الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب: الجِرَاح
الجِراحُ: جمع جُرْح، يقال: جَرحَهُ جِرَاحًا، وجُرُوحًا، (1) قال الله عز وجل:{وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (2) ورُوِي: "كتابُ الجِنَايات"، جمع جِنَاية: وهي مصدر جَنَى - على نفسه وأهله - جِنَايةً: إِذا فعل مكْروهًا، عن السَّعْدِي. (3)
وقال أبو السعادات: "الجِنايةُ: الجُرْمُ والذَنْبُ، ما يفعله الإِنسان مِمَّا يُوجِب عليه القِصاص والعِقَاب في الدنيا والآخرة"(4)
1394 -
قوله: (عَمَدٌ)، من التَّعَمد: وهو التقَصُد، وقَد تعمَّدَة يتعمَّدُه، تَعمُّدًا: إذا تَقصَّدَه، ثم فَسَّره الشيخ. (5)
(1) وكذلك: الجِرَاح جمع جِرَاحة بكسر "الجيم"، والجرُوح: جمع جُرْح، قاله في:(الصحاح: 1/ 358 مادة جرح).
(2)
سورة المائدة: 45.
(3)
هو ابن القطاع، وقد سبقت ترجمته. وانظر:(كتابه الأفعال: 1/ 192).
(4)
انظر: (النهاية في غريب الحديث: 1/ 309 بتصرف).
(5)
قال في (المختصر: ص 174): "فالعَمْدُ: أنْ يضْربَه بحديدةٍ، أو خشبةٍ كبيرة فوق عَمُود الفُسْطَاط أو بِحَجَر كبيرٍ الغالب أنْ يَقْتلَ مثله، أو أعاد الضّرب بخَشبةٍ صغيرة، أو فعل به فِعلاً الغالب من ذلك الفعل أنه يُتْلِف".
1395 -
قوله: (وشِبْهُ العَمْدِ)، الشِبْهُ؛ الِمثْلُ، وفُلَانٌ شِبْهَ فُلَانٍ وشَبِيهَهُ: أي مشابِهٌ لَهُ. (1)
1396 -
قوله: (والخَطَأ)، الخَطَأ: ما وقع عن غَيْر قَصْدِ الإِنسان، ولم يُرِدْهُ، بَل أرادَ غيره فَوقَع ذلك. (2)
1397 -
قوله: (فوق عَمُود الفُسْطَاط)، الفُسْطَاطُ: بَيْتٌ من شَعَرٍ، وهو فارسي مُعرّب، عن أبي منصور. (3)
وفيه سِتُّ لُغَاتٍ: فُسْتَاطٌ، وفسطاط. وفُسَاطٌ (4) بضم "الفاء" وكسرها فيهن فصارت ستًا. (5)
والفُسْطَاط: المدينة التي فيها الناس، وكل مدينة فُسْطَاط.
وعَمُودُهُ: الخشَبَةُ يَقُوم عليها. (6)
1398 -
قوله: (أو لَكَزَهُ)، لكَزَهُ، ووَكَزَهُ: كَعَنَهُ بأصْبُعه، أو يَدِه، أو
(1) ومثْل الشيخ لشبه العمد فقال: "إذا ضربه بخشبة صغيرة، أو حَجَرٍ صغير، أو لكزه، أو فعل به فعلا الأغلب من ذلك الفعل أن لا يقتل مثله"(المختصر: ص 174).
(2)
وذلك كان يرمي الصيد، أو يفعل ما يجوز له فعله، فيؤول إلى إتلاف حُرٍّ مسلمًا كان أو كافرًا. انظر:(المختصر: ص 174).
(3)
انظر: (المُعَرّب: ص 297).
(4)
فسّاط: سَقَطَتْ من الأَصل: وهي مزيدة من (المعرب: ص 297).
(5)
ذكرت هذه اللغات في: (اللسان: 7/ 371 مادة فسط)، (معجم البلدان: 4/ 263)، و (الصحاح: 3/ 1150 مادة فسط).
وفي (القاموس: 2/ 391): لغتان أخريان: "فُسْتَات " بتاءين مع ضم "الفاء" وكسرها.
(6)
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعليقًا على "فسطاط": "فالكلمة عربية خالصة، ولم أجد من ادعَى تعريبها إلَّا هذا المؤلف"، وهو يقصد الجواليقي. انظر:(تعليق أحمد شاكر على كلمة فسطاط في المعرب: ص 297).
غيرهما، قال الله عز وجل:{فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} . (1)
قال في "المطلع": "واللّكْزُ: الضربُ بِجَميع الكَفّ في أي مَوْضِعٍ من جَسَدِهِ". (2)
قال الجوهري: "لكَمْتَهُ: (3) إِذا ضَرَبْتَه بجميع كَفّك". (4)
1399 -
قوله: (في بِلَاد الرُّوم)، البِلادُ: جمع بَلَد. والرّوم: اسْمٌ لأَهْلِ البَلَد، واحِدُهم: رُومي. قال الله عز وجل: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} (5). وفي الحديث: "خمس قد مَضَيْن
…
إِلى أنْ قال: والروم"، (6) ثم سُمِّيت البلاد باسم أهْلها، فقيل للبلاد: الروم. (7)
1400 -
قوله: (مَنْ عِنْدَهُ)، يعني: وَقَع في نفسه أنَّه كافِر، وكلُّ ما وقع في نَفْس الإِنسان، قيل فيه: عِنْدَهُ، كما قال صلى الله عليه وسلم:"ما عِنْدَك في ثُمَامة؟ فقال: عندي خيْر". (8) ويقال: عِنْدِي أنَّك مُنْعِم عليَّ: إِذا وقع في نفسه ذلك.
