الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - بَابُ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
1320 -
[1] مسدَّد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله، عن عمر بن محمد، عن أبيه قال: إنَّ ابنَ عمر رضي الله عنهما، كَانَ إِذَا قَدِم مِنْ سَفر صلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَتَى القبرَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رسولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السلام عليك يا أبه!
[2]
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفر بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى القبرَ، فذكر مثلَه.
* صحيح موقوف.
1320 -
تخريجه:
هذا الأثر أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(3/ 576: 6724)، عن معمر، عن أيوب. وأخرجه عن عبد الله بن عمر أيضًا .. كلاهما -أي أيوب وعبد الله بن عمر-، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يذكر فيه الصلاة ركعتين. قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر، فقال: لا نعلم أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فعل ذلك إلَّا ابن عمر.
قلت: وطريق عبد الرزاق الأول صحيح على شرط الشيخين.
وقد أورد هذا الأثر ابن عبد البر في "الاستذكار"(2/ 163).
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح، موقوف على ابن عمر.
1321 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْل بْنِ أَبِي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَجْعَلُنّ قَبري وَثَنًا".
1321 -
تخريجه:
هو عند أبي يعلى في "مسنده"(12/ 33: 6681) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.
وزاد في لفظه: "لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
وأورده الهيثمي في المقصد العلي بزوائد مسند أبي يعلى الموصلي رقم (615).
وأخرجه الحميدي في "مسنده"(2/ 445)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 317)، وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 44)، وأخرجه أحمد في "مسنده"(2/ 246)، كلاهما: الحميدي وأحمد، عن سفيان، عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل، به. بزيادة أبي يعلى، ولكن بلفظ "اللهم لا تجعل قبري وثنًا
…
".
قال أبو نعيم: غربب من حديث حمزة تفرد عنه سفيان.
وأخرجه ابن عبد البر أيضًا (5/ 43) من طريق محمد بن الحسن الكرماني، عن سفيان، عن حمزة، عن سهيل، به بلفظ:"لا تتخذوا قبري وثنًا".
والحديث بلفظ أبي يعلى أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 2 - 3)، وقال: فيه إسحاق بن أبي إسرائيل، وفيه كلام لوقفه في القرآن، وبقية رجاله ثقات.
وقد رواه غيره فقالوا: عن سفيان عن حمزة بن المغيرة عن سهيل به، وإسنادهم أصحّ.
وللحديث شاهد مرسل على شرط الشيخين أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(1/ 406: 1587) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُصلى إليه، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
الحكم عليه:
إسناده صحيح، وقد تابع إسحاق بن أبي إسرائيل عليه أحمد والحميدي غير أنهم زادوا في إسناده حمزة بن المغيرة، وهذا لا يضرّ؛ لأنه من المزيد في متصل الأسانيد، وسفيان بن عيينة قد روى عن سهيل بن أبي صالح من غير واسطة كما في تهذيب الكمال (11/ 180).
1322 -
وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا سَوّار بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْجَرَّاحِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، عَنْ عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَن زَار قَبري -أَوْ قَالَ: مَن زَارني- كنتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا. ومَن مَاتَ فِي أَحَدِ الحَرمين بَعثه اللَّهُ عز وجل فِي الآمِنِين يومَ القيامة".
1322 -
تخريجه:
أخرجه البيهقي (5/ 245) في كتاب الحج، بَابُ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من طريق أبي داود به بلفظه.
وقد وقع اختلاف في متن الحديث وسنده.
فرواه العقيلي من طريق شعبة عن سوار بن ميمون عن هارون بن قزعة، عن رجل من آل الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"مَن زارني متعمدًا كان في جوار الله يوم القيامة، وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ في الأمنين يومَ القيامة".
وقال العقيلي: والرواية في هذا لينة. الضعفاء (4/ 362).
وأخرجه الدارقطني في السنن (2/ 278) من طريق محمد بن الوليد البسري، أنا وكيع، أنا خالد بن أبي خالد وأبو عون عن الشعبي والأسود بن ميمون عن هارون بن قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب، بلفظ قريب منه.
وقد رُوي أجل هذا الحديث عن ابن عمر، وابن عباس وأنس.
أما عن ابن عمر، فقد رُوي من ثلاثة أوجه:
أولًا: عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، رواه الطبراني (12/ 406: 13496)، وابن عدي (2/ 790)، والدارقطني في السنن (2/ 278)، والبيهقي في السنن (5/ 246)، من طريق عائشة بنت يونس وحفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم به، بشطره الأول. وقال البيهقي: تفرَّد به حفص وهو ضعيف.
= وأما عائشة بنت يونس فهي مجهولة، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 2).
ثانيًا: رُوي عن موسى بن هلال العبدي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عن ابن عمر، رواه العقيلي في الضعفاء (4/ 170)، وابن عدي في الكامل (6/ 2350)، والدارقطني في السنن (2/ 278)، الدولابي في الكنى (2/ 64)، كلهم من طريق موسى بن هلال به، بنحوه.
