المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان - تطريز رياض الصالحين

[فيصل آل مبارك]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الشارح

- ‌مقدمة رياض الصالحين

- ‌1- باب الإخلاص وإحضار النية

- ‌2- باب التوبة

- ‌3- باب الصبر

- ‌4- باب الصدق

- ‌5- باب المراقبة

- ‌6- باب التقوى

- ‌7- باب في اليقين والتوكل

- ‌8- باب الاستقامة

- ‌9- باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى

- ‌10- باب المبادرة إلى الخيرات

- ‌11- باب المجاهدة

- ‌12- باب الحث عَلَى الازدياد من الخير في أواخر العمر

- ‌13- باب في بيان كثرة طرق الخير

- ‌14- باب الاقتصاد في الطَّاعَة

- ‌15- باب المحافظة عَلَى الأعمال

- ‌16- باب في الأمر بالمحافظة عَلَى السنة وآدابها

- ‌باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرًّا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العلم»

- ‌17- باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى

- ‌18- باب النهي عن البدع ومحدثات الأمور

- ‌19- باب فيمن سن سنة حسنة أَوْ سيئة

- ‌20- باب في الدلالة عَلَى خير والدعاء إِلَى هدى أَوْ ضلالة

- ‌21- باب التعاون عَلَى البر والتقوى

- ‌22- باب النصيحة

- ‌23- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌24- باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف

- ‌25- باب الأمر بأداء الأمانة

- ‌26- باب تحريم الظلم والأمر بردِّ المظالم

- ‌27- باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم

- ‌28- باب ستر عورات المسلمين

- ‌29- باب قضاء حوائج المسلمين

- ‌30- باب الشفاعة

- ‌31- باب الإصلاح بَيْنَ الناس

- ‌32- باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين

- ‌33- باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين

- ‌34- باب الوصية بالنساء

- ‌35- باب حق الزوج عَلَى المرأة

- ‌36- باب النفقة عَلَى العيال

- ‌37- باب الإنفاق مِمَّا يحبُّ ومن الجيِّد

- ‌38- باب وجوب أمر أهله وأولاده المميزين

- ‌39- باب حق الجار والوصية بِهِ

- ‌40- باب بر الوالدين وصلة الأرحام

- ‌41- باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

- ‌42- باب فضل بر أصدقاء الأب

- ‌43- باب إكرام أهل بيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44- باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل

- ‌45- باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم

- ‌46- باب فضل الحب في الله والحث عَلَيهِ

- ‌47- باب علامات حب الله تَعَالَى للعبد

- ‌48- باب التحذير من إيذاء الصالحين

- ‌49- باب إجراء أحكام الناس عَلَى الظاهر

- ‌50- باب الخوف

- ‌51- باب الرجاء

- ‌52- باب فضل الرجاء

- ‌53- باب الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌54- باب فضل البكاء من خشية الله تَعَالَى وشوقاً إِليه

- ‌55- باب فضل الزهد في الدنيا

- ‌56- باب فضل الجوع وخشونة العيش

- ‌57- باب القناعة والعَفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق

- ‌58- باب جواز الأخذ من غير مسألة وَلا تطلع إليه

- ‌59- باب الحث عَلَى الأكل من عمل يده

- ‌60- باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقةً بالله تعالى

- ‌61- باب النهي عن البخل والشح

- ‌62- باب الإيثار والمواساة

- ‌63- باب التنافس في أمور الآخرة والاستكثار مما يتبرك بِهِ

- ‌64- باب فضل الغَنِيّ الشاكر

- ‌65- باب ذكر الموت وقصر الأمل

- ‌66- باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

- ‌67- بابُ كراهة تمنّي الموت بسبب ضُرّ نزل بِهِ

- ‌68- باب الورع وترك الشبهات

- ‌69- باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان

- ‌70- باب فضل الاختلاط بالناس

- ‌71- باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

- ‌72- باب تحريم الكبر والإعجاب

- ‌73- باب حسن الخلق

- ‌74- باب الحلم والأناة والرفق

- ‌75- باب العفو والإعراض عن الجاهلين

- ‌76- باب احتمال الأذى

- ‌77- باب الغضب إِذَا انتهكت حرمات الشّرع

- ‌78- باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم

- ‌79- باب الوالي العادل

- ‌80- باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية

- ‌81- باب النهي عن سؤال الإمارة واختيار ترك الولايات

- ‌82- باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمور عَلَى اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم

