المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌55- باب فضل الزهد في الدنيا - تطريز رياض الصالحين

[فيصل آل مبارك]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الشارح

- ‌مقدمة رياض الصالحين

- ‌1- باب الإخلاص وإحضار النية

- ‌2- باب التوبة

- ‌3- باب الصبر

- ‌4- باب الصدق

- ‌5- باب المراقبة

- ‌6- باب التقوى

- ‌7- باب في اليقين والتوكل

- ‌8- باب الاستقامة

- ‌9- باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى

- ‌10- باب المبادرة إلى الخيرات

- ‌11- باب المجاهدة

- ‌12- باب الحث عَلَى الازدياد من الخير في أواخر العمر

- ‌13- باب في بيان كثرة طرق الخير

- ‌14- باب الاقتصاد في الطَّاعَة

- ‌15- باب المحافظة عَلَى الأعمال

- ‌16- باب في الأمر بالمحافظة عَلَى السنة وآدابها

- ‌باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرًّا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العلم»

- ‌17- باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى

- ‌18- باب النهي عن البدع ومحدثات الأمور

- ‌19- باب فيمن سن سنة حسنة أَوْ سيئة

- ‌20- باب في الدلالة عَلَى خير والدعاء إِلَى هدى أَوْ ضلالة

- ‌21- باب التعاون عَلَى البر والتقوى

- ‌22- باب النصيحة

- ‌23- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌24- باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف

- ‌25- باب الأمر بأداء الأمانة

- ‌26- باب تحريم الظلم والأمر بردِّ المظالم

- ‌27- باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم

- ‌28- باب ستر عورات المسلمين

- ‌29- باب قضاء حوائج المسلمين

- ‌30- باب الشفاعة

- ‌31- باب الإصلاح بَيْنَ الناس

- ‌32- باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين

- ‌33- باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين

- ‌34- باب الوصية بالنساء

- ‌35- باب حق الزوج عَلَى المرأة

- ‌36- باب النفقة عَلَى العيال

- ‌37- باب الإنفاق مِمَّا يحبُّ ومن الجيِّد

- ‌38- باب وجوب أمر أهله وأولاده المميزين

- ‌39- باب حق الجار والوصية بِهِ

- ‌40- باب بر الوالدين وصلة الأرحام

- ‌41- باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

- ‌42- باب فضل بر أصدقاء الأب

- ‌43- باب إكرام أهل بيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44- باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل

- ‌45- باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم

- ‌46- باب فضل الحب في الله والحث عَلَيهِ

- ‌47- باب علامات حب الله تَعَالَى للعبد

- ‌48- باب التحذير من إيذاء الصالحين

- ‌49- باب إجراء أحكام الناس عَلَى الظاهر

- ‌50- باب الخوف

- ‌51- باب الرجاء

- ‌52- باب فضل الرجاء

- ‌53- باب الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌54- باب فضل البكاء من خشية الله تَعَالَى وشوقاً إِليه

- ‌55- باب فضل الزهد في الدنيا

- ‌56- باب فضل الجوع وخشونة العيش

- ‌57- باب القناعة والعَفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق

- ‌58- باب جواز الأخذ من غير مسألة وَلا تطلع إليه

- ‌59- باب الحث عَلَى الأكل من عمل يده

- ‌60- باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقةً بالله تعالى

- ‌61- باب النهي عن البخل والشح

- ‌62- باب الإيثار والمواساة

- ‌63- باب التنافس في أمور الآخرة والاستكثار مما يتبرك بِهِ

- ‌64- باب فضل الغَنِيّ الشاكر

- ‌65- باب ذكر الموت وقصر الأمل

- ‌66- باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

- ‌67- بابُ كراهة تمنّي الموت بسبب ضُرّ نزل بِهِ

- ‌68- باب الورع وترك الشبهات

- ‌69- باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان

- ‌70- باب فضل الاختلاط بالناس

- ‌71- باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

- ‌72- باب تحريم الكبر والإعجاب

- ‌73- باب حسن الخلق

- ‌74- باب الحلم والأناة والرفق

- ‌75- باب العفو والإعراض عن الجاهلين

- ‌76- باب احتمال الأذى

- ‌77- باب الغضب إِذَا انتهكت حرمات الشّرع

- ‌78- باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم

- ‌79- باب الوالي العادل

- ‌80- باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية

- ‌81- باب النهي عن سؤال الإمارة واختيار ترك الولايات

- ‌82- باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمور عَلَى اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم

