المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب في الرؤية - تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم - جـ ٣

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب العتاق

- ‌ في المكاتَب يؤدِّي بعض كتابته فيعجِز أو يموت

- ‌ باب فيمن أعتق نصيبًا له من مملوك

- ‌ باب من ذكر السعاية في هذا الحديث

- ‌ باب فيمن روى أنه لا يُستَسعى

- ‌ باب فيمن ملك ذا رحم مَحْرَم منه

- ‌ باب عتق أمهات الأولاد

- ‌ باب فيمن أعتق عبدًا له مال

- ‌ باب أي الرقاب أفضل

- ‌كتاب الحمّام

- ‌ باب التعرِّي

- ‌كتاب اللباس

- ‌ ما جاء في الأقبية

- ‌ باب في الحُمرة

- ‌ باب ما جاء في إسبال الإزار

- ‌ باب من روى أن لا يُنتفع من الميتة بإهاب

- ‌كتاب الترجّل

- ‌ باب في إصلاح الشعر

- ‌ باب ما جاء في خضاب السواد

- ‌كتاب الخاتم

- ‌ باب ما جاء في ترك الخاتم

- ‌ باب في الذهب للنساء

- ‌كتاب الفتن

- ‌ ذكر الفتن ودلائلها

- ‌كتاب المهدي

- ‌كتاب الحدود

- ‌ باب في المحاربة

- ‌ باب في الحد يُشفَع فيه

- ‌ باب إذا سرق مرارًا

- ‌ باب الرجم

- ‌ باب في المرأة التي أُمِر برجمها من جُهَينة

- ‌ باب الرجل يزني بمحارمه

- ‌كتاب الديات

- ‌ باب ترك القَوَد بالقسامة

- ‌قاعدة الشرع: أن اليمين تكون في جَنْبةِ أقوى المتداعِيَين

- ‌ باب لا يُقاد المسلم بالكافر

- ‌ باب القصاص من اللطمة

- ‌ باب عفو النساء

- ‌ باب الدية كم هي

- ‌ باب في دية الذمي

- ‌ باب لا يُقتصَّ من الجرح قبل الاندمال

- ‌ باب من اطَّلع في بيت قوم بغير إذنهم

- ‌كتاب السنة

- ‌ باب افتراق الأمة بعد نبيها

- ‌ باب النهي عن الجدال

- ‌ باب في الخلفاء

- ‌ باب في فضل الصحابة

- ‌ باب في التخيير بين الأنبياء

- ‌ باب في رد الإرجاء

- ‌ باب في القدَر

- ‌ باب في ذَراريِّ المشركين

- ‌ باب في الرد على الجهمية

- ‌ باب في الرؤية

- ‌ باب في القرآن

- ‌ باب في الشفاعة

- ‌ باب الحوض

- ‌ باب في المسألة وعذاب القبر

- ‌ باب الميزان

- ‌ باب في قتال الخوارج

- ‌كتاب الأدب

- ‌ باب في الحلم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ باب في حسن الخلق

- ‌ باب في الرجل يقوم للرجل عن مجلسه

- ‌ باب الهدي في الكلام

- ‌ باب في تنزيل الناس منازلهم

- ‌ باب كفارة المجلس

- ‌ باب الرجل يضع إحدى رجليه على الأخرى

- ‌ باب مَن ردّ عن مسلم غيبة

- ‌ باب النهي عن سب الموتى

- ‌ باب الحسد

- ‌ باب اللعن

- ‌ باب في تغيير الأسماء

- ‌ باب في حفظ المنطق

- ‌ باب صلاة العَتَمة

- ‌ باب من الرخصة في ذلك

- ‌ باب في المزاح

- ‌ باب ما جاء في الشِّعر

- ‌ باب الرؤيا

- ‌ باب ما جاء في تشميت العاطس

- ‌ بابٌ كم يشمَّت العاطس

- ‌ باب فيمن عطس ولم يحمد الله

- ‌ باب ما يقول إذا أصبح وأمسى

- ‌ باب في الصبي يولد فيؤذَّن في أذنه

- ‌ في الوسوسة

- ‌ في التفاخر بالأحساب

- ‌ باب إخبار الرجل بمحبته

- ‌ باب في برّ الوالدين

- ‌ باب فضل من عال يتيمًا وحق الجار

- ‌ باب في حق المملوك

- ‌ باب في إفشاء السلام

- ‌ باب السلام على أهل الذمة

- ‌ باب في المصافحة

- ‌ باب ما جاء في القيام

- ‌ في قُبلة [اليد]