(1) سورة القصص: 15.
(2)
انظر: (المطلع: ص 358).
(3)
كذا في الصحاح، وفي الأصل: لكزته، ولعلها تصحيف.
(4)
انظر: (الصحاح: 5/ 2031 مادة حكم).
(5)
سورة الروم: 1 - 2.
(6)
أخرجه البخاري في التفسير: 8/ 496 في الترجمة، باب (فسوف يكون لِزامًا). كما أخرجه في باب (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين)، حديث (4820)، ومسلم في صفات المنافقين: 7/ 2154، باب الدخان، حديث (41)، والترمذي في التفسير: 5/ 379، باب ومن سورة الدخان، حديث (3254)، وأحمد في المسند: 5/ 128.
(7)
وأصل كلمة "الروم": جبل معروف في بلاد واسعة تضاف إليهم، فيقال: بلاد الروم. قال هذا ياقوت في: (معجم البلدان: 3/ 97).
(8)
أخرجه البخاري في الخصومات: 5/ 75، باب التوثق ممن تخشى معرته، حديث (2422)، =
1401 -
قوله: (وكَتَم)، يَعْني إِسْلَامَهُ، والكَتْمُ: الإِخْفَاء، وكتَم الجرح: إِذا أخْفَى بَاطِنَه، وكَتَم هواهُ: أخْفَاة. قال الله عز وجل: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} (1).
1402 -
قوله: (على التَخَلُّص)، التَخَلُص: الخَلاصُ، وقد تَخَلَص يتَخَلَّص تَخَلصًا، وخَلَص يَخْلصُ خَلاصًا: إِذا خَلَص من غيره، وتَخَلَّص منه.
1403 -
قوله: (نَظِيرتها)، (2) النَظيرُ: المثيلُ، فإذا قطَعوا يدَه اليمنى، قُطِعَت اليمنى من كل وَاحِدٍ، وكذلك إنْ قَطَعوا اليُسْرى، قطعت اليُسْرَى.
1404 -
قوله: (قِصَاص)، القِصاصُ:(3) استيفاء الحَقِّ لصاحِبِه مِمَّن هو عليه، وإنَّما استعمل غالبًا في الجنايات، قال الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} (4) وقال عز وجل: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (5) وفي الحديث: "كتاب الله القِصَاص". (6)
= وأبو داود في الجهاد: 3/ 57، باب في الأسير يوثق حديث (2679).
أما ثمامة، فهو ابن أثال بن النعمان بن مسلمة اليمامي. صحابي، ثبت على الإسلام يوم ارتد أهل اليمامة، وكان ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه. له فضائل كثيرة، توفي 12 هـ. أخباره في:(الإصابة: 1/ 211، أسد الغابة: 1/ 294، الاستيعاب: 1/ 203).
(1)
سورة غافر: 28.
(2)
الثابت في (المختصر: ص 175): نظيرها.
(3)
وهو مأخوذ من القَصّ: وهو القطع، ويقال: أقصَّ الحاكم فلانًا من قاتل وليه فاقتَص منه. انظر: (الزاهر: ص 365).
وفي (المغرب: 2/ 182): (والقصاص: أن يُفْعَلَ بالفاعل مثل ما فَعل".
وقال الجوهري: "القصاص: القود"(الصحاح: 3/ 1052 مادة قصص).
وكل هذه التعبيرات متحدة المعنى، وإن اختلفت ألفاظها.
(4)
سورة البقرة: 178.
(5)
سورة المائدة: 45.
(6)
جزء من حديث أخرجه البخاري في الصلح: 5/ 306، باب الصلح في الدية، حديث
وأمّا القَصَاص: فهو قَصَاص الشَعَر، (1) أما القُصَاصُ: فهو ما يرْمَى من قَصَاصةٍ.
والقصّاص: جمع قاصٍّ: وهو مَنْ يَقصُّ الحديث ونحوه، قال الله عز وجل:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (2)
= (2703)، ومسلم في القسامة: 2/ 1303، باب إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها، حديث (24)، وأبو داود في الديات: 4/ 197، باب القصاص في السن، حديث (4595)، والنسائي في القسامة: 8/ 23، باب القصاص في السن، وابن ماجة في الديات: 2/ 884، باب القصاص في السن، حديث (2649)، وأحمد في المسند: 3/ 128 - 167.
(1)
قال في (الصحاح: 3/ 1052 مادة قصص): "وفيه ثلاث لغات: قُصَاص، وقَصَاصٌ، وقِصَاصٌ والضم أعلى".
(2)
سورة يوسف: 3.