- ‌83- باب النهي عن تولية الإمارة والقضاء وغيرهما

- ‌كِتَاب الأَدَب

- ‌84- باب الحياء وفضله والحث على التخلق به

- ‌85- بابُ حفظ السِّر

- ‌86- باب الوفاء بالعهد وَإنجاز الوَعد

- ‌87- باب المحافظة عَلَى مَا اعتاده من الخير

- ‌88- باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوَجه عند اللقاء

- ‌89- باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب

- ‌90- باب إصغاء الجليس لحديث جليسه

- ‌91- بابُ الوَعظ والاقتصاد فِيهِ

- ‌92- باب الوقار والسكينة

- ‌93- باب الندب إِلَى إتيان الصلاة

- ‌94- باب إكرام الضيف

- ‌95- باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير

- ‌96- باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر

- ‌باب الاستِخارة والمشاورة

- ‌98- باب استحباب الذهاب إِلَى العيد

- ‌99- باب استحباب تقديم اليمين

- ‌كتاب آداب الطعام

- ‌100- باب التسمية في أوله والحمد في آخره

- ‌101- باب لا يَعيبُ الطّعام واستحباب مَدحه

- ‌102- باب مَا يقوله من حضر الطعام

- ‌103- باب مَا يقوله من دُعي إِلَى طعام فتبعه غيره

- ‌104- باب الأكل مِمَّا يليه

- ‌105- باب النّهي عن القِرَانِ بين تمرتين ونحوهما

- ‌106- باب مَا يقوله ويفعله من يأكل وَلا يشبع

- ‌107- باب الأمر بالأكل من جانب القصعة

- ‌108- باب كراهية الأكل متكئاً

- ‌109- باب استحباب الأكل بثلاث أصابع

- ‌110- باب تكثير الأيدي عَلَى الطعام

- ‌111- باب آداب الشرب واستحباب التنفس ثلاثاً

- ‌112- باب كراهة الشرب من فم القربة ونحوها

- ‌113- باب كراهة النفخ في الشراب

- ‌114- باب بيان جواز الشرب قائماً

- ‌115- باب استحباب كون ساقي القوم آخرهم شرباً

- ‌116- باب جواز الشرب

- ‌كتَاب اللّبَاس

- ‌117- باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر

- ‌118- باب استحباب القميص

- ‌119- باب صفة طول القميص والكُم والإزار

- ‌120- باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً

- ‌121- باب استحباب التوسط في اللباس

- ‌122- باب تحريم لباس الحرير عَلَى الرجال

- ‌123- باب جواز لبس الحرير لمن بِهِ حكة

- ‌124- باب النهي عن افتراش جلود النمور والركوب عَلَيْهَا

- ‌125- باب مَا يقول إِذَا لبس ثوباً جديداً أَوْ نعلاً أَوْ نحوه

- ‌126- باب استحباب الابتداء باليمين في اللباس

- ‌كتَاب آداب النَّوم

- ‌127- باب آداب النَّوم والاضطجاع

- ‌128- باب جواز الاستلقاء عَلَى القفا

- ‌129- باب آداب المجلس والجليس

- ‌130- باب الرؤيا وَمَا يتعلق بها

- ‌كتَاب السَّلَام

- ‌131- باب فضل السلام والأمر بإفشائه

- ‌132- باب كيفية السلام

- ‌133- باب آداب السلام

- ‌134- باب استحباب إعادة السلام

- ‌135- باب استحباب السلام إِذَا دخل بيته

- ‌136- باب السلام عَلَى الصبيان

- ‌137- باب سلام الرجل على زوجته

- ‌138- باب تحريم ابتدائنا الكافر بالسلام

- ‌139- باب استحباب السلام إِذَا قام من المجلس

- ‌140- باب الاستئذان وآدابه

- ‌141- باب بيان أنَّ السنة إِذَا قيل للمستأذن: من أنت

- ‌142- باب استحباب تشميت العاطس إِذَا حمد الله تَعَالَى

- ‌143- باب استحباب المصافحة عِنْدَ اللقاء وبشاشة الوجه

- ‌كتاب عيَادة المريض وَتشييع المَيّت

- ‌144- باب عيادة المريض

- ‌145- باب مَا يُدعى به للمريض

- ‌146- باب استحباب سؤال أهل المريض عن حاله

- ‌147- باب مَا يقوله مَن أيس من حياته

- ‌148- باب استحباب وصية أهل المريض

- ‌149- باب جواز قول المريض: أنَا وجع، أَوْ شديد الوجع

- ‌150- باب تلقين المحتضر: لا إله إِلا اللهُ

- ‌151- باب مَا يقوله بعد تغميض الميت

- ‌152- باب ما يقال عند الميت وَمَا يقوله من مات له ميت

- ‌153- باب جواز البكاء عَلَى الميت بغير ندب وَلا نياحة

- ‌154- باب الكف عن مَا يُرى من الميت من مكروه

- ‌155- باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه

- ‌156- باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة

- ‌157- باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة

- ‌158- باب الإسراع بالجنازة

- ‌159- باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت

- ‌160- باب الموعظة عند القبر

- ‌161- باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره

- ‌162- باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ

- ‌163- باب ثناء الناس عَلَى الميت