- ‌ باب جعلني الله فداك

- ‌ في الرجل يقوم للرجل

- ‌ باب في قتل الأوزاغ

الفصل: ‌ باب في الرؤية

10 -

‌ باب في الرؤية

573/ 4561 - عن جرير بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه، قال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جُلوسًا فنظر إلى القمر ليلة أربعَ عشرة فقال: «إنّكُم سَتَرَون ربَّكم كما ترون هذا، لا تُضَامُونَ

(1)

في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوع الشمس وقبلَ غروبها فافعلوا». ثم قرأ هذه الآية:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].

وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

(2)

.

574/ 4562 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ناس: يا رسول الله، أنَرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال:«هل تُضَارُّونَ في رؤية الشمس في الظَّهيرة، ليست في سحابة؟» قالوا: لا، قال:«هل تُضَارُّون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس فيه سحابة؟» قالوا: لا، قال:«والذي نفسي بيده لا تضَارُّون في رؤيته إلا كما تُضارون في رؤية أحدهما» .

(1)

أي لا يلحقكم ضيم ــ وهو الظلم ــ من كثرة الزحام فيراه بعضكم دون بعض. ويضبط أيضًا بتشديد الميم، من «الضمّ» ، وفيه وجهان: ضمّ التاء وفتحها، على تُفاعِلون وتتفاعلون (بحذف إحدى التاءين تخفيفًا)، أي لا تُزاحِمون أو لا تتزاحمون. انظر:«النهاية» (ضمم)، و «فتح الباري» لابن رجب (4/ 321).

(2)

أبو داود (4729)، والبخاري (554 ومواضع أخرى)، ومسلم (633)، والترمذي (2551)، والنسائي في «الكبرى» (11267)، وابن ماجه (177).

ص: 289

وأخرجه مسلم

(1)

.

575/ 4563 - وعن أبي رَزين العقيلي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أكلُّنا يرى ربَّه؟ ــ قال ابنُ معاذ (وهو عبيد الله):مُخْلِيًا به يوم القيامة ــ وما آيةُ ذلك في خَلْقه؟ قال: «يا أبا رَزِين، أليس كُلُّكم يرى القمر؟» ــ قال ابن معاذ: «ليلة البدر مُخْلِيًا به؟» ثم اتفقا ــ قلت: بلى، قال:«فالله أعظم» . قال ابن معاذ: قال: «فإنما هو خَلْقٌ من خلقِ الله، فالله أعظم» ــ.

وأخرجه ابن ماجه

(2)

.

576/ 4564 - وعن سُلَيم بن جُبير مولى أبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله تعالى: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضعُ إبهامه على أُذنه، والتي تليها على عينه، قال أبو هريرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه. قال ابن يونس (وهو محمد النسائي): قال المُقرئ (وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد): وهذا رد على الجهمية

(3)

.

(1)

أبو داود (4730)، ومسلم (182، 2968). وهو عند البخاري (6573) أيضًا.

(2)

أبو داود (4731)، وابن ماجه (180) من طريق يعلى بن عطاء عن وكيع بن حُدُس عن أبي رزين به. وإسناده حسن، وقد سبق الكلام عليه في التعليق على حديث العَماء في الباب السابق.

(3)

«سنن أبي داود» (4728). والحديث أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (49، 50)، وابن حبان (265)، والحاكم (1/ 24) وصححه على شرط مسلم، وكذا الحافظ أبو محمد الخلّال (ت 439) والحافظ ابن حجر. انظر:«إبطال التأويلات» (ص 383) و «الفتح» (13/ 373).

ص: 290

قال ابن القيم رحمه الله: قد أخرجا في «الصحيحين»

(1)

عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جنتان من فضّةٍ آنيتهُما وما فيهما، وجنتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن» .

وفي «صحيح مسلم»

(2)

عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيّض وجوهنا؟ ألم تُدخِلْنا الجنة وتُنْجِنا من النار؟» قال: «فيكشف الحجاب، فما أُعطُوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل» ، ثم تلا هذه الآية:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26].

