الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوليّة (1) فنفضها فوجده على القطع (2) فنفضه فوجده بين السرجين، فأخذ السوط وقال: من أنت؟
فقال: أنا إزب (3).
قال: وما إزب؟
قال: رجل من الجنّ.
قال: افتح فاك.
ففعل. فقال: أهكذا خلوقكم؟ لقد شوّهها الله.
ثمّ قلب السوط فوضعه في رأس إزب حتى باص (4) - يعني سبقه وتقدّمه.
1482 - عبد الله بن الزّبير الأسديّ الشاعر [- 75]
(5)
[151 ب] عبد الله بن الزّبير (6) - بفتح الزاي وكسر الباء الموحّدة- الأشيم بن الأعشى (7) بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعيزة (8) بن الحرث بن ثعلبة بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، أبو كثير، ويقال: أبو سعد، الأسديّ.
شاعر معروف من أهل الكوفة.
قدم دمشق وامتدح معاوية بن أبي سفيان، وابنه يزيد بن معاوية، وابن ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية.
ودخل مصر ومدح عبد العزيز بن مروان بأشعار كثيرة.
وله أخبار مع عبد الله بن الزبير بن العوّام.
وله أخبار مع الحجّاج بن يوسف، وله شعر كثير في بني أميّة.
قال المرزباني: هو كوفيّ حجّة، وكان من شعراء بني أسد ونبلائهم، وقال الشعر في أيّام عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وهو القائل لمّا قتل عبيد الله بن زياد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة [الطويل] (1*):
[ف] إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري
…
إلى هاني في السوق وابن عقيل (2*)
تري جسدا قد هدم السيف وجهه
…
ونضح دم قد سال كلّ مسيل
ولمّا دخل الحجّاج الكوفة وخطب بها خطبته المشهورة وقتل عمير بن ضابئ البرجمي ونفذ بعث المهلّب، كان ابن الزّبير فيهم فخرج على وجهه وقال [الطويل]:
أقول لعبد الله لمّا لقيته
…
أرى الأمر أمسى منصبا متشعّبا (3*)
تجهّز فإمّا أن تزور ابن ضابئ
…
عميرا، وإمّا أن تزور المهلّبا
(1) الولية: البرذعة (حاشية). وكذلك في القاموس.
(2)
القطع: الطنفسة (حاشية). وفي القاموس: البساط تحت الراكب.
(3)
الإزب: القصير الغليظ (حاشية).
(4)
باصه بوصا: هرب منه واستتر.
(5)
في ترجمة ابن الزبير الشاعر: الأغاني 14/ 208 - الخزانة 2/ 264 - ابن سلّام 146 - الأعلام 4/ 218 - الوافي 17/ 180 (162) - مختصر ابن عساكر، 12/ 210 (114) - ديوانه نشر يحيى الجبوري بغداد 1957.
(6)
حاشية: الزبير من أسماء الدواهي. والزبير: حمأة البئر (أي طينها) وبه سمّي الزبير. وأنشد [المتقارب]:
وقد جرّب الناس آل الزبير
…
فلاقوا من آل الزبير الزّبيرا
(7)
وليس في بني أسد أعشى سوى هذا (الحاشية).
(8)
في الأغاني: عمرو بن قعين.
(1*) انظر شعر عبد الله بن الزبير تحقيق يحيى الجبوري بغداد 1974 ص ص 115 - 117
(2*) في المخطوط: وهو قتيل بالإقواء. والإصلاح من حاشية بالمخطوط.
(3*) منصبا: هالكا (حاشية). وانظر الخزانة 7/ 54، وديوانه ص 54، وصدر البيت الأوّل: أقول لإبراهيم
…
فما إن أرى الحجّاج يغمد سيفه
…
مدى الدهر حتى يترك الطفل أشيبا
هما خطّتا خسف نجاؤك منهما
…
ركوبك حوليّا من الثّلج أشهبا (1)
فأضحى ولو كانت خراسان دونه
…
رآها مكان السوق أو هي أقربا
وهو الذي أتى عبد الله بن الزبير بن العوّام مستحملا فحرمه، فقال: لعن الله ناقة حملتني إليك!
فقال له ابن الزبير: إنّ (2) وراكبها!
ودخل على مصعب بن الزبير بالعراق، فقال له مصعب: أنت الذي تقول [الطويل]:
إلى رجب أو غرّة الشهر بعده
…
توافيكم بيض المنايا وسودها
ثمانون ألفا دين عثمان دينها
…
مسوّمة جبريل فيها يقودها (3)
ففزع ابن الزّبير، ثم قال: نعم، أمتع الله بك.
فعفا عنه وأعظم جائزته، فخرج من عنده وهو يقول [الطويل] (4):
جزى الله عنّا مصعبا إنّ فضله
…
يعيش به الجاني ومن ليس جانيا [152 أ]
ويعفو عن الذنب العظيم اجترامه
…
ويوليك من إحسان ما لست ناسيا
وكفّ بصر عبد الله بن الزبير بعد ذلك فسمع كلام عبيد الله بن ظبيان بعد قتل مصعب بن الزبير فسأل عنه قائده فقال: هذا قاتل مصعب بن الزبير فقال: أدركه بي! » (1*)
فلمّا لحقه قال له [الطويل]:
أبا مطر شلّت يمين تفرّعت
…
بسيفك رأس ابن الحواريّ مصعب
قتلت فتى كانت يداه بفضله
…
تسحّان سحّ العارض المتصوّب
أغرّ كضوء البدر صورة وجهه
…
إذا ما بدا في الجحفل المتكثب
فقال: نعم. والله ما أفلحنا بعده ولا أنجحنا.
فهل من توبة؟
فقال له ابن الزّبير: سبق السيف العذل!
وله في عبد العزيز بن مروان، من أبيات- وتروى لعبد الله بن همّام السلوليّ [المتقارب] (2*):
ولا يستحي الناس أن يعدلوا
…
بعبد العزيز بن يعلى أميرا
وكان عبد العزيز إذا أمطرت السماء بمصر نثر على أصحابه الدنانير والدراهم إلى أن تكفّ السماء فقال عبد الله بن الزّبير، وحضر ذلك [المتقارب] (3*):
لقد هطلت كفّ عبد العزيز
…
لجينا وتبرا على مجتديه [152 ب]
بجود ابن ليلى تنال المنى
…
ويحظى المرجّي بما يرتجيه
وله [الطويل](4*):
إذا ركبوا الأعواد [قالوا] فأحسنوا
…
ولكنّ حسن القول خالفه الفعل
(1) الثلج مفرده الأثلج: الفرس النشيط السريع (خزانة 7/ 55).
(2)
انظر في الخزانة 11/ 215: تأويل «إنّ» بنعم.
(3)
في الأغاني 14/ 220: إلى رجب السبعين (سنة 70).
وفي البيت الأوّل: تصبّحكم عوض: توافيكم. وفي البيت الثاني:
…
نصر مروان دينهم
…
كتائب فيها جبرائيل يقودها
وانظر الديوان ص ص 74 - 78.
(4)
الديوان ص 138.
(1*) انظر الديوان ص 56.
(2*) ليس البيت في ديوان ابن الزبير ولا في ابن همام.
(3*) ليس البيت في ديوانه.
(4*) انظر الديوان ص 106.