المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌44 - باب الدعاء يوم عرفة وفضلة - المطالب العالية محققا - جـ ٧

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌43 - باب الوقوف بِعرَفَةَ والإِفاضَةِ

- ‌44 - بابُ الدعاءِ يومَ عرفةَ وفَضْلِة

- ‌45 - باب الدفع من المزدلفة

- ‌46 - باب النزول بمنى

- ‌47 - بَابُ فَضْلِ الحَلْق

- ‌49 - باب رَمْيِ الجِمار

- ‌50 - بَابُ الْهَدْيِ

- ‌51 - باب التلبية، ومتى تنقطع وهل يقال في الأماكن المقدّسة

- ‌52 - بَابُ الخُطبة فِي يَوْمِ النَّحْر وَفِي ثَانِيهِ

- ‌53 - باب جزاءِ الصيد وتحريمه على المُحْرِم

- ‌54 - بَابُ العُمْرة

- ‌55 - [بَابُ الِاعْتِمَارِ فِي عَشْر ذِي الحِجّة

- ‌56 - بَابُ الِاعْتِمَارِ مِنْ بَيْتِ المَقْدِس

- ‌57 - باب طواف الوداع

- ‌58 - باب مشروعية مُلاقاة الحاجّ والتبشير بِسَلَامَتِهِ

- ‌59 - باب فضائل الكعبة والمسجد الحرام

- ‌60 - باب كِسْوة الكعبة

- ‌61 - باب الصلاة في البيت

- ‌62 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دخولَ الْبَيْتِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ

- ‌63 - باب السَّعْي

- ‌64 - باب ذِكر سِقاية العباس رضي الله عنه

- ‌65 - باب فضل زَمْزم

- ‌66 - باب حَرَم المدينة وفضلِها

- ‌67 - باب فضل أُحد

- ‌68 - بَابُ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌69 - بَابُ فَضْلِ قُباء

- ‌70 - باب فضل المسجد النَّبوي

- ‌71 - باب فضل الطائف

- ‌72 - بَابُ فَضْلِ مَسْجِدِ الْخَيْفِ

- ‌73 - باب فضل المسجد الأقصى

- ‌13 - كِتَابُ الْبُيُوعِ

- ‌1 - بَابُ فضلِ السَّماحة فِي الْبَيْعِ والتقاضي

- ‌2 - باب البيعِ عن تراضٍ، وجواز المعاطاة

- ‌3 - باب النَّدب إلى اليَقَظة في التَّبايع

- ‌4 - بَابُ الصنَّاع وكسْبهم

- ‌5 - بَابُ التَّرهيب مِنْ كَسْب الْحَرَامِ والتَّرغيب فِي كسْب الحلال

- ‌6 - باب التَّرغيب في اجتناب الشبهات

- ‌7 - بَابُ الْبَيْعِ إِلَى وَقْتِ خُرُوجِ الْعَطَاءِ لِلْجُنْدِ

- ‌8 - بَابُ التِّجَارَةِ فِي البِزّ

- ‌9 - باب البَركة في البُكور

- ‌10 - باب المُزارعة

- ‌11 - بَابُ السِمْسار وَأَنْ لَا يبيعَ حاضرٌ لِبادٍ

- ‌12 - بَابُ الرِّبا

- ‌14 - باب الشروط في البيع ونقد الدراهم

- ‌15 - باب ما نُهي عنه من البيوع

- ‌16 - باب الزجر عن الاحتكار

- ‌17 - بَابُ السُّفْتَجَةِ

- ‌18 - باب السَلَم

- ‌19 - بَابُ الْأُصُولِ وَالثِّمَارِ

- ‌20 - باب اجتناب الشبهات

- ‌21 - باب بيع المضطر

- ‌22 - باب الزجر عن الغش ّ

- ‌23 - باب آداب البيع

- ‌24 - باب الترهيب من سُوء التقاضي ومن المطل

- ‌25 - باب فضل القرض

- ‌26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْقَرْضِ إِذَا جَرّ مَنْفَعَةً

- ‌27 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الحَطيطة مِنَ الدَيْن إِذَا أراد تعجيلَ المؤجَّل

- ‌28 - باب القرض والترهيب من الاستدانة والترغيب في الصبر على المعسر

- ‌29 - بَابُ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالٌ وَفَضْلِ مَنْ أَدَّى دَيْنَهُ

