الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحذق في الحديث وأبصر علله. وروى كتاب البخاري فأبرّت روايته على رواية من قبله [
…
] (1) وألّف كتبا كثيرة نفّاعة منها كتاب «الدليل على أمّهات المسائل» في السنّة (2).
وسمع الخليفة الحكم بخبره وهو بالمشرق، وكان معتنيا بهذا الشأن فاستجلبه من العراق وأقبل نحو الأندلس. فلمّا وصل منها إلى المريّة مات الحكم فانعكس أمله وبقي حائرا، وكان مقلّا.
ثم نهض إلى قرطبة حضرة السلطان ونشر بها علمه فشهر ذكره، وشرق فقهاؤها بمكانه، وبقي بها مدّة مضاعا حتّى همّ بالانصراف إلى المشرق.
فلمّا كانت أيّام المنصور محمد بن أبي عامر، وعرف مكانه في العلم وبعد أثره في طلبه، وكنه قيامه به، وحفظه ونبله ويقظته، رغب في اتّخاذه واصطناعه. وكان أوّل ما وصله به من أسباب النباهة أن أمر بإجراء الرزق عليه باسم المقابلة (3) فنعشه به. ثمّ أخرج أمر السلطان الأكبر بتقديمه إلى الشورى.
ثم ولي قضاء سرقسطة.
وكان من حفّاظ رأي مالك بن أنس، إلّا أنّه كان على مذهب العراقيّين من أصحابه في وضع الحجاج والتكلّم على الأصول وترك التقليد.
وكان مع ذلك من أعلم الناس بالحديث وأنقدهم له، وأبصرهم بعلله ورجاله. وكان يحضّ أصحابه على طلب الحديث واكتتابه ولا يرى أنّ من خلا من علمه فقيه على حال.
وكانت وفاته سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة على إثر موت [المنصور] ابن أبي عامر. فدفن بمقبرة الرصافة، وصلّى عليه القاضي أبو العبّاس بن ذكوان.
1516 - عبد الله بن طباطبا العلويّ [286 - 348]
(1*)
[183 أ] عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن (المثنّى) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، الشريف أبو محمد بن [
…
].
ولد في سنة ستّ وثمانين ومائتين، وتوفّي بمصر في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وكان عين بني عليّ كلّهم بمصر، وله ضياع ورياع (2*)، ونعمة ظاهرة، وعبيد وحاشية وغاشية (3*)، لا يركب إلّا في موكب من أهله وخاصّته ومن في جملته ومن يلقاه.
وكان الإخشيد أبو بكر محمد بن طغج أمير مصر قد اختصّ به. وكان يسايره إذا ركب. وكان مع هذا من أهل الستر والصيانة والعفاف
(1) بياض في المخطوط بقدر أربعة أسطر. ولعلّ المقريزي ترك هذا الفراغ لتعميره بأسماء شيوخه وتلاميذه على عادته في تراجم العلماء. وهؤلاء الشيوخ مذكورون في بقيّة المصادر. وأبرّت روايته على غيرها: غلبت.
(2)
في المصادر الأخرى: كتاب الدلائل (عياض)، كتاب الدلائل في اختلاف العلماء (الذهبي)، الدلائل على أمّهات المسائل (ابن الفرضيّ، وزاد: هو في اختلاف مالك والشافعيّ وأبي حنيفة). وزاد مخلوف: شرح به الموطّأ.
(3)
هكذا في المدارك 7/ 137، ولا نفهم المقصود ولعلّها تعني المكافأة بدون وظيفة مخصوصة.
(1*) الوافي، 17/ 42 (35) - أعلام النبلاء، 15/ 496 (178). وفي ترجمته بوفيات الأعيان، 3/ 81 (342) أنّ وفاته كانت في 4 رجب. ووقف صاحب عمدة الطالب عند أبيه ص 173.
(2*) الرياع جمع ريع: الغلّة والمرجوع من فلاحة وغيرها.
وفي الوفيات: رباع.
(3*) الغاشية: الخدم والزوّار.
والإفضال، معدّلا عند القضاة متمكّنا عند السلطان يجلس في أرفع مجلس.
