الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1517 - القاضي بهاء الدين ابن الحلبيّ [- 709]
(1)
عبد الله بن أحمد بن علي بن المظفّر [
…
]، القاضي بهاء الدين، ابن الحلبيّ، ناظر الجيوش [بالديار المصريّة].
سمع من النجيب عبد اللطيف وحدّث عنه.
مات في [ليلة الجمعة عاشر شوّال] سنة 709.
1518 - أبو عبد الدائم اللقانيّ [550 - 635]
(2)
عبد الله بن بدران بن محمد بن علي بن عرام، أبو عبد الدائم، الخزاعيّ، اللقانيّ.
ولد سنة خمسين وخمسمائة [
…
] سنة خمس وثلاثين وستّمائة.
1519 - ابن برّي محشّي الصحاح [499 - 582]
(1*)
[186 أ] عبد الله بن برّي بن عبد الجبّار بن برّي- وقيل: عبد الله بن برّي بن عبد الله بن عبد الله بن برّي- أبو محمد، ابن أبي الوحش، المقدسيّ، النحوي، اللغوي، نزيل القاهرة.
ولد بمصر في خامس شهر رجب سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وقرأ الأدب على أبي بكر محمد بن عبد الملك الشنترينيّ المغربيّ (2*)، وأبي عمرو عثمان بن عليّ الصقلّي.
وسمع من أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازيّ، وأبي العبّاس أحمد بن الحطيئة، وغيرهم.
وروى عنه ابن الجمّيزى، وابن المفضّل، والوجيه القوصي، والزاهد أبو العبّاس أحمد بن علي بن محمد القسطلاني، وخلق.
وتصدّر للاشتغال بالنحو في جامع عمرو بن العاصي من سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وكان إماما مقدّما في النحو واللغة، انفرد بذلك في وقته، وكان جمّ الفوائد، كثير الاطّلاع، عالما بكتاب سيبويه وعلله، قيّما باللغة وشواهدها، تخرّج به جمع كبير ورحلت إليه الطلبة.
وله حواش على كتاب الصحاح للجوهريّ. وله أيضا: جواب المسائل العشر التي سئل فيها ملك
- هذا وقد ذكر ابن خلّكان الحادثة المزعومة بين المعزّ عند دخوله مصر سنة 362 وبعض الأشراف العلويّين، وأنكر أن يكون بطلها عبد الله هذا الذي توفي سنة 348، وافترض أن تكون المساجلة دارت بين المعزّ وعلويّ آخر كالشريف مسلّم الحسينيّ أو الشريف إبراهيم الرسّيّ، وقد لقيا المعزّ فعلا. وقال الذهبيّ في السير: يكون ولد الشريف أبي محمد.
وعبد الله هذا شخصيّة حسنيّة، أي من الفرع المعتدل من العلويّين، ومكانته الماديّة والأدبيّة التي تبدو من هذه الترجمة، تدلّ على الاحترام الخاصّ الذي يحظى به الأشراف العلويّون، ممّا يؤهّلهم أن يكونوا وسطاء بين العامّة والسلطان، كما فعلوا حين قادوا- أو انضمّوا- إلى الوفد الذي فاوض جوهرا سنة 358.
(1)
أعيان العصر، 32 (34)، والإكمال منه والنسبة فيه:
الحلبيّ- الدرر رقم 2114 - السلوك 2/ 95 - النجوم 8/ 281.
(2)
الترجمة مشوّهة الخطّ.
(1*) ترجمة ابن برّي: الوفيات 3/ 108 (353) - إنباه الرواة 2/ 110 (319) - بغية الوعاة 2/ 34 (1364) - ياقوت أدباء 12/ 56 (22) طبقات السبكي 7/ 121 (817) - دائرة المعارف الإسلاميّة 3/ 755.- الوافي، 17/ 80 (68) - أعلام النبلاء 21/ 136 (69) - حسن المحاضرة، 1/ 533 (12).
(2*) أبو بكر الشنتريتيّ (ت 550): بغية الوعاة، 68.