- ‌30 - بَابُ اسْتِحْقَاقِ الْبَائِعِ مالَ الْعَبْدِ دُونَ مُشْتَرِيهِ

- ‌31 - باب العَاريَّة

- ‌32 - باب القِراض

- ‌33 - بَابُ التَّفْلِيسِ

- ‌34 - بَابُ الصُلْح

- ‌35 - باب الحَوالة

- ‌36 - بَابُ الْأَمْرِ بِرَدِّ الْوَدِيعَةِ

- ‌37 - بَابُ الغَصْب

- ‌38 - باب اللُقطة

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كَسرْ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ

- ‌40 - باب الإِجارة

- ‌41 - بَابُ الهَديّة

- ‌42 - بَابُ النَدب إِلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ فِي العَطية

- ‌43 - باب الرَهْن

- ‌44 - بَابُ الحَجْر

- ‌45 - باب علامة البلوغ الذي يَقَعُ بِهِ التَّكْلِيفُ

- ‌47 - بَابُ إِحْيَاءِ المَوات

- ‌48 - باب الوقف

- ‌49 - باب الجَعالة

- ‌14 - كِتَابُ الْعِتْقِ

- ‌1 - باب عتق ولد الزنا

- ‌15 - كتاب الْوَصَايَا

- ‌1 - باب ميراث الجد ّ

- ‌2 - باب ابن أُخت القوم ومولاهم وحَليفهم منهم

- ‌3 - باب مَن تَصدّق، ثمّ رجع ذلك إليه ميراثًا

- ‌4 - باب من ماتوا جَمِيعًا كَيْفَ يُوَرِّثُونَ

الفصل: ‌44 - باب الدعاء يوم عرفة وفضلة

‌44 - بابُ الدعاءِ يومَ عرفةَ وفَضْلِة

1239 -

إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا مُوسَى بْنُ عُبيدة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيدة، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أكثرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلي بعرفةَ: لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْك وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ اجْعَل فِي سمْعي نُورًا، وَفِي بَصَري نُورًا، وَفِي قَلْبِي نُورًا. اللَّهُمَّ اشْرِح لِي صَدري، وَيَسِّرْ لِي أمْري.

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْواسِ الصدور وشتاتِ الأمور. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِن شَرّ مَا يَلجُ فِي اللَيل وَمِنْ شَرّ مَا يَلج فِي النَهار، وَمِنْ شَرّ مَا تَهُبُّ بِهِ الرِياح، وشَرِّ بوائقِ الدَهْر".

ص: 17

1239 -

تخريجه:

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 373 - 374) عن وكيع، بهذا الإسناد.

ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 117) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عبيدة، به.

وقال: تفرّد به موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف، ولم يدرك أخوه عليًّا رضي الله عنه.

ررواه المحاملي في كتاب الدعاء رقم (63) عن أبي هشام الرفاعي ويوسف بن =

ص: 17

= موسى كلاهما عن وكيع به بلفظه، لكن بإسقاط الواسطة بين موسى بن عبيدة وعلي بن أبي طالب.

ورُوي من وجه آخر عن علي رضي الله عنه مختصرًا جدًا.

أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 127: 874) من طريق قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عن خليفة بن حصين، عن علي به بشطرة الأوّل.

ص: 18

الحكم عليه:

إسناده ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة، وأخوه عبد الله بن عبيدة، ولم يدرك عليًّاوحديثه عنه مرسل كما نصّ البيهقي في السنن الكبرى (5/ 117).

وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3070): رواه إسحاق والبيهقي بسند ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيده، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء رقم (874) من وجه آخر.

قلت: يتقوى شطره الأوّل بمتابعة الطبراني ورجال إسناده ثقات غير قيس بن الرّبيع صدوق تغير ويتقى من حديثه ما كان من رواية ابنه عنه كما في التقريب (ص 457)، وهذا ليس منه.

ص: 18

1240 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن جَبَلة (1): ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي الزُبير ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِن أيّامِ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ تعالى مِنْ أيّامِ عَشْرِ ذِى الحِجّة. قَالَ: فَقَالَ رجل (2): يا رسولَ الله، هُنَّ أفْضلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى؟ قَالَ: هُن أفضلُ مِنْ عِدّتهنّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلَّا عَفيرًا يُعفَّر فِي التُراب (3). وما من يومٍ أفضل عند الله تعالى من يوم عَرفةَ، يَنزلُ الله تعالى (4) إلى السَماء الدُنيا فيقول: اُنظروا إلى عبادي، شُعْثًا غُبرًا حاجّين (5) جاؤوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميق، وَلَمْ يَرَوْا رَحمتي ولا عَذَابي، فلم يرَ يومًا أكثرَ عَتيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرفَةَ".

