الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طريدان مجفوّان في مثل عيشنا
…
وخيف مكانانا بكلّ مكان
فمن ير ممسانا وملقى رحالنا
…
من الناس يحسب أنّنا سبعان
فأخذه نجدة بن عامر أحد الخوارج فقال له:
ارم، وأرني رميك.
قال: مر بقربة تملأ، ثم ضع عليها ثلاث بعرات، ثمّ سلني أيّهنّ شئت أرميها، ولا أصيب القربة.
ففعل ذلك وقال: ارم الوسطى.
فرماها ولم يصب القربة. ثمّ الثانية، ثمّ الثالثة فقال نجدة: لا ترمنا مع المشركين أبدا! -[16 ب] وقطع يده. فقال [الطويل]:
يدي يا أمير المؤمنين أعيذها
…
بعفوك من عار عليها يشينها (1)
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها
…
إذا ما شمال فارقتها يمينها
1426 - طوطيس بن ماليا
(2)
[17 أ] طوطيس بن ماليا بن فربتا بن ماليق بن تدارس بن صابن مرقوس بن صا ابن قبط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام.
ملك بعد ما قتل أباه ماليا، وجلس على تخت الملك بمدينة منف. وكان جبّارا جريئا شديد البأس مهابا. فلمّا دخل عليه أشراف مدينة منف للهناء، أمرهم بالإقبال على ما يعنيهم، واشتغالهم بمصالحهم. ووعدهم بالإحسان إليهم.
وتزعم القبط أنّ طوطيس هذا أوّل الفراعنة السبعة، وهو فرعون بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه.
وقبل: بل فراعنة مصر من ولد دان بن فهلوج بن أمراز بن أشوذ بن سام بن نوح.
والمشهور أنّهم من العماليق، منهم الربان بن الوليد، وهو فرعون إبراهيم. ومنهم الوليد بن مصعد، فرعون موسى.
ومنهم سنار بن علوان.
ويقال فرعون إبراهيم اسمه عمرو بن امرئ القيس بن بابليون بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وقيل: فراعنة مصر من عملاق الأوّل بن لاوز بن سام بن نوح.
وقيل: فرعون إبراهيم هو سنان الأسل بن علوان بن عبيد بن عريج بن عمليق بن بلقع بن عابر بن اشليحا بن لوذ بن نوح.
وكان من خبر إبراهيم- سلام الله عليه- معه، أنّه قدم إلى مصر بزوجته سارّة. فعند ما رآها الحرس الموكّلون بأبواب مدينة منف عجبوا من حسنها فرفعوا خبرها إلى طوطيس. فأمر وزيره فأحضر إبراهيم عليه السلام، وسأله عنها. وبعث بها إلى طوطيس. فأكرمها الله وكفّ عنها طوطيس، وجفّت يده لمّا مدّها إليها حتى دعت الله سبحانه فخلّصها. وهابها طوطيس وبعث بها إلى ابنته حوريا فأكرمتها وأعادتها إلى إبراهيم (عم). ووهبتها «هاجر» أمّ إسماعيل.
وخرج بها إبراهيم (1*). من مصر كما ذكر في خبر إبراهيم وسارّة وهاجر من هذا الكتاب.
وطوطيس هو الذي [17 ب] حفر الخليج من النيل حتّى صبّ في بحر الملح لتصل السفن فيه حتّى تصل إلى مكّة بالغلال وغيرها توسعة على
(1) في الديوان، 40:
…
بحقويك أن تلقى بملقى يهينها.
(2)
الورقة طيّارة ملصقة أفقيّا.
(1*) ترجمة إبراهيم الخليل هي أولى تراجم المقفّى.
هاجر، فأحيى أرض الحجاز وأهلها مدّة حتّى سمّته العرب من جرهم وغيرها بالصادق.
ويقال إنّه إنّما سمّي فرعون لإسرافه في القتل وخروجه فيه عن الحدّ حتى قتل أقاربه وأهل بيته ونساءه وخدمه وكثيرا من الكهنة والحكماء.
