الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
وفي «الصحيحين»
(1)
عن أبي هريرة أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال:«لا تغضب» ، فردد مرارًا، قال:«لا تغضب» .
وفي «الصحيحين»
(2)
عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله [ق 262] عليه وسلم قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير» .
وفيهما
(3)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الحياء شعبة من الإيمان» .
وفي «الصحيحين»
(4)
عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه.
2 -
باب في حسن الخلق
(5)
600/ 4630 - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤمن لَيُدرِك بحسن خُلُقه درجةَ الصائم القائم»
(6)
.
(1)
البخاري (6116)، ولم يخرجه مسلم.
(2)
البخاري (6117)، ومسلم (37).
(3)
البخاري (9)، ومسلم (35).
(4)
البخاري (3562، 6102)، ومسلم (2320).
(5)
هذا الباب بأحاديثه ثابت في نسخة (هـ)، ولم يُشر إليه المجرد في الأصل فصار كلام المؤلف الآتي فيه متصلًا بما سبق، فأحدث لبسًا كما في ط. الفقي (7/ 160) وط. المعارف (5/ 2309) حيث اتصل تعليق المؤلف الآتي على حديث أبي الدرداء: «وزاد الترمذي
…
» بحديث أبي سعيد المتقدم آنفًا.
(6)
«سنن أبي داود» (4798)، وأخرجه أحمد (24355)، وابن حبان (480)، والحاكم (1/ 60)، من حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عائشة.
في إسناده انقطاع، قال أبو حاتم: المطلب لم يُدرك عائشة. و له شواهد تعضده وتُقوِّيه. انظر: «العلل» للدارقطني (2841)، و «السلسلة الصحيحة» (522، 794)، و «الأنيس الساري» (5/ 4649 - 4653).
601/ 4631 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء في الميزان أثقلُ من حسن الخلق» .
وأخرجه الترمذي
(1)
وقال: حسن صحيح.
قال ابن القيم رحمه الله: وزاد الترمذي: «وإن الله يبغض الفاحش البذيء» .
602/ 4632 - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم بِبَيتٍ في رَبَض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكَذِب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّنَ خُلُقَه»
(2)
.
[قال ابن القيم رحمه الله: وهو حديث صحيح]
(3)
.
603/ 4633 - عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة الجَوَّاظُ ولا الجَعْظَرِيُّ» . قال: والجوَّاظ: الغليظ الفظُّ.
وأخرجه البخاري ومسلم بنحوه أتم منه، وليس في حديثهما:«الجعظري» .
وقيل: «الجواظ» الكثير اللحم المختال في مِشيته، وقيل: الجموع المنوع، وقيل: القصير البَطِن، وقيل: الجافي القلب، وقيل: الفاجر، وقيل: الأكول. و «الجعظري» : الفظ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي لا يُصدَّع رأسه، وقيل: هو
(1)
أبو داود (4799)، والترمذي (2002). وأخرجه أيضًا أحمد (27496) وابن حبان في «صحيحه» (481).
(2)
«سنن أبي داود» (4800).
(3)
قوله: «وهو حديث صحيح» ليس في الأصل، واستدركته من (هـ).
الذي يتمدَّح وينتفخ بما ليس عنده، وفيه قِصَر
(1)
.
قال ابن القيم رحمه الله: [وفي «صحيح مسلم»
(2)
عن عبد الله بن عمرو قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا مُتفحِّشًا، وكان يقول:«إن مِن خياركم أحاسِنَكم أخلاقًا» . ورواه البخاري]
(3)
.
وفي «صحيح مسلم»
(4)
عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: «البِرُّ: حسنُ الخلق، والإثم: ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس» .
وروى الترمذي
(5)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: «الفم والفرج» ، وقال: حديث حسن صحيح
(6)
.
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خيركم لنسائكم» . رواه الترمذي
(7)
وقال: حسن صحيح.
(1)
هذه الفقرة من كلام المنذري تصرَّف فيها المؤلف يسيرًا، كما في نسخة (هـ)، ولكن لم يتبيّن أكثره للبلل الذي أصابه، فأثبتها على ما هي عليه في «المختصر» .
(2)
برقم (2321). وأخرجه البخاري (3559، 6029، 6035).
(3)
هذه الفقرة ليست في الأصل، وإنما استدركتها من (هـ).
