الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[883]
وعن أَبي موسى رضي الله عنه قال: كَانَ اليَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَرْجُونَ أنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُم الله، فَيَقُولُ:«يَهْدِيكُم اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» . رواه أَبُو داود والترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .
كان اليهود يعلمون نبوته صلى الله عليه وسلم ورسالته باطنًا وإن أنكروها ظاهرًا حسدًا وعنادًا.
قال الله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} [البقرة (146) ] .
وفيه: أن الكافر لا يقال له: يرحمك الله بل يقال: يهديكم الله ويصلح بالكم.
[884]
وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَثَاءبَ أحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ؛ فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ» . رواه مسلم.
فيه: استحباب وضع اليد على الفم عند التثاؤب، لأن الشيطان يدخل الجوف مع التثاؤب. وعند ابن ماجه من حديث أبي هريرة:«إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي فإن الشيطان يضحك منه» .
143- باب استحباب المصافحة عِنْدَ اللقاء وبشاشة الوجه
وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة
ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء
[885]
عن أَبي الخطاب قتادة، قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أكَانَتِ
المُصَافَحَةُ في أصْحَابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. رواه البخاري.
فيه: دليل على مشروعية المصافحة؛ لأن الإجماع السكوتي حجة.
[886]
وعن أنس رضي الله عنه قال: لَمَّا جَاءَ أهْلُ اليَمَنِ قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قَدْ جَاءكُمْ أهْلُ اليَمَنِ» . وَهُمْ أوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالمُصَافَحَةِ. رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
المصافحة: مما يؤكد المحبة، وأهل اليمن ألين قلوبًا وأرق أفئدةً.
[887]
وعن البراءِ رضي الله عنه قال: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمَينِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أنْ يَفْتَرِقَا» . رواه أَبُو داود.
في هذا الحديث: تأكيد أمر المصحافة، والحث عليها لإِخبار الصادق صلى الله عليه وسلم أنه يغفر للمتصافحين في مقامهما.
[888]
وعن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أينحَنِي لَهُ؟ قَالَ:«لا» . قَالَ: أفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قَالَ: «لا» . قَالَ: فَيَأخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ) .
في هذا الحديث: استحباب المصافحة والنهي عن الانحناء، وأما المعانقة فتشرع للقادم من السفر.
[889]
وعن صَفْوَانَ بن عَسَّالٍ رضي الله عنه قال: قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبيِّ، فَأتَيَا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَسَألاهُ عَنْ تِسْعِ
آياتٍ بَيِّنَاتٍ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيث إِلَى قَوْلهِ: فقَبَّلا يَدَهُ وَرِجْلَهُ، وقالا: نَشْهَدُ أنَّكَ نَبِيٌّ. رواه الترمذي وغيره بأسانيد صحيحةٍ.
لفظ الحديث عند الترمذي، فقال لهم: «لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصةً، أيها اليهود ألا تعدوا في السبت.
قال الطيبي: كان عند اليهود عشر كلمات: تسع منها مشتركة بينهم وبين المسلمين، وواحدة مختصة بهم، فسألوا عن التسع المشتركة، وأضمروا ما كان مختصًا بهم. فأجابهم صلى الله عليه وسلم عما سألوه، وعما أضمروه ليكون أدل على معجزاته. انتهى.
وفيه: جواز تقبيل يد الرجل الصالح.
[890]
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قِصَّة قَالَ فِيهَا: فَدَنَوْنَا مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلْنَا يَدَه. رواه أَبُو داود.
وحاصل القصة أنهم كانوا في سرية ففروا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: نحن الفارون. فقال: «بل أنتم الكارهون» . وفي رواية: فقال: «أنا فئة المسلمين» .
[891]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ المَدِينَةَ وَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بَيتِي، فَأتَاهُ فَقَرَعَ البَابَ، فَقَامَ إِلَيْهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَجُرُّ ثَوْبَهُ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ. رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ) .
في هذا الحديث: استحباب قصد القادم أول قدومه إلى من يعز عليه.
وفيه: جواز الاسئذان بالقرع.
وفيه: استحباب المعانقة والتقبيل للقادم من الأصحاب والأقارب.
[892]
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَحقِرَنَّ منَ الْمَعرُوف شَيْئاً، وَلَوْ أنْ تَلْقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْيقٍ» . رواه مسلم
في هذا الحديث: استحباب طيب الكلام، وبشاشة الوجه، وفعل المعروف وإن قل.
[893]
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قَبَّلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما، فَقَالَ الأقْرَعُ بن حَابِسٍ: إنَّ لِي عَشْرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أحَدَاً. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ!» . متفقٌ عَلَيْهِِ.
وفيه: استحباب تقبيل الأطفال شفقة ورحمة.
* * *