- ‌83- باب النهي عن تولية الإمارة والقضاء وغيرهما

- ‌كِتَاب الأَدَب

- ‌84- باب الحياء وفضله والحث على التخلق به

- ‌85- بابُ حفظ السِّر

- ‌86- باب الوفاء بالعهد وَإنجاز الوَعد

- ‌87- باب المحافظة عَلَى مَا اعتاده من الخير

- ‌88- باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوَجه عند اللقاء

- ‌89- باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب

- ‌90- باب إصغاء الجليس لحديث جليسه

- ‌91- بابُ الوَعظ والاقتصاد فِيهِ

- ‌92- باب الوقار والسكينة

- ‌93- باب الندب إِلَى إتيان الصلاة

- ‌94- باب إكرام الضيف

- ‌95- باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير

- ‌96- باب وداع الصاحب ووصيته عند فراقه لسفر

- ‌باب الاستِخارة والمشاورة

- ‌98- باب استحباب الذهاب إِلَى العيد

- ‌99- باب استحباب تقديم اليمين

- ‌كتاب آداب الطعام

- ‌100- باب التسمية في أوله والحمد في آخره

- ‌101- باب لا يَعيبُ الطّعام واستحباب مَدحه

- ‌102- باب مَا يقوله من حضر الطعام

- ‌103- باب مَا يقوله من دُعي إِلَى طعام فتبعه غيره

- ‌104- باب الأكل مِمَّا يليه

- ‌105- باب النّهي عن القِرَانِ بين تمرتين ونحوهما

- ‌106- باب مَا يقوله ويفعله من يأكل وَلا يشبع

- ‌107- باب الأمر بالأكل من جانب القصعة

- ‌108- باب كراهية الأكل متكئاً

- ‌109- باب استحباب الأكل بثلاث أصابع

- ‌110- باب تكثير الأيدي عَلَى الطعام

- ‌111- باب آداب الشرب واستحباب التنفس ثلاثاً

- ‌112- باب كراهة الشرب من فم القربة ونحوها

- ‌113- باب كراهة النفخ في الشراب

- ‌114- باب بيان جواز الشرب قائماً

- ‌115- باب استحباب كون ساقي القوم آخرهم شرباً

- ‌116- باب جواز الشرب

- ‌كتَاب اللّبَاس

- ‌117- باب استحباب الثوب الأبيض، وجواز الأحمر والأخضر

- ‌118- باب استحباب القميص

- ‌119- باب صفة طول القميص والكُم والإزار

- ‌120- باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعاً

- ‌121- باب استحباب التوسط في اللباس

- ‌122- باب تحريم لباس الحرير عَلَى الرجال

- ‌123- باب جواز لبس الحرير لمن بِهِ حكة

- ‌124- باب النهي عن افتراش جلود النمور والركوب عَلَيْهَا

- ‌125- باب مَا يقول إِذَا لبس ثوباً جديداً أَوْ نعلاً أَوْ نحوه

- ‌126- باب استحباب الابتداء باليمين في اللباس

- ‌كتَاب آداب النَّوم

- ‌127- باب آداب النَّوم والاضطجاع

- ‌128- باب جواز الاستلقاء عَلَى القفا

- ‌129- باب آداب المجلس والجليس

- ‌130- باب الرؤيا وَمَا يتعلق بها

- ‌كتَاب السَّلَام

- ‌131- باب فضل السلام والأمر بإفشائه

- ‌132- باب كيفية السلام

- ‌133- باب آداب السلام

- ‌134- باب استحباب إعادة السلام

- ‌135- باب استحباب السلام إِذَا دخل بيته

- ‌136- باب السلام عَلَى الصبيان

- ‌137- باب سلام الرجل على زوجته

- ‌138- باب تحريم ابتدائنا الكافر بالسلام

- ‌139- باب استحباب السلام إِذَا قام من المجلس

- ‌140- باب الاستئذان وآدابه

- ‌141- باب بيان أنَّ السنة إِذَا قيل للمستأذن: من أنت

- ‌142- باب استحباب تشميت العاطس إِذَا حمد الله تَعَالَى

- ‌143- باب استحباب المصافحة عِنْدَ اللقاء وبشاشة الوجه

- ‌كتاب عيَادة المريض وَتشييع المَيّت

- ‌144- باب عيادة المريض

- ‌145- باب مَا يُدعى به للمريض

- ‌146- باب استحباب سؤال أهل المريض عن حاله

- ‌147- باب مَا يقوله مَن أيس من حياته

- ‌148- باب استحباب وصية أهل المريض

- ‌149- باب جواز قول المريض: أنَا وجع، أَوْ شديد الوجع

- ‌150- باب تلقين المحتضر: لا إله إِلا اللهُ

- ‌151- باب مَا يقوله بعد تغميض الميت

- ‌152- باب ما يقال عند الميت وَمَا يقوله من مات له ميت

- ‌153- باب جواز البكاء عَلَى الميت بغير ندب وَلا نياحة

- ‌154- باب الكف عن مَا يُرى من الميت من مكروه

- ‌155- باب الصلاة عَلَى الميت وتشييعه وحضور دفنه

- ‌156- باب استحباب تكثير المصلين عَلَى الجنازة

- ‌157- باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة

- ‌158- باب الإسراع بالجنازة

- ‌159- باب تعجيل قضاء الدَّين عن الميت

- ‌160- باب الموعظة عند القبر

- ‌161- باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره

- ‌162- باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ

- ‌163- باب ثناء الناس عَلَى الميت

