الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المال، والكرم التقوى». قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
26 -
باب إخبار الرجل بمحبته
650/ 4961 - عن حبيب بن عبيد ــ وهو الرَّحَبِي الشامي ــ عن المِقدام بن معديْكَرب وقد كان أدركه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أحَبَّ الرجلُ أخاه فليُخبِرْه أنه يحبُّه» .
وأخرجه النسائي والترمذي
(1)
، وقال: حسن صحيح غريب. آخر كلامه.
وقد روي من حديث أبي سعيد الخدري
(2)
، وفيه مقال.
ورواه منصور بن المعتمر، عن عبد الله بن مرّة، عن عبد الله بن عمر
(3)
.
وقد
(1)
أبو داود (5124)، والترمذي (2392)، والنسائي في «الكبرى» (9963)، وأخرجه أيضًا البخاري في «الأدب المفرد» (542)، وابن حبان (570)، والحاكم (4/ 171).
(2)
أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (766) والذهبي في «معجم شيوخه» (2/ 379)، وقال:«إسناده صالح» . وفي إسناده كثير بن زيد الأسلمي، وهو صدوق فيه لين كما قال أبو زرعة، وقال الإمام أحمد: ما أرى به بأسًا، وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوى يكتب حديثه، وقال النسائي: ضعيف.
(3)
أخرجه الخرائطي في «اعتلال القلوب» (471)، والطبراني في «الكبير» (13/ 207)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8595)، كلهم من طريق عبد الله الحَجَبي عن أبي عوانة عن منصور به.
ظاهر إسناده الصحة، ولكنه معلول، أخطأ فيه الحجبي فقلب إسناده، وقد أخبر هو بذلك ــ كما في «اعتلال القلوب» (472) ــ وذكر أن الصواب عن أبي عوانة عن أبي بَلْجٍ عن عمرو بن ميمون عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
روي عن ابن عمر من وجوه، هذا أصحُّها، وهو على شرط «الصحيحين» ولم يُخرجاه. وأخرجا
(1)
بإسناده حديثًا في النذور، وهو ما رواه منصور عن عبد الله مرّة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال:«إنه لا يردُّ شيئًا، ولكنه يُستخرج به من البخيل»
(2)
.
651/ 4962 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلًا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمرَّ به رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إني لأحِبُّ هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«أَعلَمْتَه؟» قال: لا، قال:«أَعلِمْه» ، قال: فلحِقَه فقال: إنِّي أحبُّك في الله، فقال: أحبَّك الذي أحببتَني له
(3)
.
فيه المبارك بن فَضالة أبو فضالة القرشي العدوي مولاهم البصري، وثقه عفان، واستشهد به البخاري، وضعَّفه الإمام أحمد وابن معين والنسائي، وتكلم فيه غيرهم
(4)
.
(1)
البخاري (6608) ومسلم (1639/ 2، 4).
(2)
الكلام السابق مثبت من (هـ)، أصله للمنذري في «المختصر» (8/ 22 - 23)، وقد تصرّف فيه المؤلف وزاد نص الحديث في النذر الذي كان المنذري أشار إليه نقلًا عن أبي الفضل المقدسي أنه مخرَّج في «الصحيحين» بالإسناد المذكور.
(3)
«سنن أبي داود» (5125) من طريق مبارك بن فَضالة، عن ثابت، عن أنس.
ومبارك فيه لين، ولكن تابعه عليه الحسين بن واقد عند أحمد (12430) وابن حبان (571). وخالفهما حمّاد بن سلمة فرواه عن ثابت عن حبيب بن أبي سُبَيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي في «الكبرى» (9940، 9941). ورواية حمّاد هي الصحيحة، كما قال أبو حاتم والنسائي والدارقطني، وأما غير حمّاد فوهم ولزم الطريق المشهورة: ثابت عن أنس. انظر: «العلل» لابن أبي حاتم (2237) وللدارقطني (2361).
(4)
انظر: «تهذيب التهذيب» (10/ 28 - 31).
قال ابن القيم رحمه الله
(1)
: أخرج الترمذي
(2)
عن يزيد بن نَعامة الضبّي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا آخى الرجلُ الرجلَ فليسألْه عن اسمِه واسمِ أبيه وممن هو، فإنه أَوصَل للمودة» . قال: هذا حديث غريب
(3)
.