- ‌164- باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار

- ‌165- باب البكاء والخوف عِنْدَ المرور بقبور الظالمين

- ‌كتَاب آداب السَّفَر

- ‌166- باب استحباب الخروج يوم الخميس

- ‌167- باب استحباب طلب الرفقة

- ‌168- باب آداب السير والنزول والمبيت

- ‌169- باب إعانة الرفيق

- ‌170- باب مَا يقول إذا ركب دَابَّة للسفر

- ‌171- باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها

- ‌172- باب استحباب الدعاء في السفر

- ‌173- باب مَا يدعو إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم

- ‌174- باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً

- ‌175- باب استحباب تعجيل المسافر

- ‌176- باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً

- ‌177- باب مَا يقول إِذَا رجع وإذا رأى بلدته

- ‌باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد

- ‌179- باب تحريم سفر المرأة وحدها

- ‌كتَاب الفَضَائِل

- ‌180- باب فضل قراءة القرآن

- ‌181- باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان

- ‌182- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن

- ‌183- باب الحث عَلَى سور وآيات مخصوصة

- ‌184- باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة

- ‌185- باب فضل الوضوء

- ‌186- باب فضل الأذان

- ‌187- باب فضل الصلوات

- ‌188- باب فضل صلاة الصبح والعصر

- ‌189 - باب فضل المشي إلى المساجد

- ‌190 - باب فضل انتظار الصلاة

- ‌191 - باب فضل صلاة الجماعة

- ‌192 - باب الحث عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء

- ‌193 - باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات

- ‌194 - باب فضل الصف الأول

- ‌195 - باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض

- ‌196 - باب تأكيد ركعتي سنّةِ الصبح

- ‌197 - باب تخفيف ركعتي الفجر

- ‌198 - باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

- ‌199 - باب سنة الظهر

- ‌200 - باب سنة العصر

- ‌201 - باب سنة المغرب بعدها وقبلها

- ‌202- باب سنة العشاء بعدها وقبلها

- ‌203- باب سنة الجمعة

- ‌204- باب استحباب جعل النوافل في البيت

- ‌205- باب الحث عَلَى صلاة الوتر

- ‌206- باب فضل صلاة الضحى

- ‌207- باب تجويز صلاة الضحى من ارتفاع

- ‌208- باب الحث عَلَى صلاة تحية المسجد

- ‌209- باب استحباب ركعتين بعد الوضوء

- ‌210- باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لَهَا

- ‌211- باب استحباب سجود الشكر

- ‌212- باب فضل قيام الليل

- ‌213- باب استحباب قيام رمضان وَهُوَ التراويح

- ‌214- باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها

- ‌215- باب فضل السواك وخصال الفطرة

- ‌216- باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا

- ‌217- باب وجوب صوم رمضان

- ‌218- باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير

- ‌219- باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف

- ‌220- باب مَا يقال عند رؤية الهلال

- ‌221- باب فضل السحور وتأخيره

- ‌222- باب فضل تعجيل الفطر

- ‌223- باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه

- ‌224- باب في مسائل من الصوم

- ‌225- باب بيان فضل صوم المحرم وشعبان والأشهر الحرم

- ‌226- باب فضل الصوم وغيره

- ‌227- باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء

- ‌228- باب استحباب صوم ستة أيام من شوال

- ‌229- باب استحباب صوم الاثنين والخميس

- ‌230- باب استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌231- باب فضل من فطَّر صائماً وفضل الصائم

- ‌كتَاب الاعْتِكَاف

- ‌232- باب فضل الاعتكاف

- ‌كتَاب الحَجّ

- ‌233- باب وجوب الحج وفضله

- ‌كتَاب الجِهَاد

- ‌234-[باب فضل الجهاد]

- ‌235- باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة

- ‌236- باب فضل العتق

- ‌237- باب فضل الإحسان إِلَى المملوك

- ‌238- باب فضل المملوك الَّذِي يؤدي

- ‌239- باب فضل العبادة في الهرج

- ‌240- باب فضل السماحة في البيع والشراء

- ‌كتَابُ العِلم

- ‌241- باب فضل العلم

- ‌كتَاب حَمد الله تَعَالَى وَشكره

- ‌242- باب فضل الحمد والشكر

- ‌كتاب الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌243- باب فضل الصلاة عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الأذْكَار