- ‌164- باب فضل من مات لَهُ أولاد صغار

- ‌165- باب البكاء والخوف عِنْدَ المرور بقبور الظالمين

- ‌كتَاب آداب السَّفَر

- ‌166- باب استحباب الخروج يوم الخميس

- ‌167- باب استحباب طلب الرفقة

- ‌168- باب آداب السير والنزول والمبيت

- ‌169- باب إعانة الرفيق

- ‌170- باب مَا يقول إذا ركب دَابَّة للسفر

- ‌171- باب تكبير المسافر إِذَا صعد الثنايا وشبهها

- ‌172- باب استحباب الدعاء في السفر

- ‌173- باب مَا يدعو إِذَا خاف ناساً أَوْ غيرهم

- ‌174- باب مَا يقول إِذَا نزل منْزلاً

- ‌175- باب استحباب تعجيل المسافر

- ‌176- باب استحباب القدوم عَلَى أهله نهاراً

- ‌177- باب مَا يقول إِذَا رجع وإذا رأى بلدته

- ‌باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد

- ‌179- باب تحريم سفر المرأة وحدها

- ‌كتَاب الفَضَائِل

- ‌180- باب فضل قراءة القرآن

- ‌181- باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان

- ‌182- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن

- ‌183- باب الحث عَلَى سور وآيات مخصوصة

- ‌184- باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة

- ‌185- باب فضل الوضوء

- ‌186- باب فضل الأذان

- ‌187- باب فضل الصلوات

- ‌188- باب فضل صلاة الصبح والعصر

- ‌189 - باب فضل المشي إلى المساجد

- ‌190 - باب فضل انتظار الصلاة

- ‌191 - باب فضل صلاة الجماعة

- ‌192 - باب الحث عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء

- ‌193 - باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات

- ‌194 - باب فضل الصف الأول

- ‌195 - باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض

- ‌196 - باب تأكيد ركعتي سنّةِ الصبح

- ‌197 - باب تخفيف ركعتي الفجر

- ‌198 - باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

- ‌199 - باب سنة الظهر

- ‌200 - باب سنة العصر

- ‌201 - باب سنة المغرب بعدها وقبلها

- ‌202- باب سنة العشاء بعدها وقبلها

- ‌203- باب سنة الجمعة

- ‌204- باب استحباب جعل النوافل في البيت

- ‌205- باب الحث عَلَى صلاة الوتر

- ‌206- باب فضل صلاة الضحى

- ‌207- باب تجويز صلاة الضحى من ارتفاع

- ‌208- باب الحث عَلَى صلاة تحية المسجد

- ‌209- باب استحباب ركعتين بعد الوضوء

- ‌210- باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لَهَا

- ‌211- باب استحباب سجود الشكر

- ‌212- باب فضل قيام الليل

- ‌213- باب استحباب قيام رمضان وَهُوَ التراويح

- ‌214- باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها

- ‌215- باب فضل السواك وخصال الفطرة

- ‌216- باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا

- ‌217- باب وجوب صوم رمضان

- ‌218- باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير

- ‌219- باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف

- ‌220- باب مَا يقال عند رؤية الهلال

- ‌221- باب فضل السحور وتأخيره

- ‌222- باب فضل تعجيل الفطر

- ‌223- باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه

- ‌224- باب في مسائل من الصوم

- ‌225- باب بيان فضل صوم المحرم وشعبان والأشهر الحرم

- ‌226- باب فضل الصوم وغيره

- ‌227- باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء

- ‌228- باب استحباب صوم ستة أيام من شوال

- ‌229- باب استحباب صوم الاثنين والخميس

- ‌230- باب استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

- ‌231- باب فضل من فطَّر صائماً وفضل الصائم

- ‌كتَاب الاعْتِكَاف

- ‌232- باب فضل الاعتكاف

- ‌كتَاب الحَجّ

- ‌233- باب وجوب الحج وفضله

- ‌كتَاب الجِهَاد

- ‌234-[باب فضل الجهاد]

- ‌235- باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة

- ‌236- باب فضل العتق

- ‌237- باب فضل الإحسان إِلَى المملوك

- ‌238- باب فضل المملوك الَّذِي يؤدي

- ‌239- باب فضل العبادة في الهرج

- ‌240- باب فضل السماحة في البيع والشراء

- ‌كتَابُ العِلم

- ‌241- باب فضل العلم

- ‌كتَاب حَمد الله تَعَالَى وَشكره

- ‌242- باب فضل الحمد والشكر

- ‌كتاب الصَّلاة عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌243- باب فضل الصلاة عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الأذْكَار