652/ 4963 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، الرجلُ يحبُّ القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، قال:«أنت يا أبا ذر مع من أحببت» ، قال: فإني أحبُّ الله ورسوله، قال:«فإنك مع من أحببت» ، قال: فأعادها أبو ذر، فأعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
وفي «الصحيحين»
(5)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجلٍ أحبَّ قومًا ولمَّا يلحق بهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«المرءُ مع مَن أحبَّ» .
653/ 4964 - وعن ثابت، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرِحُوا بشيءٍ أشدَّ منه، قال رجلٌ: يا رسول الله، الرجلُ
(1)
لم يحدّد المجرد موضع تعليق ابن القيم من الباب، وساق هذا التعليق مع الذي يأتي بعده مساقًا واحدًا، والتحديد والفصل مستفاد من (هـ).
(2)
برقم (2392) وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم، ويُروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ولا يصحّ إسناده» .
(3)
لم يحدّد المجرد موضع تعليق ابن القيم في الباب، بل وساق هذا التعليق مع التعليق الآتي مساقًا واحدًا، والتحديد والفصل مستفاد من (هـ).
(4)
«سنن أبي داود» (5126). وأخرجه أيضًا أحمد (21379)، والبخاري في «الأدب المفرد» (351)، وابن حبان (556)، وسيأتي تصحيحه المؤلف له.
(5)
البخاري (6168، 6169) ومسلم (2640).
يحبُّ الرجلَ على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«المرءُ مع من أحبَّ» .
وأخرجه البخاري ومسلم
(1)
بمعناه وأتم منه.
قال ابن القيم رحمه الله: وفي «الصحيحين»
(2)
: عن أنس أن أعرابيًّا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أعددت لها؟» قال: حُبَّ الله ورسوله، قال:«أنت مع من أحببت» .
وفي رواية
(3)
: «ما أعددتُ لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله» .
وفي «الصحيحين»
(4)
عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرء مع من أحب» .
وروى الترمذي
(5)
من حديث زِرّ بن حُبَيش عن صفوان بن عسّال قال: جاء أعرابي جَهْوَرِيُّ الصوت قال: يا محمد، الرجل يحب القوم ولمّا يلحقْ بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«المرء مع من أحب» . قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(1)
أبو داود (5127)، والبخاري (6127)، ومسلم (2639).
(2)
البخاري (3688) ومسلم (2639/ 161).
(3)
البخاري (6171) ومسلم (2639/ 164).
(4)
البخاري (6170) ومسلم (2641).
(5)
برقم (2387)، وأخرجه أيضًا أحمد (18091)، والنسائي في «الكبرى» (11114)، وابن حبان (562).
وفي «صحيح مسلم»
(1)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابُّون بجلالي؟ اليوم أُظلّهم في ظلي يوم لا ظِلَّ إلا ظلّي» .
وفي الترمذي
(2)
عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «قال الله تعالى: المتحابُّون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» . قال: وفي الباب عن أبي الدرداء، وابن مسعود، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وأبي مالك الأشعري
(3)
، وهذا حديث حسن صحيح.
وفي «الصحيحين»
(4)
: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار» .
وفي «الصحيحين»
(5)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم
(1)
برقم (2566).
(2)
برقم (2390)، وأخرجه أيضًا أحمد (22002، 22064)، وابن حبان (577)، والحاكم (1/ 168 - 170).
(3)
انظر لهذه الأحاديث وتخريجها: «نزهة الألباب في قول الترمذي: وفي الباب» للوائلي (5/ 3204 - 3211). وأخرج أكثرَها ابنُ أبي الدنيا في أوائل كتاب «الإخوان» .
(4)
البخاري (16، 21، 6941) ومسلم (43).
(5)
البخاري (660) ومسلم (1031).
الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعتْه امرأةٌ ذات منصِب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».
وفي «صحيح مسلم»
(1)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» .
وروى مالك في «الموطأ»
(2)
بإسناد صحيح عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلتُ مسجد دمشقَ فإذا فتًى برّاقُ الثنايا وإذا الناس معه، وإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه، فسألت عنه؟ فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجّرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، فانتظرته [ق 270] حتى قضى صلاته، ثم جئته من قِبَل وجهه فسلّمت
(1)
برقم (54).
(2)
برقم (2744)، ومن طريقه أحمد (22030)، وابن حبان (575)، والحاكم (4/ 168 - 169).
