله، ونافع مولاه، وعبد الله بن كعب اين مالك، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبيد الله بن أبي يزيد وغيرهم. (الإصابة: 7/ 165).

(*) أخباره في: (طبقات ابن سعد: 2/ 362، 4/ 325، المعارف: ص 277 - 278 - 285، أخبار القضاة لوكيع: 1/ 111، المستدرك: 6/ 503، حلية الأولياء: 1/ 376، سير الذهبي: 2/ 578، أسد الغابة: 6/ 318، معرفة القراء الكبار: 1/ 43، البداية والنهاية: 3/ 108، مجمع الزوائد: 9/ 361، طبقات القراء: 1/ 371، تهذيب التهذيب: 12/ 262، الإصابة: 7/ 199، خلاصة تهذيب الكمال: ص 462، الشذرات: 1/ 63).

(3)

ذكره الخرقي في: "سجدتي السهو". (المختصر: ص 27).

(4)

وقيل: سكين، وقيل: عامر، وقيل: برير، وقيل: عبد الله، وقيل: عمرو، وقيل: سعيد وغير ذلك. انظر (سير الذهبي: 2/ 578، الإصابة: 7/ 199، أسد الغابة: 6/ 319).

(5)

قال الذهبي في (السير: 2/ 579): "حمل عن. النبي صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه لم يُلْحَق في كَثْرته".

ص: 883

الخَلْق الكثير، والجَمُّ الغفير (1)، وأحاديثه ملأت الدنيا شرقًا وغربًا. وقد قال:"حَفِظْتُ عن النبي صلى الله عليه وسلم وِعاءيْن. فأمَّا أحدهما: فبَثَثْتُه، وأما الآخر: فلو بَثَثْتُه، لَقُطع هذا البَلْعُوم"(2).

وقال: "كُنْتُ امْرَأً مسكينًا، أَلْزَم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شِبَع بَطْني، وكان المهاجِرون يَشغلهم الصَّفْقُ بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن يَبْسُط رِداءَهُ حتى أقْضِي مقالَتي، ثم يَقْبِضه إليه فلنْ يَنْسَى شيئًا سمِعَهُ مِني، فبَسَطْت بُرْدَةً عليَّ حَتى قضى حديثه، ثم قَبضتُها إليَّ، فوالذي نَفْسي بيده ما نَسِيْت بعدُ حديثًا سمِعْته منه (3) ".

مات سنة ثمان وخمسين (4)، وقيل: سنة تسعٍ وخَمسين (5).

(1) قيل: بلغ عدد أصحابه ثمان مائة، ذكر مُعظمهم صاحب (تهذيب الهذيب: 12/ 262، وما بعدها)، والذهبي في:(سيره: 2/ 579 وما بعدها).

(2)

أخرجه البخاري في العلم: 1/ 216، باب حفظ العلم، حديث (120).

وعاءين: أبي ظرفين. أطلق المَحَل، وأراد به الحال: أبي نوعين من العِلْم، فيكون مراده إذًا أن محفوظه من الحديث، لو كُتِب لملأ وعاءين، وبهذا يندفع التعارض بين هذا الحديث وبين قوله في حديث آخر "كنت لا أَكتُب" انظر:(فتح الباري: 1/ 216).

أما قوله: (وأما الآخر: فلو بَثَثْتُه لقطع هذا البلعوم". فقد حمله العلماء على الأحاديث التي فيها تبين أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقد كان أبو هريرة يُكَنِي عن بعضه، ولا يصرح به خوفًا على نفسه منهم. انظر: (المصدر السابق: 1/ 216).

(3)

أخرجه البخاري في البيوع: 4/ 287، بلفظ قريب منه، باب قول الله عز وجل:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} ، حديث (2047)، ومسلم في فضائل الصحابة: 4/ 1940، باب صت فضائل أبي هريرة: الدَّوسيّ رضي الله عنه، حديث (159)، وابن سعد في (طبقاته: 4/ 330)، والذهبي في (سيره: 2/ 595).

(4)

قاله أبو معشر، وضمرة، وعبد الرحمن بن مغراء. والهيثم وغيرهم، حكاه عنهم الذهبي في (سيره: 2/ 627)، وابن حجر في (الإصابة: 7/ 207).

(5)

قاله الواقدي، حكاه عنه ابن سعد في:(طبقتاته: 4/ 340 - 341)، والذهبي في (سيره: 2/ 626).