- ‌244- باب فَضلِ الذِّكْرِ وَالحَثِّ عليه

- ‌245- باب ذكر الله تَعَالَى قائماً أَوْ قاعداً ومضطجعاً

- ‌246- باب مَا يقوله عِنْدَ نومه واستيقاظه

- ‌247- باب فضل حِلَقِ الذكر

- ‌248- باب الذكر عِنْدَ الصباح والمساء

- ‌249- باب مَا يقوله عِنْدَ النوم

- ‌كتَاب الدَّعَوات

- ‌250- باب فضل الدعاء

- ‌251- باب فضل الدعاء بظهر الغيب

- ‌252- باب في مسائل من الدعاء

- ‌253- باب كرامات الأولياء وفضلهم

- ‌كتَاب الأمُور المَنهي عَنْهَا

- ‌254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

- ‌255- باب تحريم سماع الغيبة

- ‌256- باب مَا يباح من الغيبة

- ‌257- باب تحريم النميمة

- ‌258- باب النهي عن نقل الحديث وكلام الناس

- ‌259- باب ذمِّ ذِي الوَجْهَيْن

- ‌260- باب تحريم الكذب

- ‌261- باب بيان مَا يجوز من الكذب

- ‌262- باب الحثّ عَلَى التثبت فيما يقوله ويحكيه

- ‌263- باب بيان غلظ تحريم شهادة الزُّور

- ‌264- باب تحريم لعن إنسان بعينه أَوْ دابة

- ‌265- باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعينين

- ‌266- باب تحريم سب المسلم بغير حق

- ‌267- باب تحريم سب الأموات

- ‌268- باب النهي عن الإيذاء

- ‌269- باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر

- ‌270- باب تحريم الحسد

- ‌271- باب النَّهي عن التجسُّس

- ‌272- باب النهي عن سوء الظنّ بالمسلمين من غير ضرورة

- ‌273- باب تحريم احتقار المسلمين

- ‌274- باب النهي عن إظهار الشماتة بِالمُسْلِم

- ‌275- باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع

- ‌276- باب النهي عن الغش والخداع

- ‌277- باب تحريم الغدر

- ‌278- باب النهي عن المنِّ بالعطية ونحوها

- ‌279- باب النهي عن الافتخار والبغي

- ‌280- باب تحريم الهجران بين المسلمين

- ‌281- باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث

- ‌282- باب النهي عن تعذيب العبد

- ‌283- باب تحريم التعذيب بالنار

- ‌284- باب تحريم مطل الغني بحقٍّ طلبه صاحبه

- ‌285- باب كراهة عود الإنسان في هبة

- ‌286- باب تأكيد تحريم مال اليتيم

- ‌287- باب تغليظ تحريم الربا

- ‌288- باب تحريم الرياء

- ‌289- باب مَا يتوهم أنَّه رياء وليس هُوَ رياء

- ‌290- باب تحريم النظر إِلَى المرأة الأجنبية

- ‌291- باب تحريم الخلوة بالأجنبية

- ‌292- باب تحريم تشبه الرجال بالنساء

- ‌293- باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار

- ‌294- باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد

- ‌295- باب النهي عن القَزَع

- ‌296- باب تحريم وصل الشعر والوشم

- ‌297- باب النهي عن نتف الشيب من اللحية

- ‌298- باب كراهية الاستنجاء باليمين

- ‌299- باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد

- ‌300- باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم

- ‌301- باب النهي عن التكلف

- ‌302- باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخد وشق الجيب

- ‌303- باب النَّهي عن إتيان الكُهّان

- ‌304- باب النهي عن التَّطَيُّرِ

- ‌305- باب تحريم تصوير الحيوان

- ‌306- باب تحريم اتخاذ الكلب إلا

- ‌307- باب كراهية تعليق الجرس في البعير

- ‌308- باب كراهة ركوب الجَلالة

- ‌309- باب النهي عن البصاق في المسجد

- ‌310- باب كراهة الخصومة في المسجد

- ‌311- باب نهي من أكل ثوماً أَوْ بصلاً

- ‌312- باب كراهة الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب

- ‌313- باب نهي من دخل عَلَيْهِ عشر ذي الحجة

- ‌314- باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي

- ‌315- باب تغليظ اليمين الكاذبة عمداً

- ‌316- باب ندب من حلف عَلَى يَمينٍ فرأى غيرها