(1) في (ب): "حرملة".

(2)

سقطت من (حس).

(3)

عَفَرَه في التُراب وعَفَّره تعفيرًا: مَرَّغه فيه. والمُعفَّر: المترَّب. تهذيب الصحاح (1/ 308)، والنهاية (3/ 261)، والمعجم الوسيط (2/ 610)، في مادة:(ع ف ر).

(4)

قوله: "مِن يوم عرفَة، يَنزل الله تعالى، ساقط من (حس).

(5)

في المطبوع: "ضَاحِّينَ".

_________

ص: 19

1240 -

تخريجه:

هو عند أبي يعلى في "مسنده"(2090).

وأخرجه ابْنُ حِبَّانَ (3853) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ محمد بن عمرو بن جبلة به.

وأخرجه البزار كما في "الزوائد"(1128) من طريق محمد بن مرزوق العقيلي، عن هشام، به. وقد سقط من الإسناد اسم أبي الزبير.

وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1701) مختصرًا من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، والبزار (1128) من طريق أيوب، كلاهما عن أبي الزبير، به. =

ص: 19

= وأخرجه بغير هذه السياقة البزار (1128)، وابن خزيمة (2840)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2973)، والبغوي في "شرح السنة"(1931) من طريق مرزوق بن أبي بكر الباهلي، عن أبي الزبير، به.

والحديث قد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 253)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه مروان بن محمد العقيلي، وثقة ابن معين وابن حبان، وفيه بعض كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وقد ضعفه الشيخ ناصر في "الضعيفة"(679).

ص: 20

الحكم عليه:

أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 311: 2928)، وسكت عنه.

وفي إسناده أبو الزبير مدلّس وقد عنعنه في جميع الطرق إليه، لكن قد رجحنا قبول عنعنته مطلقًا لما يأتي:

1 -

خرج الأئمة حديثه، ومن هؤلاء الإِمام مسلم الذي عرض كتابه على شيوخه أحمد وابن معين ونحوهم.

2 -

أن وصف أبي الزبير بالتدليس! إنما جاء من المتأخرين، أما معاصروه فلم يصفوه بذلك.

3 -

أن شعبة مع تشدده في التدليس روى حديث أبي الزبير المعنعن، ولم يَرُدّ حديثه.

4 -

لم يذكر من الأئمة راويًا ضعيفًا دلس عنه أبو الزبير. ومحمد بن مروان صدوق له أوهام كما في التقريب.

ص: 20

1241 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو خَيْثَمَة، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَزْرَةُ بن قَيْس، حدّثني أمُّ الفَيْض (2) أنها سمعتْ ابنَ مسعود رضي الله عنه، يقول عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَالَ ليلةَ عَرَفَةَ هَذِهِ العَشْرَ كلماتٍ ألْف مرةٍ، لم يَسألِ الله تعالى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إلَّا (3) قَطِيعَةَ رَحم أَوْ مأْثَم: سُبحانَ الَّذِي فِي السماءٍ عرشُه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سبيلُه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الجَنّة رحمتُه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي القُبور قَضاؤه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الهَواءِ نعمتُه (4)، سُبْحَانَ الَّذِي رَفع السماءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضع الْأَرْضَ (5)، سُبْحَانَ الذي لا مَنْجى منه إلَّا إليه".

(1) في (ب): "وقال أبو يَعلى".

(2)

تحرّفت كلمة "أمّ الفيض" إلى: "أم الفضل".

(3)

قوله: "إلا" سقط من (حس).

(4)

وفي المسند المطبوع: "روحه، بدل "نعمته".

(5)

في (ب): "الأرضين"، بصيغة الجمع.

ص: 21

1241 -

تخريجه:

هو في "المقصد العلي" للهيثمي (589).

وقد رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي "مُسْنَدِهِ"(5385) عَنْ أَبِي خيثمة، بهذا الإسناد.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف (10/ 426)، كتاب الدعاء: باب ما يدعى به ليلة عرفة، عن أحمد بن إسحاق، به.

ورواه الطبراني في "الكبير"(10554)، وفي "الدعاء"(876) عن موسى بن إسماعيل، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن عَزْرة، به.

ورواه الخطيب في المتفق كما في لسان الميزان (4/ 116) من طريق مسلم بن إبراهيم عن عزرة، به. =

ص: 21

= وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 252)، وقال: فيه عزرة بن قيس، ضعفه ابن مَعين.