ص: 884

ومناقبه كثيرةٌ وفضائِله غزيرةٌ، وعباداته مشهورةٌ، وعُلومُه وأحاديثه مسطورةٌ، يضيق هذا الموضع عنها. وترجمته مطولة في "طبقات ابن سعد"(1) و"تاريخ ابن عساكر"(2)، و"تاريخ الذهبي"(3) وغير ذلك من الكتب المطولة.

= قال الذهبي: "قلت: الصحيح خلاف هذا" وأورد سندًا عن هشام بن عروة أن عائشة وأبا هريرة ماتا سنة سبع وخمسين، قبل معاوية بسنتين".

وقد اعتمد هذا ابن حجر في: (الإصابة: 7/ 207).

(1)

انظر: (طبقات ابن سعد: 2/ 362، 4/ 325 - 341).

أما ابن سعد، فهو الحافظ، أبو عبد الله البغدادي، محمد بن سعد كاتب الواقدىِ، كان من أوعية العلم، ومن نظر في "طبقاته" خضع لعلمه. قاله الذهبي له تآليف مختلفة في الحديث والفقه والغريب، توفي 230 هـ. أخباره في:(الجرح والتعديل: 7/ 262، تاريخ بغداد: 5/ 321، وفيات الأعيان: 4/ 351، السير للذهبي: 10/ 664، الوافي بالوفيات، 3/ 88، مرآة الجنان: 2/ 10، طبقات القراء: 2/ 142، النجوم الزاهرة: 19/ 105 أ).

(2)

انظر: (تاريخ دمشق لابن عساكر: 19/ 105).

اما ابن عساكر، فهو أبو القاسم ثقة الدين، علي بن الشيخ أبي محمد الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، المعروف بابن عساكر الدمشقي الشافعي، صاحب التصانيف وعلى رأسها "تاريخ دمشق" توفي 571 هـ. أخباره في:(المنتظم: 10/ 261، معجم الأدباء: 13/ 73، مرآة الجنان: 3/ 393، سير الذهبي 20/ 554، وفيات الأعيان: 3/ 309، الروضتين: 1/ 10، 2/ 261).

(3)

انظر: (تاريخ الذهبي: 2/ 333 - 339).

أما الذهبي، فهو الإمام الحافظ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي محدث العصر ومؤرخه، صنف في مختلف الفنون التصانيف النافعة، توفي. 748 هـ. اخباره في:(طقبات ابن السبكي: 9/ 100، البدر الطالع: 2/ 110، الدرر الكامنة 3/ 426، طبقات القراء: 2/ 71، مرآة الجنان: 4/ 331).

ص: 885

فصل: في النِّساء

1 -

أسماء بنْت عُمَيْس الخَثْعَمِيَّة (*):

من المُهاجرات الأُول (1)، وهي أخت أم المؤمنين مَيْمُونة لأُمِّها.

روى عنها ابنُها: عبد الله، وابنها: عَوْن (2). وكانت تحت جعفر بن أبي طالب، وهي التي قال لها عُمَر:"سَبَقْنَاكُم بالهجرة، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: لكم هجرتان، وَلَهُ ولأصحّابِه هِجْرةٌ واحدة"(3).

وتزوَّجها الصديق رضي الله عنه بعد جعفر، وتزوَّجها بعد الصديق علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولَدْتُ لَهُ "يحيى"، وكان إِسْلَامها قبل

(*) أخبارها في: (طبقات ابن سعد: 8/ 280، المعارف: ص 171 - 210 - 282، أسد الغابة: 4/ 17، مجمع الزوائد: 9/ 260، سير الذهبي: 2/ 282 تهذيب التهذيب: 12/ 398، الإصابة: 8/ 8، خلاصة تهذيب الكمال: ص 488، الشذرات: 1/ 15 - 48).

(1)

ذكرها الخرقي في: "باب سجدتي السهو". (المختصر: ص 27).

(2)

وهما ابنا جعفر بن أبي طالب زوج أسماء الأول، ولدا في الحبشة بعد هجرتها إِليها. انظر:(سير الذهبي: 2/ 283).

(3)

أخرجه البخاري من حديث طويل في المغازي: 7/ 484، باب غزوة خيبر، حديث (4230)، ومسلم في فضائل الصحابة: 4/ 1946، باب من فضائل جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس، حديث (169)، كما أخرجه ابن سعد في:(طبقاته: 8/ 281).

ص: 886

دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم (1)، وهي التي نَفَست محمد بن أبي بكر بذي الحُلَيفة زمن حَجَّة الوداع، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أنْ تَغْتَسِل وتُحْرِم (2).

وقال قيس بن أبي حازم (3): "رأيت أسماءَ بنتَ عُمَيس لمَّا دخلت مع أبي بكر موشُومَةَ اليدين"(4) قاله إسماعيل بن أبي خالد (5) عنه.