وكان ندّا لأبي محمد الحسن بن طاهر بن يحيى (1) إلى أن مات. فصار ندّا لابن أخيه أبي جعفر مسلّم بن عبيد الله بن طاهر لا يلتقي معه إلّا في مجلس السلطان أو في قضاء حقّ لأحدهما.
وكان لعبد الله إنعام كثير، فيرسل إلى كلّ مخالط له أو منقطع إليه القمح والضحايا في كلّ سنة. ومنهم من يرسل إليه الحطب مع القمح من ضياعه. وكان يرسل إلى أبي القاسم أو نوجور بن الإخشيد أمير مصر وإلى أخيه الضحايا: النوق والبقر والكباش. وكان ينفذ إلى كافور الضحايا، وإلى الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات.
وكان يرسل الحلواء (2) المعمولة في داره فينفذ إلى كافور في كلّ يوم جامين، وإلى الوزير أبي الفضل وإلى سائر الرؤساء ومن يختصّ به. فكان منهم من يرسل إليه الحلواء في كلّ يوم، ومنهم من يرسل إليه بين يومين، ومنهم من يرسل إليه في كلّ جمعة. وكان في داره رجل يكسّر اللوز
للحلواء بدينارين في كلّ شهر (1*). وكان يرسل إلى كافور في كلّ يوم جامين حلواء، ورغيفا في منديل مختوم، فخوطب كافور في الرغيف وقيلله:
الحلواء أحسن، وأيّ شيء تصنع بالرغيف؟
فأرسل إليه: يجريني الشريف على عادته في الحلواء، ويعفيني من الرغيف.
فركب إليه وقال: أيّدك الله! إنّا ما نرسل الرغيف تطاولا ولا تعاطيا (2*)، وإنّما هي صبيّة [183 ب] حسنيّة بكر تعجنه بيدها وتخبزه بيدها، فنرسله على سبيل التبرّك. وإذا كرهته قطعناه.
فقال: لا والله، لا تقطعه! ولا يكون لي غداء سواه.
وكان عبد الله حسن المعاملة. يوفّي (3*) معامليه، حسن الإفضال عليهم، ملاطفا لهم، يركب إليهم وإلى سائر أصدقائه، ويقضي حوائجهم، ويطيل الجلوس عندهم. وأغنى جماعة (4*) وكان حافظا لمخلّفيهم، وله مع ذلك برّ كثير. قال ابن زولاق (5*): حدّثني قال:
رأيت فيما يراه النائم، ولي أقلّ من عشرين سنة، كأنّ طاقا مفتوحا في السماء، فصعدت منه ومشيت حتى انتهيت إلى بيت في صدره سرير أسود عليه امرأة أعلم أنّها خديجة زوجة
(1) أبو محمد الحسن بن طاهر بن يحيى: هو حسينيّ مثل ابن عمّه الشريف مسلّم بن عبيد الله بن طاهر. أمّا عبد الله بن طباطبا فحسنيّ. وانتساب الحسن بن طاهر إلى ذريّة الحسين لم يثنه عن خدمة الإخشيد وحتى عن ملاقاة المتّقي العبّاسي (ابن سعيد: المغرب- قسم مصر، 192). والمقريزي هنا يسوّي بين الرجلين في المنزلة، كما فعل ابن سعيد، 166، إذ قال: هذا حسنيّ، وهذا حسينيّ وبينهما عداوة الرئاسة والاختصاص.
على أن اختصاص الحسيني بالإخشيد كان أقوى: فقد توسّط بينه وبين ابن رائق، ثم بينه وبين سيف الدولة الحمدانيّ فقال ابن سعيد: وأكثر نعمته اكتسبها في هذه الوساطة (المغرب، 189).
(2)
الحلواء والحلوى بمعنى.
(1*) في الوفيات: بدينارين في الشهر، والعمل من أوّل النهار إلى آخره.
وفي رواية الداوداري (الدرّة المضيئة، 146) - وهو ينقل عن ابن خلّكان- أنّ الأجرة ديناران في كلّ يوم.
(2*) في الوفيات: تعاظما. والتعاطي: التغالب في العطاء.
