الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القضاعيّ: كان نقل الجماعة عن السّامرّيّ أنّه قرأ على الكسائيّ الصغير. قال الصوريّ: فبلغني أنّه كتب في ذلك إلى بغداد يسأل عن وفاة الكسائيّ فكان الأمر في ذلك بعيدا.
قال العلّامة أثير الدين أبو حيّان: وبين وفاة محمد بن يحيى ومولد أبي أحمد السامرّي نحو من سبع سنين: مات محمد بن يحيى سنة ثمان وثمانين ومائتين، ومولد أبي أحمد سنة خمس أو ستّ وتسعين، على الشكّ منه.
قال الذهبي: وأمّا أبو عمرو الدانيّ، فإنّما روى هذه القراءة عن فارس بن أحمد عن أبي أحمد، قال: قرأت بها على ابن مجاهد. (قال) أمّا محمد بن يحيى الكسائيّ [ف] عن الليث عن الكسائيّ. وأمّا أبو القاسم الهذليّ وأبو القاسم الفحّام وغيرهما ممّن عنده طرق أبي أحمد السامرّي فلم يوردوا طريق السامريّ عن محمد بن يحيى أصلا. وقد قرأ بهذه الرواية أبو الحسن بن شنّبوذ على محمد بن يحيى، وتلا أبو أحمد السامريّ على ابن شنّبوذ بعده روايات، فلعلّه سبقه لسانه أو قلمه في كتابته الإجازة لجماعة فأسقط ابن شنّبوذ. (قال الذهبيّ) وقد سألت أبا حيّان محمد بن يوسف الأندلسيّ عن أبي أحمد فأثنى عليه ووثّقه ومشّى أمره.
وقال الداني: سمعت فارسا يقول: سمعت عبد الله بن الحسين السامريّ يقول: كنّا نقرأ على أبي العبّاس الأشنانيّ خفية من ابن مجاهد، فكنّا نباكر إليه فنجلس عند المسجد ننتظر مجيء الشيخ، فربّما خطر علينا ابن مجاهد فيقول لنا:
أحسنتم! الزموا الشيخ!
توفّي أبو أحمد بمصر ليلة السبت، ودفن من يوم السبت لثمان بقين من المحرّم سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة. ودفن بالأندلس من القرافة.
1491 - الحافظ ابن بصيلة [552 - 598]
(1*)
[159 أ] عبد الله بن خلف بن رافع بن ريش بن عبد الله، الحافظ، أبو محمد، المسكيّ الأصل، الشارعيّ المولد والدار، المعروف بابن بصيلة.
مولده في السابع عشر من ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة خارج القاهرة بالشارع.
وتوفّي به في الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
وكان حافظا محصّلا عالما بالتواريخ والوفيات. وجمع مجاميع مفيدة. وله أجزاء من كتاب «الدرّ المنظّم في فضل من سكن المقطّم» أحسن فيه ما شاء، وجعله على الطبقات مع أنّه لا يصنّف على الطبقات إلّا الواثق بحفظه، فإنّ الغلط فيها يكثر بأن يقصّر برجل عن درجته أو يرفعه فوق درجته. إلّا أنّه لم يكمله.
وشرع في تاريخ مصر وخرّج منه أشياء وعجز عن إكماله لضيق يده.
والمسكيّ نسبة إلى مسكة، قرية بالساحل قريبة من عسقلان. ومن الناس من يضبطها بفتح الميم، ومنهم من يضبطها بكسرها.
1492 - ابن بقيّ البيّاسيّ الأندلسيّ المقرئ [- بعد 540]
(2*)
عبد الله بن خلف بن بقيّ، الأستاذ أبو محمد، القيسيّ، الأندلسيّ، البيّاسيّ، المقرئ.
أخذ القراءات بمرسية عن أبي الحسن البياز، وبشاطبة عن أبي الحسن بن الدوش.
(1*) التكملة، 1/ 426 (667)، والنقل منها واضح.
(2*) غاية النهاية، 1/ 418 (1766) - معرفة القرّاء الكبار رقم 459، والترجمة منقولة بحذافيرها من الذهبيّ. وقال ياقوت: بيّاسة في كورة جيّان.