وفي «الصحيحين»

(3)

عن أبي هريرة أن ناسًا قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل تُضارُّون في القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا يا رسول الله، قال: «هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

(4)

؟» قالوا: لا، قال:«فإنكم ترونه كذلك» .

وفي «الصحيحين»

(5)

مثله من حديث أبي سعيد.

(1)

البخاري (4878، 7444)، ومسلم (180).

(2)

برقم (181).

(3)

البخاري (6573، 7437)، ومسلم (182).

(4)

في الأصل والطبعتين: «حجاب» ، تصحيف. والمثبت من «الصحيحين» .

(5)

البخاري (4581، 7439)، ومسلم (183).

ص: 291

وقد روى الترمذي في «جامعه»

(1)

من حديث إسرائيل عن ثوير

(2)

قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أدنى أهل الجنة منزلةً لَمَن ينظر إلى جِنانه وأزواجه وخَدَمه وسُرُره مسيرةَ ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غَدوةً وعشيةً» ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23]. قال: هذا حديث حسن غريب

(3)

، وقد رواه غير واحد مثل هذا عن إسرائيل مرفوعًا. وروى عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر قولَه، ولم يرفعه

(4)

. وروى عبيد الله

(5)

الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قولَه لم يرفعه

(6)

.

وقد روى أحاديث الرؤية عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه، منهم: جرير بن عبد الله، وأبو رزين العقيلي، وأبو هريرة، وأبو سعيد، وصهيب، وجابر، وأبو موسى، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وأنس بن

(1)

برقم (2553، 3330)، وأخرجه أحمد (5317)، وأبو يعلى (5712)، من طرق عن إسرائيل به. وإسناده ضعيف لضعف ثُوير بن أبي فاختة، ولذا قال الترمذي:«حديث غريب» ولم يحسّنه، وضعَّفه الدارقطني والذهبي والهيثمي. انظر:«العلل» (2851)، و «تلخيص المستدرك» (2/ 509)، و «مجمع الزوائد» (10/ 410).

(2)

في الأصل: «ثور» ، تصحيف. وسيأتي على الصواب قريبًا.

(3)

كذا، والتحسين ليس في مطبوعة الترمذي، ولا نسخة الكروخي الشهيرة.

(4)

اختلف فيه على ابن أبجر، فرواه بعضهم عنه فلم يرفعه كما عند ابن أبي شيبة (35134)، ورواه بعضهم فرفعه كما عند أحمد (4623) والحاكم (2/ 509). وانظر:«العلل» للدارقطني (2851).

(5)

في الأصل وط. الفقي: «عبد الله» ، خطأ.

(6)

أخرجه الترمذي عقب الحديث السابق، والطبري في «تفسيره» (23/ 509).

ص: 292

مالك، وعدي بن حاتم، وعمار بن ياسر، وزيد

(1)

بن ثابت الأنصاري، وابن عمرو

(2)

.

وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق في قول الله عز وجل: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، قال:«الزيادة النظر إلى الله عز وجل»

(3)

.

ورواه أبو إسحاق عن مسلم بن يزيد عن حذيفة

(4)

.

(1)

في الأصل وط. الفقي: «عمرو» ، وهو سبق قلم، فإن عمرو بن ثابت بن وَقْش الأنصاري استشهد بأُحُد ولم يروِ شيئًا، والتصويب من «حادي الأرواح» للمؤلف (2/ 625).

(2)

سقطت الواو الفارقة من الأصل وط. الفقي، وابن عمر قد سبق اسمه.

انظر: أحاديث هؤلاء الصحابة وغيرهم مع تخريجها في «حادي الأرواح» للمؤلف (2/ 625 - 685)، وجلُّها مخرجة في «الرؤية» للدارقطني.

(3)

أخرجه ابن أبي عاصم (483) وعبد الله (454) كلاهما في «السنة» ، والطبري في «تفسيره» (12/ 156)، وابن خزيمة في «التوحيد» (371) من طريق إسرائيل به.

وإسرائيل تابعه عليه غير واحد عن أبي إسحاق به، وخالفهم شعبة وسفيان فروياه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد مقطوعًا من قوله، والأشبه أن ذكر أبي بكر فيه محفوظ، كما قال الدارقطني في «العلل» (73). ورواية عامر عن أبي بكر مرسلة لأنه لم يُدركه، ولعله سمعه من سعيد بن نِمْران ــ وهو من المخضرمين ــ عن أبي بكر، كما صحّ ذلك في أثر آخر في تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال أبو بكر: هم الذين لم يشركوا بالله شيئًا. أخرجه الطبري (20/ 422 - 423). وانظر: «العلل» للدارقطني (65، 73)، و «الإصابة» (4/ 587).