وأخرجه أحمد (22002)، والطبراني في «الكبير» (20/ 81)، والحاكم (4/ 169 - 170) من طرق عن أبي إدريس الخولاني بأطول منه، وفيه أن معاذًا إنما حدّثه بحديث أن المتحابين على منابر من نور يغبطهم النبيون
…
إلخ، ثم لقي عبادةَ بن الصامت فحدّثه عبادةُ بالحديث القدسي: «حَقّت محبتي للمتحابين فيّ
…
» إلخ.
وأخرجه أحمد (22064) وابن حبان (577) إلا أن فيه أبا مسلم الخولاني بدل أبي إدريس. وانظر: «العلل» للدارقطني (986).
عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك، فقال: آلله؟ قلت: آلله، فقال: آلله؟ قلت
(1)
: آلله، فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه فقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين في» .
وفي «صحيح مسلم»
(2)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مَدْرَجَته مَلَكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه» .
وحديث: «المرء مع من أحب» رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب، وأبو سعيد الخدري، وأبو ذر، وصفوان بن عسّال، وعبد الله بن يزيد الخطمي، والبراء بن عازب، وعروة بن مُضرِّس، وصفوان بن قُدامة الجُمَحي، وأبو أمامة الباهلي، وأبو سريحة الغفاري، وأبو هريرة، ومعاذ بن جبل، وأبو قتادة الأنصاري، وعبادة بن الصامت، وجابر بن عبد الله، وعائشة، رضي الله عنهم.
فحديث أنس متفق عليه، وحديث ابن مسعود متفق عليه أيضًا، وكذلك حديث أبي موسى، وقد تقدّمت.
(1)
في الأصل: «قال» خطأ.
(2)
برقم (2567).
وأما حديث علي رضي الله عنه، فرواه أبو داود الطيالسي
(1)
عن شعبة عن مسلم الأعور عن حبّة العُرَني عن علي: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم؟ قال: «المرء مع مَن أحب» .
وأما حديث أبي سعيد الخدري، فرواه ابن أبي ليلى عن عطية العَوفي عنه مختصرًا:«المرء مع مَن أحب»
(2)
.
وأما حديث أبي ذر، فذكره أبو داود وإسناده صحيح.
وأما حديث صفوان بن عسّال، فرواه الترمذي وصححه، وقد تقدم.
وأما حديث عبد الله بن يزيد الخطمي، فرواه جماعة عن مسلم الأعور عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبيه أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره
(3)
.
وأما حديث البراء بن عازب، فرواه حسين بن منصور عن علي بن يزيد
(1)
برقم (154)، وأخرجه البزار (746) أيضًا، وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الأعور واضطرابه، فقد روي الحديث عنه من مسند عبد الله بن يزيد الخطمي أيضًا، وسيأتي.
(2)
لم أجده، على أن ابن أبي ليلى على سوء حفظه قد خولف فيه، خالفه حجاج بن أرطاة فرواه عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن ابن مسعود. أخرجه البزار (1439) والطبراني في «الكبير» (10/ 13) وأبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (1/ 221) وفي «كتاب المحبّين» كما في «الفتح» (10/ 558).
(3)
أخرجه أبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (2243)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (2/ 114)، وأبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (1/ 66)، من طرق عن مسلم الأعور به. وإسناده ضعيف لضعف مسلم الأعور، وقد اضطَرب في إسناده كما سبق.
الصُّدائي عن العَرْزَمي عن أبي إسحاق عن البراء
(1)
.
وأما حديث عروة بن مُضرّس، فرواه زيد بن الحريش عن عمران بن عيينة أخي سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي عنه مرفوعًا:«المرء مع مَن أحب»
(2)
.
وأما حديث صفوان بن قدامة، فرواه الطبراني في «المعجم الكبير»
(3)
من حديث موسى بن ميمون المَرَإيّ
(4)
عن أبيه ميمون بن موسى، عن أبيه،
(1)
لم أجده، وأخرجه الروياني في «مسنده» (313 ــ وفي إسناد المطبوع سقط وتصحيف)، وابن عساكر في «التاريخ» (5/ 483) من طريق الحسين بن علي بن يزيد الصُّدائي، عن أبيه، عن زكريا بن أبي زائدة (بدل العرزمي)، عن أبي إسحاق، عن البراء. إسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الصدائي، ولعل الاضطراب في تعيين اسمِ شيخه منه.
(2)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (17/ 154)، و «الأوسط» (2206)، و «الصغير» (59) من طريق زيد بن الحريش به.