2 -

آمِنة أُمُّ النبي صلى الله عليه وسلم (*):

ذَكَرها في "القذف"(6).

(1) هو الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله المخزومي، أحد السابقين الأولين، شهد بدرا وغيرها، كانت له دارٌ عند الصفا، وهي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع فيها بالمسلمين الأوائل قبل الهجرة، عاش الأرقم إلى دولة معاوية، فظائله كثيرة، توفي 53 هـ/، أخباره في: (طبقات ابن سعد: 3/ 242، الجرح والتعديل: 2/ 309، المستدرك: 3/ 502، أسد الغابة: 1/ 74،

الشذرات: 1/ 61).

(2)

انظر الحديث في: (طبقات ابن سعد: 8/ 282 - 283)، وهو عند أحمد في (المسند: 6/ 369)، ومسلم في الحج: 2/ 887، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث (147).

(3)

هو الحافظ الثقة، قيس بن أبي حازم، أبو عبد الله البجلي الأحمسيّ، أسلم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقبض النبي عليه السلام وقيس في الطريق. قيل: له صُحْبَة ولم يثبت ذلك، توفي 97 أو 98 هـ. له ترجمة في:(طبقات ابن سعد: 6/ 67، تاريخ البخاري: 7/ 145، تاريخ بغداد: 12/ 452، أسد الغابة: 4/ 211، الشذرات: 1/ 112).

(4)

أخرجه ابن سعد في: (طبقاته: 8/ 283).

معنى موشُومَة اليَديْن: أبي في يديها وَشْمٌ.

(5)

هو الحافظ، أبو عبد الله البَجَلي، إسماعيل بن أبي خالد الأحمي مولاهم الكوفي. عِدَادُه في صِغَار التابعين، روى عن قيس بن أبي حَازم، وعبد الله بن أبي أوفى وغيرهم، توفي 146 هـ. أخباره في:(طبقات ابن سعد: 6/ 240، التاريخ الكبير: 1/ 351، تذكرة الحفاظ: 1/ 153، سير الذهبي: 6/ 176).

(*) أخبارها في: (طبقات ابن سعد: 1/ 49 - 98 - 116، السيرة لابن كثير: 1/ 176 - 177، المختصر في أخبار البشر: 1/ 108، السيرة لابن هشام: 1/ 156 - 157، المعارف: ص 129، المطلع: ص 458).

(6)

انظر: (المختصر: ص 193).

ص: 887

وهي آمِنة بنت وَهْبٍ بن عبد مناف زُهْرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعْب ابن لؤيٍّ بن غالب (1).

تلتقي مع أبيه في كِلَاب بن مُرَّة.

تُوُفِّيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أرْبَع سنين (2)، وقيل: وهو ابن ست سنين (3).

قال ابن قتيبة: "لم يَكُن لآمنة أخٌ، فيكون خالًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بنو زهرة يقولون: نحن أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، لأن آمنة منهم"(4).

3 -

أمُّ حبيبة بنت أبي سُفْيَان (*):

زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أسْلَمَت قديمًا، وهاجَرت مع زوجها (5) إلى الحبشة،

(1) زاد بن قتيبة: "ابن فهر بن مالك بن النفر بن كنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر". انظر: (المعارف: ص 129).

(2)

حكاه ابن الجوزي في: (تلقيح فهوم أهل الأثر: ص 13).

(3)

هذا هو المشهور. قاله ابن سعد في: (طبقاته: 1/ 116، وابن إسحاق في: (السيرة: 1/ 168)، وابن كثير في (سيرته: 1/ 235)، وابن القيم في (زاد المعاد: 1/ 31).

(4)

انظر: (المعارف: ص 129 بتصرف).

وذكر ابن هشام سببًا آخر في خؤولة بني عدى. بن النجار لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمّ عبد المطلب بن هاشم. سلمى بنت عمرو النجارية فهذه الخؤولة التي ذكرها ابن إسحاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ". انظر: (سيرة ابن هشام: 1/ 168).

(*) أخبارها في: (طبقات ابن سعد: 8/ 96، طبقات ابن خياط: ص 332، المعارف: ص 136، الجرح والتعديل: 9/ 461، المستدرك: 4/ 20، أسد الغابة: 7/ 115، مجمع الزوائد: 9/ 249، تهذيب التهذيب: 12/ 419، الإصابة: 8/ 84، الخلاصة للخزرجي: ص 491، سير الذهبي: 2/ 218، الشذرات: 1/ 54).

(5)

وهو عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي. انظر: (سير الذهبي: 2/ 220).