وسمع من أبي بحر سفيان بن العاص، وعبد العزيز بن عبادة [الجيّاني].
وقدم مصر حاجّا فقرأ على ابن الفحّام، وأبي بكر بن عبد الجليل، وأبي محمد عبد الله بن عمر العرجاء إمام المقام.
وكان من أصحاب ابن نفيس، وعبد الباقي بن فارس، فبرع في القراءات ورأس فيها، مع الصلاح والزهد والجهاد.
قرأ عليه أبو بكر محمد بن حسنون [البيّاسيّ] وغيره.
توفّي بعد الأربعين وخمسمائة، وقد شاخ.
1493 -
عبد الله بن دسومة (1)[- قبل 270]
[160 أ] أقامه أحمد بن طولون أمينا على أبي أيّوب أحمد بن محمد بن شجاع (1) لمّا أقرّه على الخراج من قبله، وجعل نعيما المعروف بأمين الذويب عينا عليهما.
وكان عبد الله شهما واسع الحيلة بخيل الكفّ زاهدا في شكر الشاكر يرى أنّ الثناء ممّن يعمل معه الجميل إنّما هو حيلة من القاصد على المقصود لينال بها ما يريده. وكان لا يهشّ إلى شيء من أعمال البرّ. وكان فيه مع هذا سعاية، فمقته الناس وكثر الدعاء عليه.
وكان أحمد بن طولون رقيبا على نفسه يتصدّق في إثر الإساءة إذا جرت منه إلى أحد بصدقات جليلة ويتضرّع إلى الله تعالى في تمحيص ما جناه، وكان بذلك يوقّى ويكفى وينصر.
فلمّا ورد عليه كتاب أمير المؤمنين المعتمد على الله بردّ الخراج إليه وزاده خراج الثغور
الشاميّة رغب بنفسه عن أدناس المعاون ومرافقها فأمر بتركها وكتب بإسقاطها في سائر الأعمال، ومنع المتقبّلين من الفسخ على المزارعين، وحظر الارتفاق على العمّال. وكان قبل إسقاط المرافق بمصر قد شاور عبد الله بن دسومة في ذلك فقال:
إن أمّنني الأمير تكلّمت بما عندي.
فقال: قد أمّنك الله عز وجل.
فقال: أيّها الأمير، إنّ الدنيا والآخرة ضرّتان، والحازم من لم يخلط إحداهما مع الأخرى.
والمفرّط من خلط بينهما فتتلف أعماله ويبطل سعيه. وأفعال الأمير أيّده الله [أفعال] الخير، وتوكّله توكّل الزهّاد. وليس مثلك من ركب خطّة لم يحكمها. ولو كنّا نثق بالنصر دائما طول العمر لما كان شيء آثر عندنا من التضييق على أنفسنا في العاجل لعمارة الآجل. ولكنّ الإنسان قصيرالعمر كثير المصائب مدفوع إلى الآفات. وترك الإنسان ما قد أمكنه وصار في يده تضييع. ولعلّ الذي حماه نفسه يكون سعادة لمن يأتي بعده فيفوز ذلك بما قد حرمه هو. ويجتمع للأمير أيّده الله ممّا قد عزم على إسقاطه من المرافق في السنة بمصر دون غيرها مائة ألف دينار. وإن فسخ ضياع الأمراء والمتقبّلين في هذه السنة لأنّها سنة ظمإ توجب الفسخ زاد مال البلد وتوفّر توفيرا عظيما ينضاف إلى مال المرافق، فضبط به الأمير أيّده الله أمر دنياه. وهذه طريقة خدمة الدنيا وإحكام أمور [160 ب] الرئاسة والسياسة. وكلّ ما عدل إليه الأمير أيّده الله من غير هذا مفسد لدنياه. وهذا رأيي، والأمير أيّده الله على ما عساه يراه.
فقال له أحمد بن طولون: ننظر في هذا إن شاء الله.
وشغل قلبه كلام ابن دسومة فبات في تلك الليلة بعد أن مضى أكثر الليل يفكّر في كلامه.
(1) الخطط 2/ 266 (ابن دسومة)، و 2/ 250 (أبو أيّوب ابن الشجاع) ..