وأخرجه ابن جُمَيع الصَّيداوي في «معجم شيوخه» (ص 299)، والخطيب في «التاريخ» (13/ 78) من طريق آخر عن عمران بن عيينة به. وإسناده لا بأس به في الشواهد.
(3)
(8/ 85)، وأخرجه أيضًا في «الأوسط» (2001) و «الصغير» (133) من هذا الطريق.
وأخرجه أبو عوانة في «مستخرجه» (678) ــ ومن طريقه الضياء في «المختارة» (8/ 48) ــ من طريق سليمان بن كرّاز، عن مهدي بن موسى بن عبد الرحمن بن صفوان عن أبيه به.
وكلا الإسنادين ضعيف لجهالة حال غير واحد من الرواة، فضلًا عن ضعف ميمون بن موسى في الأول وسليمان بن كرّاز في الثاني.
(4)
ط. المعارف: «المرائي» خطأ، وفي ط. الفقي:«المرئي» وهو صواب، ولكن رسمه في الأصل كما أثبتُّ، وهو كذلك في «الجرح والتعديل» (8/ 236)، وقد نصّ عبد الغني بن سعيد الأزدي في «مشتبه النسبة» (ص 73) أن الناس يكتبونه بالألف بين الراء والياء، وهو منسوب إلى امرئ القيس.
عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام وقال: إني أحبك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«المرء مع مَن أحب» .
قال الفلاس
(1)
:
ميمون صدوق ضعيف.
وأما حديث أبي أمامة الباهلي، فرواه محمد بن عرعرة وطالوت بن عبّاد عن فضَّال بن جبير عنه يرفعه:«لا يحب عبد قومًا إلا بعثه الله معهم»
(2)
.
وأما حديث أبي سَرِيحة، فمن رواية عبد الغفار بن القاسم ــ متروك ــ عن عمرو بن مُرّة عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن حِمَاز
(3)
عنه مرفوعًا: «المرء مع مَن أحب»
(4)
.
(1)
رسمه غير محرّر في الأصل، فتحرّف في (ش) والطبعتين إلى:«العلاء بن» ، فصارت العبارة في ط. الفقي:«قال: العلاء بن ميمون صدوق ضعيف» ، وفي ط. المعارف:«قال العلاء بن ميمون: صدوق ضعيف» !
وكلام عمرو بن علي الفلّاس في ميمون بن موسى المرَإي نقله الذهبي في «الميزان» (4/ 234) بلفظ: «صدوق لكنه ضعيف الحديث» . وهو بنحوه في «تهذيب الكمال» للمزي (7/ 296)، و «التكميل في الجرح والتعديل» لخَتَنه (1/ 304).
(2)
من طريق طالوت بن عبّاد أخرجه الطبراني في «الكبير» (8/ 315)، وإسناده واه، فضال بن جبير منكر الحديث يروي عن أبي أمامة ما ليس من حديثه.
(3)
في الطبعتين: «حماد» تصحيف. انظر: «الإكمال» لابن ماكولا (2/ 547).
(4)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (3/ 183)، والخطيب في «المتفق والمفترق» (3/ 1621). قال الهيثمي (10/ 284):«فيه عبد الغفار بن القاسم الأنصاري وهو كذّاب» .
وأما حديث أبي هريرة، فرواه غسّان بن الربيع عن موسى بن مُطَير عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا:«العبد عند ظنه بالله، وهو مع أحبابه يوم القيامة»
(1)
.
وأما حديث معاذ بن جبل، فروي عنه بإسناد لا يثبت مرفوعًا:«المرء مع مَن أحب»
(2)
.
وأما حديث أبي قتادة الأنصاري، فمن رواية ابن لهيعة حدثني أبو صخر عن يحيى بن النضر عن أبي قتادة
(3)
عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث أنس
(4)
.
وأما حديث عبادة بن الصامت، فرواه عبد القدوس بن محمد بن شعيب، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همّام عن قتادة عن أنس عن عبادة بن الصامت مرفوعًا:«المرء مع مَن أحب»
(5)
.
(1)
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (6/ 338) في ترجمة موسى بن مُطير، وهو متروك ذاهب الحديث، وكذّبه ابن معين.
(2)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (20/ 74)، وفي إسناده الخَصِيبُ بن جَحْدَر، وهو كذّاب.
(3)
في الأصل: «أبي هريرة» ، سهو.