- ‌244- باب فَضلِ الذِّكْرِ وَالحَثِّ عليه

- ‌245- باب ذكر الله تَعَالَى قائماً أَوْ قاعداً ومضطجعاً

- ‌246- باب مَا يقوله عِنْدَ نومه واستيقاظه

- ‌247- باب فضل حِلَقِ الذكر

- ‌248- باب الذكر عِنْدَ الصباح والمساء

- ‌249- باب مَا يقوله عِنْدَ النوم

- ‌كتَاب الدَّعَوات

- ‌250- باب فضل الدعاء

- ‌251- باب فضل الدعاء بظهر الغيب

- ‌252- باب في مسائل من الدعاء

- ‌253- باب كرامات الأولياء وفضلهم

- ‌كتَاب الأمُور المَنهي عَنْهَا

- ‌254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

- ‌255- باب تحريم سماع الغيبة

- ‌256- باب مَا يباح من الغيبة

- ‌257- باب تحريم النميمة

- ‌258- باب النهي عن نقل الحديث وكلام الناس

- ‌259- باب ذمِّ ذِي الوَجْهَيْن

- ‌260- باب تحريم الكذب

- ‌261- باب بيان مَا يجوز من الكذب

- ‌262- باب الحثّ عَلَى التثبت فيما يقوله ويحكيه

- ‌263- باب بيان غلظ تحريم شهادة الزُّور

- ‌264- باب تحريم لعن إنسان بعينه أَوْ دابة

- ‌265- باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين

- ‌266- باب تحريم سب المسلم بغير حق

- ‌267- باب تحريم سب الأموات

- ‌268- باب النهي عن الإيذاء

- ‌269- باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر

- ‌270- باب تحريم الحسد

- ‌271- باب النَّهي عن التجسُّس

- ‌272- باب النهي عن سوء الظنّ بالمسلمين من غير ضرورة

- ‌273- باب تحريم احتقار المسلمين

- ‌274- باب النهي عن إظهار الشماتة بِالمُسْلِم

- ‌275- باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع

- ‌276- باب النهي عن الغش والخداع

- ‌277- باب تحريم الغدر

- ‌278- باب النهي عن المنِّ بالعطية ونحوها

- ‌279- باب النهي عن الافتخار والبغي

- ‌280- باب تحريم الهجران بين المسلمين

- ‌281- باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث

- ‌282- باب النهي عن تعذيب العبد

- ‌283- باب تحريم التعذيب بالنار

- ‌284- باب تحريم مطل الغني بحقٍّ طلبه صاحبه

- ‌285- باب كراهة عود الإنسان في هبة

- ‌286- باب تأكيد تحريم مال اليتيم

- ‌287- باب تغليظ تحريم الربا

- ‌288- باب تحريم الرياء

- ‌289- باب مَا يتوهم أنَّه رياء وليس هُوَ رياء

- ‌290- باب تحريم النظر إِلَى المرأة الأجنبية

- ‌291- باب تحريم الخلوة بالأجنبية

- ‌292- باب تحريم تشبه الرجال بالنساء

- ‌293- باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار

- ‌294- باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد

- ‌295- باب النهي عن القَزَع

- ‌296- باب تحريم وصل الشعر والوشم

- ‌297- باب النهي عن نتف الشيب من اللحية

- ‌298- باب كراهية الاستنجاء باليمين

- ‌299- باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد

- ‌300- باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم

- ‌301- باب النهي عن التكلف

- ‌302- باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب

- ‌303- باب النَّهي عن إتيان الكُهّان

- ‌304- باب النهي عن التَّطَيُّرِ

- ‌305- باب تحريم تصوير الحيوان

- ‌306- باب تحريم اتخاذ الكلب إلا

- ‌307- باب كراهية تعليق الجرس في البعير

- ‌308- باب كراهة ركوب الجَلالة

- ‌309- باب النهي عن البصاق في المسجد

- ‌310- باب كراهة الخصومة في المسجد

- ‌311- باب نهي من أكل ثوماً أَوْ بصلاً

- ‌312- باب كراهة الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب

- ‌313- باب نهي من دخل عَلَيْهِ عشر ذي الحجة

- ‌314- باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي

- ‌315- باب تغليظ اليمين الكاذبة عمداً

- ‌316- باب ندب من حلف عَلَى يَمينٍ فرأى غيرها

- ‌317- باب العفو عن لغو اليمين

- ‌318- باب كراهة الحلف في البيع وإنْ كان صادقاً

- ‌319- باب كراهة أنْ يسأل الإنسان بوجه الله عز وجل

- ‌320- باب تحريم قول شاهان شاه للسلطان

- ‌321- باب النهي عن مخاطبة الفاسق

- ‌322- باب كراهة سب الحمّى

- ‌323- باب النهي عن سب الريح

- ‌324- باب كراهة سب الديك

- ‌325- باب النهي عن قول [الإنسان] : مُطِرنا بنَوء كذا

- ‌326- باب تحريم قوله لمسلم: يا كافر

- ‌327- باب النهي عن الفحش وبذاء اللسان

- ‌328- باب كراهة التقعير في الكلام

- ‌329- باب كراهة قوله: خَبُثَتْ نَفْسي

- ‌330- باب كراهة تسمية العنب كرماً

- ‌331- باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل

- ‌332- باب كراهة قول الإنسان: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إنْ شِئْتَ

- ‌333- باب كراهة قول: ما شاء اللهُ وشاء فلان

- ‌334- باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة

- ‌335- باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها

- ‌336- باب تحريم صوم المرأة تطوعاً

- ‌337- باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع

- ‌338- باب كراهة وضع اليد عَلَى الخاصرة في الصلاة

- ‌339- باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام

- ‌340- باب النهي عن رفع البصر إِلَى السماء في الصلاة

- ‌341- باب كراهة الالتفات في الصلاة لغير عذر

- ‌342- باب النهي عن الصلاة إِلَى القبور

- ‌343- باب تحريم المرور بَيْنَ يدي المصلِّي

- ‌344- باب كراهة شروع المأموم في نافلة

- ‌345- باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام

- ‌346- باب تحريم الوصال في الصوم

- ‌347- باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

- ‌348- باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه

- ‌349- باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده

- ‌350- باب تحريم الشفاعة في الحدود

- ‌351- باب النهي عن التغوط في طريق الناس

- ‌352- باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد

- ‌353- باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولاده

- ‌354- باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام

- ‌355- باب تحريم بيع الحاضر للبادي

- ‌356- باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه

- ‌357- باب النهي عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ونحوه

- ‌358- باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان

- ‌359- باب كراهة رد الريحان لغير عذر

- ‌360- باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة

- ‌361- باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها الوباء

- ‌362- باب التغليظ في تحريم السحر

- ‌363- باب النهي عن المسافرة بالمصحف إِلَى بلاد الكفار

- ‌364- باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة

- ‌365- باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً

- ‌366- باب النهي عن صمت يوم إلَى الليل

- ‌367- باب تحريم انتساب الإنسان إِلَى غير أَبيه

- ‌368- باب التحذير من ارتكاب

- ‌369- باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهياً عنه

- ‌كتَاب المنثُورَات وَالمُلَحِ

- ‌370-[بَابُ الْمَنْثُوْرَاتِ وَالْمُلَحِ]

- ‌371- باب الاستغفار

- ‌372- باب بيان مَا أعدَّ اللهُ تَعَالَى للمؤمنين في الجنة

الفصل: ‌55- باب فضل الزهد في الدنيا

[456]

حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قَالَ: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَوعظةً وَجلَتْ منها القُلُوبُ، وذرِفت منها الْعُيُونُ. وقد سبق في باب النهي عن البدع.

لفظ الحديث: «وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي، فإِنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ، وإِياكم ومحدثات الأمور، فإِن كل محدثة بدعة» .

‌55- باب فضل الزهد في الدنيا

والحث عَلَى التقلل منها، وفضل الفقر

قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ والأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيهَا أتَاهَا أمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس (24) ] .

أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا، وقنَّعه الله بم أتاه» .

وسُئل الزهري عن الزاهد، فقال: من لم يغلب الحرام صبره، ومن لم يشغل الحلال شكره.

وهذه الآية مثلٌ ضَرَبَهُ الله تعالى لزينة الدنيا، وسرعة زوالها، وفنائها.

وقال تَعَالَى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ

ص: 309

فَاخْتَلَطَ بهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الْدُّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} [الكهف (45، 46) ] .

قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: المال والبنون حرث الدنيا، والأعمال الصالحاتُ حرثُ الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوام.

وقال تَعَالَى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ في الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أعْجَبَ الْكُفّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ

يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله ورِضْوَانٌ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الغُرُورِ} [الحديد (20) ] .

الكفار أشد إعجابًا بزهرة الدنيا، وأما المؤمن فإذا رأى معجبًا انتقل فكره إلى قدره الله، وعلم أنه زائل، وقال:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .

وقوله تعالى: {وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران (185) ]، أي: كمتاع يدلس به على المستام فيُغَر ويشتريه، فمن اغترَّ بها وآثرها فهو مغرور.

وقال تَعَالَى: {زُيِّنَ لِلْنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَياةِ الْدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المآبِ} [آل عمران (14) ] .

في هذه الآية تزهيد في الدنيا، وترغيب في الآخرة.

وقال تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الْدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ} [فاطر (5) ] .