وموسى بن هلال، وإن كان صالح الحديث. الميزان 4/ 225. إلَّا أنه لم يلحق بعبيد الله العُمري الكبير أبي عثمان، فتعيّن أن يكون رواه عن أخيه عبد الله العمري الصغير، وهو ضعيف. ويدل على هذا كون الدولابي أخرج الحديث فيمن كنيتهم أبو عبد الرحمن، وهي كنية عبد الله العمري الصغير.
ثالثًا: ورُوي من طريق قتيبة عن عبد الله بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه، عن ابن عمر. أخرجه البزار، كشف الأستار (2/ 57)، ثم قال: عبد الله بن إبراهيم لم يتابع على هذا، وإنما يكتب ما يتفرد به (كذا).
وأما حديث ابن عباس، فقد أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 457)، من طريق فَضالة بن سعيد بن زميل، ثنا محمد بن يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس، بنحو حديث الطيالسي.
وأما حديث أنس بن مالك، فقد ذكره الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 267)، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في القبور، قال: أنا سعيد بن عثمان الجرجاني، أنا ابن أبي فُديك، أنا أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي عن أنس بمعناه.
وذكره الألباني في إرواء الغيل (4/ 340)، وعزاه إلى ابن النجار في تاريخ المدينة (ص 397)، عن محمد بن مقاتل، ثنا جعفر بن هارون، ثنا إسماعيل بن المهدي، عن أنس مرفوعًا. وسليمان بن يزيد الكعبي ضعيف، وأما إسماعيل بن =
= مهدي فلم أقف له على ترجمة. وقال الألباني: وأظنه محرفًا من سمعان بن مهدي، فإن كان هو فقد قال عنه الذهبي في الميزان (2/ 234): سمعان بن مهدي عن أنس بن مالك، حيوان لا يعرف أُلصقت به مكذوبة.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لجهالة شيخ أبي داود الطيالسي، وجهالة راوٍ من آل عمر، والاضطرابِ في سند الحديث ومتنه، كما أن شواهدَ الحديث كلّها ضعيفة.
1323 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن حَجّ فَزَارَني بَعد وفَاتي، كان كمَن زارني في حياتي".
1323 -
تخريجه:
لم أقف عليه في مسند أبي يعلى، فلعله في "المسند الكبير".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 406: 13497)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 790)، والدارقطني في السنن (2/ 278)، والبيهقي في "السنن الكبري"(5/ 246)، وفي "شعب الإيمان" (3/ 489: 4154) من طرق عن أبي الربيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في مجمع البحرين (3/ 286: 1830)، والبيهقي في "الشعب" (3/ 489: 4155) من طريق محمد بن بكار، والبيهقي في "السنن"(5/ 246) من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن حفص بن أبي داود، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 2)، وقال: فيه حفص بن أبي داود القارئ، وثقه أحمد، وضعفه جماعةٌ من الأئمة.
وأخرجه أيضًا الطبراني في "الكبير"(12/ 406: 13496)، وفي "الأوسط" كما في مجمع البحرين (3/ 285: 1829) من طريق عائشة بنت يونس امرأة ليث بن أبي سليم، عن مجاهد ، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 2)، وقال: فيه عائشة بنت يونس، ولم أجد من ترجمها.
والحديث قد أورده الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير"(2/ 266)، وضعّفه. وقال عنه الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (4/ 335): منكر.
الحكم عليه:
إسناده ضعيف جدًا؛ فيه حفص بن أبي داود، وهو ضعيف جدًا. وضعّفه ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 266)، وقال الألباني في الإرواء (4/ 335): منكر.
1324 -
[1] وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبابَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ -مِنْ وَلَدِ ذِي الْجَنَاحَيْنِ- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجِيءُ إِلَى خَوْخة (1) كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَدَعَاهُ فَقَالَ: أَلَاّ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سمعتُه مِنْ أَبِي عَنْ جَدِّي رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ:"لَا تَتَّخِذوا قَبْري عِيدًا، وَلَا بُيوتكم قُبورًا، وصَلّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاتكم وتَسْلِيمَكم يَبْلُغُني حَيثما كُنْتُمْ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
(1) جاء في (ب): "إلى فرجة"، وهي بمعنى خَوْخة.
1324 -
تخريجه:
لم أقف عليه في "مصنف ابن أبي شيبة"، فلعله في "مسنده".
وأخرجه أبو يعلى (1/ 361: 469) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 25) من طريق ابن أبي أويس، عن جعفر ابن إبراهيم، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(3/ 577: 6726) عن سفيان الثوري، عن ابن عجلان، عن رجل يقال له سهيل، عن الحسن بن الحسن بن عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 3)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه جعفر بن إبراهيم الجعفري، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحًا، وبقية رجاله ثقات.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة: أخرجه أحمد في "المسند"(2/ 367)، وأبو داود (2/ 534: 3042)، وقد حسن إسناده الشيخ الألباني في "تعليقه على =
= مشكاة المصابيح" برقم (926)، وفي كتابه "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" (ص 142).
الحكم عليه:
إسناده ضعيف؛ لأن جعفر بن إبراهيم في روايته عن علي بن عمر عن أبيه لين كما أشار ابن حبّان في الثقات (8/ 160).
والحديث حسن بمتابعة عبد الرزاق كما في التخريج، وله شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد حسن.