(3*) في الوفيات: في، عوض: يوفي.
(4*) زاد ابن خلّكان: وكان حسن المذهب، أي معتدلا في تشيّعه.
(5*) ابن زولاق المؤرّخ (306 - 387) له ترجمة في هذا الكتاب (رقم 1145)، ويبدو أنّه عرف هذا الطباطبائي.
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسلّمت عليها فقالت لي: من تكون؟
فقلت: عبد الله بن الحسن بن طباطبا.
فصفّقت بيديها وقالت: يا فاطمة، قد جاءك ولد.
فخرجت فاطمة من على يسار خديجة، فقمت إليها فقبّلت يدها وجلست. ثم خرج كهلان أعلم أنّهما الحسن والحسين، فقمت إليهما فقبّلت يد الواحد فقال لي:«عمّك! » ، وأشار إلى الحسين.
ثم جلسوا، ثم خرج أمير المؤمنين (1)، فقاموا كلّهم له. وجلس. ثمّ رأيت خديجة متحفّزة تريد النزول من السرير، ورأيت الجماعة قد اشرأبّوا، ونزلت خديجة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا كلّهم وقمت. فانكببت على قدميه أقبّلهما فمنعني وقال: لا تصنع هذا بأحد!
ثمّ جلسوا يتحدّثون، فما أنسى حديثهم، وهواء يخرج من ذلك البيت يكاد يأخذ روحي، إلى أن قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: قم!
فقلت: يا رسول الله، إنّي أريد المقام عندكم.
فقال: قم.
فأخذ بيدي وأنزلني من الطاق، ويدي في يده، وهو يقول لي: بلغت؟
فقلت: «لا» إلى أن بلغ إبهام رجلي الأرض، فقال: بلغت؟
فقلت: لا.
فقال: بلى! بلغت ولكنّك تتثبّت.
فلمّا حصلت رجلي على الأرض، انتبهت بصرع، وأنا لا أعقل. وجاءوني
بالمعزّمين (1*)، وعلّقوا عليّ التعاويذ، فأقمت لا أعقل نحوا من شهر. ثمّ إنّي أفقت وفتحت عينيّ، فاستبشر أهلي وسألوني. فحدّثتهم بعد أيّام. وبلغ [الحديث] أبا عبد الله الرّسيّ فركب وجاءني وسألني، فحدّثته فبكى وقال: ليت عيني كانت معك! لقد شاهدت يا عبد الله مشهدا عظيما وليكوننّ لك شأن!
وكان عبد الله جريئا في المجلس طلق اللسان.
فحدّثني عنه أحمد بن أبي عمرو الحكيم قال:
حدّثني عبد الله بن [184 أ] أحمد قال: تعرّضنا أبو علي الحسين بن أحمد بن زنبور عامل الخراج، في ضياعنا، فشكوت أنا وأخي إلى أبي عبد الله الرسّيّ فركب معنا إليه وقال له: أيّدك الله، هؤلاء ولد أبي جعفر، وحقّهم واجب، وقد آذاهم عمّالك في ضياعهم.
فقال أبو علي: دعني الساعة من هذا المعنى! إنّ عند عجائزهم دعاء يتوارثونه، فأحبّ أن تطلبه لي منهم. (قال عبد [الله] بن أحمد): فقلت له، وأنا حدث: الدعاء عندنا وما يساوي شيئا، فلا تطلبه!
فقال: كيف؟
فقلت: إنّا ندعو به عليك من مدّة فما استجيب! فصاح أبو عبد الله الرسّيّ: يا غلمان، أخرجوهم!
فقمت أنا وأخي، فقال لي أخي: أيّ شيء كان لك في هذا من الفائدة؟
فقلت له: قد كان ما كان.
ووقفنا للرسّيّ حتى خرج إلينا. فخرج رجل وقال: ابشروا! فإنّ الشريف قال له بعد
(1) أي علي بن أبي طالب، وهذا اللقب مخصوص به عند الشيعة.
(1*) المعزّمون: الذين يقرءون العزائم، أي الرقى.
خروجكم: أيّدك الله، لا تسرّ ما (1) علمت لهم.
