الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[388]
وعن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً عَلَى سَريَّة فَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ {قُل هُوَ الله أَحَدٌ} ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلِكَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذلِكَ» ؟ فَسَألُوهُ فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمنِ فَأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بِهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «أخْبِرُوهُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
فيه: دليل على أنَّ من أحب هذه السورة لأجل أنها صفة الله، أحبه الله.
وعلى جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس والاستكثار منه، أن الجزاء يترتب بحسب النية والقصد، وجواز الجمع بين سورتين غير الفاتحة في ركعة واحدة.
48- باب التحذير من إيذاء الصالحين
والضعفة والمساكين
قَالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} [الأحزاب (58) ] .
في هذه الآية: التحذير من إيذاء المؤمنين بغير جناية استحقوا بها الإيذاء.
وفي الحديث: قيل: يَا رسول الله! ما الغيبة؟ قال: «ذكرك أخاك بما يكره» . قال: أرأيت إنْ كان فيه ما أقول. قال: «إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» .
وَقالَ تَعَالَى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} [الضحى (9، 10) ] .
أي: لا تقهر اليتيم على مالِه فتذهب بحقه لضعفه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير
بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشرُّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه» .
وقوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} ، أي: لا تنهره ولا تزجره إذا سألك.
قال قتادة: رُدَّ السائلَ برحمة ولين.
وقال إبراهيم بن أدهم: نِعْم القوم السُّؤال، يحملون زادنا في الآخرة.
وقال ابن إسحاق: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} ، أي: فلا تكن جبَّارًا ولا متكبِّرًا، ولا فحَّاشًا، ولا فظَّا على الضعفاء من عباد الله.
وأما الأحاديث، فكثيرة مِنْهَا:
حديث أَبي هريرة رضي الله عنه في الباب قبل هَذَا: «مَنْ عَادَى لِي وَليّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ» .
ومنها حديث سعد بن أَبي وقاص رضي الله عنه السابق في باب ملاطفة اليتيم، وقوله صلى الله عليه وسلم:«يَا أَبَا بَكْرٍ، لَئِنْ كُنْتَ أغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أغْضَبْتَ رَبَّكَ» .
أي: وكلا الحديثين يدلان على تحريم إيذاء الصالحين، والضعفة، والمساكين بخصوصهم، ومثلهم سائر المؤمنين لحرمة الإيمان وشرفه.
[389]
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ، فَهُوَ في ذِمَّةِ الله، فَلا يَطْلُبَنَّكُمُ الله