ص: 888

فتنصَّر ومات فزَوَّجها النجاشي من النبي صلى الله عليه وسلم (1)، واسمها: رَمْلَة، يقال لها (2): هندْ.

ذُكِرتْ عند قول هند: "أنَّ أبا سُفيان رجلٌ شَحِيحٌ، وليس يُعْطِيني ما يكْفِيني وَوَلَدي"(3) تُوفِّيت سنة أربع وأربعين (4)، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة (5):"توفيت قبل معاوية بسنة"(6)، وكانت من الأَجْوَاد الأَعْيَان لا ينكر فإنَّها ليست من وَلَدِ هِنْد.

4 -

هند (*):

ذَكَرها في "النفقات"(7):

وهي هِنْد بنتُ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، امرأَة أبي سفيان، أُمُّ

(1) وكان ذلك سنة ست من الهجرة. انظر ما ورد في ذلك في: (المستدرك: 4/ 20 - 22 طبقات ابن سعد: 8/ 97 - 98، وأبو داود في النِّكَاح: 2/ 235، باب الصداق حديث (2107)، والنسائي في النِّكَاح: 6/ 97، باب القسط في الأصدقة، وأحمد في المسند: 6/ 427.

(2)

انظر: (الإصابة: 8/ 84، أسد الغابة: 7/ 115)، قال الحافظ ابن حجر:"ورملة أصح".

(3)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 170).

(4)

هذا هو المشهور. قاله معظم المؤرخين. انظر: (الإصابة: 8/ 85، طبقات ابن سعد: 8/ 100، سير الذهبي: 2/ 222، أسد الغابة: 7/ 116).

(5)

هو العلَّامة المُؤَرّخ، أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي ثم البغدادي، أبو بكر من حفاظ الحديث، كان ثقة راوية للأدب، من أبرز مؤلفاته "التاريخ الكبير" توفي 279 هـ. أخباره في:(تاريخ بغداد: 4/ 162، طبقات الحنابلة: 1/ 44، معجم الأدباء: 3/ 35، تذكرة الحفاظ: 2/ 592، سير الذهبي: 11/ 492، طبقات القراء: 1/ 54، الوافي بالوفيات: 6/ 376).

(6)

أبي: سنة تسع وخمسين، واستبعده ابن حجر في (الإصابة: 8/ 85).

(*) أخبارها في: (الإصابة: 8/ 205، أسد الغابة: 7/ 292، طبقات ابن سعد: 8/ 235، نهاية الأرب: 17/ 100، مجمع الزوائد: 9/ 264).

(7)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 170).

ص: 889

معاوية أسلمت عام الفتح بعد إِسلام زوجها فأَقرَّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحهما.

وكان عليه السلام أَهْدَر دَمها لما فَعَلَتْ بِحَمْزَة، وما هَجَتْ في المسلمين (1)، فلما أسلمت وهاجَرتْ قالت:"والله في رسول الله ما كان على ظهر الأرض أهْل خِبَاءٍ أحبَّ إِليَّ أن يَذلُّوا مِنْ أهْل خِبَائِك، ثم ما أَصْبح على ظهر الأرض أهْل خِبَاءٍ أحبَّ إِليَّ أنْ يَعزُّوا من أهل خِبَاءك. فقال: وأيضًا والذي نفسي بيده"(2).

وكانت تُعَدُّ من سَادَات الصحابيات رضي الله عنها (3).

5 -

بنت حمزة (5):

أخْرَج لها النسائي (4)، والدارقطني (5)، لها صُحْبَةٌ (6)، وحديثها في

(1) ينظر تفاصيل ما ورد في ذلك في: (السيرة لابن هشام: 2/ 91 - 92، السيرة لابن كثير: 3/ 74، أسد الغابة: 7/ 293).

(2)

أخرجه ابن سعد في: (طبقاته: 8/ 236)، وابن كثير في:(سيرته: 3/ 604) وعزاه للبيهقي والبخاري.

(3)

اختلف في سنة وفاتها، قيل: في خلافة عثمان، وقيل: في خلافة عمر رضي الله عنه وقيل: بل ماتت بعد خلافة عثمان. انظر: (الإصابة: 6/ 208، أسد الغابة: 7/ 293).

(*) أخبارها في: (طبقات ابن سعد: 8/ 48، الإصابة: 8/ 13، أسد الغابة: 7/ 21، فتح الباري: 7/ 505).

(4)

لم أقف على تخريج لها في السنن المطبوعة، ولعلها في السنن الكبرى. والله أعلم.

(5)

انظر: سنن الدارقطني في الفرائض: 4/ 83 - 84، حديث (51).