أي: لا يذهلكم التمتع بالدنيا عن طلب الآخرة، والسعي لها، ولا يغرنكم الشيطان بأن يمنِّيكم المغفرة مع الإصرار على المعصية.

ص: 310

قال الله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف (169) .

وقال تَعَالَى: {ألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ * كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} [التكاثر (1: 5) ] .

أي: لو تعلمون علمًا يقينًا لما ألهاكم شيء عن طلب الآخرة، حتى صرتم إلى المقابر.

وقال تَعَالَى: {وَمَا هذِهِ الحَياةُ الدُّنْيَا إلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت (64) ] .

أي: لو كانوا يعلمون لم يؤثروا الدنيا على الآخرة، التي هي الحياة الحقيقة الدائمة، فإن الدنيا سريعة الزوال، ونعيمها لهو ولعب، كما يبتهج به الصبيان ساعة، ثم يتفرَّقون عنه لاغيين متعبين.

والآيات في الباب كثيرة مشهورة.

وأما الأحاديث فأكثر مِنْ أن تحصر فننبِّهُ بطرف منها عَلَى مَا سواه.

[457]

عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عبيدة بنَ الجَرَّاح رضي الله عنه إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأتِي بِجِزْيَتِهَا، فَقَدِمَ بمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بقُدُومِ أَبي عُبيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلَاةَ الفَجْرِ مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، انْصَرفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حِيْنَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ:«أظُنُّكُمْ سَمعتُمْ أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ؟» فقالوا: أجل،

ص: 311

يَا رسول الله، فقال: «أبْشِرُوا وَأَمِّلْوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوالله مَا الفَقْرَ أخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلكِنِّي أخْشَى عليكم أنْ تُبْسَط

الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أهْلَكَتْهُمْ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

بلاد البحرين: بين البصرة وهَجَرْ، وسميت (البحرين) ، لاجتماع البحر العذب والملح فيها، فإن الماء العذب تحت البحر، فإذا حفر الحاجز بينهما نبع العذب وارتفع.

قوله: فتنافسوها كما تنافسوها. التنافس أول درجات الحسد.

وفي رواية عند مسلم: «تنافسون ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون» .

قال ابن بطال: فيه: أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فتحت عليه أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها.

[458]

وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ: جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فقال:«إنَّ ممَّا أخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا» . متفقٌ عَلَيْهِ.

زهرة الدنيا: زينتها وبهجتها.

قال تعالى: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه (131) ] .

[459]

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ

ص: 312

وَإنَّ الله تَعَالَى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ» . رواه مسلم.

قوله: «خضرة حلوة» ، أي: جامعة بين الوصفين المحبوبين للبصر والذوق، كالفاكهة.

وفي الحديث: التحذير من فتنة المال، وفتنة النساء.

[460]

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلا عَيْشَ الآخِرَةِ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

هذا الكلام قاله النبي صلى الله عليه وسلم في أشد أحواله، لما رأى تعب أصحابه في حفر الخندق، وقاله في أسرِّ الأحوال أيضًا لما رأى كثرة المؤمنين في يوم عرفة، لبيك إن العيش عيش الآخر، أي الحياة الدائمة التي لا حزن فيها ولا تعب.

[461]

وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ: أهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ: فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى معه وَاحِدٌ: يَرْجِعُ أهْلُهُ وَمَالُهُ وَيبْقَى

عَمَلُهُ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

الغالب أنّ المرء إذا مات تبعه أهله، وما احتيج إليه من ماله في تجهيزه، وإذا دفن رجعوا ودخل عمله معه في قبره، كما في حديث البراء. «ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح» . الحديث.

[462]

وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِأنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيَا مِنْ

ص: 313

أهْلِ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأيْتَ خَيْراً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لا وَاللهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأشَدِّ النَّاسِ بُؤسَاً في الدُّنْيَا مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ، فَيُقَالُ

لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأيْتَ بُؤساً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقُولُ: لا وَاللهِ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلا رَأيْتُ شِدَّةً قَطُّ» . رواه مسلم.

فيه: أن عذاب الآخرة ينسي نعيم الدنيا، وأن نعيم الآخرة ينسي شدَّة الدنيا.

قال الله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [المؤمنون (112: 114) ] .

وقال تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر (34، 35) ] .

[463]

وعن المُسْتَوْرِد بن شَدَّاد رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ!» . رواه مسلم.

مثَّل صلى الله عليه وسلم زمان الدنيا في جانب زمان الآخرة، ونعيمها بنسبة الماء الملاصق بالأصبع إلى البحر، قال الله تعالى:{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلا قَلِيلٌ} [التوبة (38) ] .

[464]

وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ:

ص: 314

«أَيُّكُم يُحِبُّ أنْ هَذَا لَهُ بِدرْهَم؟» فقالوا: مَا نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ ثُمَّ قَالَ:

«أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟» قَالُوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيّاً كَانَ عَيْباً، أنَّهُ أسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ ميِّتٌ! فقال:«فوَاللهِ للدُّنْيَا أهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» . رواه مسلم.

قوله: «كَنَفَتَيْهِ» أيْ: عن جانبيه. وَ «الأَسَكُّ» : الصغير الأذُن.

فيه: أن الدنيا عند الله أذل وأحقر من التيس الصغير الأصمع الميت عند الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما والاه وعالمًا ومتعلمًا» .