(4)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (3/ 242) و «الأوسط» (107)، وإسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، ولأن الراوي عنه عبد الله بن عبّاد العبّاداني، قال الهيثمي: لم أعرفه. «مجمع الزوائد» (10/ 283).
(5)
لم أقف عليه، وفي إسناده وهم من بعض الرواة فالحديث أخرجه البخاري (6167) قال حدثنا عمرو بن عاصم، نا همّام، عن قتادة عن أنس؛ وليس فيه عبادة بن الصامت. وقد روي الحديث من طرق عن همّام به، ومن طرق عن قتادة، ومن طرق عن أنس، وليس في شيء منها ذكر عبادة بن الصامت رضي الله عنه. ولعل أحد الرواة اشتبه عليه إسناد هذا الحديث بحديث: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
…
»، فإنه رواه الشيخان وغيرهما من طريق همام عن قتادة عن أنس عن عبادة بن الصامت.
وهو في البخاري عن عمرو بن عاصم [عن همّام] عن قتادة عن أنس من حديثه.
وعبد القدوس هذا روى عنه البخاري.
وأما حديث جابر، فرواه الحارث بن أبي أسامة
(1)
من حديث عكرمة بن عمار، حدثني سعيد، حدثني جابر بن عبد الله، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، متى تقوم الساعة؟ قال:«فما أعددت لها؟» قال: والله يا رسول الله ما أعددتُ لها، إني لضعيف العمل، وإني أحب الله ورسوله، قال:«فأنت مع من أحببت» .
وسعيد إن كان ابنَ المسيب فمنقطع
(2)
، وإن كان ابنَ مِينا فقد أدرك جابرًا.
وأما حديث عائشة، فقال عبد الله: حدثنا هُدبة بن خالد، حدثنا همام
(1)
في «مسنده» ــ كما في «بغية الباحث» (1106) ــ فقال: نا عبد الله بن الرومي، نا عُبادة بن عمر (في المخطوط والمطبوع: عُمارة بن عمير، تحريف)، نا عكرمة
…
إلخ.
في إسناده لين، عُبادة بن عمر لم يوثّقه أحد، ولذا قال الحافظ:«مقبول» . وللحديث طريق آخر، أخرجه أحمد (14604) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مختصرًا بلفظ:«العبد مع من أحب» .
(2)
كذا، ولم يتبيّن وجه كونه منقطعًا فإن ابن المسيب قد أدرك جابرًا وسمع منه، ففي البخاري (4153) أنه قال: حدثني جابر.
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن شَيبة الخُضْري
(1)
عن عروة، عن عائشة مرفوعًا:«لا يحب أحدٌ قومًا إلا حُشر معهم يوم القيامة»
(2)
.
ورواه [ق 271] الطبراني في «معجمه»
(3)
أطول منه من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة ترفعه: «ثلاث أحلف عليهن، والرابعة لو حلفت لرجوت أن لا آثم: ما جعل الله ذا سهم في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولّى اللهَ عبد في الدنيا فيولّيه غيرَه يوم القيامة، والمرء مع من أحب، والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم: لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره يوم القيامة» . فقال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعتم بمثل هذا الحديث عن عروة عن عائشة فاحفظوه.
(1)
في الأصل والطبعتين: «الحضرمي» تصحيف. انظر: «مشتبه النسبة» (ص 26)، و «الإكمال» (3/ 161، 252)، و «تهذيب التهذيب» (4/ 378).
(2)
لم أجد رواية عبد الله ابن الإمام أحمد عن هدبة، وقد أخرجه أبو يعلى (4566) عن هدبة به مطولًا باللفظ الآتي. وأخرجه أيضًا أحمد (25121، 25271) وابن راهويه (863) والحاكم (1/ 19) من طرق عن همّام به مطوّلًا. وفي إسناده لين لجهالة شيبة الخُضْري فإنه لا يُعَرف.
وقد صحّ مثله مطولًا عن ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجه معمر في «الجامع» (20318) ــ ومن طريقه البيهقي في «شعب الإيمان» (8597) ــ، وأبو داود في «الزهد» (135)، وأبو يعلى (4567)، والطبراني في «الكبير» (9/ 176)، من طرق جياد بعضها مرفوع وسائرها موقوف، وهو أشبه.
(3)
لم أجده عند الطبراني، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 268) ــ ولعله في «كتاب المحبين» أيضًا ــ من هذا الطريق، وليس بمحفوظ من حديث الزهري عن عروة، وإنما يُعرف من حديث شيبة الخُضْري عن عروة.