النحاة (1). وله مقدّمة سمّاها «اللباب» ، وحواش على درّة الغوّاص، وجزء في أغاليط الفقهاء، وكتاب الردّ على ابن الخشّاب في ردّه على الحريري.
وكان علّامة عصره وحافظ وقته ونادرة دهره، اطّلع على أكثر كلام العرب.
وكان له التصفّح في ديوان الإنشاء، فلا يصدر كتاب إلى ملك ولا يعطى لأحد مرسوم إلّا بعد أن يتصفّحه ويصلح ما لعلّه فيه من خلل.
وكان المصريّون يقولون إنّه لم يأخذ كتاب سيبويه عن أحد، وإنّما أخذه بالقوّة. فلمّا مات وجد في أوراق الجزء السادس من سيبويه بخطّ الشيخ أبي بكر الشنترينيّ ما مثاله:«قرأ عليّ الشيخ أبو محمد عبد الله ابن الشيخ برّي بن عبد الجبّار بن برّي المقدسي هذا الجزء وما قبله من الكتاب، فكمل له جميع الكتاب قراءة فهم ودراية» . فعلم أنّه قرأ الكتاب.
وحكى عنه صاحبه المختصّ به عبد الخالق بن ريدان المسكيّ قال: لمّا أملى علينا شيخنا أبو محمد ابن برّي حواشي الصحاح وانتهى إلى فصل «رمث» وأنشد الشاهد منه [الطويل]:
تمنّيت من حبّي عليّة أنّنا
…
على رمث في البحر ليس لنا وفر (2)[186 ب]
قال: وهذا من أبيات لأبي صخر الهذلي وم [نها]:
أما والذي أبكى وأضحك، والذي
…
أمات وأحيا، والذي أمره الأمر
وأنشد الأبيات حتى انتهى إلى قوله:
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها
…
وينبت في أطرافها الورق الخضر
فتبسّم. فسألته عن سبب تبسّمه فقال: هذا البيت كان سبب اشتغالي بالنحو واختصاصي به:
وذلك أنّ والدي كان كتبيّا في زقاق القناديل بمصر، وكان يجلس إليه وجوه الفضلاء كابن أبي حصينة وظافر الحدّاد الشاعرين، وغيرهما. فأنشد أبي هذا البيت وقال فيه: الورق الخضر بكسر الراء فضحكوا منه وانصرفوا وأبي خجلان. وجئته وهو على تلك الحال من الانقباض والخجل فسألته عن خبره، فأخبرني بالقصّة. ثمّ قال لي: يا ولدي، متى يحقّق الله عز وجل فيك رؤياي؟ فإنّي مترقّب فيك ما بشّرت به في النوم.
فقلت له: وما هذه الرؤيا؟
فقال: رأيت كأنّني في بيت المقدس، وبيدي رمح طويل في رأسه قنديل يتوقّد نارا ونورا، فحملته حتّى ركّزته على الصخرة. فأوّلت رؤياي على معبّر فقال لي: يولد لك مولود يشيع ذكره ويرتفع قدره بمقدار ما رأيت من علوّ الرمح وضوء القنديل.
(قال) فوجدت في نفسي نشاطا وقوّة وحدث لي في الحال محبّة العلم، فقلت: أيّ العلوم تؤثر أن أشتغل به؟
فقال: يا بنيّ، أوّل ما أريد أن تشتغل به النحو، فإنّه رأس العلوم، وبه يعرف تأويل القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وفائدتي فيه أنّك تتعلّمه وتعلّمنيه،
(1) ملك النحاة لقب الحسن بن صافي بن عبد الله (انظر السيوطي: الأشباه والنظائر 3/ 171 نقلا عن هامش 2 ج 2 ص 111 من أنباه الرواة). وفي كشف الظنون 1072 أنّ الذي بدأ كتابة الحواشي على صحاح الجوهريّ هو أستاذه علي بن القطّاع الصقلّي (ت 515).