- ‌317- باب العفو عن لغو اليمين

- ‌318- باب كراهة الحلف في البيع وإنْ كان صادقاً

- ‌319- باب كراهة أنْ يسأل الإنسان بوجه الله عز وجل

- ‌320- باب تحريم قول شاهان شاه للسلطان

- ‌321- باب النهي عن مخاطبة الفاسق

- ‌322- باب كراهة سب الحمّى

- ‌323- باب النهي عن سب الريح

- ‌324- باب كراهة سب الديك

- ‌325- باب النهي عن قول [الإنسان] : مُطِرنا بنَوء كذا

- ‌326- باب تحريم قوله لمسلم: يا كافر

- ‌327- باب النهي عن الفحش وبذاء اللسان

- ‌328- باب كراهة التقعير في الكلام

- ‌329- باب كراهة قوله: خَبُثَتْ نَفْسي

- ‌330- باب كراهة تسمية العنب كرماً

- ‌331- باب النهي عن وصف محاسن المرأة لرجل

- ‌332- باب كراهة قول الإنسان: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إنْ شِئْتَ

- ‌333- باب كراهة قول: ما شاء اللهُ وشاء فلان

- ‌334- باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة

- ‌335- باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها

- ‌336- باب تحريم صوم المرأة تطوعاً

- ‌337- باب تحريم رفع المأموم رأسه من الركوع

- ‌338- باب كراهة وضع اليد عَلَى الخاصرة في الصلاة

- ‌339- باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام

- ‌340- باب النهي عن رفع البصر إِلَى السماء في الصلاة

- ‌341- باب كراهة الالتفات في الصلاة لغير عذر

- ‌342- باب النهي عن الصلاة إِلَى القبور

- ‌343- باب تحريم المرور بَيْنَ يدي المصلِّي

- ‌344- باب كراهة شروع المأموم في نافلة

- ‌345- باب كراهة تخصيص يوم الجمعة بصيام

- ‌346- باب تحريم الوصال في الصوم

- ‌347- باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

- ‌348- باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه

- ‌349- باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده

- ‌350- باب تحريم الشفاعة في الحدود

- ‌351- باب النهي عن التغوط في طريق الناس

- ‌352- باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد

- ‌353- باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولاده

- ‌354- باب تحريم إحداد المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام

- ‌355- باب تحريم بيع الحاضر للبادي

- ‌356- باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه

- ‌357- باب النهي عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ونحوه

- ‌358- باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان

- ‌359- باب كراهة رد الريحان لغير عذر

- ‌360- باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة

- ‌361- باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها الوباء

- ‌362- باب التغليظ في تحريم السحر

- ‌363- باب النهي عن المسافرة بالمصحف إِلَى بلاد الكفار

- ‌364- باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة

- ‌365- باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً

- ‌366- باب النهي عن صمت يوم إلَى الليل

- ‌367- باب تحريم انتساب الإنسان إِلَى غير أَبيه

- ‌368- باب التحذير من ارتكاب

- ‌369- باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهياً عنه

- ‌كتَاب المنثُورَات وَالمُلَحِ

- ‌370-[بَابُ الْمَنْثُوْرَاتِ وَالْمُلَحِ]

- ‌371- باب الاستغفار

- ‌372- باب بيان مَا أعدَّ اللهُ تَعَالَى للمؤمنين في الجنة

الفصل: ‌254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

‌كتَاب الأمُور المَنهي عَنْهَا

‌254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

قَالَ الله تَعَالَى: {وَلا يَغْتَبْ بَعضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات (12) ] .

