الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
. وهذا يوافق رواية أبي هريرة، وعبيد بن رفاعة في حدّ ذلك بالثلاث.
وأما الترمذي فلفظه فيه: عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا شاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يرحمك الله» ، ثم عطس الثانية أو الثالثة
(2)
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هذا رجل مزكوم» . رواه من حديث سويد عن ابن المبارك عن عكرمة بن عمار. ثم قال: حدثنا محمد بن بشّار حدثنا يحيى بن سعيد
(3)
حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا أنه قال له في الثالثة: «إنك مزكوم» . قال الترمذي: وهذا أصح من حديث ابن المبارك، وقد روى شعبة عن عكرمة بن عمار هذا الحديث نحو رواية يحيى بن سعيد.
21 -
باب فيمن عطس ولم يحمد الله
642/ 4874 - عن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمَّتَ أحدَهما وترك الآخرَ، قال: فقيل: يا رسول الله، رجلان عَطَسَا فَشَمَّتَّ أحدهما ــ قال أحمد (وهو ابن يونس): فَسَمَّتَّ أحدهما ــ وتركت الآخر؟ فقال: «إنَّ هذا
(1)
رواته ثقات، ولكن متنه مخالف لسائر الروايات عن عكرمة بن عمّار في تكرار التشميت وفي جعله كله من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم. انظر:«الفتح» (10/ 605).
(2)
«أو الثالثة» ليس في نسخة الكروخي الخطية، ولا في النسخة التي كانت عند الحافظ ابن حجر كما في «الفتح» (10/ 605)، وأشار محقق ط. دار الصديق أن في بعض النسخ الخطية زيادة:«والثالثة» ، وكذلك عند المؤلف في «زاد المعاد» (2/ 402).
(3)
تحرّف الإسناد في ط. الفقي إلى: «محمد بن يسار، عن يحيى بن يسار، عن يحيى بن سعيد» !
حَمِدَ الله، وإنَّ هذا لم يحمَد الله».
وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي
(1)
.
قال ابن القيم رحمه الله: وقد تقدم
(2)
حديث أبي هريرة وفيه: «فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقًّا على كلّ مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله» .
وترجم الترمذي على حديث أنس: «باب ما جاء في إيجاب التشميت بحمد العاطس» ، وهذا يدل على أنه واجب عنده، وهو الصواب للأحاديث الصريحة والظاهرة في الوجوب من غير معارض والله أعلم:
فمنها: حديث أبي هريرة، وقد تقدم.
ومنها: حديثه الآخر: «خمس تجب للمسلم على أخيه» ، وقد تقدم.
ومنها: حديث سالم بن عبيد، وفيه:«وليقل له من عنده: يرحمك الله»
(3)
.
ومنها: ما رواه الترمذي
(4)
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمسلم
(1)
أبو داود (5039)، والبخاري (6221، 6225)، ومسلم (2991)، والترمذي (2742).
(2)
لم يتقدم معنا، فلعل المؤلف كان قد ذكره في التعليق على بعض الأحاديث ففات المجرِّد نقله. وهو مخرّج في البخاري (6226).
(3)
أخرجه أحمد (23852)، وأبو داود (5031)، والترمذي (2740)، والنسائي في «الكبرى» (9982 - 9988)، وابن حبان (599)، والحاكم (4/ 267)، وفي إسناده اختلاف واضطراب وجهالة، وقد تقدّم في باب ما جاء في تشميت العاطس (ص 388 - 390).
(4)
برقم (2736)، وأخرجه أحمد (673)، والدارمي (2675)، وابن ماجه (1433) كلهم من طريق أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي.
والحارث يضعّف في الحديث على كثرة ملازمته لعلي وسعة روايته عنه، وحسّن الترمذي حديثه هذا لما له من الشواهد.
على المسلم ست بالمعروف: يُسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه». قال هذا حديث حسن، قد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تكلم بعضهم في الحارث الأعور، وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي أيوب، والبراء، وأبي مسعود.
ومنها: ما رواه الترمذي
(1)
عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله
(2)
على كل حال، وليقل الذي يرد عليه: يرحمك الله، وليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم».
فهذه أربع طرق من الدلالة: أحدها: التصريح بثبوت وجوب التشميت بلفظه الصريح الذي لا يحتمل تأويلًا.
الثاني: إيجابه بلفظ الحق.
الثالث: إيجابه بلفظة «على» الظاهرة في الوجوب.
(1)
برقم (2741)، وأخرجه أيضًا أحمد (23557)، والنسائي في «الكبرى» (9970)، والحاكم (4/ 266)، كلهم من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن عن أبي أيوب.
وأعله الترمذي والنسائي والدارقطني في «العلل» (403) والحاكم بمحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فإنه سيئ الحفظ وقد اضطرب في إسناده فتارة يقول: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة يقول: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
بعده في الأصل و (هـ) والطبعتين: «وليقل» ، وهي مقحمة تفسد السياق.