(2)
في المخطوط: أنّني: على
…
ليس لها
…
، والإصلاح من الصحاح (رمث) ومن أشعار الهذليّين، 958. والرّمث: الخشب المضموم بعضه إلى بعض في هيئة الزورق.
فقد استحييت ممّا جرى عليّ اليوم.
(قال) فتركته وتردّدت إلى الشيخين أبي بكر محمد بن عبد الملك الشنتريني وأبي عمرو عثمان بن عليّ الصقلّي، ولي خمس عشرة سنة، فكنت أقرأ عليهما وأعلم إلى أن صرت إلى ما ترون.
وكانت عنايته تامّة في تصحيح الكتب، قلّما ملك كتابا إلّا وصحّحه وأتقنه.
وكان مع ما آتاه الله من العلم ساذج الطباع في أمور الدنيا مبارك الصحبة ميمون الطلعة. وفيه تغفّل عجيب يستبعد من سمعه أن يجتمع في رجل متين العلم. وكانت ثيابه وسخة. وله في التغفّل أخبار شائعة بمصر: منها أنّه اشترى خبزا ولحما وبيضا وحطبا وجعل الجميع في كمّه [187 أ] وأتى منزله. فوجد أهله قد مضوا لبعض شأنهم، وباب الدار مغلق. فألقى من كوّة تفضي إلى الدار جميع ما في كمّه، ولم يفكّر في تكسير البيض وأكل السنانير اللحم والخبز إذا خلت به.
واشترى مرّة عنبا وجعله في كمّه ومشى وهو يحادث شخصا ويعبث بالعنب حتى تخبّص وجرى ماؤه على رجليه. فالتفت إلى الرجل وقال: أجاء المطر؟
فقال: لا.
فقال: فما هذا الذي ينقط على رجلي؟
فتأمّله الرجل فإذا هو ماء العنب. فلمّا أخبره بذلك خجل.
ويحكى عنه من الحذق في العلم وحسن [الجواب عمّا يسأل عنه ما] يعجب منه.
وكان لا يتكلّف في كلامه ولا يتقيّد بالإعراب بل يسترسل في حديثه كيف اتفق حتّى قال مرّة لبعض تلاميذه: اشتر لي هندبا (1*) بعروقو.
فقال له التلميذ: هندبا بعروقه؟
فعزّ عليه كلامه وقال له: لا تأخذه إلّا بعروقو، وإن لم يكن بعروقو فلا تأخذه.
وهكذا كان كلامه، لا يكترث بما يقوله ولا يتوقّف على إعراب.
وكان له أخ قد اشتهر بالأبنة عند الخاصّ والعامّ. فجاء في بعض الأيام إلى الشيخ شخص وقال له: أنت ابن برّيّ البغّاء؟
فاستحيى وقال: ذاك أخي! ذاك أخي!
وفيه يقول بعضهم [الكامل]:
نظر ابن برّيّ إلى زبدة
…
فهوى ليأخذها هويّ الأجدل
لو كان يعطى في الغداء لخبزها
…
ما كان يأخذه لترك الأوّل (2*)
وكان الشيخ قليل التصنيف، [و] إنّما يكتب حواشي على الكتب فأفردت. ولو كمّل حواشي الصحاح لكان عجبا. وإنّما وصل في حواشي الصحاح إلى «وقش» من باب الشين المعجمة، وكان ذلك مجلّدين، وهي ربع الكتاب. وكمّل عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن البسطيّ إلى آخر الكتاب، فجاءت التكملة في ستّ مجلّدات وكان جملة هذا المصنّف ثماني مجلّدات بخطّ البسطي. واسم هذا الكتاب:«التنبيه والإيضاح عمّا وقع في كتاب (3*) الصحاح» وهو كتاب جيّد إلى الغاية.
وتوفّي من مرض الإسهال في ليلة السبت السابعة والعشرين من شوّال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، ودفن بالقرافة.
(1*) الهندب: نبت يعمل سلطة مع الحوامض والتوابل.
(2*) لم نهتد إلى قراءة صحيحة للبيتين.
(3*) في المخطوط: في حواشي.