في هذه الآية: النهي عن الغيبة، وهي ذكرك المسلم بما يكره، وإن كان ذلك فيه.

قال ابن كثير: والغيبة محرمة بالإجماع، ولا يُستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحته، كما في الجرح والتعديل والنصيحة. كقوله صلى الله عليه وسلم لما استأذن عليه ذلك الرجل الفاجر:«ائذنوا له بئس أخو العشيرة» . وكقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وقد خطبها معاوية، وأبو الجهم:«أما معاوية فصعلوك، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» ، وكذا ما جرى مجرى ذلك، ثم بقيتها على التحريم الشديد، وقد ورد فيها الزجر الأكيد، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت، كما قال عز وجل:{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}

[الحجرات (12) ]، أي: كما تكرهون هذا طبعًا، فاكرهوا ذاك شرعًا، فإن عقوبته أشد من هذا.

وهذا من التنفير عنها، والتحذير منها. كما قال صلى الله عليه وسلم في العائد في هبته:«كالكلب يقيء ثم يرجع في قيئه» . وقد قال: «ليس منا مثل السوء» .

ص: 833

وقال تَعَالَى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء (36) ] .

قال ابن عباس: يقول: لا تقل.

وقال قتادة: لا تقل رأيتُ ولمْ تر، وسمعتُ ولم تسمع، وعلمتُ ولم تعلم. فإنَّ الله تعالى سائلك عن ذلك كله.

وقال تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتيدٌ} [ق: 18] .

أي: ما يتكلم من كلام إلا وله حافظ يكتبه.

قال ابن عباس: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، قال: يكتب كلما يتكلم به من خير أو شر حتى إنه ليُكْتَبُ قوله: أكلت. شربت. ذهبت. جئت. رأيت. حتى إذ كان يوم الخميس عرض قوله وعمله، فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقي سائره، وذلك قوله تعالى:{يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد (39) ] .

وقال الحسن البصري: وتلا هذه الآية: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق (17) ] ، يَا ابن آدم، بسطتْ لك صحيفة، ووكّل بك ملكان كريمان، أحدهما عن يمينك، والآخر عن شمالك. أما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيِّآتك. فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا متّ طُوِيَتْ صحيفتك، وجعلت في عنقك معك في قبرك، حتى تخرج يوم القيامة. فعند ذلك يقول تعالى {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء (13، 14) ]، ثم يقول: عدل - والله - من جعلك حسيب نفسك.

اعْلَمْ أنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُكَلَّفٍ أنْ يَحْفَظَ لِسَانَهُ عَنْ جَميعِ الكَلامِ إِلا كَلَاماً ظَهَرَتْ فِيهِ المَصْلَحَةُ، ومَتَى اسْتَوَى الكَلَامُ وَتَرْكُهُ فِي المَصْلَحَةِ، فالسُّنَّةُ الإمْسَاكُ عَنْهُ، لأَنَّهُ قَدْ يَنْجَرُّ الكَلَامُ المُبَاحُ إِلَى حَرَامٍ أَوْ مَكْرُوهٍ،

ص: 834

وذَلِكَ كَثِيرٌ في العَادَةِ، والسَّلَامَةُ لا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» .

[1511]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ» . متفق عَلَيْهِ.

وهذا الحديث صَريحٌ في أنَّهُ يَنْبَغي أنْ لا يَتَكَلَّمَ إِلا إِذَا كَانَ الكلامُ خَيراً، وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَتْ مَصْلَحَتُهُ، ومَتَى شَكَّ في ظُهُورِ المَصْلَحَةِ، فَلا يَتَكَلَّم.

يعني: من كان يؤمن الإيمان الكامل، المنجي من عذاب الله، الموصل إلى رضوان الله، فليقل خيرًا أو ليصمت؛ لأن من آمن بالله حق إيمانه خاف وعيده، ورجا ثوابه، واجتهد في فعل ما أمر به، وترك ما نهي عنه.