[465]

وعن أَبي ذر رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبي صلى الله عليه وسلم في حَرَّةٍ

بِالمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فقال:«يَا أَبَا ذَرٍّ» قلت: لَبَّيْكَ يَا رسولَ الله. فقال: «مَا يَسُرُّنِي أنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَباً تَمْضي عَلَيَّ ثَلَاثَةُ أيّامٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إلا شَيْءٌ أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلا أنْ أقُولَ بِهِ في عِبَادِ الله هكذا وَهَكَذَا وَهكَذَا» عن يَمِينِهِ وعن شِمَالِهِ وَعَنْ خَلْفِهِ، ثُمَّ سَارَ، فقال:«إنَّ الأَكْثَرينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ إلا مَنْ قَالَ بالمَالِ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا» عن يمينِهِ وعن شِمَالِهِ وِمنْ خَلْفِهِ «وَقَلِيلٌ مَا هُمُ» . ثُمَّ قَالَ لي: «مَكَانَكَ لا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيكَ» ثُمَّ انْطَلَقَ في سَوادِ

ص: 315

اللَّيْلِ حَتَّى تَوَارَى، فَسَمِعْتُ صَوتاً، قَدِ ارْتَفَع، فَتَخَوَّفْتُ أنْ يَكُونَ أحَدٌ عَرَضَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأرَدْتُ أنْ آتِيهِ فَذَكَرتُ قَوْله:«لا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ» فلم أبْرَحْ حَتَّى أتَاني، فَقُلْتُ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوتاً تَخَوَّفْتُ مِنْهُ، فَذَكَرْتُ لَهُ، فقال:«وَهَلْ سَمِعْتَهُ؟» قلت: نَعَمْ، قَالَ: «ذَاكَ جِبريلُ أتَانِي. فقال: مَنْ

مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنَّةَ» ، قلت: وَإنْ زَنَى وَإنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإنْ زَنَى وَإنْ سَرَقَ» . متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخاري.

اشتمل هذا الحديث: على فوائد كثيرة، وقواعد عظيمة.

وفيه: البشارة بعدم خلود المسلم في النار وإن عمل الكبائر، فإن تاب منها في الدنيا لم يدخل النار إلا تحلة القسم، وإن لم يتب فأمره إلى الله إن شاء غفر له وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه. قال الله تعالى:{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً} [النساء (116) ] .

[466]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَباً، لَسَرَّنِي أنْ لا تَمُرَّ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إلا شَيْءٌ أرْصُدُهُ لِدَيْنٍ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

[467]

وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَهُوَ أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ» . متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ مسلم.

وفي رواية البخاري: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ في المَالِ وَالخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أسْفَل مِنْهُ» .

هذا الحديث: جامع لمعاني الخير.

وفيه: دواء كل داء من الحسد وغيره.

ص: 316

وفي الحديث الآخر: «رحم الله عبدًا نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله وشكره، وفي دينه إلى من هو فوقه، فجد واجتهد» .

وعن عمرو بن شعيب مرفوعًا: «خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرًا صابرًا: من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضَّله به، ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، وأما من نظر في دنياه إلى من هو فوقه وآسف على ما فاته، فإنه لا يكتب شاكرًا ولا صابرًا» .

قال بعض السلف: صاحبت الأغنياء فكنت لا أزال في حزن، فصحبت الفقراء فاسترحت.

وفي حديث مرفوع: «أقلوا الدخول على الأغنياء، فإنه أحرى أن لا تزدروا نعمة الله» .

[468]

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ» . رواه البخاري.

في هذا الحديث: ذم الحرص على الدنيا، حتى يكون عبدًا لها، رضاه وسخطه لأجلها.

[469]

وعنه رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ رَأيْتُ سَبعِينَ مِنْ أهْلِ الصُّفَّةِ، مَا منهُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ رِدَاءٌ: إمَّا إزارٌ، وَإمَّا كِسَاءٌ، قَدْ رَبَطُوها في

ص: 317

أعنَاقِهِمْ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْن، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الكَعْبَيْنِ، فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَراهِيَةَ أنْ تُرَى عَوْرَتُهُ. رواه البخاري.

في هذا الحديث: أن الدنيا لو كانت مكرَّمة عند الله، لخصَّ أصفياءه بِهَا، فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب.

[470]

وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الكَافِرِ» . رواه مسلم.

معنى ذلك: أن الدنيا سجن المؤمن بالنسبة إلى ما أعد له من النعيم، وجنة الكافر بالنسبة إِلى ما أعد له من العذاب وأيضًا فإن المؤمن ممنوع من الشهوات المحرمة، والكافر منهمك فيها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«حُفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» .

وعن أبي سهل الصعلوكي الفقيه، وكان ممن جمع رياسة الدين والدنيا، أنه كان في بعض مواكبه إذْ خرج عليه يهودي، بثياب دنسة، فقال: ألستم تزعمون أن نبيكم قال: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» . وأنا كافر وترى حالي، وأنت مؤمن وترى حالك، فقال له: إذا صرت غدًا إلى عذاب الله كانت هذه جنتك، وإذا صرت أنا إلى النعيم، ورضوان الله صار هذا سجني، فعجب الناس من فهمه وسرعة جوابه.

[471]

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبَيَّ، فقال:«كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ، أَو عَابِرُ سَبيلٍ» .

وَكَانَ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، يقول: إِذَا أمْسَيتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه البخاري.

قالوا في شَرْحِ هَذَا الحديث معناه: لا تَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا وَلا تَتَّخِذْهَا

ص: 318

وَطَناً، وَلا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِطُولِ البَقَاءِ فِيهَا، وَلا بِالاعْتِنَاءِ بِهَا، وَلا تَتَعَلَّقْ مِنْهَا إلا بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْغَريبُ في غَيْرِ وَطَنِهِ، وَلا تَشْتَغِلْ فِيهَا بِمَا لا يَشْتَغِلُ بِهِ الغَرِيبُ الَّذِي يُريدُ الذَّهَابَ إِلَى أهْلِهِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.

في هذا الحديث: الحضُّ على تقصير الأمل، والمبادرة إلى العمل، وترك التراخي والكسل.

في الحديث الآخر: «اغتنم خمسًا فبل خمس شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.

[472]

وعن أَبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رسولَ الله، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أحَبَّنِي اللهُ وَأحَبَّنِي النَّاسُ، فقال:«ازْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبّك اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبّك النَّاسُ» . حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة.