(4)
برقم (2553).
(5)
برقم (2004) وصححه، وأخرجه أحمد (7907)، وابن ماجه (4246)، وابن حبان (476)، والحاكم (4/ 324).
(6)
كذا في الأصل، وفي «مستخرج الطوسي» (1585) مثله بزيادة «غريب» في آخره، وفي مطبوعة «الجامع» ونسخة الكروخي (ق 135) و «تحفة الأشراف» (10/ 423):«صحيح غريب» .
(7)
برقم (1162)، وأخرجه أيضًا أحمد (7402)، وابن حبان (4176). وأخرجه أبو داود (4682)، والحاكم (1/ 3) مختصرًا دون شطره الأخير.
وفي الترمذي
(1)
أيضًا عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن مِن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يومَ القيامة أحاسِنَكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إلي وأبعدَكم مني الثَّرثارون والمتشدقون والمُتفَيهِقون» ، قالوا يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدّقون، فما المتفيهقون؟ قال:«المتكبرون» . قال الترمذي: حديث حسن.
والثرثار هو الكثير الكلام تكلفًا، والمتشدّق المتطاول على الناس بكلامه الذي يتكلم بمِلء فيه تفاصُحًا وتفخيمًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق أصله من الفَهَق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه تكثّرًا وارتفاعًا وإظهارًا لفضله على غيره.
قال الترمذي
(2)
: قال عبد الله بن المبارك: حُسن الخلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفّ الأذى.
وقال غيره: حسن الخلق قسمان:
أحدهما: مع الله عز وجل، وهو أن يعلم أن كل ما يأتي منك يوجِب عذرًا، وكل ما يأتي من الله يوجب شكرًا، فلا تزال شاكرًا له معتذرًا إليه،
(1)
برقم (2018)، وإسناده حسن كما قال الترمذي، وله شاهدان من حديث أبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني رضي الله عنهما، فالأول أخرجه أحمد (8822) والبخاري في «الأدب المفرد» (1308)، وفي إسناده لين، والثاني أخرجه أحمد (17732) وابن حبان (482)، من رواية مكحول عن أبي ثعلبة، وهو مرسل.
(2)
برقم (2005). وروي أنه اجتمع السفيانان وفضيل بن عياض وابن المبارك فتذاكروا معنى حسن الخلق فاتفقوا على هذه الثلاث. انظر: «شعب الإيمان» (7708).
سائرًا إليه بين مطالعة منّته وشهود عيب نفسك وأعمالك.
والقسم الثاني: حسن الخلق مع الناس، وجِمَاعه أمران: بذل المعروف قولًا وفعلًا، وكف الأذى قولًا وفعلًا.
وهذا إنما يقوم على أركان خمسة: العلم، والجود، والصبر، وطِيب العُود، وصحة الإسلام.
أما العلم فلأنه به يَعرف معالِيَ الأخلاق وسَفْسافَها، فيمكنه أن يتصف بهذا ويتحلّى به، ويتركَ هذا ويتخلّى عنه.
وأما الجود فسماحة نفسه وبذلُها وانقيادُها لذلك إذا أراده منها.
وأما الصبر فلأنه إن لم يصبر على احتمال ذلك والقيام بأعبائه
(1)
لم يتهيأ له.
وأما طِيب العُود فأن يكون الله تعالى خَلَقه على طبيعة منقادة سهلة القياد، سريعةِ الاستجابة لداعي الخيرات. والطبائع ثلاثة: طبيعة حجرية صلبة قاسية، لا تلين ولا تنقاد؛ وطبيعة مائية هوائية سريعةُ الانقياد، مستجيبةٌ لكل داع، كالغصنِ أيُّ نسيمٍ مرّ يعطفه ــ وهاتان منحرفتان؛ الأولى لا تقبل، والثانية لا تحفظ ــ؛ وطبيعة قد جمعت اللين والصلابة والصفاء
(2)
، فهي تقبل بلينها، وتحفظ بصلابتها، وتدرك حقائق الأمور بصفائها، فهذه الطبيعة الكاملة التي ينشأ عنها كل خُلُق صحيح.
(1)
الأصل: «بأعبائها» ، والمثبت من (هـ).
(2)
وهي الطبيعة الزجاجية، انظر:«كتاب الروح» (2/ 677) و «الوابل الصيب» (ص 120 - 122) كلاهما للمؤلف.