أما الدارقطني، فهو الحافظ، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان البغدادي المحدث المقرئ، صاحب التصانيف، توفي 385 هـ/ أخباره في:(تاريخ بغداد: 12/ 34، المنتظم: 7/ 183، وفيات الأعيان: 3/ 297، السير الذهبي: 6/ 449، المختصر لأبي الفدا: 2/ 130، طبقات السبكي: 3/ 462، طبقات القراء: (1/ 558).

كما أخرج لـ "بنت حمزة" البخاري في المغازي: 7/ 499، باب عمرة القضاء، حديث (4251)، وفي الصلح: 5/ 304، باب كيف يكتب "هذا ما صالح فلان بن فلان بن فلان، حديث (2699)، وأبو داود في الطلاق: 2/ 284، باب من أحق بالولد، حديث (2278)، (2280).

(6)

ذكرها الخرقي في "باب ميراث الولاء" انظر: (المختصر: ص 128).

ص: 890

ميراث الَموْلَى مشهور (1). وعنها أخوها لأُمِّها عبد الله بن شداد بن الهاد (2). ولم أقعْ على اسمها، ولم تُعرف إِلَّا بابنة حمزة (3)، وهي صحابية، جليلة لها قَدرٌ ونَسبٌ قرشيةٌ، بنت عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم.

6 -

ولَدٌ:

أبي: عبد الله الذي حَذق (4). ذكَره في "الوليمة"(5). واسْمُه: حَسَنٌ، وليس لَهُ ذكر، وكأنه تُوفِّي، ولم يَبْلغ من السن أنْ يذكر (6).

(1) أخرجه ابن ماجة في الفرائض: 2/ 913، باب ميراث الولاء، حديث (2734)، وأحمد في المسند: 5/ 406، كما عزاه الموفق في (المغني: 7/ 265) إلى ابن اللبان.

(2)

هو أبو الوليد الليثي، عبد الله بن شداد بن الهاد المدني الكوفي، أحد كبار فقهاء تابعي المدينة روى عن جمع من الصحابة، كان ثقة قليل الحديث، توفي 82 هـ/ أخباره في:(طبقات ابن سعد: 5/ 61، 6/ 126، الجرح والتعديل: 5/ 80، تاريخ بغداد: 9/ 473، البداية والنهاية: 9/ 37، تهذيب التهذيب: 5/ 251، الشذرات: 1/ 90، سير الذهبي: 3/ 488).

(3)

قيل: اسمها أمامة بنت حمزة، وقيل: اسمها فاطمة، وقيل: اسمها عمارة، وقيل: أمة الله، وقيل: سلمى.

انظر: (الإصابة: 8/ 13 - 24؛ أسد الغابة: 7/ 21، طبقات ابن سعد: 8/ 48، مسند أحمد: 6/ 405) وصحح ابن حجر في (الفتح: 7/ 505)"أن اسمها عمارة".

(4)

حذق الرجل: إذا صار ماهرًا في أبي شيء (المصباح: 1/ 137)، والقصود به عند الخرقي أنه مهر في حفظ القرآن.

(5)

انظر: (مختصر الخرقي: ص 149).

(6)

سبق أن تحدثنا عن أولاد أحمد بن حنبل رحمه الله في ترجمته.

ص: 891

قال محمد بر علي بن بحر (1): "سَمِعْتُ حُسْنَ - أم ولد أحمد بن حنبل رضي الله عنه تقول: لما حذَق ابني حَسَن، قال لي مَوْلَاي: حُسْنَ، لَا تَنْثُروا عليه، فاشْتَرى تَمرًا وجَوْزًا، فأرسله إلى المعلِّم.

قالت: وعَمِلْتُ أنا عصيدةً (2)، وأطعمتُ الفقَراءَ، فقال: أحْسَنْت، وفَرَّق أبو عبد الله على الصبيان الجَوْزَ لكلِّ واحدٍ خمسةً خمسةً" (3).

آخره

والحمد لله وحْدَه. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

وفرغ منه مؤلِّفُه: يوسف بن حسن بن عبد الهادي، يوم الجمعة تاسع شهر رجب سنة سبعين وثمان مائة. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

(1) لم أعثر له على ترجمة. والله أعلم.

(2)

العصيدة: دقِيقٌ يُلَتُ بالسمن ويُطْبَخ، وسُمِّيت بذلك، لأنَّها تُعْصَد: أبي تُقَلَّب وتُلْوَى. انظر: (اللسان: 3/ 291 مادة عصد. المصباح: 2/ 63).

(3)

انظر: (المغني لابن قدامة: 8/ 120).

ص: 892