الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأتى بأسارى فضرب أعناقهم، فمدّ عنقه وقال: اضرب.
فدعا بنقرة من نحاس فملئت زيتا. فذكر بنحو ما تقدّم. [198 ب] وروي أنّه حبس في بيت وعنده لحم خنزير مشويّ وخمر ممزوج فلم يأكل ولم يشرب.
1527 - عبد الله بن عبّاس [3 - 69]
(1)
[199 أ] عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب- وهو شيبة الحمد- بن هاشم- وهو عمرو- بن عبد مناف- وهو المغيرة- بن قصيّ- وهو زيد- بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، حبر الأمّة وترجمان القرآن، أبو العبّاس، ابن أبي الفضل، القرشيّ، الهاشميّ، رضي الله عنه.
[العبّاس بن عبد المطّلب أبوه]
(2)
كان أبوه العبّاس، عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخا أبيه عبد الله بن عبد المطّلب لأبيه.
وأمّ العبّاس نتيلة ابنة جناب بن كليب بن مالك ابن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر- وهو الضّحيان- بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، من بني القرّيّة.
والقرّيّة (3) أمّ بني عمرو بن عامر، وهي أيضا أمّ ضرار بن عبد المطّلب.
وكان العبّاس أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث
سنين: ولد قبل الفيل بثلاث سنين.
وكان محبّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مائلا إليه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزله فيقيل فيه.
وأسلمت لبابة امرأته حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت ثالثة النساء أو ثانيتهنّ بعد خديجة.
واعتقد البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الأنصار يوم العقبة على رقبة وقريش تطلبه. وكان العبّاس يهاب قومه فيكتم إسلامه.
وكان ذا مال فيفرّق على قريش. وكان يحامي على مكرمته ومكرمة بني عبد المطّلب من السقاية والرفادة (1*) ويخاف خروجها من يده. فخرج مع المشركين يوم بدر، وأطعم تجلّدا مع المطعمين، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر المشركين. فأسر يومئذ وفدى نفسه وعاد إلى مكّة.
وخرج مجاهرا بإسلامه فلقي النبيّ صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة وهو يريد مكّة فشهد معه فتح مكّة، وحنينا.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلّه إجلال الولد والده.
واستسقى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام الرمادة فسقوا.
ولم يمرّ العبّاس بعمر وعثمان، رضي الله عنهما، وهما راكبان وهو راجل إلّا نزلا له حتّى يجوزهما، إجلالا له، أو يمشيان معه حتى يبلغ منزله أو مجلسه.
وكفّ [199 ب] بصره قبل موته بخمس سنين.
وتوفّي في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة. ودفن بالبقيع بعد ما صلّى
(1) الوفيات 3/ 62 (338) - أسد الغابة 3035 - نكت الهميان 180،
(2)
ترجمة العبّاس بن عبد المطّلب: أسد الغابة 2797.
(3)
جمهرة ابن حزم، 15.
(1*) الرفادة كانت للحارث بن عامر، من بني نوفل (لا لعبد المطّلب). وهي «ما كانت تخرجه من أموالها وترفد به منقطع الحاجّ» (العقد 3/ 314) - وقال في مكان آخر:
الرفادة لبني أسد (4/ 10).