[1512]

وعن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ أَيُّ المُسْلمِينَ أفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» . متفق عَلَيْهِ.

هذا الحديث: أن من سَلِم المسلمون من أذاه، أنه من أفضلهم، وخص اللسان واليد بالذكر، لغلبة صدور الأمر عنهما، فالقول باللسان، والفعل باليد.

[1513]

وعن سهل بن سعد، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ» . متفق عَلَيْهِ.

ص: 835

في هذا الحديث: أنَّ من حفظ لسانه وفرجه عن الحرام دخل الجنة.

[1514]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ» . متفق عَلَيْهِ.

ومعنى: «يَتَبَيَّنُ» يَتَفَكِّرُ أنَّها خَيْرٌ أم لا.

في هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أنْ لا يكثر الكلام، وأن لا يتكلم إلا فيما يعنيه، وأن يحترز من الكلام حين الغضب؛ لأنه يتكلم عند الغضب بما يضره في دينه ودنياه.

وفي حديث أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن صحف إبراهيم عليه السلام:«وعلى العاقل أنْ يكون بصيرًا بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظًا للسانه ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه» .

[1515]

وعنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله تَعَالَى مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلَمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّمَ» . رواه البخاري.

قوله: «ما يلقى لها بالاً» ، أي، لا يصغى إليها، ولا يجعل قلبه نحوها.

[1516]

وعن أَبي عبد الرحمن بِلالِ بن الحارِثِ المُزَنِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى

ص: 836

يَومِ يَلْقَاهُ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ الله لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ» . رواه مالك في المُوَطَّأ، والترمذي، وقال:

(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

قال ابن عبد البر: لا أعلم خلافًا في قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة» . إنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم يرضيه بها فيسخط الله عز وجل، ويزيّن له باطلاً يريده من إراقة دم، أو ظلم مسلم ونحوه مما ينحط به في حبل هواه، فيبعد من الله وينال سخطه، وكذا الكلمة التي يرضى بها الله عز وجل عند السلطان ليصرفه عن هواه، ويكفه عن معصيته التي يريدها يبلغ بها أيضًا رضوانًا من الله لا يحتبسه.

[1517]

وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ الله حدِّثني بأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ قَالَ: «قلْ: رَبِّيَ اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ» قُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ، مَا أخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ:«هَذَا» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

الاستقامة: هي امتثال الأومر واجتناب المناهي. والحديث مقتبس من مشكاة قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت (30) ] .

وفيه: أن أعظم ما يهلك الإنسان لسانه.

قال العاقولي: أسند الخوف إلى اللسان لأنه زمام الإنسان.

[1518]

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ

ص: 837

اللهِ تَعَالَى قَسْوَةٌ لِلقَلْبِ! وإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ تعالى القَلْبُ القَاسِي» . رواه الترمذي.

الذكر: هو الثناء على الله تعالى، ودعاؤه، و (أشرف الذكر) : القرآن.

وقسوة القلب: غلظة وعدم تأثره بالمواعظ، فلا يأتمر بخير ولا ينزجر عن شر.

[1519]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّةَ» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

أي: من حبس لسانه عن الشر، وأجراه في الخير، وحفظ فرجه عن الحرام دخل الجنة.

[1520]

وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ» . رواه الترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ) .

قيل: هذا الجواب من أسلوب الحكيم، فإن السؤال عن حقيقة النجاة والجواب بسببها لأنه أهم.

[1521]

وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسانَ، تَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإنَّما نَحنُ بِكَ؛ فَإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» . رواه الترمذي.

معنى: «تُكَفِّرُ اللِّسَانَ» : أيْ تَذِلُّ وَتَخْضَعُ لَهُ.

قوله: «فإنما نحن بك» ، أي: مجازون بما يصدر عنك.

ص: 838

قال الطيبي: الجمع بين هذا الحديث وحديث: «إن في الجسد مضغة» . أن اللسان خليفة القلب وترجمانه، وأن الإنسان عبارة عن القلب واللسان، والمرء بأصغريه.