(4)

أخرجه ابن أبي شيبة (35952)، وابن أبي عاصم (482) وعبد الله (456) كلاهما في «السنة» ، والطبري (12/ 157)، وإسناده حسن.

ص: 293

قال الحاكم أبو عبد الله

(1)

: وتفسير الصحابي عندنا مرفوع.

قال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد

(2)

، قال: سمعتُه وبلغه عن رجل أنه قال: إن الله لا يُرى في الآخرة، فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: من قال: إن الله لا يُرى في الآخرة فقد كفر، فعليه لعنة الله وغضبُه مَن كان من الناس، أليس الله عز وجل يقول:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة]، وقال:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]؟ فهذا دليل على أن المؤمنين يرون الله.

وقال حنبل بن إسحاق

(3)

: سمعت أبا عبد الله يقول: قالت الجهمية: إن الله لا يُرى في الآخرة، وقال الله عز وجل:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ، فلا يكون هذا إلا أن الله عز وجل يُرى، وقال:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، فهذا النظر إلى الله، والأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إنكم ترون ربكم» صحيحة، وأسانيدها غير مدفوعة، والقرآن شاهد أن الله يُرى في الآخرة.

(1)

في «المستدرك» (2/ 345) ولفظه: «

فإن الصحابي إذا فسّر التلاوة فهو مسند عند الشيخين». ونحوه في (1/ 27، 123) ومواضع أخرى. وانظر: «معرفة علوم الحديث» (النوع الخامس) له، فإن ظاهر كلامه فيه أنه خاص بما كان من قبيل أسباب النزول.

(2)

وأسنده عنه الآجري في «الشريعة» (2/ 986).

(3)

وأسنده عنه الآجري في «الشريعة» (2/ 986 - 987).

ص: 294

وقال أبو داود

(1)

: سمعتُ أحمد بن حنبل وذُكِر

(2)

عنده شيء في الرؤية فغضب وقال: من قال: إن الله لا يُرى، فهو كافر.

وقال العباس الدُّوري: سمعت أبا عبيد القاسم يقول وذُكِر عنده هذه الأحاديث في الرؤية فقال: هذه عندنا حق، نقلها الناس بعضهم عن بعض

(3)

.

وقال عبد الله بن وهب: قال مالك بن أنس: الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم

(4)

.

وقال المزني: سمعت ابن هَرِم القرشي يقول: سمعت الشافعي يقول في قول الله عز وجل: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] قال: فلما حجبهم في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا، قال: فقال له أبو النجم القزويني: يا أبا إبراهيم

(5)

، به [ق 254] تقول؟ قال: نعم، وبه أدين الله، فقام إليه عصام، فقبل رأسه، وقال: يا سيد الشافعيين، اليوم بيَّضتَ وجوهنا. ذكره الحاكم في «مناقب الشافعي»

(6)

.

(1)

في «مسائله» (ص 353)، ومن طريقه الآجري في «الشريعة» (2/ 987).

(2)

ط. المعارف: «يذكر» ، ورسم الأصل محتمل، والمثبت موافق للمصدرين المذكورين.

(3)

أسنده الآجري في «الشريعة» (2/ 988).

(4)

أسنده الآجري (2/ 984) بإسناد مسلسل بأئمة أعلام.

(5)

هو المُزَني.

(6)

وعن الحاكم أسنده البيهقي في «معرفة السنن» (1/ 191 - 192)، وعن غيره في «مناقب الشافعي» (1/ 420)، وإسناده صحيح. وابنُ هَرِم هو محمد بن إبراهيم بن هرم، ترجمته في «طبقات الشافعية الكبرى» (2/ 81). ونقل هذا الاستدلال عن الشافعي أيضًا صاحباه: الربيع بن سليمان، وابن عبد الحكم؛ أسنده من طريقهما اللالكائي في «شرح السنة» (810، 883) وغيره.

ص: 295

577/ 4566 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثُلثُ الليل فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يسألُني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟» .

وأخرجه الباقون

(1)

.