اشتمل هذا الحديث على وصيتين عظيمتين فإذا عمل بهما أحبه الله وأحبه الناس.

والزهد: هو القناعة بما أعطاك الله، والتعفف عن أموال الناس، وكان عمر يقول على المنبر: إنَّ الطمع فقر وإنَّ اليأس غنى.

وقال أيوب السختياني: لا يقبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان، العفة عما

ص: 319

في أي الناس، والتجاوز عما يكون منهم.

وفي الحديث المرفوع: «حب الدنيا رأس كل خطيئة» .

وقال الشافعي رحمه الله تعالى:

وما هي إلا جيفة مستحيلة

??

عليها كلاب هَمُّهُن اجتذابها

???

فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها

??

وإن تجتذبها نازعتك كلابها

??

[473]

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلأ بِهِ بَطْنَهُ. رواه مسلم.

«الدَّقَلُ» بفتح الدَّال المهملة والقاف: رديءُ التمرِ.

فيه: زهده صلى الله عليه وسلم وصبره، وحقارة الدنيا عنده، فإن الله تعالى خيره في أنْ يكون ملكًا نبيًا أو عبدًا نبيًا فاختار أن يكون عبدًا، وقال:«يا رب، أجوع يومًا وأشبع يومًا، فإذا جعت سألتك، وإذا شبعت شكرتك» .

[474]

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَمَا في بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلا شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لي، فَأكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

قولها: «شَطْرُ شَعير» أيْ: شَيْءٌ مِنْ شَعير،، كَذَا فَسَّرَهُ التُرْمذيُّ.

في هذا الحديث: إعراضه صلى الله عليه وسلم عن الدنيا، وعدم النظر إليها.

ص: 320

وفيه: استحباب عدم كيل القوت توكلاً على الله، وثقة به فإن تكثير الطعام القليل من أسرار الله الخفية، ولا يخالف هذا الحديث:«كيِّلوا طعامكم يبارك لكم فيه» .

قال الحافظ: الكيل عند المبايعة محبوب من أجل تعلق حق المتبايعين وأما الكيل عند الإنفاق فالباعث عليه الشح؛ فلذا كُرِه.

[475]

وعن عمرو بن الحارث أخي جُوَيْرِيّة بنتِ الحارِث أُمِّ المُؤْمِنِينَ، رضي الله عنهما، قَالَ: مَا تَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِيناراً، وَلا دِرْهَماً، وَلا عَبْداً، وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئاً إلا بَغْلَتَهُ الْبَيضَاءَ الَّتي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلَاحَهُ، وَأرْضاً جَعَلَهَا لاِبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً. رواه البخاري.

فيه: أن الإماء والعبيد الذين ملكهم النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لم يبقوا على ملكه بعد وفاته، فمنهم من أعتقه، ومنهم من مات قبل وفاته صلى الله عليه وسلم وقد قال

النبي صلى الله عليه وسلم «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة» .

[476]

وعن خَبابِ بن الأَرَتِّ رضي الله عنه قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللهِ تَعَالَى، فَوَقَعَ أجْرُنَا عَلَى اللهِ، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأكُل منْ أجْرِهِ شَيْئاً، مِنْهُمْ: مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ رضي الله عنه، قُتِلَ يَوْمَ أُحُد، وَتَرَكَ نَمِرَةً، فَكُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ، بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رِجْلَيْهِ، بَدَا رَأسُهُ

، فَأمَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنْ نُغَطِّي رَأسَهُ،

ص: 321

وَنَجْعَل عَلَى رِجْلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الإذْخِرِ، وَمِنَّا مَنْ أيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا. متفقٌ عَلَيْهِ.

«النَّمِرَةُ» : كِساءٌ مُلَوَّنٌ مِنْ صوف. وَقَوْلُه: «أيْنَعَتْ» أيْ: نَضِجَتْ وَأَدْرَكَتْ. وَقَوْلُه: «يَهْدِبها» هُوَ بفتح الياءِ وضم الدال وكسرها لغتان: أيْ: يَقْطُفهَا وَيَجْتَنِيهَا، وهذه استعارة لما فتح الله تَعَالَى عليهم من الدنيا وتمكنوا فِيهَا.

في هذا الحديث: ما كان عليه السلف من الصدق في وصف أحوالهم.

وفيه: أن الصبر على مكابدة الفقر وصعوبته من منازل الأبرار.

وفيه: أن الكفن يكون ساترًا لجميع البدن.

[477]

وعن سهلِ بن سعد الساعدي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

فيه: حقارة الدنيا عند الله تعالى، ولهذا ملَّكها تعالى في الغالب للكفار والفساق لهوانهم عليه، وحَمَى منها في الغالب الأنبياء والصالحين لئلا تُدَنَّسَهُم.

[478]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:«أَلا إنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إلا ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى، وَمَا وَالاهُ، وَعالِماً وَمُتَعَلِّماً» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

فيه: ذم ما أشغل من الدنيا عن ذكر الله وطاعته، كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون (9) ] ، وأما ما أعان على طاعة الله من الدنيا فليس بمذموم، قال تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء

ص: 322

الزَّكَاةِ} [النور (37) ]، وفي حديث مرفوع:«لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن عليها يبلغ الخير، وبها ينجو من الشر» .

[479]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا في الدُّنْيَا» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

الضيعة: العقار الذي يحتاج إلى عمل، والمراد لا تتوغلوا في ذلك فترغبوا عن صلاح آخرتكم وتشتغلوا في طلب الدنيا فلا تشبعوا منها.

[480]

وعن عبدِ الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نعالِجُ خُصّاً لَنَا، فَقَالَ:«مَا هَذَا؟» فَقُلْنَا: قَدْ وَهَى، فَنَحَنُ نُصْلِحُهُ، فَقَالَ:«مَا أرَى الأَمْرَ إلا أعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ» .