ص: 22

الحكم عليه:

إسناده ضعيف، فيه عزرة بن قيس وهو ضعيف، ومدار الحديث عليه. وأم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان لم أقف على ترجمتها.

وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 353: 3057)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في كتاب الدعاء بسند ضعيف لضعف عزرة بن قيس.

ص: 22

1242 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:"لقد رَأى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشيةَ عرفة رافعًا يديه، فَيُرى (1) ما تحتَ إِبْطه"(2).

(1) في (ب): "ليُرى".

(2)

في (ب): "إبطيه" بالتثنية.

ص: 23

1242 -

تخريجه:

لم أجده في أيِّ من مصادر التخريج فيما بحثت فيه.

وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3073)، وعزاه لأحمد ابن منيع.

وقد ثبت في "صحيح البخاري، (2/ 517: 1031)، كتاب الاستسقاء: باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلَّا في الاستسقاء، حتى يُرى بياضُ إبطيه.

قال الحافظ ابن حجر في (الفتح، (2/ 517): إن غالب الأحاديث التي وردت في رفع الدعاء، إنما المراد به مدّ اليدين وبسطهما عند الدعاء، وكأنه عند الاستسقاء مع ذلك زاد فرفعهما إلى جهة وجهه حتى حاذتاه، وبه حينئذٍ يُرى بياضُ إبطيه.

ص: 23

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولعموم متنه (وهو رفع اليدين في الدعاء) شواهد صحيحة تقدم بعضها في التخريج.

ص: 23

1243 -

[1] حدثنا (1) سُريجُ بن النُعمان (2)، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سلمةَ عَنْ بِشْر بْنِ حَرْب، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قَالَ:"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ بعرفةَ، فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا، وَجَعَلَ ظَهرَ كفَّيه مِمّا يلي صدرَه".

(1) في (ب): "وقال أحمد بن مَنيع".

(2)

في جميع النّسخ: "شريح"، والتصويب من مصادر التخريج وكتب الرّجال.

ص: 24

1243 -

[1] تخريجه:

أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3072)، وعزاه لأحمد ابن منيع.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(10/ 287)، كتاب الدعاء: باب الرجل إذا دعا ببطن كفه، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

ورواه أحمد في "مسنده"(3/ 13، 14، 85، 96) بألفاظٍ متقاربة من طرق عن حماد بن سلمة، به بنحوه.

وقد أورد الهيثمي روايات أحمد كلها في "مجمع الزوائد"(10/ 168)، وقال: فيها بشر بن حرب، وهو ضعيف.

هذا، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أشار بظهر كفه إلى السماء، وإنما كان ذلك عندما كان يستسقي، وقد أخرج ذلك أحمد في "مسنده"(3/ 153)، ومسلم في "صحيحه" برقم (896: 6) من حديث أنس رضي الله عنه.

وانظر الطريق الذي بعده.

ص: 24

الحكم عليه:

إسناده فيه لين؛ لأجل بشر بن حرب.

وقال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3072): رواه أحمد بن منيع ومدار الطريقين على بشر بن حرب وهو ضعيف.

ص: 24

[2]

حَدَّثَنَا أَبُو نَصْر، ثنا حَمَّادٌ، بِلَفْظٍ: "وَقَفَ بعرفاتٍ، وقال هكذا

ورفَع يديه نحوَ ثَنْدُوَتِه" (1).

(1) في (ب) و (ك): " نحو صدره". والثَنْدُوَة -بفتح الثاء المثلَّثة-: ثَدْيُ الرَجُل. النهاية (1/ 223) مادة (ث ن د)، والمعجم الوسيط (1/ 101).

ص: 25

[2]

تخريجه:

رواه أحمد في "مسنده"(3/ 13) عن روح بن عبادة، و (3/ 96)، عن يونس بن يزيد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وزاد روح في روايته: وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض. وقال يونس: وجعل كفيه مما يلي وجهه، ورفعهما فوق ثندوته وأسفل من منكبيه.

وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق فانظره.

ص: 25

الحكم عليه:

يُنظر الذي قبله.

ص: 25

1244 -

وَقَالَ مسدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَيّاش الكَلْبي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهِ، قال: سَمعتُ ابنَ عباس رضي الله عنهما، يقول:" إن الله عز وجل يُباهي بأهل عرفةَ المَلائكةَ".

ص: 26

1244 -

تخريجه:

أخرجه بنحوه الفاكهي في "أخبار مكة"(2750) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بهذا الإسناد.