قال ابن القيم رحمه الله: وفي لفظ لمسلم

(2)

فيه: «ينزل الله عز وجل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلثُ الليل الأول فيقول: أنا المَلِك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له؟ فلا يزال كذلك حتى يُضيءَ الفجر» .

وفي لفظ آخر لمسلم

(3)

: «إذا مضى شَطْرُ الليل ــ أو ثلثاه ــ ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح» .

وفي لفظ آخر لمسلم

(4)

: «من يدعوني فأستجيبَ له؟ أو يسألني فأعطيه؟ ثم يقول: مَن يُقرض غير عديم ولا ظلوم؟» .

(1)

أبو داود (4733)، والبخاري (1145)، ومسلم (758)، والترمذي (446، 3498)، والنسائي في «الكبرى» (7720)، وابن ماجه (1366).

(2)

برقم (758/ 169).

(3)

برقم (758/ 170).

(4)

برقم (758/ 171).

ص: 296

وفي لفظ آخر له

(1)

: «ثم يبسط يديه تبارك وتعالى

(2)

: مَن يُقرض غير عديم

(3)

ولا ظلوم».

وفي «صحيح مسلم»

(4)

أيضًا عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يُمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ينزل

(5)

إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر».

قال الترمذي

(6)

: وفي الباب عن علي، وأبي سعيد، ورفاعة الجهني، وجبير بن مطعم، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وعثمان بن أبي العاص

(7)

. وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث من أوجه كثيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(8)

أنه قال: «ينزل الله عز وجل حين يبقى

(1)

بالرقم السابق.

(2)

زاد محقق ط. المعارف بعده بين الحاصرتين: «يقول» من مطبوعة «صحيح مسلم» ، ولا يوجد في أكثر نسخه الخطية، لاسيما «نسخة ابن خير» الشهيرة، والعبارة مستقيمة بدونه.

(3)

في مطبوعة «الصحيح» وما وقفت عليه من نسخه الخطية: «عَدُوم» ، قال النووي في «شرحه» (6/ 38):«هكذا في الأصول» ، إلا أنه أُثبت في هامش بعض النسخ الخطية المتأخرة:«عديم» إشارةً إلى أنه هكذا في بعض الأصول المقابَل عليها.

(4)

برقم (758/ 172).

(5)

في الطبعتين: «نزل» خلافًا للأصل، والمثبت منه موافق لبعض نسخ مسلم.

(6)

عقب الحديث (446)، ولفظه: «

حين يمضي ثلث الليل الأول».

(7)

انظر أحاديث هؤلاء في «النزول» للدارقطني، و «نزهة الألباب في قول الترمذي: وفي الباب» للوائلي (2/ 898 وما بعدها).

(8)

بعده في الأصل و (هـ): «وروي عنه» ، وليس في «جامع الترمذي» ، والعبارة مستقيمة بدونه، بل إثباته يوهم خلاف المعنى المقصود.

ص: 297

ثلث الليل الآخر»، وهو أصح الروايات. آخر كلامه.

وفي الباب عن عبادة بن الصامت

(1)

(2)

.

قال عبّاد بن العوّام: قدم علينا شريكٌ واسطَ، فقلنا له: إن عندنا قومًا ينكرون هذه الأحاديث أن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا، فقال شريك: إنما جاءنا بهذه الأحاديث من جاءنا بالسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة والصيام والزكاة والحج، وإنما عرفنا الله عز وجل بهذه الأحاديث

(3)

.

قال الشافعي في رواية الربيع

(4)

: وليس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا

(1)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6079) والآجري في «الشريعة» (3/ 1143)، وفي إسناده انقطاع. انظر:«مجمع الزوائد» (10/ 157) و «فتح الباري» (13/ 468).

(2)

بياض في الأصل قدر نصف سطر، وكتب في الهامش:«بياض» إشارة إلى أنه كان هكذا في كتاب المؤلف، ولعل المؤلف أراد تعداد أسماء الصحابة الذين روي عنهم حديث النزول ممن لم يذكرهم الترمذي فلم يستحضرهم حينها فترك بياضًا ليملأه فيما بعد. فهاكموها: جابر بن عبد الله، وابن عباس، وعقبة بن عامر، وعمرو بن عبسة، وسلمة الأنصاري؛ وأحاديثهم مخرّجة عند الدارقطني في «كتاب النزول» ، عدا حديث ابن عباس فأخرجه الدارمي في «الرد على الجهمية» (ص 79) وابن أبي عاصم في «السنة» (525) بإسناد حسن.