فالدعاء والله عندهم، وما آمن أن يكونوا قد دعوا به عليك.
فاضطرب وقال: يا أبا عبد الله، أيّ شيء الرأي؟
قال: تكتب بصيانتهم وحفظ ضياعهم.
فقال: والله [184 ب] لا كتبته إلّا بخطّي!
وهو ذا يكتبه.
ثم خرج الرسّي وفي يده الكتاب. فأعرض عنّا وسرنا خلفه. فلمّا صار عند دار العنقود قال: أين عبد الله؟
قلت: لبّيك!
قال: هات فمك! فما أنسى (2) حلاوة كلامك، كثّر الله في أهلك مثلك!
وحدّثني عبد الله بن أحمد قال: لبس [أبو] عبد الله بن طباطبا ابن خالي السيف والمنطقة.
فكنت يوما في مجلس تكين أمير مصر، وحضر قوّاده حتى دخل عليه أبو عبد الله بالسيف والمنطقة. فقال عليّ الليّن: أيّها الأمير، أيطمع أبو عبد الله في السيف والمنطقة؟
فقلت: ما أصفق (3) وجوهكم! ولمن السيف والمنطقة، إلّا لأبي عبد الله ومجده وأهله؟ وإنّما العجب منكم في العبيد والإماء!
وحدثني أبو محمد عبد الله بن يحيى بن طاهر بن الشويخ قال: غرّني قوم في أوّل ما دخلت مصر فتقبّلت من أبي بكر محمد بن علي الماذرائي ضيعة بألف دينار عقدت لي أربعمائة
دينار وكسرا. فكلّمت أبا جعفر مسلّما في أن يكلّمه، وكلّمت عمّي في أن يكلّمه فلم يفعلا. فقلت: والله لأمضينّ إلى عدوّهم! فمضيت إلى عبد الله بن أحمد [185 أ] فعرّفته فقال: إنّي والله [أ] قدم (1*).
وركب معي إلى أبي بكر محمد بن علي فقال له: يا سيّدي، هذا الفتى يحرم: غرّوه في ضيعة حتى أخذها بألف دينار، ولم تعقد له إلّا أربعمائة.
قال: نعم! خراب.
ثم قال له عبد الله: وقد تحمّلت عنه من مالي خمسمائة دينار لشرفه ولرحمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملا عنه.
ففتح أبو بكر محمد بن عليّ الدواة ووقّع له بالاحتساب بخمسمائة دينار. فشكره وقام وقمت.
فلمّا خرجنا قال لي: يا شريف، لم أجيء على هذا، ولم يكن للكلام وجه سوى قولي إنّي تحمّلت عنك خمسمائة دينار فاحتشم. وقبيح بشيخ شريف مثلي أن يقول ما لم يفعل. أو ردّ هذا التّوقيع على كاتبه وخذ خطّه بالاحتساب به، وها أنا ذا أكتب (2*) إلى ضيعتي معك بخمسمائة دينار لك. فخذ الكتاب واخرج وحصّل ما حصل من الضيعة، بارك لله لك فيه (3*).
(قال) وكان أوّل مال جمعته. فرحم الله عبد الله بن أحمد!
ولمّا توفّي ابن عمّه علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن طباطبا المعروف بالجمل، ركب كافور ومولاه في الحياة (4*) وقصدوا لعبد الله بن أحمد
(1) في المخطوط: بما علمت.
(2)
في المخطوط: فما فمي أنس
…
(3)
الوجه الصفيق: الوقح.
(1*) في المخطوط: قدموا، ولم نفهمها.
(2*) في المخطوط: وهو ذا اكتب.
(3*) وردت هذه الفقرة مضطربة. وفهمنا منها أنّ الطباطبائيّ تبرّع للشاكي بخمسمائة دينار وبضيعة. وليس في رواية الخطط 1/ 331 غناء.
(4*) هكذا في المخطوط ولم نفهم الحياة هنا.
ليعزّوه فما لقيهم إلّا راكبا. فلمّا فرغ من الصلاة قيل له: قد جاءك الأستاذ كافور.