وللحديث شاهدان مرفوعان: أولهما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وقد أخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 224)، والطبراني في "الصغير"(575)، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 251)، وقال: رواه أحمد والطبراني في الصغير والكبير، ورجال أحمد موثّقون.

وثانيهما حديث أبي هريرة، أخرجه أحمد أيضًا (2/ 305)، وابن خزيمة في "صحيحه"(2839)، وابن حبان في "صحيحه" أيضًا (3852)، والحاكم في "مستدركه"(1/ 465)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 252)، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وكلا الحديثين بنحو لفظ حديث ابن عباس هذا، إلَّا أن فيهما زيادة [فيقول الله عز وجل:"انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا".

ص: 26

الحكم عليه:

رجال إسناده ثقات، غير عيّاش الكلبي لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل وهو موقوف على ابن عبّاس.

قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3075): رواه مسدّد موقوفًا.

ومتنه صحيح ثابت من غير طريق ابن عبّاس كما مرّ في التخريج.

ص: 26

1245 -

حَدَّثَنَا (1) بشْر -هُوَ ابنُ المفضَّل-، ثنا سُلَيْمَانُ بن سالم، عن سعيد (2) يَرْفَعُهُ (3):" أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بلالًا رضي الله عنه، غَدَاةَ جَمْعٍ ينادي في الناس: أَنْ أَنْصِتُوا أَو اصْمُتُوا، فَفَعَلَ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تعالى قَدْ تَطاول عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ، فَوَهَبَ مُسيئكم لمحسِنكم، وَوَهْبَ لمحسِنكم مَا سَأَلَ. ادْفعوا بِسْمِ الله".

(1) في (ب): "وقال مسدد".

(2)

في مختصر الإتحاف: "شعيب بن أبي حمزة"، ولعله الصواب.

(3)

في (ب): "يَرفعه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ".

ص: 27

1245 -

تخريجه:

أورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356: 3074)، وعزاه لمسدّد.

وللحديث شواهد:

أولها: عن بلال: وقد أخرجه ابن ماجه (3024)، وقال البوصيري في "الزوائد": هذا إسناد ضعيف، أبو سلمة لا يعرف اسمه، وهو مجهول. صححه الشيخ الألباني في "الصحيحة" بشواهده، الرقم (1624).

وثانيها: عن ابن عمر: وقد أخرجه الطبري في "التفسير"(3844)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 199). وثالثها: عن عبادة بن الصامت: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 17: 8831) بنحوه مطولًا، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 256 - 257)، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ولم أقف عليه عند الطبراني.

ورابعها: عن عاصم بن الحكم، سيرد في الحديث رقم (1246).

وخامسها: عن أنس، سيرد في الحديث رقم (1248).

ص: 27

الحكم عليه:

قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 356): رواه مسدّد معضلًا. قلت: لأن رواية شعيب بن أبي حمزة عن التابعين.

وفي إسناده سليمان بن سالم لم أعرف من هو.

ص: 28

1246 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَد، ثنا أَبِي، ثنا (1) طَالِبُ بْنُ سلم، حَدَّثَنِي أَهْلُنَا، أَنَّهُمْ سَمِعُوا (2) جَدِّي يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ: "أَلَا إن الله تعالى نَظَرَ إِلَى هَذَا الجَمْع، فقبِل مِنْ مُحْسِنهم، وَشَفَّعَ (3) مُحْسِنَهم فِي مُسِيئِهم، فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ جَمِيعًا".

(1) قوله: "ثنا" ساقط من (ب).

(2)

في الأصل: "أنه سمع".

(3)

في الأصل: "ويُشفَّع".

_________

ص: 29

1246 -

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى في المسند (12/ 218: 6833)، به بلفظه.

ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 113) به بلفظه، لكن فيه: حدثنا طالب بن مسلم -كذا وهو تحريف، والصواب سلم- بن عاصم بن الحكم، حدثني بعض أهلي: أن جدّي حدثه

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 252)، كتاب الحج، باب الخروج إلى مني وعرفة، بلفظه، وقال: رواه أبو يعلى، وفي إسناده من لم أعرفهم.

وذكره المصنّف في الإصابة (2/ 336)، بلفظه، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: قال ابن فتحون: ويُحتمل أن يكون عاصم -يعني جدّ طالب بن سلم- هذا أخًا لمعاوية بن الحكم السُلَمي من جملة إخوته.

ص: 29

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة التابعي، وطالب بن سلم لم أجد من تكلم فيه بجرح أو تعديل. وتقدم ما يشهد له عند الحديث رقم (1245).

وذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3078)، وقال: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.

ص: 29

1247 -

وقال عَبْد (1): حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي (2) دَاوُدَ السَبيعي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سمعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَبْقَى أحدٌ يومَ عَرفةَ فِي قَلْبِهِ مِثقالُ ذرّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، إلَّا غَفر اللَّهُ تعالى لَهُ: قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: أَلِأَهْلِ المُعَرَّف (3)، يَا رسولَ الله، أم للناس عامّةً؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل للناس عامَةً".

(1) في (ب): "قال عَبد بن حُميد". ولم يرد هذا الحديث في (ك).

(2)

في الأصل: "عن ابن داود".

(3)

المعرَّف: اسم المفعول من عَرّف. وعَرّف تعريفًا: وقف بِعرَفات، والمعرَّف: الوقوف بعرفَة. النهاية (3/ 218)، والمصباح المنير (ص 154) مادة (ع رف).

ص: 30

1247 -

تخريجه:

هو عند عبد بن حميد في المنتخب (2/ 48: 840) بهذا الإسناد.

وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3077)، وقال: رواه عبد بن حميد.

وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 252)، وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو داود الأعمى، وهو ضعيف جدًا.

ولم أقف عليه عند الطبراني في الكبير.

ص: 30

الحكم عليه:

إسناده ضعيف جدًا؛ لأجل أبي داود السبيعي الأعمى وهو متروك، وتقدّم ما يشهد لمتنه عند الحديث رقم (1245).

ص: 30

1248 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا شُجاع بْنُ أبي نَصْر البَلْخي، ثنا صَالِحٌ المُرّي، عَنْ يَزِيدَ الرَقاشي، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي الملائكةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَقْبَلُوا يَضربون إِلَيَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، شُعْثًا غُبْرًا. اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ أجبتُ دُعاءَهم ووهبتُ مُسيئَهم لمحسِنِهم، وأعطيتُ مُحْسِنَهم مَا سَأل، إلَّا التَبعاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ. فَلَمَّا أَفَاضُوا وأتوْا جَمْعًا، عَاودوا اللَّهَ تعالى في المسألة، فيقول الله تعالى: يَا مَلَائِكَتِي، عِبَادِي عَاوَدُونِي (1) فِي الْمَسْأَلَةِ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ أجبتُ دعاءَهم، ووهبتُ مسيئَهم لِمُحْسِنِهِمْ، وأعطيتُ لمحسِنهم مَا سَأَلنِي، وكَفَلْتُ عَنْهُمُ التبعاتِ الَتي بَيْنَهُمْ".

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا صَالِحٌ -هُوَ المُرّي- نحوَه، وَفِيهِ:"وأعطيتُ محسنَهم جميعَ مَا سَأَلُونِي (2)، غيرَ التبعاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ" وَفِيهِ: "مَلائكتي، عِبَادِي وَقَفُوا فَعادُوا (3) إلى الرغبة والطلب، فأشهدكم أني أجبتُ دعاءَهم" إلى آخره.

(1) في الأصل: "عَادُوني في المسألة".

(2)

في (ب): "ما سَألني".

(3)

في (عم): "فَعَاوَدوا".

ص: 31

1248 -

تخريجه:

هو عند أبي يعلى في "مسنده"(7/ 140: 4106).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 257)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه صالح المري، وهو ضعيف. =

ص: 31

= وأورده البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3076)، وعزاه لأبي يعلى وابن منيع.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تطوّل على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة"

إلى قوله: "من كل فجٍّ عميق" ساق نحوه من حديث جابر الطويل في الحديث رقم (1240).

وقد ثبت أن الله عز وجل يباهي بأهل عرفة الملائكة، وقد ذكرتُ الأحاديث التي تثبت ذلك عند حديث ابن عباس برقم (1244).

وأما قوله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل: "ووهبت مسيئهم إلى محسنهم"، فقد سلف ما يشهد له عند الحديث رقم (1245).

ص: 32

الحكم عليه:

قال البوصيري في مختصر الإتحاف (4/ 357: 3076): رواه ابن منيع وأبو يعلى ومدار إسناديهما على يزيد الرّقاشي وهو ضعيف.

قلت: وفيه صالح المرّي وهو ضعيف أيضًا.

وقال ابن حجر في الحجاج في عموم المغفرة للحجّاج (ص 27): وهذا السند ضعيف، فإن صالح المرّي وشيخه ضعيفان.

ص: 32