(3)

أسنده عبد الله في «السنة» (493)، والآجري في «الشريعة» (3/ 1126) واللفظ له، وابن منده في «التوحيد» (523).

(4)

أسنده من طريقه الآجري (3/ 1127)، وهو في «الأم» (3/ 286)، وفي سياقه تحريف يُصحّح من «الشريعة» .

ص: 298

اتباعها بفرض الله عز وجل، والمسألة بكيف في شيء قد ثبتت فيه السنة ما لا يَسَع عالمًا.

وقال مُطرِّف: سمعت مالكًا يقول إذا ذُكر عنده الزائغون في الدين: قال عمر بن عبد العزيز: «سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاةُ الأمور بعده سُنَنًا، الأخذُ بها اتباع لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله، ليس لأحدٍ من الخلق تغييرُها ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولَّاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا»

(1)

.

وقال إسحاق بن منصور

(2)

: قلت لأحمد بن حنبل: «ينزل ربنا كل ليلة حين

(3)

يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا»، أليس تقول بهذه الأحاديث:«ويرون أهل الجنة ربهم» ، و «لا تقبّحوا الوجه»

(4)

، و «اشتكت

(1)

أسنده الآجري (1/ 408، 3/ 1128) وعنه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (620)، وإسناده صحيح.

ورواه أيضًا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، أسنده عبد الله (743) والخلال (1329) كلاهما في «السنة» عن الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي به.

ورواه أيضًا ابن القاسم عن مالك، أسنده ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (242).

(2)

في «مسائله» (2/ 535)، وأسنده عنه الآجري (3/ 1127).

(3)

في الأصل والطبعتين: «حتى» ، تصحيف.

(4)

وتمامه: «فإن الله خلق آدم على صورته» ، وفي لفظ:«على صورة الرحمن» . أخرجه ابن أبي عاصم (530) وعبد الله (482) كلاهما في «السنة» ، والطبراني في «الكبير» (12/ 430)، والحاكم (2/ 319) من حديث عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر.

وقد اختلف فيه، فصححه إسحاق بن راهويه والحاكم، وأعله غيره بالإرسال. انظر:«المنتخب من علل الخلال» (168)، و «علل الدارقطني» (3077). ويُغني عنه حديث أبي هريرة عند مسلم (2612):«إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته» .

ص: 299

النار إلى ربها»

(1)

، و «أن موسى لَطَم عين مَلَك الموت»

(2)

؟ فقال أحمد: هذا كله صحيح. قال إسحاق: ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي.

فإن قيل: فكيف تصنعون فيما رواه النسائي

(3)

: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدثني عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو إسحاق، حدثنا أبو مسلم الأغر قال: سمعت أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يُمهل حتى يمضي شطرُ الليل الأول، ثم يأمر مناديًا ينادي ويقول: هل من داعٍ يستجاب له؟ هل من مستغفر

(1)

تمامه كما في «المسائل» و «الشريعة» : «حتى يضع الله فيها قدمه» ، وهو المعنيّ بالسؤال. أخرجه البخاري (7449) ومسلم (2846) من حديث أبي هريرة، وأخرجاه (خ 4848، م 2848) أيضًا من حديث أنس.

تنبيه: حديث أنس أوله: «لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد

»، حديث أبي هريرة أوله عند البخاري: «اختصمت الجنة والنار إلى ربّهما

»، وعند مسلم: «تحاجّت النار والجنة

»، فاللفظ الذي ذكره إسحاق في سؤاله (اشتكت النار

) هو من باب الرواية بالمعنى، وليس مراده البتة حديث: «اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضًا فأذنْ لي بنفَسَين

» كما توهّمه محقق ط. المعارف في التخريج.

(2)

أخرجه البخاري (1339) ومسلم (2372) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

في «الكبرى» (10243)، وأخرجه أبو يعلى (5936) من طريق آخر عن حفص بن غياث به، وفي لفظه نكارة، وهي قوله:«ثم يأمر مناديًا ينادي» ، فإنه مخالف لما في سائر الطرق عن أبي إسحاق عن الأغر، ومخالف لسائر الطرق عن أبي هريرة. انظر:«الضعيفة» للألباني (3897).

ص: 300