فقال: راكب أو ماش؟
ثم قال: يكون بغلي خلفي، خوفا أن يكون راكبا. فركب فلقيه كافور ماشيا وعزّاه.
ولمّا لحقته العلّة في لسانه (1) أوصى وباع عدّة من ضياعه وقضى دينه وحبّس داره على أبيه وعلى ولده من بعده. وأخرج ودائع كانت عنده فدفعها إلى أهلها. فلمّا بلغ ولده بيع الضياع وحبس الدار قال: «أفقرني! » فبلغه فقال: «لا نفعه الله بنفسه ولا بعمره ولا بالدار! » فكان كذلك: زمن (2) من يده ومات بعده بيسير.
قال ابن زولاق: ورأيت أبا جعفر مسلّما في جنازة عبد الله بن أحمد ماشيا بنعل من داره إلى المصلّى، ومشى أكثر الناس لمشيه، وحضر كافور ومولاه.
وحدّثني أبو جعفر الحاسب قال: حدّثني صديق لي قال: وقفت بقبر عبد الله بن أحمد فترحّمت عليه وذكرت إفضاله فقلت [الوافر]:
وخلّفت الهموم على أناس
…
وقد كانوا بعيشك في كفاف
(قال) فرأيته في المنام وهو يقول لي: قد سمعت ما قلت، وحيل بيني وبين الجواب والمكافأة. ولكن، صر إلى مسجد حامد وصلّ ركعتين وادع [185 ب] يستجب لك!
وحدّثني أحمد بن عبد الله الحسينيّ قال: قال لي صديق لي: حججت سنة حجّ ملاك (3) وفاتتني
الزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاغتممت. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: إذا فاتتك الزيارة فزر قبر عبد الله بن أحمد بن طباطبا.
ودخل الجامع فلم يجد مكانا في الصفّ الأوّل فوقف في الصفّ الثاني. فالتفت إليه أبو حفص بن الجلّاب وتأخّر، فتقدّم الشريف مكانه. وكافأه على ذلك بنعمة حملها إليه، ودار ابتاعها له، ونقل أهله إليها بعد أن كساهم وحلّاهم.
وأهدى مرّة إلى أبي جعفر الطحاوي (1*) كتبا ورثها عن مولى له قيمتها أفّ دينار.
واستعقد مرّة ضياعا من أبي بكر محمد بن علي الماذرائي بثمانية وعشرين ألف دينار. فلمّا خرج أبو بكر إلى الحجّ سار معه إلى القلزم وسأله أن يرفق به في الاستخراج. فكتب إلى خليفته: إنّي قد أدّيت جميع المال. ثمّ قال لعبد الله: هي لك هديّة.
والطباطبائيّ نسبة إلى إبراهيم بن إسماعيل الديباج. وعرف بذلك لأنّه كان يلثغ بالطاء عوضا من القاف. فقال يوما بحضرة أمير المؤمنين هارون الرشيد- وأشار إلى بعض الغلمان-: «ذاك يا أمير المؤمنين صاحب الطّبا صاحب الطّبا» فلقّب طباطبا (2*).
وكان يضعّف رضي الله عنه.
وأعقب من خمسة: القاسم الرسّي، والحسن، وأحمد، ومن محمد في الصحيح، ومن عبد الله في الصحيح. وقد ذكرنا القاسم الرسّيّ (3*).
(1) في الوفيات أنّه أصيب بتورّم في حنكه «وكانت علّة غريبة لم يعهد مثلها» .
(2)
زمن بوزن فرح: أصابته الزمانة، وهي تعطّل بعض الأعضاء.
(3)
هكذا في المخطوط وقد تكون: جلدك.
(1*) الطحاويّ (أحمد بن محمد- ت 321) له ترجمة في المقفّى: رقم 666.
(2*) في الوفيات 1/ 130 رواية أخرى في النطق بطبا عوض قبا. وقيل أيضا إنّ طباطبا عبارة فارسيّة معناها سيّد السادات (انظر فصل ابن طباطبا في دائرة المعارف الإسلاميّة). وانظر عمدة الطالب 172.
(3*) القاسم بن عبد الله مفقود مع حرف القاف.