الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن حبان
(1)
: لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات؟!
قال ابن القيم رحمه الله: وقد روى ابن ماجه في «سننه»
(2)
من حديث داود بن عطاء المديني، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوَّلُ مَن يصافحه الحقُّ عمرُ، وأول من يسلِّم عليه، وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة» .
وداود بن عطاء هذا ضعيف عندهم
(3)
. وإن صح فلا تعارض بينهما، لأن الأولية في حق الصديق مطلقة، والأوليةَ في حق عمر مقيدة بهذه الأمور في الحديث.
4 -
باب في فضل الصحابة
549/ 4492 - عن زُرارة بن أوْفَى، عن عمران بن حصين رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرُ أمَّتِي القَرْن الذي بُعِثتُ فيهم، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يلونهم ــ والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ ــ ثم يظهر قومٌ يَشهدون ولا يُستَشهَدون، ويَنْذِرُون ولا يُوفون، ويَخونون ولا يُؤتَمَنون، ويفشو فيهم السِّمَنُ» .
(1)
في «المجروحين» (2/ 456).
(2)
برقم (104).
(3)
قال أحمد: ليس بشيء لا يُحَدَّث عنه، وقال البخاري والرازيان: منكر الحديث. انظر: «التاريخ الكبير» (3/ 243 - 244)، و «الجرح والتعديل» (3/ 420 - 421).
وقد ذكر الذهبي حديثه هذا في ترجمته في «الميزان» (2/ 12) وقال: منكر جدًّا. وللحديث طرق أخرى ولكنها واهية. انظر: «الضعيفة» للألباني (2485).
وأخرجه مسلم والترمذي
(1)
. وقد أخرجه البخاري ومسلم والنسائي
(2)
من حديث زَهدَم بن مُضرِّب عن عمران بن حصين.
قال ابن القيم رحمه الله: هذا الحديث قد روي من حديث عمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة، والنعمان بن بشير.
فأما حديث عمران فمتفق عليه، واختلف في لفظه، فأكثر الروايات أنه ذكر بعد قرنه قرنين، ووقع في بعض طرقه في «الصحيح»
(3)
: «ثم الذين يلونهم» ثلاث مرات، ولعل هذا غير محفوظ، فإن عمران قد شك فيه وقال:«لا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا» .
وأما حديث عبد الله بن مسعود، فأخرجاه في «الصحيحين»
(4)
ولفظه: «خير أمتي القرن الذين يَلُوني
(5)
، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه».
وفي لفظ لهما
(6)
: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: «قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» .
(1)
أبو داود (4657)، ومسلم (2535/ 214)، والترمذي (2222).
(2)
البخاري (2561، 3650، 6428، 6695)، ومسلم (2535/ 215)، والنسائي (3809).
(3)
«صحيح مسلم» (2535/ 214).
(4)
البخاري (2652)، ومسلم (2533/ 210) واللفظ له.
(5)
ط. الفقي: «يلونني» خلافًا للأصل و «صحيح مسلم» .
(6)
البخاري (6658)، ومسلم (2533/ 211).
ولم يختلف عليه في ذكر «الذين يلونهم» مرتين
(1)
.
وأما حديث أبي هريرة فرواه مسلم في «صحيحه»
(2)
، ولفظه:«خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم» ، والله أعلم: أذكر الثالث أم لا؟ قال: «ثم يخلف قوم يحبون السَّمانة
(3)
، يَشهدون قبل أن يُستشهَدوا».
فهذا فيه قرن واحد بعد قرنه، وشك في الثالث، وقد حفظه عبد الله بن مسعود وعمران وعائشة.
وأما حديث عائشة فرواه مسلم
(4)
أيضًا عنها قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: «القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث» .
وأما حديث النعمان بن بشير فرواه ابن حبان في «صحيحه»
(5)
، ولفظه: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ق 233]«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم» .
فقد اتفقت الأحاديث على قرنين بعد قرنه، إلا حديث أبي هريرة فإنه شك فيه.
(1)
إلا أنه في طريقٍ عند مسلم (2533/ 212) شكَّ الراوي بعد ذكره مرّتين فقال: «فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يتخلّف من بعدهم خَلْف
…
» إلخ. وهو طريق معلّ فضلًا عن كونه مخالفًا لسائر الطرق التي فيها الجزم بذكره مرّتين، ولعله لذا أخرّه مسلم عند سياق طرق الحديث ومتابعاته. انظر:«العلل» للدارقطني (810).
(2)
برقم (2534/ 213).
(3)
أي السِّمَن كما في حديث عمران، وتحرّف في ط. الفقي إلى «الشَّماتة» !
(4)
برقم (2536).
(5)
برقم (6727)، وأخرجه أحمد (18348) أيضًا.
وأما ذكر القرن الرابع فلم يُذكر إلا في رواية في حديث عمران، لكن في «الصحيحين»
(1)
له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال:«يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس. فيقال لهم: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من رأى مَن صحب مَن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم» . فهذا فيه ذكر قرنين بعده، كما في الأحاديث المتقدمة. ورواه مسلم
(2)
فذكر ثلاثة بعده، ولفظه: «يأتي على الناس زمان يُبعَث منهم البعثُ فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به. ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيكم من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم. ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم
(3)
. ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح له
(4)
».
(1)
البخاري (2897، 3594، 3649)، ومسلم (2532/ 208).
(2)
برقم (2532/ 209).
(3)
«فيفتح لهم» ليس في المطبوع من «صحيح مسلم» ، ولا فيما وقفت عليه من نُسَخِه الخطية.
(4)
كذا في الأصل، وهو كذلك في نسخ «صحيح مسلم» الخطية التي وقفت عليها، وفي مطبوعته المتداولة:«فيفتح لهم به» .