[1522]

وعن مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُني مِنَ النَّارِ؟ قَالَ:«لَقَدْ سَألتَ عَنْ عَظيمٍ، وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤتِي الزَّكَاةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ، وتَحُجُّ البَيْتَ» ثُمَّ قَالَ: «ألا أدُلُّكَ عَلَى أبْوابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَما يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ» ثُمَّ تَلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ} [السجدة (16، 17) ] ثُمَّ قَالَ: «ألا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ» قُلْتُ: بَلَى يَا رسولَ اللهِ، قَالَ:«رَأسُ الأمْر الإسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ الجِهادُ» ثُمَّ قَالَ: «ألا أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ!» قُلْتُ: بلَى يَا رَسولَ اللهِ، فَأخَذَ بِلِسانِهِ قال:«كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا» قُلْتُ: يَا رسولَ الله وإنَّا لَمُؤاخَذُونَ بما نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» . رواه الترمذي، وقال:(حديث حسن صحيح) ، وَقَدْ سبق شرحه في باب قبل هَذَا.

في هذا الحديث: دليل على أنَّ الأعمال سبب لدخول الجنة.

ص: 839

وفيه: إشارة إلى أنَّ التوفيق كله بيد الله عز وجل، ولما رتب دخول الجنة على واجبات الإسلام، دلَّه بعد ذلك على أبواب الخير من النوافل.

وفيه: دليل على أن الجهاد أفضل الأعمال بعد الفرائض، وأن كف اللسان إلا عن الخير هو أصل الخير.

[1523]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ» ؟ قالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، قَالَ:«ذِكْرُكَ أخَاكَ بِما يَكْرَهُ» قِيلَ: أفَرَأيْتَ إنْ كَانَ في أخِي مَا أقُولُ؟ قَالَ: «إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فقد اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ» . رواه مسلم.

في هذا الحديث: أن حقيقة الغيبة ذكر الإنسان بما فيه من المكروه.

[1524]

وعن أَبي بَكْرة رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ في خُطْبَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى في حَجَّةِ الوَدَاعِ: «إنَّ دِماءكُمْ، وَأمْوَالَكُمْ، وأعْرَاضَكُمْ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا، ألا هَلْ بَلَّغْتُ» . متفق عَلَيْهِ.

في هذا الحديث: تحريم التعرض لدم مسلم، أو ماله، أو عرضه، بما لم يأذن به الشارع.

[1525]

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قُلْتُ للنبيّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كذَا وكَذَا. قَالَ بعضُ الرواةِ: تَعْنِي قَصيرَةً، فقالَ:«لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» ! قالت: وَحَكَيْتُ لَهُ إنْسَاناً فَقَالَ: «مَا أُحِبُّ أنِّي حَكَيْتُ إنْساناً وإنَّ لِي كَذَا وَكَذَا» . رواه أَبُو داود والترمذي، وقال:(حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .

ص: 840

ومعنى: «مَزَجَتْهُ» خَالَطَتْهُ مُخَالَطَةً يَتَغَيَّرُ بِهَا طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ لِشِدَّةِ نَتْنِها وَقُبْحِهَا. وهذا مِنْ أبلَغِ الزَّواجِرِ عَنِ الغِيبَةِ، قَالَ الله تَعَالَى:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} . [النجم (3، 4) ] .

قولها: وحكيت له إنسانًا، أي: حكت له بالفعل حركة إنسان يكرهها.

قال العاقولي: قوله: «ما أحب أني حكيت إنسانًا» ، أي: فعلت مثل فعله. يقال: حكاه وحاكاه. وأكثر ما استعمل المحاكاة في القبيح، وهو في الغيبة المحرمة، كأن يمشي متعارجًا أو مطأطئًا، وغير ذلك من الهيئات يحكي بذلك صاحبها.

[1526]

وعن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقَومٍ لَهُمْ أظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ بها وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هؤُلاءِ يَا جِبرِيلُ؟ قَالَ: هؤُلاءِ الَّذِينَ يَأكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ في أعْرَاضِهِمْ!» . رواه أَبُو داود.

فائدة: روى الإمام أحمد أنه قيل: يا رسول الله، إنَّ فلانة وفلانة صائمتان، وققد بلغتا الجهد. فقال:«ادعهما» . فقال لإحداهما:

«قيئي» . فقاءت لحمًا، ودمًا عبيطًا، وقيحًا. والأخرى مثل ذلك. ثم قال:«صامتا عما أحل لله، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، أتت إحداهما الأخرى فلم يزالا يأكلان لحوم الناس حتى امتلأت أجوافهما قيحًا» .

[1527]

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ» . رواه مسلم.

في هذا الحديث: تغليظ تحريم دم المسلم، وتحريم عرضه، وتحريمم ماله.

ص: 841