ولم يرزق ولدا قطّ سوى ابنته حوريا، وكانت عاقلة فخافت خروج الملك منهم لشدّة عتوّ أبيها، ومنعته مرارا حتّى توحّش ما بينها وبينه. فلمّا أعياها أمره رشّت إليه سمّا فهلك بعد ما أقام بعد أبيه في ملك مصر سبعين سنة. فاختلف الناس بعد مهلكه وقامت طائفة وقالت:«لا نملّك علينا أحدا من أهل بيته» ودعوا لبعض أولاد أتريب (1).
وقامت طائفة بدعوة حوريا ونصبوها على تخت الملك بعد أبيها فتمّت لها الكلمة وقامت بتدبير الأمور.
ويقال إنّه نقل كتب العلوم من بلاد الكلدانيّين إلى مصر وأنّه أوّل من دوّن الكتب في علم النجوم وفي السحر بمصر، وأوّل من أظهر بها علم الحساب. وهو قول بعيد من الصحّة.
1427 -
طوغان المنصوريّ [- 724](2) أحد مماليك الملك المنصور قلاوون.
تنقّل في خدمته إلى أن ولّاه نيابة البيرة (3) فاستمرّ فيها مدّة طويلة إلى أن ثقل على الملك الناصر محمد بن قلاوون، فإنّه كان عظيم الكبر عظيم النفس، فيه جاهليّة وحمق، وقصد عزله.
فلمّا ورد عليه كتاب السلطان لم يعبأ به وقال: لا أخرج من هنا إلى أن أموت، فإنّ السلطان الشهيد- يعني قلاوون- أعطاني هذه القلعة، وعهد إليّ أن لا أخرج منها.
فخاف السلطان غائلته، وأعرض عنه، إلى أن بعث الأمير كراي (1*) على عسكر [و] قبض على أسندمر كرجي (2*) نائب حلب، [ف] كتب إليه بإعمال الحيلة على طوغان. فكتب إليه كراي بأنّ عدّة من مماليك أسندمر نائب حلب تسحّبوا عند قبضه إلى جهة بلاد الشام (3*)، فتركب بمن معك وتقبض عليهم. ودسّ إلى نقيب قلعة البيرة ورجّالته بمنع طوغان إذا خرج منها أن يعود إليها، وأن يقبضوا عليه.
فمشى ذلك (4*) على طوغان، وخرج بمماليكه إلى ظاهر البيرة في طلب مماليك أسندمر فلم يقف لأحد منهم على خبر، وعاد بعد يومين فإذا برجال القلعة قد استعدّوا له ومنعوه من القلعة. فعلم أنّ الحيلة تمّت عليه. وأحاطوا به فأخذوه وحملوه مقيّدا إلى حلب فسيّره كراي إلى السلطان.
فلمّا قدم عليه في أخريات ذي الحجّة سنة عشر وسبعمائة عنّفه وحبسه أيّاما. ثمّ أفرج عنه وولّاه شدّ الدواوين بدمشق (5*). ثمّ صرف بالأمير بدر الدين بكتوت القرماني (6*) في ثاني شهر رمضان
(1) أتريب أيضا له ترجمة: رقم 402.
(2)
الدرر 2/ 329 (2051) - السلوك 2/ 94 - أعيان العصر 9.
(3)
البيرة: كورة بالشام بين القدس ونابلس، وهي بيرة بعد حذف التعريف (ياقوت).
(1*) كراي المنصوريّ سيف الدين (ت 719) - الدرر 3/ 352 (3309) - النجوم 9/ 245.
(2*) أسندمر كرجي (ت 711) - الدرر 1/ 413 (988) - الوافي 9/ 248 (4156) والمقفّى: رقم 788.
(3*) هكذا في المخطوط. ولعلّها: بلاد الشرق.
(4*) عبارة متكرّرة عند المقريزي بمعنى: وانطلت عليه الحيلة.
(5*) شدّ الدواوين وظيفة ماليّة.
(6*) بكتوت القرماني (ت 749) - له ترجمة في المقفّى رقم 945.