رواه أَبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم، وقال الترمذي:

(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

الخُصُّ: بيت يعمل من القصب ونحوه.

وفيه: شاهد لحديث ابن عمر: «إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح» .

[481]

وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول

ص: 323

الله صلى الله عليه وسلم، يقول:«إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وفِتْنَةُ أُمَّتِي: المَالُ» . رواه الترمذي، وقال:

(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

قوله: «فتنة» ، أي: ابتلاء واختبار. قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء (35) ]، وقال تعالى:{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال (28) ] .

[482]

وعن أَبي عمرو، ويقالُ: أَبو عبدِ الله، ويقالُ: أَبو ليلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ في سِوَى هذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الخُبز وَالماء» . رواه الترمذي، وقال:«حديث صحيح» .

قَالَ الترمذي: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَانَ بنَ سَالمٍ البَلْخيَّ، يقولُ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْن شُمَيْل، يقولُ: الجِلْفُ: الخُبْز لَيْسَ مَعَهُ إدَامٌ، وقال غَيْرُهُ: هُوَ غَليظُ الخُبُزِ. وقَالَ الهَرَوِيُّ: المُرادُ بِهِ هنَا وِعَاءُ الخُبزِ، كَالجَوَالِقِ وَالخُرْجِ، والله أعلم.

الحق هنا: ما يستحقه الإِنسان لاحتياجه إليه في كُنه من الحر والبرد، وستر بدنه، وسد جوعته، وما سوى ذلك فهو من حظوظ النفس لا من حقوقها.

قال بعض الزهاد:

لَقِرْص شعير ثافل غير مالح

??

بغير إدام والذي خلق النجوى

???

مع العزِّ في بيتي وطاعة خالقي

??

ألذُّ على قلبي من المنِّ والسلوى

??

[483]

وعن عبدِ الله بن الشِّخِّيرِ - بكسر الشينِ والخاء المشددة المعجمتين رضي الله عنه، أنه قَالَ: أتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمُ

ص: 324

التَّكَاثُرُ} قَالَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مالي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إلا مَا أكَلْتَ فَأفْنَيْتَ، أَو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ» ؟! . رواه مسلم.

أي ليس لك من مالك إلا ما انتفعت به في دنياك، بأكل أو لبس أو ادخرته لآخرتك، وما سوى ذلك فهو لورثتك.

قال بعض السلف: اجعل ما عندك ذخيرة لك عند الله، واجعل الله ذخيرة لأولادك.

[484]

وعن عبدِ الله بن مُغَفَّل رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رجل للنبي صلى الله عليه وسلم:

يَا رسولَ الله، وَاللهِ إنِّي لأُحِبُّكَ، فَقَالَ له:«انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ؟» قَالَ: وَاللهِ إنِّي لأُحِبُّكَ، ثَلَاثَ مَرَّات، فَقَالَ:«إنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً، فإنَّ الفَقْرَ أسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّني مِنَ السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

«التجفافُ» بكسرِ التاءِ المثناةِ فوقُ وَإسكانِ الجيمِ وبالفاءِ المكررة: وَهُوَ شَيْءٌ يُلْبَسُهُ الفَرَسُ، لِيُتَّقَى بِهِ الأَذَى، وَقَدْ يَلْبَسُهُ الإنْسَانُ.

لما كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا، كان المحب التابع له متّصف بذلك لقوة الرغبة، وصدق المحبة فالمرء مع من أحب، ومولى قوم منهم في العسر واليسر

فمن أحب أن يكون معهم في نعيم الآخرة فليصبر كما صبروا في الدنيا. قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران (142) ] .

[485]

وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلا في غَنَمٍ بِأفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى

ص: 325

المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينهِ» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

فيه: الحذر من الحرص على المال والشرف، فإن حب الدنيا رأس كل خطيئة، ورزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«يَا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإِمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها» .

[486]

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: نَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصيرٍ، فَقَامَ وَقَدْ أثَّرَ في جَنْبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً. فَقَالَ:«مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

فيه: الإِرشاد إلى ترك الاهتمام بِعَمارة الدنيا، والحث على الاعتناء بعمارة منازل الآخرة، وأن الدنيا دار عبور إلى دار الحبور.

[487]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدْخُلُ الفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمئَةِ عَامٍ» . رواه الترمذي، وقال:«حديث صحيح» .

فيه: فضل الفقير الصابر على الغني الشاكر، لأن الأغنياء يحبسون للحساب.

[488]

وعن ابن عباس وعِمْرَانَ بن الحُصَيْنِ رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأيْتُ أكْثَرَ أهْلِهَا الفُقَرَاءَ،

ص: 326

وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأيْتُ أكْثَرَ أهْلِهَا النِّسَاءَ» . متفقٌ عَلَيْهِ من رواية ابن عباس، ورواه البخاري أيضاً من رواية عِمْرَان بن الحُصَيْن.

فيه: التحريض على ترك التوسع في الدنيا.

وفيه: التحريض للنساء على المحافظة على أمر الدين ليسلمن من النار.

[489]

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:«قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِينُ، وَأصْحَابُ الجَدِّ مَحبُوسُونَ، غَيْرَ أنَّ أصْحَابِ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِم إِلَى النَّارِ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

وَ «الجَدُّ» : الحَظُّ والغِنَى. وقد سبق بيان هَذَا الحديث في باب فَضْلِ الضَّعفَة.

أصحاب النار هنا: هم الخالدون فيها، وهم الكفار، قال الله تعالى:{لا يَصْلاهَا إِلا الأَشْقَى} [الليل (15) ]، وقال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ

كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر (71) ]، وقال تعالى:{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} [الرحمن (55) ] .

[490]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: ألا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

يشهد لهذا البيت قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} [القصص (88) ] ، كان لبيد من فحول شعراء الجاهلية، وهو من هوازان، وَفَدَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم -

ص: 327